ألأم
ابو صهيب فلسطين الضفة الغربية

الأمُّ في كلِّ الأمورِ أساسُها = أُمُّ القرى أمُّ الكتاب وَغَيْرُها
نبعٌ بكل الخير صافٍ ماؤهُ = منه الحنان ونابعٌ من قلبـِها
دِفْءُ الأمومةِ هل وجدتمْ مثلـَهُ = كـُلُّ الأمانِ تـُحِسُّهُ في حضنها
حَمَلـَتـْكَ في أَلـَم ٍ وعند ولادةٍ = قاستْ وكادتْ أن تلاقيَ حَـتـْفـَها
يا حسرة ً بالحمل كم هي واجهتْ = لو كان حَلَّ على الجبال لـَهَدَّها
كمْ كابدتْ لكنها في لحظةٍ = تنسى الهموم اذا رأت مولودها
كم صابرتْ بـِرَضاعةٍ وحضانةٍ = كم كافحتْ حتى يَشِبَّ وَليدُها
مهما بحثتَ عن الغذاء لصحةٍ = قد ارضعت خيرَ الغذاء لطفلها
في الليل كم سهرت اذا هـُوَ قد بكى = باتت تساهِرهُ بـِعِزِّ منامها
يا حزنها إنْ لم ينمْ من عِلـَّةٍ = مرضت بجانبه تنادي ربها
تـَبْكيهِ إنْ عجزتْ وطالَ علاجهُ = وَرَجاؤها لو تـَفـْتـديـهِ بنفسها
بالصبر قد رَبـَّتْ به وَتـَسَلـَّحتْ = هو مَضْرِبُ الأمثال حقاً صبرها
كم آثـَرَتْ عن نفسها أولادَها = لكنهمْ هُمْ ظالمون لحقها
للنفس تـَحْرِمُ ما اشتهتْ من أجْلِهـِمْ=والإبنُ ينسى غافلا عن فضلها
فليعلمْ الأولاد مهما قـَـدَّموا = للام ما بـَلـَغـوا أنينَ مَخاضِها
ان كان حق الأم هذا وَزْنـُهُ = كيف الذي سَوّى الجنين ببطنها
الأم حقاً من تـُرَبّي نشأنا = في خدمة الدين الحنيفِ بنصحها
هذي هي الزهراءُ بنتُ محمدٍ = حَسَنٌ لها رَيْحانة ٌوَحُسَيْنـٌها
وانظرْ الى الخنساءِ ماذا قدمتْ= أهدتْ بنيها في الجهادِ لربها
خير النساء تـُقاسُ فيما أسْهَمَتْ = في صُنـْع ِجيل لا يُضاهى صنعُها
يا وَيْحَ أُمٍ أهملتْ وتغافلتْ = والجيل ضاع فكيف يُغـْفـَرُ ذنبها
والأم في هذا الزمان تغيرتْ = كانت منارا ثم ضَلـَّتْ دربها
ان كان ركن البيت أضحى فاسدا = يا وَيْلـَها لفسادها يا ويلها
والبيت يهوي ان تخلخل ركنه = والأبن أو بنت تقلد أمها
أيامها ساعاتها وكلامها = لا لنْ تغيب ودائما في ذكرِها
هي جنة الدنيا أراني مالكا = والجنة الأخرى بـِحُسْنِ دعائها
ما وَجْبَة ٌأوأكلة ٌمن زوجتي = الا وأمي قد حَنـَنـْتُ لأكلها
كم قد طـَلـَبـْتُ المال عند طفولتي= واللهِ ما بخلت بقلة مالها
أهل لها ثم الأقارب كلهمْ = لكنها عنهم تفضل ابنها
كم ناضلتْ كم جاهدتْ كم قدمتْ = لم تـَلْـقـَها يوما تـَمُنُّ بفعلها
هِيَ رحمة أمٌّ رَؤومٌ سُمِّيَتْ = كنز ثمين ليس يُدْرَكُ كنزها
سُبحانهُ الرحمن قد أوصى بها = لولاهُ ما كان العلوُّ لشأنها
أفلا يكون لها بهذا دافعاً = لله تشكر كي تؤديَ دورها
قاموسُ حُبٍّ في الصفاتِ جديرة ٌ= لم تـَرْقَ ليلى او بثينة ُوَصْفـَها
حَلـِّقْ بهذا الكون كيف جمالهُ = كلّ الجمالِ فلا يـَليقُ سوى بها
ان قيل شمس قلت أمي هذهِ = أو قيل بدر قلت هذا وَجْهُها
ان قيل بحر قلت أمي مثلهُ = فهي الكريمة ما أجلَّ عطاءها
وهي الرياح بكل خير بَشَّرَتْ = وهي النجومُ فـقدْ عـَلـَتْ بمقامها
والام ارض مهدت لحياتنا = وهي السماء فنستقي من غيثها
ان قيل عن حُسْنٍ فأمي نبتهُ = أو قيل شهدٌ قلت هذا نُطـْـقها
الورد منها مُسْتـَمِدٌّ حُسْنـَهُ = من رام طيبا إنَّهُ َلأريجُها
ما من غناء او طيور غَرَّدَتْ = ليست تساوي ان انام لصوتها
ان قيل عما قيل منها آخذ ٌ = كل الجمال بما نرى يُعْزىلها
والشكر كل الشكر لله الذي = خلق الكمالَ وأمَّنا وجمالـَها
منها رَضَعْتُ أمانة ًوشجاعة ً = لا لنْ أُضَيِّعَ أمتي أو دينها
كم محنةٍ عَصَفتْ بنا أو كـُرْبةٍ = واللهُ نـَجّانا بفضل دعائها
ما أسعد الأبناء إذ ْهي بينهمْ = والدار موحشة ٌبيوم غيابها
ويلاه ان فـُقِدَتْ بموتٍ عاجلٍ = ما أصعبَ الأيامَ تمضي دونها
الأم تشقى والبنون براحةٍ = أفلا رأيتم كيف فـَيْضُ حنانها
وتجوع تـُطعمهمْ وتأكل بعدهمْ = ولربما كان اللباس لباسها
ما حاجة جَدَّتْ لهم الا أَتـَوْا = بالأم تخدمهم بكل نشاطها
فالإبن يَطـْلـُبُها تقومُ ببيتهِ = وبزوجهِ ان كان موعد شهرها
والبنت تجعلها بـِهَمٍّ دائم ٍ = لزواجها ثم القيامُ بشانها
مهما ذكرت من المناقِبِ ناعِتاً = للأم ما بَلـَغـَتْ سوى مِعْشارها
الله ادعو للحبيبةِ سائلا ً = حُسْنَ الثـَّوابِ وأنْ يبارك عمرها
هي صخرةلا لن تلينَ لشدةٍ = قد جَرَّبَتْ حُلـْوَ الحياة وَمُرَّها
أحببتها عهد الطفولة والصبا = لما كبرتُ فزاد عندي حبها
يا حزن قلبي كم جرحتُ فؤادَها = أخطأتُ جهلا طامعا في عفوها
واعلمْ بأنَّ عقوقـَها لـَكـَبيرة ٌ = اشقى شقي ٍمن عصى وَيَعُقـُّها
فـَبِطاعَةٍ للأم تدخل جَنـَّة ً = والنار تدخلها اذا اغضبتها
ان قلتُ يا امي تـَهُب لنجدتي = بالنفس تفدي أو تقدمُ جُهدها
ان كنتُ مسرورا تـُسَر لفرحتي = او كنتُ محزونا أحِس بحزنها
لا طعم للدنيا بدون حبيبتي = طعم الحياة بمتعة في ظلها
فالامُ في هذي الدُّنا هي نعمة ٌ = واللهِ ما جادَ الزمانُ بمثلها
تـُرْوى احاديثُ الرسولِ لِعِبْرةٍ = في الخير تـُؤْخَذ ُلا يُؤَثــِّرُ ضعفها
هذا ابْنُ حنبلَ للفضائلِ عامِلٌ = حتى وإنْ ضَعُفَ الحديث ُازاءها
اما الاحاديث التي مَوْضوعَة ٌ = كـَذِبٌ وتلفيقٌ فحاربْ وضعها
من قال عن خير الانام مُكـَذ ِّباً = النارُ مَقعدهُ بأسفلِ دَرْكِها
قد قيلَ عن رجلٍ يُفَضِّلُ زوجهُ = والام هذا الفعل حقا هالها
غَضِبَتْ ونادتْ يا الهي غاضبٌ = والابن لم يَنْدَمْ ولم يأبَهْ بها
لمَّا اتاهُ الموتُ لمْ يكُ قادراً = نـُطـْقَ الشهادةِ حينَ هَمَّ بـِنـُطـْقِها
سَألَ الرسولُ بداية ًعنْ امهِ = فـَأتـَتْ اليهِ كبيرة في سنها
بهمومها عنْ إبنها قد افصَحَتْ = حَزِنَ الرسولُ تاثــُّرًا من قولها
طلب الرسول بان تسامح رَحْمَة ً= قالت فؤادي كارهٌ ايثارَها
فـَلـْتوقـَدْ النيران قال حبيبنا = والام شاهِدَةٌ ترى حَرْقَ ابنها
لن استطيعَ الصبرَ قالت امهُ = قال الرسولُ هناك أعظمُ حَرُّها
رضيت وقالت يا الهي صافحٌ = نـَطـَقَ الشهادة َحينَ أبْدَتْ صفحَها
فاعلمْ رعاك اللهُ أنَّ قصيدتي = للأم كانت والدي هو زوجُها
فلهُ فضائلُ في النفوس عظيمة ٌ = كالأم وصفاً أو تقاربُ فضلها
الله خـَصَّ الوالدَيْن رعاية ً = والام انْ زادتْ عليه لضعفها
لِكـِلـَيْهـِمافاخفضْ جناحك راحماً = وكلاهما رَبَّى وَمـُيـِّزَ عطفها
أكرمْهُما في البيت عـِنـْدَكَ آيَة ٌ = لا في المَصَحَّةِ يا ابنهُ أوْيا ابنها
الوالدان حياتهم قد قدما = هذا الجزاءُ لوالدٍ وَجَزاؤها ؟
فالوالدان وزوجة ٌ أوْ غيرُهمْ = أدِّ الحقوقَ اذا اتـَّـقـَيْتَ لأهلها