تم نقل الموضوع إلى قسم الحوار مع الملحدين لمناسبته له
المشرف 1
نقلاً عن موقع قناة الجزيرة حيث تم نقاش موضوع عن الالحاد والملحدين وانقل اليكم وقائع هذا اللقاء
د. محمد العوضي
د. محمد سليم العوا
أحمد منصور
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة)
موضوع حلقة اليوم سبب أزمة برلمانية حكومية في الكويت لم تفلح الأجواء التي تمر بها المنطقة في انهائها، كما سبب مواجهات قضائية عديدة في مصر بين الأزهر الشريف وبين كتاب يطلبون الشهرة أحياناً أو المال والحماية الغربية أحياناً أخرى، أو كتاب يعبرون عن معتقدات أقرب ما تكون -في تصور المفكرين المسلمين - إلى الهجوم على الإسلام منها إلى الفكر والرأى. فقد انتشرت في الآونة الأخيرة الكتب التي تطعن في الذات الإلهية وتشكك في الإسلام وتطعن في أصوله القطعية بالإيمان بالله تعالي والنبوة واليوم الآخر، كما تستهزئ بالملائكة وتطعن في الأنبياء والرسل، وقد وصل عدد الكتب التي أوصي الأزهر الشريف بمصادرتها مؤخراً أكثر من مائتي كتاب. كما أن هناك مائة وستون كتاباً منعت الرقابة توزيعها في معرض الكتاب العربي الثاني والعشرون في الكويت إلا أنها وزعت ونفذت فوراً، مما دفع بعض أعضاء البرلمان الكويتي إلى توجيه استجواب إلى وزير الإعلام حول هذه المسألة . ورغم أن المعارك لم تتوقف منذ بداية القرن بين الكتاب المحرفين للدين وأصوله والمتصدين لهم إلا أن ظهور آيات سلمان رشدى الشيطانية قبل أكثر من تسع سنوات وحماية الغرب له دفع الكثيرين إلى أن ينهجوا نهجه ويقلدوا مسيره، تساؤلات عديدة حول هذه القضية الهامة والشائكة نطرحها على الباحث والكاتب الكويتي الأستاذ محمد العوضي وقبل أن نبدأ حوارنا نذكر مشاهدينا الراغبين في المشاركة بأرقام هواتف البرنامج 888840 /888841 أو 42 أما رقم الفاكس فهو 885999، مرحباً بيك يا أستاذ محمد.
محمد العوضي: أهلاً وسهلاً.
أحمد منصور: الحقيقة أبدأ معك من التصور القائم الآن أو التشابك القائم الآن بين الكتاب الذين لهم أطروحات يقولون أنها أطروحات مستنيرة ويطلقون على أنفسهم تيار.. التيار الإسلامي المستنير ويسمون الأطراف الأخرى التي تهاجم هذه الأفكار بالمفكرين أو الكتاب الظلاميين و.. على اعتبار أنهم يقابلون المستنسرين. رغم أن على مدار القرن- كما أشرنا في المقدمة - لم تنته المعارك في هذا الإطار بين طه حسين ومصطفي صادق الرافعي على سبيل المثال وغيرهم من الكتاب والمفكرين إلا أن ارتفعت وتيرة ونسبة وعدد الكتب الآن التي فيها هجوم مباشر على الإسلام وعلى الذات الإلهية وفي نفس الوقت هناك هجوم مضاد من الكتاب الآخرين، في تصورك ما هي الأسباب الأساسية التي تدفعك ككاتب إلى أن تهاجم هؤلاء بهذه الطريقة العنيفة التي أحياناً تظهر في كتاباتك تجاههم؟
مواجهة كتابات بعض الملحدين.. الكيفية والحيثيات
محمد العوضي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الميامين وبعد. أشكرك أخ أحمد على هذه الدعوة وعلى هذه الصراحة وسألتني: لماذا أخترت هذا الموضوع؟ ولماذا هذه الكتابات القاسية تجاه هذا الفكر؟ في الحقيقة لأن القضية قضية مبدأ ومبدأ يتصل مباشرة في قضية العقيدة، وكما أن الإنسان يتأذي إذا ما جوبه وأوذي بدنياً وإذا ما أوذي في سمعته العامة كذلك يتأذي أكثر إذا ما مُست المسلمات العقائدية كالذات الإلهية أو الذات النبوية أو القرآن الكريم أو أصول الاعتقاد، لكن سر قسوتي أو دخولي في هذا المجال أولاً لأن أنا تخصصي حقيقة في الفكر الالحادي كعقيدة رسالة الماجستير بعنوان تحقيق مخطوط بعنوان "فاضحة الملحدين وناصحة الموحدين" لعلاء الدين البخاري في نقد أخطر كتاب في الفكر التاريخي الإسلامي في الإلحاد اللي هو" فصوص الحكم" لمحي الدين بن عربي . ثانياً أخ أحمد لماذا القسوة؟ لأن أنت شايف الواقع جرئ جداً والطرف المقابل للعقيدة الإيمانية جرئ جداً وأصبحت قضية الطعن في الذات الإلهية والمناورة ضد السماء مجال للشهرة، مجال للإثراء، ومجال لكسب يعني مكانة اجتماعية وحتى احترام من أطراف أخرى، يُضاف إلى ذلك هناك جيش -أخ أحمد- مدجج بالأقلام في الصحف والمجلات في تلميح الزنادقة وأضفاء القدسية الثقافية على كثير من الملاحدة، إضافة إلى ذلك - لا تزعل- حتى الفضائيات مع الأسف بما فيها ( الجزيرة)،( الأوربت)، غيرها اللي عندها يعني نشاط واسع تستضيف محاورين أحياناً لا يكون هناك توفيق في قضية اختيار المحاور ومن ثم يخطئ الحادياً على الشاشة، فعندما يكون الملحد بهذه الجراءة أترىدني وأنا أؤمن بأنني صاحب حق وعقيدة أن أكون ساكت و.. ؟ صعبة لذلك..
أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني أنا أفهم من كلامك الآن إن قضية الإلحاد ليست قضية حديثة مربوطة الآن حتى إن رسالتك تناولت كتاباً إلحادياً قديماً، في حين أن الكثيرون يعتقدون أن الإلحاد ظهر في البيئة العربية الإسلامية مع ظهور الشيوعية وظهور الإلحاد في الغرب بمسلمته، هل الإلحاد الموجود الآن بأفكاره هو تواصل للإلحاد القديم الذي بدأ مع بعض الملحدين القدامي مثل النفترى والحلاج وغيرهم ومن أشرت له في رسالة الماجستير التي تناولتها؟
محمد العوضي: واللي جزاك الله خير، والله يا أستاذ أحمد أنت هنا لفت نظري إلى يعني إلى شيء ممتاز الله هو إن الأفكار البشرية يعني كما يقول الفيلسوف الوجودي الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه " مدخل جديد للفلسفة" يعني يقول كليات الأفكار البشرية واحدة فيه فلسفة وضعية، فيه فلسفة روحية مثالية، فيه فلسفة مادية بحتة، لما تمسك أصول الفلسفات تجدها قواعد كبرى تتفرع بعد ذلك منها فروع ومدارس،فقضية الإلحاد قضية أزلية، ثانياً: بالنسبة للتاريخ الإسلامي نحن إذا تتبعنا آيات القرآن، الكريم في الإلحاد يجب أن نقف وقفة، الإلحاد بالنسبة للفكر الغربي دايماً يأتي في إنكار وجود الله.
أحمد منصور: نعم
محمد العوضي: حتى يقسمونه هم في فلسفاتهم إلحاد عملي، إلحاد نظري، لكن الإلحاد في القرآن الكريم مثلاً قوله تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون)، يلحدون في أسمائه، إذاً يحرفون لفظها أو معناها. تحريف.. الميل لذلك هنشوف اللحد في القبر ما يل من جهة معينة، إما بالتغيير أو بالحذف أو بالإضافة، كذلك أوضح من ذلك بمعنى آخر حتى: ( إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا) يلحدون في آياتنا كما- قال عبد الله بن عباس في كتب التفسير -الإلحاد وضع الكلام في غير موضعه، فمثل ما تفضلت النفترى أو الحلاج أو محيي الدين بن عربي أو غيره، يضعون الآيات ويضعون النصوص في غير محلها، فنحن عندما نقول - وهذه لفتة يجب أن يعني نلفت الإنتباه لها - ليس معنى أن أتكلم عن الكاتب الفلاني ملحد أنه ينكر وجود الله، أو أنه لا يؤمن بالإسلام. يُسلم لكن يلحد في التحريف.
أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني لا تكفر الملحد؟
محمد العوضي: الالحاد لفظ مشترك، قد يكون الملحد كافر، لكن بالحقيقة في الأخير يعني اصطلاحياً عندما نقول ملحد يعني كافر. اصطلاحياً.. لكن لما نروح نبحث عن دلالاتها في القرآن فلها معاني وهي نسب، لأن قضية التكفير هاي دقيقة، لكن إذا قلنا ملحد.. كافر.
أحمد منصور: لكن يعني - عفواً- هذه العبارات أو هذه الألفاظ مهما كان الإنسان الذي يتكلم حتى لو كان ينطق بالكفر يرفض ويأبي أن توجه له كلمة أنت كافر أو أنت ملحد وتعتبر من الأشياء التي تؤجج الصراعات و..و.. وربما تؤدي أيضاً إلى التطرف وإلى نوع من المواجهات ما بين الناس وهناك ضوابط شديدة وضعت.. وضعها الفقهاء وقُننت في عملية التكفير أو توجيه التكفير إلى شخص، فأيضاً يعني الحسابات الدقيقة في عملية تكفير الملحدين أما ترى أن توجيه الكفر لهم يعني فيه شيء أيضاً من استنفارهم للعداء أو إخراجهم من الملة يدفعهم إلى مزيد من الكراهية بدلاً من الحوار الذي يمكن أن يؤدي إلى عودتهم واوبتهم إلى الدين؟
محمد العوضي: أخ أحمد الحوار مطلوب، والأصل قائم على الحوار
أحمد منصور: نعم.
محمد العوضي: أصلاً بلا حوار نحن نتنازل عن إنسانيتناً كبشر، لأن الحوار يأتي بناءً على أن هناك عقل، عقل يميز بين البديلات ويفهم ويحلل، القرآن يدعونا للحوار، (وجادلهم بالتي هي أحسن)، ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )، ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) ديماً القرآن يطلب البرهان الدليل، لكن ونحن نلحظ التاريخ أستاذ أحمد إن علماءنا ردوا ردود ما.. وما كفر يعني أبو حامد الغزالي ما قال كفر لا طلع " تهافت الفلاسفة" ، الإمام ابن تيمية طلع " الرد على المنطقيين"
أحمد منصور: نعم، أنا أقصد هذا أيضا أن يكون هناك شكل من أشكال،يعني التعبير التي تحفظ أيضاً أوبة هؤلاء وبقاءهم في إطار الإسلام طالما أنه لم يصروا على كفرهم أو لم يظهروا كفراً فيه شكل من أشكال التحدي، خاصة وأنهم ليسوا جميعاً مدرسة واحدة في قضية الإلحاد.
محمد العوضي: أنا أحب هذا التمييز
أحمد منصور: نعم.
محمد العوضي: يجب أن نفرق في قضية الحوار مع الطرف الآخر المخالف، نفرق بين (..) يخالفني في الرأي، يخالفني في الاجتهاد، يخالفني في تبنى مذهب فقهي وبين إنسان جاء وعنده مشروع إلحادي، حتى هؤلاء - مثل ما تفضلت- أقسام فيه إنسان ملحد عنده فكر وجاد في إلحاده ويطرح مثل إسماعيل أدهم صاحب كتاب " لماذا أنا ملحد"؟ اللي انتحر سنة 1940 في ميناء الاسكندرية، هذا ملحد رسمي ويدعو إلى الحاده، هذا أناقشه فكرياً وبقوة، لكن أستاذ أحمد- أنا أفرق بين صنف عنده مشروع ثقافي حتى لو يصادم الدين زي مشروع محمد عبده الجابري وبين إنسان جاء- يا أستاذ أحمد - يسخر في عقيدتي، ويهزئ بالذات الإلهية،ويشتم النبي- هذا مو طارح فكر حتى أن أحاوره يا أستاذ أحمد - هذا إنسان جاى يشتمينى وبالتالي هذا ما أحاوره، هذا أفضحه، وهذا أحاكمه، كأى قضية قضائية بطعن فيها بالإنسان، أنا لا يمكن أن يعني.. أنا عندي نماذج كثيرة في.. يعني إحنا رأينا في قناة ( الجزيرة) محاورة مثلاً الدكتور محمد عمارة لنصر حامد أبو زيد.
أحمد منصور: نعم
محمد العوضي: كانت محاورة جادة، نصر حامد عنده فكر، عنده مشروع، زين؟ صحيح مصادم للدين، لكن تعالى شوف الآخرين الذين صارت لهم يعني حظوة سلمان رشدى، نجيب محفوظ، أدونيس، الجماعة دول يشتمون.
أحمد منصور: أنت فتحت النار على الجميع يعني.
محمد العوضي: لا يعني هؤلاء يعني.. حتى يعني شوف تأخذ من العراق خلينا.. خلينا ننوع.. أحسن تقول يعني نأخذ من العراق جميل صدقي الزهاوي، ملحد كبير.
الاتهام بالإلحاد بين القبول والرفض
أحمد منصور: مَنْ.. منْ الذي حدد أنه ملحد؟ هل هو أعلن ذلك من نفسه؟ أم أطروحاته وكلامه؟
محمد العوضي: لا ما أعلن، أطروحاته.. أطروحاته هو ملحد.
أحمد منصور: هل الفقهاء أيضا هم ناقشوا هذا الأمر وأعلنوه بشكل مباشر؟
محمد العوضي: ما فيه شك.. ما فيه شك هذا الرجل يعني يشبه النار، بأن هناك معركة صارت بين أهل النار وبين الملائكة واستوعبوا النار، وطرح نظرية مادية ورد عليه العقاد، رد عليه الشيخ أسعد "السيف البارق في عنق المارق" كفر من كده.. يعني هو كافر هو متبني الكفر، خذ سبيل عبد الله القصيمي الشيخ عبد الله القصيمي كان شيخاً في القصيم وفقيهاً جنبلياً كبيراً، ألحد وطلَّع "الكون يحاكم الله " و"الكون ليس عقلاً" نسيت كتبه، وبعدين جه الشيخ الكاتب الأديب السعودي أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه "لن تلحد" رد كامل على القصيمي، عندنا -الله يسلمك- يعني هؤلاء يتحرشوا يعني القصيمي صحيح عنده علم لكن هذا يسخر ويتحرش ولا أحب أن أذكر الكلمات زي فرج فودة أيضاً، هنا لا يطرح فكر، يسخر يا أخي.
أحمد منصور: أنا.. يعني هذا الاطار الذي أريد أن اسألك عنه، هناك مرجعية شرعية أيضاً يتناولها هؤلاء، يعني لا يظهر من أطروحاتهم أنهم أناس يعني يسخرون من الدين وإنما يأتون بشواهد واطروحات حتى أن يعني أذكر أحدهم وجدته يحفظ نصوص كاملة من الطبري ومن غيره، فلما تناقشت معه قال إنه مكث سنوات طويلة يحفظ هذه الإسرائيليات والموضوعات وكذا حتى يناقش ويفحم بها، إذا كان الطرف الآخر لا يحفظ الحجة التي يدمغ بها هؤلاء أو يتيح لهم المجال بهذا الشكل، أما ترى أيضاً أن هناك قصور من المفكرين الإسلاميين في هذه المرحلة؟ لمحاولة.. الشواهد التاريخية التي استندت إليها ظهرت كتب كثيرة جداً تحاول أن تنسف هذا الفكر الإلحادي وتضيعه من المجتمعات لكن الآن صار الفكر الإلحادي في كل مكان وانتشر بشكل بارز - كما أشرنا في المقدمة- 200 كتاب في مصر الأزهر صادرهم. هناك مشكلة موجودة في الكويت لـ 160 كتاب عُرضوا ونفذوا، أيضاً عملية الإقبال، ما رأيك في عملية الإقبال وفي نفس الوقت عدم ضحد الفكر الإلحادي وأتاحة المجال له بهذه الطريقة؟
محمد العوضي: أنا أتوقع يا أخ أحمد بأن الذي يحصل الآن -من خلال متابعاتي- هو احياء لفكر مقبور، يعني هذه الشبهات والاطروحات طرحها المستشرقون الغربيون ثم جاء مستغربون شرقيون يكررون ما قال المستشرق، لكن بطريقة أكثر برود، ويعني فضفاضة، فالقضية مطروحة ورُدَّ عليها، يعني أمسك الفكر الماركسي، يعني دُفن في مهده من كتابات محمد باقر الصدر "الأسس الاستقرائية للمنطق" "فلسفتنا"، العقاد " الشيوعية والإنسانية" ، البوطي "نقد أوهام المادية الجدلية" قُبر هذا الفكر علمياً، لكن الآن يحيي وبطريقة سمجة بحيث يُفسر القرآن ماركسياً مثل سوس نصر حامد أبو زيد ومثل ما سوي أخ طالع لي مهندس في سوريا محمد شحرور بدأ يلخبط في الدنيا مو فاهم أيش يقول، فالآن المسألة إحياء للمقبور، لذلك لاحظ أنا حتى لما جيت لي في ساعة التفكير المستنير أنا عندي نص هنا..
أحمد منصور[مقاطعاً]: لكن عفواً ، ليه بياخد شهرة؟ لماذا ياخد شهرة؟ يعني رغم أن هذا يصطدم بعقائد الناس وبتقبل الناس لكن الكتب تنفذ من الأسواق، هناك اشتهار في وسائل الاعلام، هناك عملية تبنى أيضاً لهذه الأفكار، ما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟
محمد العوضي: الأسباب، أقرأ.. أقرأ عليك هذا النص الصغير جداً الدكتور جابر عصفور مشهور يعني أديب وناقد كبير صاحب إتجاه وأظن هو رئيس في مصر رئيس.. الكتاب له ..
أحمد منصور: هو في هيئة الكتاب له وضع. نعم.
محمد العوضي: في كتابه " محنة التنوير" صفحة ثلاثة طبعة القاهرة 1993، يقول: تمثل التراث التنويري، يريد أن يتمثل التراث التنويري ويجدد إحياء الكتب التنويرية في كتب - تتمثل.. يتمثل التراث التنويري- في كتب " شبل شميل" هذا منهم وهو ملحد كبير، وإسماعيل أدهم صاحب كتاب" لماذا أنا ملحد"؟
أحمد منصور: نعم
محمد العوضي: إذا فيه هناك خطة وكمين من أجل إحياء هذه الكتب، الخطة الشاملة للثقافة العربية أيضاً إحياء لمثل هذه الكتب، الدكتور عبد الأمير الاعزم طبع كتاب " ابن الراوندي الملحد" وبين أن كل العلماء كفروه لأن عنده كتاب اسمه "الزمردة" في الرد على النبوة والسخر بالنبي،كتاب اسمه " الدامغ" رد على القرآن، ثم ماذا يقول أستاذ أحمد؟ يقول وهذا المفكر المستنير الذي كان.. مدح علمي تصور، فالقضية هناك تحريك.. أي شيء أنت بترىد أن تعمل يعني رواج من الكتب في أي زمان في أي موقع سوى له دعاية ومنعه
أحمد منصور: لكن بعض هؤلاء أيضاً يدعون إلى الحوار، يعني هذا حوار نشر مع صادق جلال عظم أو أمس فقط يوم الجمعة الماضية في صحيفة (الرأي العام الكويتية) وصادق جلال عظم معروف حينما كتب نقد الفكر الديني ورد عليه عبد الرحمن حسن حبلنكا البيداني في كتابه صراع مع الملاحدة حتى العظم"
محمد العوضي: أنا جاي له.. جاي له، نعم
أحمد منصور: يقول يعني جزء من.. من طرحه يقول إننا يعني من خلال العرض الذي قدمه يقول: إذا كان أجدادنا قالوا العين بالعين والسن بالسن والتزموا الأشهر الحرم فلنقل نحن الكتاب بالكتاب والقصيدة بالقصيدة والبحث بالبحث والرواية بالرواية ولنكن الأشهر كلها حرم، هو يدعو لأن يكون هناك حوار حتى لو كان هناك فيه فكر إلحادي فيما يطرحون إذا خرج كتاب إلحاد يخرج أمامه كتاب يحاول أن يفند ما فيه من أشياء دون أن يكون هناك دعوة للتفكير أو لظهور أشياء ربما تؤدي إلى مقتل البعض وهو استشهد هنا بمقتل فرج فودة وما ظهر بعد هذا الأمر من ملابسات، ما رأيك في هذه الدعوة أن.. أن تكون القضية قضية مواجهة وقضية حوار بهذه الوسائل التي أشار إليها؟
محمد العوضي: الدكتور صادق جلال العظم ألف كتاب " نقد الفكر الديني"، كتابه يقوم أن ليس هناك إله، وكتابه يقوم على تكرار واجترار النظريات التي أكل عليها الدهر وشرب وتمضمض واستنشق،إذ يعتمد لي على ( دارون) ويعتمد على (فرويد) ويعتمد على (فليانو) يعني خلاص نسخت هذه النظريات العلمية، ثم هو لم يأتِ لكى يناقش، هذا كتاب" صراع مع الملاحدة" حتى العظم هو رد على صادق جلال العظم وقبره، والحقيقة تسمح لي يا أخ أحمد -قبل رمضان بشهرين.
أو ثلاث كنت في مكة المكرمة وزرت جامعة أم القري زيارة لبعض أساتذتي - وهذا كلام نشرته- فرأيت على باب كلية الدعوة الشيخ حسن حبلنك الميداني قلت له
أحمد منصور[مقاطعاً]: صاحب الكتاب
محمد العوضي: صاحب كتاب " صراع مع الملاحدة" قلت له يا مولانا يا شيخنا هل رأيت الحوار اللي دار بين الدكتور صادق جلال العظم وبين الشيخ القرضاوي في قناة (الجزيرة)؟ قال أنا قناة ( الجزيرة) رشحتني إني أنا أناقشه لإني أنا رديت عليه، لكن أنا قلت لهم أبعد أن قبرت هذا الإنسان، قبرت هذا الإنسان قبل 30 سنة نأتي الآن لكى نحييه من جديد!! فالرجل مقبور فكرياً وحواره في "الرأي العام" جاء لا لكى يأتي بجديد لكي يكرر فكراً دُمر وانتهى، يعني هو يقول في كتابه "نقد الفكر الديني" إن إبليس معه حق أن لا يسجد لله، لأن الله سبحانه وتعالى خلق إبليس من نار وخلق آدم من طين والنار لا شك أرقي من الطين فمن حقه ألا يسجد لآدم!! اسمح لي بس أخ أحمد على أساس أنك لا تقاطعني بهذه، أنا أقول أنت ماركسي والماركسية يعني تفرق بين الطبقات، يعني مداعبة، فكيف تفرق بين النار؟ وحتى العلماء الذين ناقشوا في الفرق بين النار والطين وأيهما أكثر فاعلية في الحياة وجدوا أن الطين أكثر فاعلية، عموماً فيه كتاب اسمه " رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس" للبيهقي نهديها حق الدكتور " العظم"
أحمد منصور: هذا من الكتب القديمة أيضاً
محمد العوضي: هذا من
أحمد منصور: التي ردت على الملحدين فعلاً.. نعم،
محمد العوضي: يعني، لا هذه الكتب يعني
أحمد منصور: شيخ أنا مع الشيء الذي أشرت إليه ولكن أنا بأعتبر هذا الموقف أيضاً فيه شكل من أشكال يعني هذه مناظرة تكون على الهواء يشاهدها ملايين الناس والكتب عادة لا تطبع إلا أعداد قليلة ولا يطالعها إلا الناس، فإذا أتيحت الفرصة لمفكر أو كاتب أو عالم إسلامي لكي يناظر شخصاً أياً كان لماذا يتراجع أو يرفض هذه المناظرة وهي متاحة أمامه لكي يفضح هذا الفكر بشكل ربما يكون أفضل مائة مرة من المعالجة في كتاب؟ خاصة وأن الأشياء التي يشاهدها ملايين الناس يعني تترك انطباع في نفس الناس بما يتم، هذه ملاحظة سريعة على ما أشرت إليه.
Bookmarks