صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 32 من 32

الموضوع: لقاء مع الشيخ أبى أويس محمد بو خبزة التطواني حفظه الله

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    1,955
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزى الله الجميع خير جزاء ونحيطكم علمًا بنهاية وقت تقديم الأسئلة وسنوافيكم إن شاء الله بأجوبة الشيخ الفاضل على أسئلتكم فى أقرب وقت بإذن الله تعالى .
    الحق فضيلة واجبة الاتباع والباطل رذيلة موجبة الاقتلاع .

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    1,955
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اجابة فضيلة الشيخ على اسئلة اللقاء

    وقد تم حذف أسماء طلبة العلم والمقدمات والتحيات على سبيل الاختصار وعدم الإطالة على الشيخ الفاضل شفاه الله.


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده .. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما

    وجَّهت إليَّ صحيفة من القائمين على منتدى التوحيد تتضمن 49 سؤالا من مختلف الموضوعات، افتتحوها بإطراء بالغ وأوصاف جليلة أسبغوها عليّ، يعلم الله تعالى أنني لست أهلاً لها، فأساؤا إليّ إذ ذبحوني بغير سكين وكان أولى بهم الاقتصاد وهو المنهج المرضي للسلف الصالح الذين نسعى للتشبه بهم والانتساب إليهم، ولكن هكذا قدّر، وقد قرأتُ الأسئلة ورددتُ النظر فيها، فوجدت فيها ما هو فوق قدرتي، ولا تبلغه معرفتي، وفيها نوع تكرار، وقد أسعفت رغبة الإخوان، وفَّر الله جمعهم، وجمل بالتوفيق سعيهم، فسطرت هذه الأجوبة الموجزة المركزة مراعيا أرقامها المرتبة قصد الاختصار، سائلاً من الله السداد والتوفيق، والهداية إلى أقوم طريق.

    السؤال 1 : ما أقوى الأدلة على حجية السنة في رأي شيخنا الحبيب؟!
    أقوى الأدلة على حُجية السنة كتاب الله تعالى، فقد صدعت آياته بوجوب اتباع السنة وتقديمها على سواها كائنا ما كان، والتحذير من مخالفتها وإنذار المخالفين بالفتنة والعذاب الأليم.


    السؤال 2 : نرجو من فضيلتكم بيان أنواع إنكار السنة ، و حكم التَّلَبس بكل نوع منها؟
    إنكار السنة يأتي بإنكار حُجيتها صراحة كصنيع القرآنيين -كما سموا أنفسهم- والقرآن منهم براء، ويأتي إنكارها بنوع تأويل كما يفعل متعصبة الفقهاء في المذاهب الفقهية من تقديم آراء أئمتهم المخالفة للسنة، فتراهم يتحاشون التصريح إلى التلويح والتأويل، ومن متأخريهم من يصَرح بإنكار السنة وتحريم الأخذ بها وحتى بالقرآن بدعوى أن ذلك من شأن المجتهدين والاجتهاد انقطع منذ قرون زعموا، ومنهم العقلانيون الذين يقدمون عقولهم على الوحي فلا يؤمنون إلا بما تسلمه عقولهم، وقد ظهرت هذه الجماعة متأثرة بآثار المستشرقين بعد أن جثم الاستعمار على العالم الإسلامي وفرض عليه مناهجه في التعليم والإدارة والحكم، وكانت مصر مما باض فيها هذا الفكر وفرَّخ، وما زالت سمومه سارية في معاهده وجامعاته، ومنها تسرب إلى الدول الإسلامية ، ومعلوم أن هذا الصنيع ينافي الإيمان.

    السؤال 3 : عندنا في المغرب أشخاص لما ولدوا ختنوا ولا يعرف من ختنهم و يقال انهم ختنوا من طرف الملائكة فما رأي سعادتك في هذا القول و هؤلاء الأشخاص و إن كانت لم تختنهم الملائكة كما يقال فمن ختنهم؟
    -الأطفال الذين يولدون مختونين، قليلون جدا، ولا شك أن هذا من فعل الملائكة إذ الأطفال أجنَّة في بطون أمهاتهم ، أما أنهم يختنون بعد الولادة، فهذا من فعل فاعل، ونعرف في المغرب الشيخ محمد العربي الناصري النجل الأكبر للشيخ أحمد بن خالد صاحب كتاب: " الاستقصاء" فقد ذكر في كتابه هذا أن ولده العربي وُلد مختوناً ، وهذا غير مستغرب فهو داخل قي زيادة الخلق أو نقصه وهو في المخلوقات كثير.


    السؤال 4 : كثير من المسلمين لا يعطي علم الحديث أهمية باعتبار أنه علم لن نتمكن فيه من الرد على العلمانيين والملحدين ولن نجابه به أفكارهم فيلجئون إلى علوم أخرى، فكيف نقنع مثل هؤلاء بضرورة التوجه لعلم الحديث لصد هجمات العلمانيين؟
    الذي نعتقده أن السنة النبوية القولية والفعلية كفيلة بحل مشاكل العالمين، والله تعالى يقول: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) والسنة بيان للكتاب وهي مقرونة به لن يفترقا حتى يرد النبي صلى الله عليه وسلم على حوضه كما ورد، ومن زعم قصور السنة عن دحض مذاهب الملحدين وأفكارهم وشبهاتهم وأباطيلهم، فإنما أُتي من جهله، وهذا أبو الأعلى المدودي رحمه الله و الأخوين سيد ومحمد قطب على قلة علمهم بالسنة لهم جولات موفّقات في دراسة المذاهب الفكرية المعاصرة، وما يتخللها من زيف وجهل بفضل معرفتهم بلغتهم وقراءة مصادرهم مباشرة ، ولو أنهم جمعوا إلى ذلك دراسة السنة وحفظ الحديث لبلغوا القمة في التمكن من مَقاتِل الملحدين المارقين، ورحم الله الإمام الشافعي القائل: "من حفظ الحديث قويت حجته" ولا سبيل لإقناع من استولت على قلبه وعقله تلك الشبهات والزبالات الذهنية إلا بدعوته إلى دراسة السنة بإنصاف وتجرد، وقد دللتُ بعض هؤلاء إلى دراسة بعض كتب شيخ الإسلام ابن تيميه كـ"درء تعارض العقل والنقل"، ففعل وأسلم وآمن.


    السؤال 5 : هل تستحسنون أن يبدأ طالب العلم في أول طريقه بكتب المناظرات والردود لصد الهجمات المتتالية على دينه وعقيدته خصوصا إذا لم يوجد من يسد الثغر؟
    لا أرى لطالب العلم الشرعي المبتدئ أن يشتغل بكتب المناظرات والردود خوف أن يعلق بذهنه وقلبه شيء من شبهات الزنادقة، وهو أعزل من سلاح العلم وهو ضروري لذلك ولا بد.


    السؤال 6 : من أهل البدع من يقول إن البدع فيها ما هو مستحب وما هو مذموم واستدلوا على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة" فكيف نجمع فضيلة الشيخ بين مفهوم هذا الحديث وبين هذا الحديث الآخر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو رد"؟
    البدعة في الدين أعني في العقيدة والعبادة ضلالة، ولا يمكن أن تكون فيها حسنة، والأدلة على هذا كثيرة منيرة، وأول من جهر بتقسيم البدعة إلى الأحكام الخمسة عز الدين بن عبد السلام الشافعي وتبعه على ذلك القرافي المالكي، ومنشأ غلطهم خلطُهم في فهم الابتداع بين الدين والدنيا، وقد ردّ عليهم بإسهاب أبو إسحاق الشاطبي في كتابه العظيم: "الاعتصام"، وأتى على بنيانهم من القواعد، وناقشهم في أدلتهم المزيفة.


    السؤال 7 : هل دراسة علوم الدنيا (اقتصاد) علما أن في ما ندرس ما هو محرم شرعا. هل على طالب هذه العلوم إثم علما انه مكره على تحصيلها؟
    لا بأس بدراسة علوم الاقتصاد والقانون بالنسبة لطالب العلم المسلّح بالعقيدة السلفية الصحيحة، وصلابته في دينه كفيلة بتحصينه من التأثر بما في تلك العلوم من الزلل والضلال، والمقصود المعرفة والاطلاع.


    السؤال 8 : ما هي نصيحتك للمسلمين في تونس حيث أنهم يعانون كثيرا من ويلات النظام العلماني الفاسد فلا تعقد الدروس ولا مجالس العلم ويعاقب فاعل ذلك, وحرب على الحجاب واللحية والقميص وكل مظاهر السنة و الحالة لا تخفى عليكم فضيلة الشيخ فبماذا تنصح المسلمين ذكورا وإناثا هنا في تونس؟
    نحن بالمغرب أولى بالنصيحة من إخواننا في سائر دول العالم الإسلامي، وكلنا في الهوى سوا كما يقال، وإنما التفاضل في الضراوة والقسوة، وعلى المسلمين أن يتناصحوا ويتدارسوا دينهم وأمرهم بكل ممكن، ولا يجوز للمسلم أن يُذِل نفسه، ويتحاشى التهور والتطرف حتى لا يجعل للمجرمين سبيلا للنيل منه وإلحاق الأذى (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) والآية إخبار بمعنى الإنشاء والطلب.


    السؤال 9 : هل العمل في الإيمان ركن؟ بمعنى إذا لم يعمل الإنسان أي عمل بجوارحه يكفر؟
    فنحن نقرأ عن العلماء قديما أن العمل ركن فيه لا يجزئ عن بقية الأركان كالقول والاعتقاد, ثم أتى بعض المعاصرين وجعلوه شرطا كمال فيه لا يكفر تاركه مطلقا, بمعنى أن من لم يصلي ولم يحج ولم يصوم ولم يفعل شيئا من الدين{من أعمال الجوارح} هو مسلم عاص لا يرقى إلى درجة الكفر، بيِّن لنا ذلك فضيلة الشيخ.
    اتفق السلف الصالح أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، واتفق جمهُورهم على أن العمل شرط كمال في الإيمان إلا أن كثيراً من الناس يغفلون عن أن العمل درجات وأنواع كما في حديث : "الإيمان بضع وسبعون شعبة ..." فمن أعمال القلوب والجوارح ما هو شرط صحة بلا شك كالاعتقاد القلبي والنطق اللساني والصلاة عند من يرى تركها ردة وكفراً يخرج من الملة كما يقول الحنابلة ، وبقية الأعمال شرط كمال، وقد تواترت الأحاديث أنّ من كان آخر كلامه لا إله إلا اله دخل الجنة، ومن الباطل الذي ما بعده باطل اعتقاد أن من أخّل بعمل بطل إيمانه، وهو اعتقاد الخوارج الذين يكفرون بالمعصية.


    السؤال 10 : أفهم أن المؤمنين يؤمنون بإله.. إلخ, و لكن لا أفهم كيف يؤمنون بإله لا يحرم العبودية أو "الرق" وينزل من السماء تعاليم (يشير إلى الكتاب المقدس والقرآن الكريم) تشرح كيف التعامل مع ملك اليمين والأيامى بدل وضع نهاية لهذه الأفعال اللاأخلاقية, هكذا يقول أستاذ جامعي في أوروبا أثناء أي حوار حول الدين فما ردكم عليه؟.
    -مسألة الرِّق لم يأت بها الإسلام ابتداء وإنما وجدها واقعة جرى بها العمل في العالم كله، فأقرها الإسلام في حدود، ورغب في العتق والحرية، لأنها الأصل وهي في أصلها عقوبة على الإصرار على الكفر فلو أصرّ الإنسان عليه رغم أنه مغلوب استحق أن يُسترق عقوبة له، والعجب أن الأوروبيين ومن يدور في فلكهم ينقمون على الإسلام الرِّق، ويجيزونه بينهم، وهو مازال إلى الآن ومن أقبح صوره ما فعلته أمريكا (زعيمة العالم الحر) بالأفارقة كما هو معلوم، وأنصح بقراءة كتاب (شبهات حول الإسلام) لمحمد قطب حفظه الله تعالى.


    السؤال 11 : هل نجد في القرآن كل التعاليم الأخلاقية وتحريم اللاأخلاق, أم أن الله تعالى ترك مجالا لقدراتنا العقلية للبحث عن قيم أخلاقية تتطور بتطور المجتمع ونمط الحياة, كما نبحث في فهم الطبيعة والاستفادة منها بتطور وسائل المعرفة؟ إذا كان كذلك فهل ممكن نعتقد أن المسلمين في الماضي قاموا بأعمال أخلاقية بالنسبة لهم ولكن لا أخلاقية بالنسبة لنا في مجتمع وظروف وعادات مختلفة؟
    الأخلاق علم واسع ومفاهيمه متعددة، إلا أن الإسلام جاء بأخلاق طبيعية تناسب الإنسان السويّ الطيب المشاعر، فسماها وعينها وأثنى عليها ودعا إليها، وهي معروفة يمكن حصرها وإحصاؤها، ولا يمكن أن تتغير فتكون حسنة في زمن قبيحة في زمن.


    السؤال 12 : إنكار السنة منهج له ماضٍ معروف لديكم حفظكم الله، لكن الإعلان و التنظير و التبجح بهذا المنهج بهذه الكيفية لم يظهر إلا حديثًا، برأيكم ما أسباب ذلك شيخنا الكريم؟!
    إنكار السنة كان – وما زال – منهجاً معروفا لطوائف الابتداع توارثه المنحرفون من الجهمية والمعتزلة والشيعة الروافض، ودوافعه كثيرة منها الجهل بها واعتقاد عدم صحتها واعتماد العقل في التحسين والتقبيح وتحكيمه في التشريع، وهذا مذهب المعتزلة وتبعهم العقلانيون الجدد الذين لا يؤمنون إلا بما تقبله عقولهم، وهذا منافٍ للإيمان.


    السؤال 13 : يلجأ منكرو السنة إلى دغدغة العواطف عن طريق الإيهام أن الأخذ بالسنة يحط من قدر القرآن، ويرتكزون في بعض القضايا على ذلك كقضية "نسخ الكتاب بالسنة" .. ما تصوركم – جزاكم الله خيرًا – لأحسن سبل التعامل مع هذا الطرح العاطفي؟!
    يغالط منكرو السُّنة في القديم والحديث فيوهمون أنهم يؤمنون بالقرآن ولا يرضون به بديلا، وإنكارهم نسخ القرآن بالسُّنة جهل بالسُّنة لأنها قرينة القرآن وقد قال صلى الله عليه وسلم: ".. آلا أني أوتيت القرآن ومثلَه معه"، والله تعالى صرح بأن السُّنة وحْي يوحَى فنسْخ القرآن بالسُّنة الصحيحة نسخ وحي يوحى، على أنه قليل الوُرود، وعلى المسلم العارف أن يكشف عوار أولئك المنكرين، ويطرح طرحهم ويبطل دغدغتهم للناس.


    السؤال 14 : هل هناك منهج واضح في الاعتماد على الأحاديث علما أن ما اعتمد عليه البخاري لا يمثل سوى عشر الأحاديث ومن جهة أخرى هناك اختلاف في اختيار الأحاديث التي تلائم بعض الأبواب في كل من البخاري ومسلم؟
    علم أصول الحديث من أوثق العلوم وأدقها، وهو مما انفرد به المسلمون دون غيرهم، وله قواعد محررة إذا أتقنها طالب العلم سهل عليه تمييز الطيب من الخبيث وليس الصحيح كل الصحيح ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم فقد فاتهما الكثير، وبتطبيق القواعد المشار إليها يتبين الأمر، والبخاري رحمه الله كان مجتهداً دقيقاً في تبويبه وقد قيل فقهه في أبوابه وقد تكفل الحافظ ابن حجر رحمه الله ببيان مناسبات الأبواب لأحاديثها في فتح الباري، أما مسلم رحمه الله فلم يُبوب أحاديثه، وإنما بوَّبها النووي الشافعي والقرطبي المالكي في اختصاره لمسلم، والعمدة العمل والاحتجاج على الصحة.


    السؤال 15 : كما نرى جميعا يا شيخ أن العلمانيين أحكموا قبضتهم على بلاد الإسلام والمسلمين ومكروا مكرا ليخرجوا منها أهلها .. وهم ينهجون كل السبل لإضعاف المسلمين وتجريدهم من أية قوة يمكن لها أن تحركهم من مرقدهم .. فما هي الطريقة الناجعة لمواجهتهم؟ وهل يجوز اغتيال عناصر من هؤلاء المفسدين الذين أنتشر شرهم وتطاولوا على الإسلام ومقدساته نهارا جهارا من طرف أي مسلم غيور على دينه؟
    محنة المسلمين قديمة وذيولها كثيرة ، ولاشك أنها عقوبة من الله تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ) ولا سبيل للخروج منها إلا بالتغيير (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) والمؤمن الحق مُرابط على الخط يُكافح الشَّر بكل ما أمكنه، ولِما يُعانيه المسلمون من ضعف وتخاذل لا يزيدهم اغتيال أعدائهم إلا خذلاناً ومهانة، كيف وقد تداعت عليهم الأمم حتى إخوانهم ومواطنوهم، ولولا أن الله تعالى حرَّم القنوط واليأس لتبناه المؤمن، فلا أمل إلا في رحمة الله وانتظار الفرج وقيام المرء بواجبه.


    السؤال 16 : متى يكفر الحاكم العلماني ويجب الخروج عنه وعدم طاعته؟
    -لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، هذا الحديث قاعدة في هذا الموضوع، والموقف من الحاكم العلماني المُسالم وإن ظلم وجار، "إلا أن تروا كفرا بواحا – ظاهرا- عندكم فيه من الله برهان" ، ومعلوم أن الخروج عليه مشروط بالقدرة وأن لا يفضي الأمر إلى فتنة تراق فيها الدماء البريئة.


    السؤال 17 : هل منتديات الروافض تعتبر من المجالس الكفرية؟ وهل اختيار نوع الصفحة الخالية من سب أمهات المؤمنين والصحابة بغرض المناظرة ورفع الحق أمر مباح أم منتدى الروافض بأكمله يعد مجلساً كفرياً يحرم التواجد فيه؟
    منتدى الروافض والخوارج والبهائية والقاديانية والدروز والنصيرية وغيرهم من المنحرفين إذا كان الحضور معهم لمناظرتهم من عالم بمِللهم، فلاشك أنه مطلوب، وإلا فليخف المرء على عقيدته.


    السؤال 18 : ما هي حال "عمر بن حمزة" الذي روى له البخاري (تعليقا) ومسلم في صحيحهما، حيث أخرج له مسلم خمسة أحاديث فهل إخراج مسلم أحاديثه توثيق له؟ ومما أخرجه له مسلم حديث ابن عمر المرفوع: "يطوي الله عز وجل السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون" وقد تفرّد فيه بلفظة "بشماله". فهل مثله يُقبل تفرّده؟
    عمر بن حمزة ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد، ولا يقبل تفرده، ولْيُعلم أن رجال الصحيحين فريقان :فريق في أعلا درجة يقبل ويحتج به مطلقا، وفريق دون ذلك يقبل في المتابعات


    السؤال 19 : هل إنكار السنة مسألة فقهية فرعية أم عقدية أصلية أم كلتاهما؟!
    -إنكار السنة إن كان عاما فهو قادح في العقيدة وإن كان جزئيا وباجتهاد فهو من الفقه.
    السؤال 20 : ما كيفيات إنكار السنة وحكم التلبس بكل كيفية منها؟
    الجواب عن هذا السؤال يستفاد مما تقدم، وهو كله خطر لا يجوز.


    السؤال21 : شيخنا الحبيب حفظكم الله وأيدكم بنصره، ما هي الطريقة المثلى التي تنصحون بها أهل العلم وطلبته بخصوص التعامل مع غلاة التجريح، الذين أكثروا من الوقيعة في الدعاة والعلماء بله المجاهدين (وقد أصابكم منهم نصيب) هل النظر فيما يكتبون وتتبعه مع الرد عليه، أم أنه لا ينفع معهم هذا؟
    الجرح والتعديل عِلم مهم جدا ولكنه لا يُقبل إلا من عالم عدل خالٍ من الهوى والغرض، وهذا صعب جدا ، وكثير ممن يتعاطاه اليوم ليس أهلا له، وقد ثبت بالتجربة أنه لا فائدة من الرد عليهم لأنهم لا يُنصفون ـ وهمهم الوحيد التحطيم والتنفير والمبالغة، وفي هذه الحالة ليس لنا إلا الإعراض عنهم لقوله تعالى: (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).



    السؤال 22 : كثير من العلماء الكبار الرسميين لبعض الدول والحكومات لا يرون شرعية دفع الصائل المُداهم للديار في أرض الرافدين معللين ذلك، بعدم إذن ولاة الأمر؟ ما رأي الإسلام في هذا؟
    المقرر عند العلماء أن العدو إذا داهم أرضَ المسلمين، فإنه يجب على كل من قدر على حمل السلاح والدفاع عن النفس والبلد، ولا يحتاج إلى إذن.


    السؤال 23 : هل من مبشرات لنصر الأمة على أعدائها مع كلمة توجهها للمجاهدين في سبيل الله؟
    القتال في العراق قتال فتنة وخلاف، وليس لي أن أقول فيه شيئا ولا أعلم المجاهدين في سبيل الله من غيرهم، والسيطرة –كما تعلمون- للروافض وهم أكفر من دول التحالف، والمسلمون ثمة طوائف وتنظيمات، (وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ).


    السؤال 24 : ما حكم من يحاول الإيقاع بين المجاهدين وذلك بنقل الأخبار الكاذبة عن تفاوض بعضهم مع الصليبيين ونشرها وإظهار الفرح بها؟
    الحالة تشبه الفوضى فلا نميز الصادق من الكاذب، ولو كان المجاهدون على كلمة سواء، وظهر من يسعى بينهم بالإفساد لوجب قتلُه كالجاسوس، ولكن لا ندري الواقع الحق.


    السؤال25 : كما تعلمون -حفظكم الله- فعصمة الأنبياء من الصغائر محل اختلاف بين العلماء، فما الذي ترجحونه رعاكم الله، وإن رجحتم أنهم معصومون من الصغائر فكيف يمكن تفسير الآيات التي فيها العتاب وذكر الوزر والذنوب؟ وألا ترون أعزكم الله أن بعض أهل العلم تعمقوا في تأويل تلك الآيات حتى أصبحت النفس لا تركن إلى تلك التفسيرات مخافة مخالفة كلام رب العالمين وتحميله ما لم يحتمل؟
    القول في عصمة الأنبياء من الكبائر موضع اتفاق، والوقوع في اللَّمم والصغائر وقع منهم ولا فائدة من تأويله، والمهم أن لا يقع منهم ما يقدح في القدرة أو يمس الوحي.


    السؤال 26 : معروف عن المتكلمين والفلاسفة عبر الأزمان أنهم ذكروا في مؤلفاتهم أدلة عقلية وفلسفية كثيرة تبرهن على وجود الله عز وجل، فهل يجوز لأهل السنة (إضافة لأدلتهم) في حواراتهم مع الملاحدة، الاستئناس ببعض أدلة المتكلمين زيادة في الإفحام والإلزام وقوة الدليل والبرهان؟
    الأدلة العقلية التي يوردها المتكلمون يوجد مثلها وأقوى منها بكثير في القرآن والسنة، وقد تعقبهم شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ونقض تلك الأدلة التي زعموا أنها براهين قاطعة ـ ولابن الوزير اليمني (ترجيح أساليب القرآن، على أساليب اليونان) وبقراءته بتأنٍ يتبين الحق والبرهان الصحيح، ولا مانع من اقتباس أساليب المتكلمين في الرد على الملاحدة.


    السؤال 27 : ما رأى فضيلتكم في تلك الصور- - وغيرها الكثير، يستخدم للتآلف أو السخرية والابتسام وغير ذلك؟
    في نفسي شك منها ولكن لا أعلم .هل تعتبر من الرسم المحرم لأن فيها مضاهاة؟ أم تعتبر مما يدخل فيما أجازه بعض العلماء من أن الرسم ناقص الخلقة مباح حيث لا تكتمل الحياة من حيث المعنى إلا بجسد كامل؟ وهل تدخل لعب الأطفال في التحريم فقد قرأت أن للسيدة عائشة رضى الله عنها كان لها عرائس فهل يرخص للطفل في ذلك؟
    الصور الصغيرة للحيوانات ونحوها للأطفال أحسبُها جائزة لأنها لا تتجلى فيها المضاهاة التي من أجلها حُرِّمت، ويقال لأصحابها: "أحيوا ما خلقتم"، وقد كان للسيدة عائشة رضي الله عنها عرائس وفرس ذو أجنحة.


    السؤال 28 : فضيلة الشيخ كما هو معلوم أن متن المرشد المعين اعتمد العقيدة الأشعرية وقعدها فما هو التعامل الأمثل مع مثل هذه المتون؟ وهل الأفضل أن أعتمدها مع بيان الصواب من الخطأ أم أعتمد غيرها من المتون التي تعتمد عقيدة السلف.
    إذا أراد المسلم أن يعرف عقيدة السلف الصالح فلا يستقيم له أن يأخذها من"المرشد المعين" وغيره من العقائد المنحرفة، بل يأخذها من عقائد الأئمة أهل الحديث، نعم إن كان ملزماً بتدريس" المرشد المعين" أو "السنوسية" ونحوها فليجتهد أن ينبه على مواضع الانحراف إحقاقاً للحق.


    السؤال 29 : هل لمنكري السنة حجة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم"؟
    لا حجة لمنكري السُّنة في حديث "أنتم أعلم بأمور دنياكم" لأنه في غير مجال السنة، وفي بعض ألفاظه بيان المراد، وهو الدين، أما الدنيا وعلومها كالحِرف والصنائع فتُأخذ من أهلها ومجالها التجربة، أما الدين فمن الوحي.


    السؤال 30 : ما توجيه قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه"؟
    السُّنة قبل التدوين كانت تعتمد الحفظ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كتابتها أول الأمر حتى لا تختلط بالقرآن، فلما استقر الأمر أذن النبي بالكتابة والتدوين.


    السؤال 31 : شيخنا الفاضل زادك الله علماً وعملاً، مَن مِن المسلمين يُعتبر من الفرقة الناجية؟ وإذا أمكن أن تسمي من ليسوا من الفرقة الناجية.
    حديث: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..."قيل من هم؟ قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي، وهي الجماعة فتبين أن الطائفة المنصورة والناجية هي المتمسكة بالسُّنة الصحيحة في كل المجالات قولاً وعملاً، ومن هنا قال كثير من العلماء بأن المراد بهم أهل الحديث، إذا عُلم هذا فكل من خالفهم فهو زائغ.


    السؤال 32 : في تخريج الألباني رحمه الله لأحاديث رسالة شيخ الإسلام ابن تيميه لوالدته، نجد أحاديث كثيرة ضعيفة في هذه الرسالة، ومما فهمته من كتب شيخ الإسلام أنه لا يقبل الاستدلال بالحديث الضعيف ولو كانت في باب الفضائل، فهل اعتقد ابن تيميه صحة هذه الأحاديث وهل شيخ الإسلام رحمه الله وأجزل له المثوبة والأجر حجة في معرفة الأحاديث الصحيحة من الضعيفة؟
    مثل شيخ الإسلام ابن تيميه في سَعة اطلاعه واستبحاره لا غرور أن يصدر منه إيراد الأحاديث الضعيفة في غير العقائد والأحكام، وإنما يوردها استئناساً ومثل هذا يقع من أمثاله كثيرا لاسيما إن كان الموضوع تاريخياً أو أحداثاً أو قصصاً، فإذا احتجّ أو ناظر كفؤاً احتاط وميّز.


    السؤال 33 : ما هو السبيل الأمثل والرد الأفحم للرد على ما جاء به البهائية من كذب وافتراء بخصوص ختم النبوة؟
    الرد على البهائية أو غيرهم من المرتدين الزنادقة من فروض الكفاية، وإذا وقع من مُطلع عارف بلغتهم وتاريخهم وكتبهم كان مُفحما رائعاً، ولإحسان إلهي طهير رحمه الله ردود قيّمة عليهم.


    السؤال 34 : ما الرد على مثل هذه الأسئلة الموجودة في المقررات الدراسية وغيرها التي تقول: "على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم اختلفت الملل والديانات بيٌَّن مظاهر الوحدة الوطنية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟" مع علمي حفظكم الله انه كذب محض لإدخال كلمة أو معنى المواطنة افتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    أنا لم أطلع على مثل تلك الدفاتر، وهي من تلفيق جماعة من الجهلة بالإسلام وفقهه وسيرة نبيه، ولعل مرادهم بمظاهر الوحدة الوطنية في عهد الرسول اجتماع الكلمة ونحوها، والوطنية واعتبارها مبدءاً وعقيدة مصطلح أوربي لا يعرفه المسلمون.


    السؤال 35 :ما رأيك بالاشتراكية...رغم أنى أراها مأخوذة اقتصاديا من نظام إسلامي اقتصادي...وهل تبني المسلم للنظام الاشتراكي ينفي عنه الإسلام..؟
    الاشتراكية بنت الشيوعية، والإسلام نظام اقتصادي وسياسي متكامل، فمن تمسك به واعتقده فهو مسلم ومن تبنى غيره فقد فارقه، ومن الزيف والكذب قولهم: اشتراكية الإسلام، وهو مَلَق ونفاق ورحم الله أحمد شوقي القائل:
    الاشتراكيون أنت إمامهم *** لولا دعاوى القوم والغَلَوَاء
    وهو يقصد بالاشتراكية: العدالة الاجتماعية والإيثار كما وقع من الأشعريين عند قدومهم من اليمن.


    السؤال 36: ما رأيك بمن يقول: "إخواننا الشيعة"، هل هم مسلمون...وهل يجوز لنا بأن نناديهم إخواننا في الإسلام مع اختلاف المذاهب؟
    الشيعة الروافض لا يجوز تسميتهم مسلمين فضلاً عن (إخواننا) ولاشك في كفر علمائهم وآياتهم الشيطانية لاعتقادهم تحريف القرآن وطعنهم على الصحابة.


    السؤال 37: كثر الجدال في المنتديات الإسلامية حول مسألة ترك جنس العمل بالكلية بين مكفر لتارك جنس العمل بالكلية وبين عدم مكفر له، وكثيرا ما يستدل من يقول بعدم كفر تارك جنس العمل بالكلية بحديث البطاقة، فما قولكم في هذه المسألة الشائكة بارك الله فيكم؟
    العمل داخل في مسمى الإيمان، إلا أنه يتفاوت، فمِن هذه الناحية إذا وُجِد شخص يقول: "لا إله إلا الله" ويدري معناها، وعليها مات دون أيّ عمل، فإنها تنفعه كما قال حذيفة بإخراجه من النار، ومنه حديث البطاقة.


    السؤال 38 : ما حكم تكفير عوام الرافضة؟
    عوام الرافضة الذين لا يقرأون ولا يكتبون ولم يتلقوا إلا من طواغيتهم، لا يكفّرون وإثمهم على من حرّفهم ولقّنهم الضلال والكفر.


    السؤال 39 : الذي يصلي دون أن يركز في معنى أي كلمة، في الصلاة المفروضة ولكنه أتم قيامها وركوعها وسجودها, فهل تُحسَب صلاته ويسقط من عليه الفرض أم يستوي مع تارك الصلاة؟
    المصلي إذا أتَّم أركان الصلاة، إلا أنه لم يستحضر من القراءة والذكر شيئا لسبب أو آخر، فإن صلاته صحيحة، ويُطالب باستحضار المعنى والقلب (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).


    السؤال 40 : ما حكم الأكل من المال المختلط في حالة كون الحرام فيه أقل بكثير جدا من الحلال، إضافة إلى أن حرمة المال لا ترجع إلى حرمة العمل الذي يأتي منه ولكن العمل في اصله حلال ولكن قد يأخذ العامل أجراً على جزء من العمل لم يقم به مثلا في جملة مرتبه؟
    التناول من المال المختلط يكره لاختلاطه، والعامل إذا أخذ أجراً على عمل لم يقُم به وبدون علم رب العمل، فإنه خائن، وليأخذ من ذلك المال قدر عمله.


    السؤال 41 : ما رأيكم شيخنا في الترويج الإعلامي الأخير للطرق والزوايا الصوفية بالمغرب وما سِّره وهل في نظركم علما منا أنكم لا تعرفون الشيخ المغراوي أن فتواه لم تكن إلا شماعة لقفل دور القرآن المستهدفة منذ مدة من معية الاستعمار -بني علمان- (وما موقفكم شيخنا الجليل) حفظكم الله ورعاكم؟
    الترويج للتصوف وشيوخه وبناء الزوايا وإحداث المواسم، هذه بدعة قديمة عريقة في المغاربة استغلها الحكام لمصلحتهم تطبيقاً لمبدأ: (اشغلوهم ولو بنقل الحجارة) وليس الأمر مقصوراً على المغرب فالعالم الإسلامي كله موبوء بهذا الوباء، ولا أدري أين عقل العلماء والعقلاء، حيث لم يكتفوا منذ قرون بهدي الإسلام وشريعته، والله تعالى يقول: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ) وما يجري في المغرب حالة شاذة متناقضة، فالعلمانيون هم الذين يحكمون ويملُون إرادتهم على من يُسمون العلماء، وهؤلاء مضطربون لسان حالهم يقول: من سادنا جئناه طائعين، فلذلك هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم رِكزا، ونحن نسمع جعجعة ولا نرى طحنا.


    السؤال 42 : يا شيخ أنا طالبة ادرس في الجامعة والرجال هم الذين يقومون بتعليمي فهل هذا يعتبر اختلاطا محرما؟
    الطالبة التي تدرس بالجامعة على أساتذة رجال في قسم عامر، لا يُسمى هذا الوضع اختلاطاً مع وجوب أخذ الاحتياط.


    السؤال 43 : الأشخاص الذين يسمحون بدخول الخمر إلى بلادهم من دون أن يمسكوه هل هم أيضا ملعونون؟
    الذين يسمحون بدخول الخمر إلى بلاد الإسلام داخلون في الملعونين العشرة الواردين في الحديث.


    السؤال 44 : يحتج أصحاب البدع لبدعهم إما بالنصوص المبتورة كما يفعل التكفيريون! والصوفية غالباً وإما بالاستحسان العقلي أو الذوقي. فيرون أن أعمالهم جيدة حسنة لا بأس فيها ولذلك فهي ليست من البدع المنكرة. وأخص بسؤالي هذا فئةً جديدة من المتصوفة تلبس السنة بالبدعة بحيث تحاول أن تخلّص البدعة من الغلو والمخالفات الشرعية مع الإبقاء على أصل البدعة كما هي حالهم مع بدعة المولد مثلا, فما الرد على هذه الحجة الأخيرة بارك الله فيكم؟
    المختالون في الدين بإظهار البدعة في زيّ حسن كالقائلين بمشروعية المولد النبوي، مبتدعون منحرفون، وليس في الدين بدعة حسنة، وقد قال الشافعي: "من استحسن فقد شرع" ورحم الله مالكا إذ قال : "من ابتدع في الدين بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمدا خان الرسالة" .


    السؤال 45 : اعترض عليّ أحد الأشاعرة قائلاً بوجوب التفويض في الصفات كالعلو واليد والعين فهو مذهب السلف كما يزعمون, ثم تساءل: ما الذي يتغير إن اعتقدت أن يد الله هي قدرته أم أنها شيء آخر, هل يؤثر ذلك في إيماني أو عبادتي أو أخلاقي؟, وقال: إن لم ترد التفويض فلا داعي لجعل هذه المسائل الفرعية أصولاً نختلف فيها, فلا تنكر علي ولا أنكر عليك؟!. فما الرد على هذا شيخنا الفاضل؟. وكيف نتعامل مع الأشاعرة؟.
    الكلام في أسماء الله وصفاته من أخطر الكلام وأصعبه، إذا اكتنفه الهوى والتقليد، ومن أوَّل صفة من صفات الله تعالى فقد حرّف وكذب، وإثبات معاني أسمائه تعالى وصفاته على وجه يليق بالله تعالى دون تشبيه أو تعطيل هو الواجب المتعين، والتفويض مدفوع لا يجوز ولا يصح لأنه إيمان بألفاظ جوفاء لا معاني لها فافْهم الفرق، وهو كلام في صميم العقيدة وليس فرعيّا كما زعم من زعم، والأشاعرة على خطر عظيم، وخذ مثلا: عقيدتهم في كلام الله تعالى بأنه كلام نفسي دون حرف ولا صوت وأن القرآن الموجود والمتلو والمحفوظ في الصدور ليس كلام الله بل عبارة عن كلام الله، وهذا الموجود مخلوق من إنشاء جبريل أو محمد!!


    السؤال 46 : ما هو أفضل تأليف تنصحون به لفهم أخطاء الجماعات في المغرب, خصوصا العدل والإحسان، وطرق الصوفية كالبودشيشية؟
    لا أعرف كتاباً جديداً ينتقد الطرق الصوفية، وحبذا لو تفرغ عالم سلفي لوضع هذا الكتاب، فالحاجة ماسّة إليه خصوصا بعد ظهور جماعة العدل والإحسان والطريقة البودشيشية.


    السؤال 47 : هل هناك عمل انتقادي تنصحون به فيما يخص كتابات المفكر المغربي محمد عابد الجابري حول التراث و القرآن؟
    لا أعرف من تصدى لنقد مزاعم الجابري وغيره من دعاة الضلال إلا بعض ردود في جريدة السبيل السلاوية فهي الوحيد الآن التي تقوم ببعض الواجب.


    السؤال 48 : بعد الردود التي أوردها العلماء على إمكان حدوث الإجماع؛ هل هناك إجماع معتبر سوى إجماع الصحابة رضوان الله عليهم؟ وما هي الحاجة للإجماع إذا وجد المستند أو النص؟
    الإجماعات الماضية معروفة ومحصاة ولكن ما يجد من مسائل إذا أجمع على حكم فيها مجتهدو الوقت، حصل الإجماع وتم، على أنه لابد في كل إجماع من مُستند، إلا أنه دليل مستقل.


    السؤال 49 : كيف نفرق في ترتيل القرآن بين التغني المشروع والتطريب الممنوع؟ هل من المقرئين الموجودين اليوم من يبالغ في التطريب؟ وهلا ذكرتم أسماءً ليتضح لنا الفرق؟
    الترتيل والتغني بالقرآن مطلوب، وله حدود ترجع لمراعاة القواعد ومخارج الحروف، ومثل الحصري وعبد الحميد والعيون قراءتهم جيدة، والمبالغة تتجلى في عبد الباسط وأمثاله.


    السؤال 50 : يقول الله سبحانه في سورة البقرة بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: (الـم {1} ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ {2} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {4} أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {5}).
    أرجو من فضيلتكم التفضل بتوضيح قضية الإيمان بالغيب حيث أنها للمؤمن هي أساس إيمانه وأول شروط تقواه ... في حين يعتبر الملحد أمور الغيبيات هي الباب الذي ينفذ منه للتشكيك بالإيمان وتبرير الإلحاد؟
    الإيمان بالغيب مرتكز الإيمان الحق لأن وجود الله بأسمائه وصفاته والنبوة والرسالة هذا كله من الغيب، وإذا فقده المرء فقد الإيمان جملة وتفصيلا، والملحد غير مؤمن وهو يتلمس المنافذ للتشكيك والتكذيب وحكمه بعد الاستتابة القتل لأن عمله ردة.


    السؤال 51 : نتمنى على فضيلتكم بيان حكم شريعتنا الإسلامية على من أنكر السنة النبوية الشريفة وجهر بذلك بل وطعن فيها؟
    الجواب عن هذا السؤال يستفاد مما تقدم.
    والله ولي التوفيق ..
    والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.


    تطوان في 27 ذي القعدة 1429هـ
    وكتبه محمد بوخبزة





    جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ وحفظكم ورعاكم،،
    وشكر الله لكم منح المنتدى شرف سؤالكم والنهل من علمكم الواسع.
    الحق فضيلة واجبة الاتباع والباطل رذيلة موجبة الاقتلاع .

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. آخر لقاء مع الشيخ محمد قطب حفظه الله
    بواسطة سعيد بن ظافر في المنتدى اللقاءات
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 07-30-2017, 10:29 PM
  2. لقاء مباشر مع الشيخ أبي إسحاق حفظه الله
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-29-2012, 01:47 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2010, 09:22 PM
  4. خبر: الشيخ محمد بو خبزة التطواني
    بواسطة لطفي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 12-10-2008, 04:57 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء