في كتابهِ أصل الأنواع أثبت داروين أن الكائنـات الحية قد تطورت من بعضهـا البعض وقال داروين بنظريته العجيبة اعتمادا على الشكل الظاهري وحجم الجمجمة ومحيط دائرة الرأس فقال مثلا إن الدب قد تطور إلى حوت والطيور تطورت إلى زواحف اعتمادا على الشكل الخارجي وحجم الجمجمة وكان معذورا فالخلية في تلك الأيـام كانت تبدو تحت المجهر عبارة عن لطخة من البروتوبلازم
بناءا على ما تقدم تم التأسيس لأكبر جريمة عنصرية في تاريخ الأرض وهي جريمة البيض والسود في أوربـا وأمريكـا
في البداية قام عالِم الإنسـانيـات الشهير صموئيل مورتن بتجميع عدد لا يُحصى من الجماجم البشرية وعمل قياسات بينهم وتوصل إلى نتائج رهيبة لتصنيف البشر وتقسيمهم إلى مجموعات وأجناس وأعراق وقد استنتج من بين ما استنتج أن الأمريكيون ثم الإنجليز ثم الفرنسيون هم أذكى الناس في العالم يقول لي بيكر عالم الإنسـانيـات الشهير :- إن صموئيل مورتن كان مخبولا بفكرة مقاس الجمجمة وأخطـأ كثيرا في المقاس وكان يعتمد على المقاس في قياس الذكـاء والتفوق الحضـاري والعِرقي
Samuel Morton, Crania Americana, 1831
وبعد صموئيل مورتن بفترة ظهر كتاب أنواع البشرية للويس أجاسي louis agassiz الذي قام فيه بالتأصيـل العلمي لفكرة اختلاف البشر والأعراق وأننا لسنا سواسية وأعطى المبرر للبيض بقتل الهنود الحمر وقال بالحرف الواحد :- البيض ليسوا سفاحين ولكنهم يتبعون قضية حتمية في تشكل الأعراق وحتمية العلم
في البداية تم تبرير هذا الأمر من وجهة النظر الداروينية الإلحـادية المادية بقياس حجم الجمجمة وأطوال الرأس لكن بعد أبحاث DNA وما أحدثته من تقويض للداروينية في خمسينيات القرن الماضي فقد اكتشفوا أن 5 جينـات فقط من اصل 25 ألف جين هي فقط المسئولة عن هذا التنوع البشري الهائل بل ونسبة التباين بين السود والبيض أقل بكثير من نسبة التباين بين البيض والبيض أنفسهم
لقد بررت الداروينية الإلحـادية لعمدة نيوجيرسي أن يقول قولته الشهيرة :- إن الهنود بما أنهم نشـأوا في وسط عرق أبيض أرقى عليهم أن يستسلموا ثم يختفوا
حتى الأتوبيسـات والفنادق كان يتم تقسيمها عرقيـا وكانت توضع لافتة فوق المكان المسموح فيه بجلوس الملونين السود
ولا ننسى قصة المسكين أُوزاوا تلك القصة الشهيرة التي حدثت عام 1915 عندمـا أصدر الكونجرس قرارا بعدم منح أوزاوا الجنسية لأنه من عِرق مغولي .. وأيضا ذلك القانون الدارويني من الكونجرس الذي يقول :- ((RULES JAPANESE CAN'T BE CITIZENS; Supreme Court, in Two Decisions,((
http://query.nytimes.com/gst/abstrac...B7678389639EDE
فقد أصدر الكونجرس قرارا بأن البيض فقط هم الذين يحصلون على الجنسية والزيجـات المختلطة ممنوعة وحتى سنة 1920 لم يكن للسود ذِمة مالية أي لا يستطيعون امتلاك عقار أو إقامة مشروع
حتى الضمان الإجتماعي الذي وضعه أيزنهاور ل30 مليون أمريكي أُستثني منه السود
ولا ننسى تلك المهزلة التي حدثت للمحاربين السود المساكين العائدين من الحرب العالمية الثانية الذين كان عددهم مليون جندي أسود لم يتم تسليمهم منازل بسبب لون البشرة فيما يُعرف بقضية ليفيتاون أو ليفيتاون جت
ولا ننسى كتاب قوس الجرس bell curve أكثر الكتب مبيعا في السبعينـات الذي يتحدث عن أنه لا فائدة من تعليم السود أو تحصينهم من الأمراض إنهم أضعف عقلا وأفقر ذهنـا من البيض ولابد أن يُنفق المـال في أُمـور أكثر فائدة
بهذه المبررات الداروينية الإلحـادية تمت إبادة عشرات الملايين من الهنود الحمر في عمليـات الإبادة الشهيرة التي قام بها البيض في أمريكـا فقط وبإسم الإلحـاد ..فقط وبإسم الإلحـاد ولولا ظهور أبحـاث ال DNA في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي والتي قوضت تلك الخرافات ومزاعم التطور لكُنـا الآن بصدد استئصـال آخر أسود من أمريكـا حيث أن جونسون الرئيس الأمريكي لم يتكلم عن الإسكان العادل بين البيض والسود ولم يطرح الأمر على الكونجرس إلا في ستينيات القرن الماضي فيما عُرف وقتهـا بإسم الحقوق المدنيـة للجميع
Bookmarks