النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: حجية العقل !!

  1. #1

    افتراضي حجية العقل !!


    حجية العقل !!

    هل العقل مصدر ؟
    فالعقل طريق للمعرفة وليس مصدر للمعرفة
    فالعقل حاكم وليس منبع يُستقى منه المعرفة
    فالطريق نعرف به والمصدر نأخذ منه
    فالوحي مصدر أما العقل فهو طريق
    لذلك قال بعض العلماء هو كاشف للمصدر وليس مصدرا في ذاته

    مامعنى العقل ؟

    هناك فرق بين مفهوم العقل عند العرب والمسلمين وبين العقل عند الغرب فعند الغرب يعني :التفكير السليم وهو بعد ابستمولوجي (معرفي)محضي

    أما عند العرب والمسلمين يأخذ بعدا أخلاقيا وسلوكيا وأيديولوجيا ومعياريا وفعليا وقيميا فهو عندهم : الإحجام عن الأهواء والشهوات
    فهو مشتق من العقل ويقال "عَقَلَ البعير" أي ربطه ورشده وسمي العقل عقلا لأنه يعقل صاحبه عن الوقوع في المهالك قال تعالى " فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)
    فالعقل في الأدبيات الإسلامية تارة تأتي مقابل الهوى , وأحيانا يأتي مقابل الجهل وتارة يأتي مقابل الحلم " صفة العاقل أن يحلم عمن جهل عليه" بينما في المفهوم الغربي فقط مقابل الجهل .

    لماذا العقل حجة ؟

    العقل حجة لأنه مناط التكليف وبه يعاقب وبه يثيب فإذا اخذ الله ما وهب اسقط ما أوجب لذلك لا حرج في الإسلام على المجنون لان العقل مناط التكليف وهو حجة باطنية على الإنسان فان لله على الناس حجتين:حجة ظاهرة وحجة باطنة , فأما الحجة الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة , وأما الباطنة فالعقول فالرسل جاءوا ليثيروا دفائن العقول
    والأنبياء جاءوا فقط مذكرين ومبلغين وذلك ليثيروا دفائن العقول "الفطرة الأولية الموجودة عند كل إنسان"


    فالعقل هو الدليل الأساسي للعقيدة الإسلامية وهو الدليل الرابع من أدلة التشريع الإسلامي كما يؤكد ذلك علماء الأصول
    إلا أن العقل هو الدليل الأول وهو المبتدأ في الإثبات إذ بدونه لا يمكن إثبات بقية الأدلة فلا يمكن إثبات إن الله واحد بالنقل لان هذا يلزم الدور والتسلسل ولا يمكن إثبات الشيء بنفسه فلا يصح إثبات الوحدانية بقولنا "قل هو الله احد" لملحد , فالعرش قبل النقش كما يقال.

    فالعقل أساس النقل كما يقول الغزالي لأننا نثبت النقل بالعقل
    وبعد أن يعتقد القلب بالعقل هنا يحصل التسليم الكامل للنقل فيسلم للأمور الغيبية التي جاء بها النقل الصحيح.



    هل للعقل حدود ؟
    فبعض المعتزلة جعل كل شيء منوطه العقل حتى الماورائيات وحتى تفاصيل الفقه وكذلك بعض الفلاسفة لذلك ظلوا في تلك الجزئية وبعض المعاصرين اعتبر إن كل أمر لم يثبته العلم فهو خرافة ولا صحة له!!
    حيث إن رصيد الفكر هو العلم , فان الأمر بالشيء أمر بمقدمته.
    ونسوا هؤلاء إن العلم يجهل أكثر مما يعلم بمليارات المرات , وان كثير من النظريات التي يظن إنها من المسلمات البدهية قد تساقطت وأصبحت أثرا بعد عين " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"

    لو كانت عقول الفلاسفة صادقة لتلاقت وتطابقت لان الحق لا يتعدد ولكن الواقع أن لا يكاد ينطبق عقلان في تاريخها الطويل على تصور واحد بجميع تفصيلاته.

    لذلك الفلاسفة الذين أرادوا كل شيء بالعقل ضعف إيمانهم وبعضهم غوى وكفر . فالأيمان عقيدة قلبية وليس فلسفة عقلية , فالأيمان كله قائم على الغيبيات والغيبيات كلها قائمة على النقليات بعد التسليم بالوحدانية والخالقية والتسليم للرسالة بواسطة العقل.

    فالفلسفة تخاطب العقل وحده لا القلب بعكس العقيدة لذلك الإيمان دربه العقيدة لا الفلسفة الغيب ليس مجاله العقل , ليس عيبا في العقل إنما ليس مجاله
    فكمفتاح البيت لا يصلح أن يشغل السيارة فكما أن الأنف وظيفته الشم وليس السمع وكما أن العين وظيفتها الرؤية وليس اللمس فكذلك العقل وظيفته المعقولات وليس الماورائيات أو الميتافيزيقيا.
    وكما أن للنظر حدود فلا يستطيع النظر أن يقرأ الكتاب من بعد مئة متر فكذلك العقل لا يعلم ما وراء الجدار.
    فان المحدود لا يتسنى له أن يحيط بغير المحدود

    وهذا لا يعني أن الغيب هو ضد أو نقيض أو يتعارض مع العقل
    فهناك فرق بين ما لا يستطيع أن يُدرك كنهه وماهيته لحدود قدرة العقل وبين تعارضه مع العقل فليس في الشرع مطلقا أمرا يعارض العقل فإذا وُجد فاحديهما ساقط أي انه إما انه ليس شرعا أو انه ليس معقولا.


