في شهر أبريـل من عام 2005 قامت كوندوليزا رايس بالتصريح لصحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية بأن مبدأ الفوضى الخلاقة يتم تطبيقه بحذافيره في حرب أمريكـا على الإرهـاب
والمبدأ يعني إثـارة النعرات والأقليـات والأثنيـات المختلفة في مناطق الصراع وإمدادها بالسلاح على اعتبـار أن ذلك سيصل في النهاية للديموقراطيـة وطبعا لا ينطلي على عاقل أن هذا تخريب مُتعند وليس فوضى خلاقة غرضه تأجيج الصراعات لإيجـاد حُجة للتدخل والسيطرة على زمـام الحكم واللعب بمقدرات الشعوب
ومبدأ الفوضى أو العشوائية anthropic principle هو في الأصل مبدأ إلحـادي له تفريعـات إلحـادية شهيرة وفي الآوتة الأخيرة بدأت تطبيقاته السياسية في الظهور وتم استخدامه الفعلي على يد بوش للتبرير للحروب والدمـاء والهمجية التي اشعلها في بلاد المسلمين
والمبدأ من منظور إلحادي ينقسم إلى نوعين وهو نفس التقسيم الذي استخدمه بوش في حروبه التي سفكت دمـاء المسلمين أنهـارا فهو بدأ بالفوضى الخلاقة الستاتيكية ( الثابتة ) وتحول بعدهـا الى الفوضى الخلاقة الديناميكية ( المتحركة )
وبدأت المذابح تسري في أُمـة الإسلام والقتلى يُرصدون بالملايين في سابقة لم تحدث منذ حروب التتـار وأي دولة فقط تشجب أو تدين سيتم تطبيق مبدأ الفوضى الخلاقة عليهـا وسيتم تهييج الأقبـاط في مصر والأمازيغ في المغرب والشيعة في اليمن وسيتم إمدادهم بالسلاح حتى تعم الفوضى والهرج ونصل لمرحلة الفوضى الهدامة أقصد الفوضى الخلاقة
ربمـا لا يوجد عاقل ينطلي عليه لفظ الفوضى الخلاقـة فالجملة وحدهـا متناقضة .. ذاتية الهدم ولا يروِّج لهـا إلا المغرضين فالفوضى الخلاقة أنشـأت مجتمعـا خلاقـا مبدعـا في أفغانستـان والعراق يباري الدول المتقدمة فالعراق بها أربعة مليون قتيـل حتى الآن ضحـايا مجـازر بوش والتجويع المُتعمد للأطفـال وفي أفغـانسـتـان أنظر مثلا ماذا يقول الأُستـاذ مصباح عبد الباقي الأكاديمي الأفغاني الشهير :- ( لقد أُرسلت 9 فتيـات أفغانيـات إلى أمريكـا لتشكيل فريق كرة قدم نسائي أفغاني وقد أصرت أمريكا إصرارا شديدا على هذا الأمر وسيتم تدريبهن وفحصهن طبيـا وسيلتقين بعدها بعدد من مسئولي الرياضة بأمريكـا في انتظارهن .. لكن المدهش أنه إلى الآن لا يوجد فريق كرة قدم للرجـال ولم يهتم أحد بذلك وهذا مدعاة لعجب لا ينتهي مادامت في الناس عقـول ) ... وهكذا بدأنـا نجني ثمـار الفوضى الخلاقة لا يهم أن يموت في مخيم مسلخ وحده 40 طفل يوميـا بسبب الجوع والمرض .. هذا في الوقت الذي وطبقا لتقرير جامعة نيوهامبشير يقتل 62 مدني أفغاني يوميـا .. هذا في الوقت الذي تموت فيه امرأتان أفغانيتـان يوميـا بسبب الدرن ..
ومِن تغريب المرأة إلى إفقـار الشعوب إلى نهب الثروات إلى علمنة المناهج الدراسيـة إلى تخريب العقول إلى إستباحة الفجـور إلى التمكين للحكومـات الفاسدة إلى الليبراليـة والمادية الملحدة الطريق واحـد والوسيلة واحدة وهي تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة
ويبدو أن أفغـانستـان والعراق همـا أول دولتين على وجه الأرض يتم فيهمـا تنزيل نظرية الفوضى الخلاقـة الإحـادية على أرض الواقع وهكذا يتم التبرير لاكثر الجرائم إرهابا وفتكا بإسم الإلحـاد .. وشكرا للإلحـاد
Bookmarks