    يقول القرضاوي إن الغزالي يرى: إن العقل والشرع بمثابة العين والضوء
    فهل يستطيع الإنسان لو كان نظره 6 على 6 أن يرى في الظلام ؟! كلا فالعقل بمثابة العين والشرع بمثابة الضوء.

    فالعقل كالفنجان لا يستطيع أن يستوعب ما في جعبته برميل أو جيك ماء فـ " العقول أوعية خيرها أوعاها"!!


    يقول الدكتور محمد الصغير :"فالعقول تدرك الكليات لا الجزئيات, والفروع لا تدركه بالبراهين .والفطرة جملة من الأوليات والبديهيات فالكل اكبر من الجزء والمظروف اصغر من الظرف والعلم خير من الجهل والحسن أولى من القبح وهكذا"

    لذلك العقل يدل على أصول العقيدة مثل وجود الله لكنه لا يدل على كثير من تفاصيل الاعتقاد كعدد ركعات الصلاة أو أعمال الحج أو تفاصيل الصيام أو كيفية الصلاة الخ .
    وهذا لا يعني بحال إنها تتعارض مع العقل ولكنها مما لا مجال للعقل فيها فدليلها سماعي مُبتني على الخبر الصادق حيث تنقسم الأدلة إلى قسمين :عقلية , وسمعية نقلية.

    (( الذي يريد أن يعرف الغيب بالعقل مثل أعمى يزعم انه قادر على معرفة الألوان باللمس فيزعم إن الشيء الناعم ابيض وان الشيء الخشن اسود وان ما بينهما هو ألوان مختلفة حسب درجة ملامستها أو خشونتها )

    (إن للعقل ثلاث مهام فيما يتصل بالوحي :
    1- تصديق الوحي
    2-فقه شرائعه
    3- معرفة مصاديقه)

    فالطريق إلى الاعتقاد يبدأ أولا بما أوجبته بديهة العقل وضرورة أوائل الحسن فيؤسس الخطاب من الخارج أولا فلا مجال لإثبات القضايا بواسطة نفس الخطاب لان هذا يفضي إلى الدور والتسلسل والمصادرة على المطلوب إنما الخطاب في نفسه هو مجرد منبه لطريقة الاستدلال.

    فالله تعالى يحتج على الملحد بالدليل العقلي (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) حيث أن العقل يفضي إن لكل خلق خالق ولكل صنعة صانع فالعدمُ لا ينشئ الوجودَ.


    وليس من الضروري أن يرتب المؤمن الأدلة ترتيبا منطقيا أو فلسفيا إنما يدرك في قرارة نفسه انه مخلوق والمخلوق لا بد له من خالق عقلا فكما لا نتصور إن حروفا تطايرت وصفت وانتظمت فكونت كلمات ثم جمعت في كتاب من غير مؤلف ولا جامع فكذلك هذا الكون البديع وهذا الخلق العجيب .

    فالعقل ليس مجاله فقط في الاعتقاد وبناء الأصول ,إنما أيضا في فهم الشريعة فالنصوص تخاطب العقل والعقل هو الذي يفهمها , وفهم الواقع الذي تنزل عليه النصوص.

    العقل والفطرة :
    فالأصل إن الإنسان فُطر على الدين (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)
    فنزعة العبادة نزعة فطرية والفطرة تعني انجذاب الإنسان إلى خالقه عفويا بالفطرة وتلقائيا
    فالإنسان مفطور على العبادة
    والعبادة حاجة كالجوع والعطش والحب
    فالأيمان بالله غريزة فطرية وضرورة عقلية أيضا
    لذلك لا تجد عصر من العصور ولا بلدة من البلادين إلا وتجد معبدا
    حتى في حالة انحرافها عن معبودها الصحيح تجدها تعبد الشمس أو القمر أو النار آو البقر أو أو
    وهذا دليل على حاجة الإنسان إلى العبادة ولو بالشكل الخرافي
    لذلك قال بعض الملحدين:
    (إن الإنسان هو الذي خلق الله وليس الله الذي خلق الإنسان)!!
    فبسبب الجهل والخوف من الكوارث الطبيعية التي لم يجد لها تفسيرا كالبراكين والعواصف والخسوف والكسوف والفيضانات والزلازل وعجز الإنسان الجاهلي عن تفسيرها توهم إن هناك خالق فعبد الشمس وآخرون عبدوا القمر وآخرون عبدوا النار وآخرون عبدوا الله وهكذا وعلى هذا يقول جوليان هكسي في كتابه "الإنسان في العالم الحديث " :
    ( إن الإنسان كان يعبد الله من قبل في عصر العجز والجهل بسبب عجزه وجهله , أما الآن وقد تعلم وسيطر على البيئة فقد آن له أن يصبح هو الله)!!

    فهؤلاء الملحدون ينكرون بدهيات الأمور

    يقول الدكتور جعفر إدريس :إن وجود الخلق يقوم على مقدمتين بدهيتين ولا يماري فيهما إلا مكابر
    الأولى :إن لا شيء يأتي من العدم المحض.
    الثانية : لا شيء يخلق نفسه.

    وكما قال الإعرابي : البعرة تدل على البعير والسير يدل على المسير فكيف بسماء ذات بروج وارض ذات فجاج وبحار ذات أمواج أفلا تدل على ألعلي القدير!!



    منقـــــــــــــول

  2. #2

    افتراضي

    حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين /حقائق حول السنة النبوية





    64- حول تناقض النقل - القرآن - مع العقل

    هناك مَنْ يقيمون التناقض بين " العقل " و " النقل " ، ويدعون أن الثقافة الإسلامية نقلية لا عقلية ، ويعتقدون أن جميع علماء الأمة بدون استثناء غير مؤهلين ، لأنهم اعتمدوا على النقل وليس التفكير.. وأنه يجب التفكير فى كل أمور الدين ، الأصل قبل الفرع.. وإلغاء كل الأساسيات الموجودة التى تعتبرها الأمة من المسلمات ، والبحث من جديد عن الحقيقة ، معتمدين على العقل فقط.. (انتهى).

    الرد على الشبهة:

    إن القول بالاعتماد على العقل فقط - أى دون النقل ، الذى هو الوحى الإلهى ، فى بلاغه القرآنى وبيانه النبوى -.. واستخدام العقل وحده أداة لإعادة النظر فى كل ما تعتبره الأمة من المسلمات.. هو قول يحتاج إلى ضبط.. وإلى تصويب.. ويمكن أن يتم ذلك من خلال إشارات إلى عدد من الحقائق:

    أولاها: أن مقام العقل فى الإسلام هو مكان عال وفريد ، ولا نظير له فى الشرائع السابقة على الشريعة الإسلامية الخاتمة.. فالعقل فى الإسلام هو مناط التكليف بكل فرائض وأحكام الإسلام.. أى شرط التدين بدين الإسلام.

    وثانيتها: أن النقل الإسلامى - وخاصة معجزته القرآنية - هو معجزة عقلية ، قد ارتضت العقل حَكَمًا فى فهمها وفى التصديق بها ، وفى التمييز بين المحكم والمتشابه فى آياتها ، وأيضًا فى تفسير هذه الآيات.. فليس للقرآن كهنوت يحتكر تفسيره ، وإنما هو ثمرة لنظر عقول العلماء المفسرين.. وعلى حين كانت معجزات الرسالات السابقة معجزات مادية ، تدهش العقول ، فتشلها عن التفكير والتعقل ، جاءت معجزة الإسلام - القرآن الكريم - معجزة عقلية ، تستنفر العقل كى يتعقل ويتفكر ويتدبر ، وتحتكم إليه باعتباره القاضى فى تفسير آياتها.. فكان النقل الإسلامى سبيلاً لتنمية العقلانية الإسلامية.. وكان هذا التطور فى طبيعة المعجزة متناسبًا ومتسقًا مع مرحلة النضج التى بلغتها الإنسانية ، ومع ختم السماء سلسلة الرسالات والوحى إلى الأنبياء والرسل وأمم الرسالات..

    وثالثتها: أن العقل - فى الإسلام - هو سبيل الإيمان بوجود الله ووحدانيته وصفاته.. لأن الإيمان بالله سابق على التصديق بالرسول وبالكتاب الذى جاء به الرسول ، لأنه شرط لهما ، ومقدم عليهما ، فالتصديق بالكتاب - النقل - متوقف على صدق الرسول الذى أتى به ، والتصديق بالرسول متوقف على وجود الإله الذى أرسل هذا الرسول وأوحى إليه.. والعقل هو سبيل الإيمان بوجود الله - سبحانه وتعالى - وذلك عن طريق تأمل وتدبر بديع نظام وانتظام المصنوعات الشاهدة على وجود الصانع المبدع لنظام وانتظام هذه المصنوعات.. فالعقل - فى الإسلام - هو أداة الإيمان بجوهر الدين - الألوهية - وبعبارة الإمام محمد عبده: ".. فأول أساس وضع عليه الإسلام هو النظر العقلى ، والنظر عنده هو وسيلة الإيمان الصحيح ، فقد أقامك منه على سبيل الحُجة ، وقاضاك إلى العقل ، ومن قاضاك إلى حاكم فقد أذعن إلى سلطته.. " (1).

    وذلك على حين كان العقل غريبًا ومستبعدًا من سبل الإيمان فى حقب الرسالات السابقة على الإسلام.. حقب المعجزات المدهشة للعقول ، عندما كانت الإنسانية فى مراحل الطفولة " خرافًا ضالة " ، تؤمن بما يُلقى إلى قلبها ، دون إعمال عقل ، لأن الإيمان لا يحتاج إلى إعمال عقل.. وفق عبارة القديس والفيلسوف النصرانى " أنسيلم " [1033-1109م].

    ورابعتها: أن المقابلة بين " العقل " و " النقل " هى أثر من آثار الثنائيات المتناقضة التى تميزت بها المسيرة الفكرية للحضارة الغربية ، تلك التى عرفت لاهُوتًا كنسيًا - نقلاً - لا عقلانيًا ، فجاءت عقلانيتها ، فى عصر النهضة والتنوير الوضعى العلمانى ، ثورة على النقل اللاعقلانى ونقضًا له.. أما فى الإسلام ، والمسيرة الفكرية لحضارته وأمته - وخاصة فى عصر الازدهار والإبداع - فإن النقل لم يكن أبدًا مقابلاً للعقل ، لأن المقابل للعقل هو الجنون ، وليس النقل.. ولأن النقل الإسلامى - القرآن الكريم - هو مصدر العقلانية المؤمنة ، والباعث عليها ، والداعى لاستخدام العقل والتفكر والتدبر فى آيات الله المنظورة والمسطورة جميعًا.. وآيات القرآن التى تحض على العقل والتعقل تبلغ تسعًا وأربعين آية.. والآيات التى تتحدث عن " اللُّب " - بمعنى عقل وجوهر الإنسان - هى ست عشرة آية. كما يتحدث القرآن عن " النُّهى " - بمعنى العقل - فى آيتين.. وعن الفكر والتفكر فى ثمانية عشر موضعًا.. وعن الفقه والتفقه - بمعنى العقل والتعقل - فى عشرين موضعًا.. وعن " التدبر " فى أربع آيات.. وعن " الاعتبار " فى سبع آيات.. وعن " الحكمة " فى تسع عشرة آية.. وعن " القلب " كأداة للفقه والعقل - فى مائة واثنين وثلاثين موضعًا.. ناهيك عن آيات العلم والتعلم والعلماء التى تبلغ فى القرآن أكثر من ثمانمائة آية.. فالنقل الإسلامى - أى الشرع الإلهى - هو الداعى للتعقل والتدبر والتفقه والتعلّم.. والعقل الإنسانى هو أداة فقه الشرع ، وشرط ومناط التدين بهذا الشرع الإلهى.. ولذلك لا أثر للشرع بدون العقل ، كما أنه لا غنى للعقل عن الشرع ، وخاصة فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أمور الغيب وأحكام الدين.

    ذلك أن العقل ، مهما بلغ من العظمة والتألق فى الحكمة والإبداع ، هو ملكة من ملكات الإنسان ، وكل ملكات الإنسان - بالخبرة التاريخية والمعاصرة - هى نسبة الإدراك والقدرات ، تجهل اليوم ما تعلمه غدًا ، وما يقصر عنه عقل الواحد يبلغه عقل الآخر.. وإذا كانت ميادين عالم الشهادة - النفس والكون.. أى الدنيا.. مفتوحة على مصاريعها أمام العقل وأمام التجربة - بالنسبة للإنسان - فإن هناك ميادين - وخاصة فى معارف عالم الغيب - سبيل معرفتها النقل - أى الوحى - والوجدان - القلب والإلهام - فالهدايات التى يهتدى بها الإنسان هى " العقل " و " النقل " و " التجربة " و " الوجدان ".. وليست العقل وحده دون سواه.. وبتنوع الهدايات وسبل المعرفة الإنسانية ، مع تنوع مصادر المعرفة الإنسانية - الوحى وآيات الله المسطورة ، مع الكون وآيات الله المنظورة - تتكامل وتتوازن المعرفة الإنسانية - وهذه هى نظرية المعرفة الإسلامية - بينما يختل توازن هذه المعرفة إذا هى وقفت - فى المصادر - عند الكون وعالم الشهادة وحده - وفى الوسائل وإدراك المعرفة عند العقل وحده ، أو العقل والتجربة وحدهما ، دون النقل والوجدان.. ولقد عبر عن هذا التكامل والتوازن فى - نظرية المعرفة الإسلامية الإمام محمد عبده [1265-1323هجرية/1849-1905م] عندما تحدث - فى تفسيره لآية (اهدنا الصراط المستقيم)- من سورة الفاتحة - عن " الهدايات الأربع " - العقل ، والنقل ، والتجربة ، والوجدان كما عبر عن التلازم الضرورى بين العقل والنقل ، لتكامل المعرفة الإسلامية عندما قال: ".. فالعقل هو ينبوع اليقين فى الإيمان بالله ، وعلمه وقدرته ، والتصديق بالرسالة.. أما النقل ، فهو الينبوع فيما بعد ذلك من علم الغيب ، كأحوال الآخرة والعبادات.. والقرآن - وهو المعجز الخارق - دعا الإسلامُ الناس إلى النظر فيه بعقولهم.. فهو معجزة عُرضت على العقل ، وعرفته القاضى فيها ، وأطلقت له حق النظر فى أنحائها ، ونشر ما انطوى فى أثنائها.. وإذا قدّرنا عقل البشر قدره ، وجدنا غاية ما ينتهى إليه كماله إنما هو الوصول إلى معرفة عوارض بعض الكائنات التى تقع تحت الإدراك الإنسانى.. أما الوصول إلى كنه حقيقته فمما لا تبلغه قوته.. ومن أحوال الحياة الأخرى ما لا يمكن لعقل بشرى أن يصل إليه وحده.. لهذا كان العقل محتاجًا إلى مُعين يستعين به فى وسائل السعادة فى الدنيا والآخرة.. " (2).

    فالإسلام لا يعرف - على الإطلاق - هذه الثنائية المتناقضة بين العقل والنقل.. وصريح المعقول لا يمكن أن يتعارض مع صحيح المنقول.. ولقد عبر الإمام محمد عبده عن ما قد يتوهمه البعض تعارضًا عندما صاغ حقيقة هذه القضية فقال: " لقد تقرر بين المسلمين أن الدين إن جاء بشىء قد يعلو على الفهم ، فلا يمكن أن يأتى بما يستحيل عند العقل.. " (3).. ففارق بين ما يعلو على إدراك العقل ، من بعض أمور الدين ، وبين ما يستحيل فى العقل الذى برئ ويبرأ منه الدين.

    ومن بين علماء الإسلام الذين عبروا - بصدق وعبقرية - عن تكامل العقل والنقل - الحكمة والشريعة - حُجة الإسلام - أبو حامد الغزالى [450-505ههجرية/1058-1111م] عندما قال: " إن أهل السنة قد تحققوا أن لا معاندة بين الشرع المنقول والحق المعقول ، وعرفوا أن من ظن وجوب الجمود على التقليد واتباع الظواهر ، ما أُتوا به إلا من ضعف العقول وقلة البصائر. وأن من تغلغل فى تصرف العقل حتى صادموا به قواطع الشرع ، ما أُتوا به إلا من خبث الضمائر. فميل أولئك إلى التفريط ، وميل هؤلاء إلى الإفراط ، وكلاهما بعيد عن الحزم والاحتياط.. فمثال العقل: البصر السليم عن الآفات والآذاء ، ومثال القرآن: الشمس المنتشرة الضياء ، فأخْلِق أن يكون طالب الاهتداء المستغنى إذا استغنى بأحدهما عن الآخر فى غمار الأغبياء ، فلا فرق بينه وبين العميان. فالعقل مع الشرع نور على نور.. " (4).

    وهذه العلاقة بين العقل والنقل - علاقة التكامل والتآخى - هى التى أكد عليها أبو الوليد ابن رشد [520- 595هـ /1126-1198م] عندما قال: ".. فإنا - معشر المسلمين - نعلم على القطع ، أنه لا يؤدى النظر البرهانى إلى مخالفة ما ورد به الشرع ، فإن الحق لا يضاد الحق ، بل يوافقه ويشهد له.. فالحكمة هى صاحبة الشريعة ، والأخت الرضيعة.. وهما المصطحبتان بالطبع ، المتحابتان بالجوهر والغريزة.. " (5).

    فالباب مفتوح على مصراعيه أمام العقل فى سائر ميادين عالم الشهادة. وهو سبيل الفقه والفهم والتكليف فى الشرع والدين.. لكن لابد من مؤازرة الشرع والنقل للعقل فيما لا يستقل العقل بإدراكه من أخبار عالم الغيب والحكم والعلل من وراء بعض أحكام العبادات فى الدين.. وما قد يبدو من تعارض - عند البعض - أحيانًا بين العقل والنقل ، فهو تعارض بين العقل وبين " ظاهر " النقل وليس حقيقة معنى النقل أو مرجعه إلى تخلف " صحة " النقل.. أو تخلف " صراحة " العقل.. أو وجود ما يعلو على الفهم ، لا ما يتعارض مع العقل.. فالعقل مع الشرع - كما قال حُجة الإسلام الغزالى - " نور على نور ".. وما الحديث عن التعارض بينهما إلا أثر من آثار الغلو فى أحدهما ، تفريطًا أو إفراطًا.

    وإذا كانت البداهة والخبرة البشرية - وحتى الحكمة الفلسفية - تقول: إن من مبادئ الدين والشرائع ما لا يستقل العقل بإدراك كنهه وحقيقة جوهره ، فكيف يجوز لعاقل أن يدعو إلى تحكيم العقل وحده فى كل أساسيات الدين ؟! لقد قال الفيلسوف الفقيه أبو الوليد ابن رشد وهو الذى احترم عقلانيته المتألقة الأوروبيون والمسلمون جميعًا. قال عن رأى الفلاسفة القدماء فى مبادئ الشرائع التى لا يستقل العقل بإدراكها: " إن الحكماء من الفلاسفة ليس يجوز عندهم التكلم ولا الجدل فى مبادئ الشرائع مثل: هل الله تعالى موجود ؟ وهل السعادة موجودة ؟ وهل الفضائل موجودة ؟. وفاعل ذلك عندهم محتاج إلى الأدب الشديد ، ولذلك وجب قتل الزنادقة.. فيجب على كل إنسان أن يسلم بمبادئ الشرائع ، لأن مبادئها أمور إلهية تفوق العقول الإنسانية ، وكيفية وجودها هو أمر معجز عن إدراك العقول الإنسانية ، فلابد أن يعترف بها مع جهل أسبابها.. " (6).

    فليس هناك عاقل يحكِّم العقل فيما لا يستقل العقل بإدراكه من مبادئ الشرائع والمعجزات ، وكنه وجوهر وحقائق المغيبات.

    وليس هناك عاقل يغفل أو يتغافل عن مكانة ودور العقل فى دين الإسلام.

    وإدراك وظيفة العقل.. وميدان عمله.. وحدود قدراته ، هو لب الاحترام للعقل ، وليس فيه انتقاص من سلطانه ، الذى تألق فى دين الإسلام وفكر المسلمين.

    المراجع

    (1) [ الأعمال الكاملة للإمام محمد عبده ] ج3 ص 301.

    (2) المصدر السابق ج3 ص 325 ، 379 ، 397.

    (3) [ الأعمال الكاملة ] ج3 ص 257.

    (4) [ الاقتصاد فى الاعتقاد ] ص 2، 3. طبعة القاهرة. مكتبة صبيح بدون تاريخ.

    (5) [ فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال ] ص 31، 32، 67. دراسة وتحقيق د. محمد عمارة. طبعة دار المعارف. القاهرة سنة 1999م.

    (6) [ تهافت التهافت ] ص121 ، 122 ، 125 ، طبعة القاهرة سنة 1903م.






    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=1461

  3. #3

    افتراضي


    هل يجوز استبعاد السنة النبوية .. والاخذ بالقرآن الكريم فقظ ؟

    ___________
    :

    القول بوجوب مخالفة السنة النبوية والأخذ بالقرآن فقط قول يخرج عن الإسلام ، لكن السنة النبوية أصلا من اصول التشريع، وكونها حجة امر معلوم من الدين بالضرورة ، ومتفق عليه من جميع المسلمين .

    والبرهان القاطع على أن السنة هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرأن الكريم مباشرة وانها حجة تثبت بها الاحكام الشرعية ويلزم المسلم العمل بما تكشفه وتدل عليه من أوامر ونواه وتكاليف ما يلي :

    اولا : عصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن الخطأ والسهو في كل ما يبلغه عن الله تعالى وهذا يستلزم بالضرورة ان كل ما يبلغه من اخبار صادق ومطابق لما عند الله تعالى .. فاذا قال في الحديث القدسي مثلا قال الله كذا فيجب قبول هذا الخبر والعمل به . القرأن الكريم لا يفهم فهما كاملا بدون السنة التي تشرحه و توضحه ، بل السنة تعادل القرأن في اهميتها القصوى لهذا الدين . ولواستبعدنا السنة النبوية واقتصرنا على القران الكريم فسوف ينهدم نصف هذا الدين او اكثر منه ، لان احكاما تشريعية وتكاليف تفوق الحصر لم تثبت الا من طريق السنة النبوية.. وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحقيقة فقال : ( الا اني اوتيت القرأن ومثله معه ) والمراد بالمثل الذي اوتيه النبي الى جوار القرأن في هذا الحديث هو السنة النبوية وقد ذكر العلماء امثلة كثيرة لذلك منها الاحاديث الشريفة .
    (البينة على من ادعى واليمن على من انكر ) حديث (بني الاسلام علي خمس ).. (صلوا كما رأيتموني اصلي ) – (خذوا عني مناسككم ) .
    وهذه الاحاديث تنبنى عليها عشرات الاحكام في العبادات والمعاملات .. ولو جرينا مع هذا المنطق المقلوب واستبعدنا السنة كمصدر له حجيته في التشريع الاسلامي فان المسلم لا يدري كيف يصلي ولا كيف يصوم ولا كيف يحج ولا كيف يتزوج او يطلق او يشتري او يبيع لان الذي جاء في القرأن هو الامر بالصلوات والصلاة الوسطى اما احكام الصلاة بدأ من تكبيرة الاحرام وانتهاء بالتسليم ، وكذلك اوقاتها وشروطها وفرائضها ومستحباتها كل ذلك لا اجده في القرأن لا على سبيل الاجمال ولا التفصيل ، وانما تكفلت ببيانه السنة الصحيحة .. وقل مثل ذلك في كل العبادات الاخرى وفي كثير من احكام المعاملات .. وقد نبهنا النبي صلى الله عليه وسلم وحذرنا من هذه "المقولة" التي يرددها المتربصون بهذا الدين والمستغلون للظروف لتدمير قواعده واسسه – وذلك في الحديث الشريف : "الا يوشك رجل شعبان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرأن فما وجدتم فيه من خلال فأحلوه . وماوجدتم فيه من حرام فحرموه . وان ما حرم رسول الله كما حرم الله " .
    وانا اعد هذا الحديث من معجزاته صلى الله عليه وسلم لانه صور في دقة بالغة ما يردده هؤلاء في وقتنا الحاضر .
    ثانيا: القرأن الكريم مملوء بالايات التي تدل دلالة قاطعة على أن السنة النبوية حجة الله على خلقه في الدين .. وانها مبينة للقرآن وشارحة له . وسماها الحكمة .
    وذكرها مقترنة بالقرأن الكريم .. منها قوله تعالى :
    * ويعلمكم الكتاب والحكمة " (البقرة 151)
    * يتلوا عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة " (البقرة 151)
    واذكر ما يتلي في بيوتكن من ايات الله والحكمة (الاحزاب 34)
    * واذكروا نعمت الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به " (البقرة 231)
    بل يأمر القرأن بطاعة الرسول فيما يقول مثل ما يأمر بطاعة الله تعالى وذلك في ايات عديدة معلومة ومحفوظة عن ظهر قلب في القرأن . ومن واضح وأجلي ادلة القرأن على ان السنة حجة الله على المؤمنين هذا الامر الصريح في قوله تعالى : "وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " (الحشر 7)
    فهذه الاية نص ان الرسول يأمر وينهي وأن على المؤمنين ان يلتزموا بتكاليفه .. ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة نبيه وقوله في حديث اخر رواه ابو داود عن العرباض بن سارية انه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ايحسب احدكم متكئا على اريكته يظن أن الله تعالى لم يحرم شيئا الا ما في هذا القرأن ؟ الا واني قد أمرت ووعظت ونهيت عن اشياء . انها مثل القرآن او اكثر " .

  4. #4

    افتراضي



    الاسرائيليات
    علماء المسلمين انتبهوا لذلك منذ وقت ليس بالقصير ؛ فقد قرَّر أهلُ الحديث: أنَّ الصحابيَّ أو التابعي الذي ينظر في كتب أهل الكتاب لا يُعتبر كلامُه من نفسه في أمور الغيب مرفوعاً إلى النبي

    rوقالوا: إذا عُرف الصحابيُّ بالنظر في الاسرائيليات، كعبد الله بن سلام وغيره من مسلمي أهل الكتاب، وكعبدالله بن عمرو بن العاص ؛ فإنه حصَّل في اليرموك كثيراً من كتب أهل الكتاب ؛ فكان أصحابه يقولون له حدثنا عن النبيr ولا تحدثنا من الصحيفة. قال السخاوي في فتح المغيث بعدما ذكر ذلك: فمثل هذا لا يكون حكمُ ما يخبرُ به من الأمور الغيبية الرفعُ لقوَّة الاحتمال.

    أما أهلُ الأصول فاشترطوا في مسألةِ كونِ شرعِ مَن قبلنا شرعاً لنا ‑على القول به‑ أن يكون ثبت بشرعنا، وإلا فلا يعتد به، وهو أمر مؤيد بقوله تعالى ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾. ومع ذلك فقد بقيتْ أخبارُ هؤلاء في كتب التفسير مأخوذةً من كتبهم أو مرويَّة من أحبارهم.

    وأحسبُ أنَّ تأثيرها في فروع الشريعة كان ضئيلاً وإن كانت قد أثَّرت إلى حدٍّ ما في الثقافةِ وفي المقولات الكلامية.

    =====

    النقطة الثالثة: وهي مسألةُ هيمنة القرآن على السنة. وهي مسألة تحتاج إلى توضيح: فالقرآن والسنة من مشكاة واحدة هي مشكاة النبوة ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ ، وهذا الإشكال لم يُطرح في الصدر الأول إلا من زاوية الثبوت، فالقرآنُ متواترٌ محفوظٌ، والسنَّة قد تردُ آحاداً، وبالتالي تضعفُ الثقةُ في نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام، ومن هنا جاءَ قولُ عمرَ رضي الله عنه في قضيةِ فاطمةَ بنتِ قيس: ”لا نترك كتاب الله لقول امرأة لا ندري أحفظت أم نسيت“، وقول عائشة رضي الله عنها وأرضاها في رد حديث ابن عمر «إن الميت ليعذب ببكاء أهل عليه» إنه عليه الصلاة والسلام لم يقلْ هكذا محتجَّة بقوله تعالى: ﴿ولا تزر وازرةٌ وزرَ أخرى﴾ .

    ومن هنا اختلفتْ أنظارُ العلماءِ في التعامل مع خبر الآحاد إذا خالفَ القواعدَ أوِ القياسَ أو عملَ أهل المدينة إلى آخر ما يعلمه فضيلتكم في المباحث الأصولية. وعندما دوَّن الشافعي أصولَ الفقه ووضعَ اللبناتِ الأولى لقواعد الاستنباط وترتيبِ الأدلة ؛ جعلَ القرآنَ والسنَّةَ في مرتبةٍ واحدةٍ ؛ مستدلاً بالآيات التي جعلتْ طاعةَ رسولِ اللهِ r طاعةً للهِ، إلا أنَّه أشارَ إلى أن السنة مبيِّنةٌ للقرآن، وما إخالُ البيانَ يختلفُ كثيراً عن الإنشاء في فهم الأوائل كما سنذكره.

    وقد تعاملَ العلماءُ مع نصوصِ السنَّة تعاملَهم مع القرآن إذا ثبتتْ ثبوتاً لا يرتقي إليه شكٌّ بالتواترِ أوِ الاستفاضةِ مع وضوح الدلالة، وبخاصة السنة العملية في الصلاة والصوم والحج، إلا في حالاتٍ ليستْ بالكثيرةِ كموقفِ أحمدَ من عدمِ إمكانِ نسخِ السنَّة للقرآن، ونحوها من القضايا المبثوثة في كتب الفقه والأصول.

    وإن كانت قد حصلتْ مواقفُ من بعض الطوائف الإسلامية في موضوعِ السُّنة إلاَّ أنَّ هذا هوَ المنهجُ العام والطريق اللاحب.

    هذا من باب الإشارة إلى موضوعٍ لا أشكُّ أنكم أدرَى به.

    وفي رأيي أنَّ نصوصَ القرآنِ والسُّنة تتضامنُ وتتكاملُ، وأنَّ كلياتِ القرآنِ هي نفسُها الكلياتُ التي أكدَّتْ عليها السُّنة وزادتها بياناً، ﴿ ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً﴾ فكلُّ ذلك مِن عندِ الله إلاَّ أنَّ بعضَ الكلياتِ يعتريهِ التخصيصُ، وأحياناً تظهر فروعٌ تتجاذبها كلياتُ فتترجَّح بينها وبعض الكليات الأخرى لا يعتريه تخصيصٌ . وقد أشار الشاطبي إلى ذلك في العام حيث يقول: :"المسألة السابعة": العمومات إذا اتَّحد معناها، وانتشرت في أبواب الشريعة، أو تكرَّرت في مواطن بحسب الحاجة من غير تخصيص؛ فهي مُجراة على عمومها على كل حال، وإن قلنا بجواز التخصيص بالمنفصل.

    =====

    5- فيما يتعلق بمنهجية هيمنة القرآن على السنة فإن هذا يشير إلى افتراض تعارض، والمفروض أنْ تكونَ نقطةُ البداية: أنه لا يوجدُ تعارضٌ بين القرآن والسنة، فكما يقول الشافعي: إنه لا تخالف له سنةٌ أبداً كتاب الله، وإنَّ سنَّته وإن لم يكن فيها نصُّ كتابٍ لازمة([5]).

    وقد شرح الشافعي شرحاً طويلاً قضية السنة وبيانها للقرآن تارة واستقلالها تارة([6]). وأثبتَ أنَّ القرآنََ هو الحكَم عندَ اختلافِ السُّنة قائلاً: قلتُ: أنْ يكونَ أحدُ الحديثين أشبهَ بكتاب الله فإذا أشبهَ كتابَ اللهِ كانتْ فيه الحجة([7]).

    وقد أشرتُ إلى الهيمنة التي مردُّها إلى الثبوت أو إلى الظروفِ ولها جذورُها في أصولِ الفقهِ . وإني أخشى أن تكونَ الدعوةُ إلى هيمنة القرآن سبيلاً لانفراط سِلك الشريعة، وطريقاً لمن لا يحسن التعاملَ مع الأدلةِ، ولم يرتضْ على الجزئياتِ والكلياتِ ومقاصدِ الشريعة ؛ أنْ يدَّعِى فهماً من القرآن لا يناسب المقام، ولا تساعده القواعدُ اللغويةُ أوِ الأصولُ الكليةُ، أو يحكِّم مصالحَ ملغاةً.

    ولهذا فإني حريصٌ على الاستناد على القواعد التي ضبطها العلماءُ، مع توسيعِ أوعيةِ الاستنباطِ ومولِّداتِ الأحكامِ وبخاصةٍ في القضايا المستجدة.


    =====


    ([1]) الشاطبي، الموافقات 4/69-71

    ([2]) الشاطبي، الموافقات: 3/171-176

    ([3]) الشاطبي، الموافقات 1/ 498

    ([4]) قاضى السماوة، جامع الفصولين 2/149

    ([5]) الشافعي، الرسالة ص198

    ([6]) نفس المرجع ص79 وما بعدها

    ([7]) الرسالة ص28



    http://www.binbayyah.net/Pages/comme...20alalwani.htm

  5. #5

    افتراضي


    قال شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل":
    وإنما يحصل النور والهدى بأن يقابل الفاسد بالصالح والباطل بالحق والبدعة بالسنة والضلال بالهدى والكذب بالصدق وبذلك يتبين أن الأدلة الصحيحة لا تعارض بحال وأن المعقول الصريح مطابق للمنقول الصحيح

    والجملة الأخيرة أصل عظيم.


    http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...C7%E1%DA%DE%E1

  6. #6

    افتراضي


    العقل لا يقيد الأخبار الشرعية ولا ينسخها، وإنما فقط يتبع ما جاءت به من شرائع، ويصدق ما تكلمت به من أخبار. فالله تعالى يقول في كتابه –الذي وصفته أنه قاسم مشترك بين الشيعة والسنة– [والله يعلم وأنتم لا تعلمون] فالعقل قد لا يعلم الحق في المسألة بمجرد تحريك عقله وإنما بتصديقه واتباعه لما جاء عن الله تعالى.
    ومن الجانب العقلي، أن العقل قبول جملة أوامر خالقه التي يطلبها منه، لا مناقشتها والاعتراض عليها إذا لم تتفق مع عقله. فالعقل إن كان مستغنيا عن الشرائع بعقله فلا حاجة لقبول الشرائع إذن، وإن كان العقلقاصرا محتاجا للشرائع في هدايته فعليه أن يبني عقله بما تتضمنه الشرائع لا بما يقرره هو.

    مسألة اتخاذ القاسم المشترك بين كل طائفتين وهجر ما سواه أمر خاطئ، ولم تستخدم فيه العقل بصورة صحيحة
    ولكان سهلا بين كل مختلفين أن يدعيا الخلاف في أصل مسائلهما ويتفقا على فروعها التي لا تقود إلى أصل الحق!
    ومن الناس من يعتقد بعدم وجود إله في الدنيا والحياة مادة، ومنهم من يعتقد وجود الله تعالى، ولا قاسم مشترك بينهما إلا تعمير الأرض!

    مسألة ترجيحك أن القرآن هو القاسم المشترك بين السنة والشيعة لم تستخدم فيها عقلك بصورة صحيحة، لأنك اعتمدت على إنكار الشيعة لذلك، ولم تنظر إلى بينة السنة في ذلك من كتب الشيعة لا من كتب السنة، ولم تراعي مسألة التقية التي يتخذها الشيعة دينا.

  7. #7

    افتراضي

    مفهوم العقل دكتور جعفر ادريس

    http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=14774

  8. افتراضي

    هل هناك دليل نقلي على حجية الدليل العقلي؟
    معرفة الله هي الغاية
    وطلب العلم هو الوسيلة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. زعم محدودية قدرة العقل لاتلزم العقل بالايمان بل العكس....!
    بواسطة أسلاك شائكة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 03-18-2013, 12:45 AM
  2. لب العقل ولب الدين
    بواسطة هاشمي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 11-06-2011, 07:52 PM
  3. مجازفة العقل ...
    بواسطة د. أحمد إدريس الطعان في المنتدى د. أحمد إدريس الطعان
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-21-2005, 12:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء