إلى الأخ طارق
"كيف تتهم الرجل بكذا و هو يقول كذا..؟" ليس رد منهجي و لا حتى تعامل موضوعي مع النقد الذي يمارسه هنا الأخ سليمان الخراشي لأن الشواهد في هذه الدراسة هي من خلال كتبه ورسائله كما نرى في الهوامش.
ربما يكون الاقتباس غير صحيح و مقطوع من سياقه, هذا الأمر وارد, فبينما كنت أتجول في موقع يوتيوب وجدت فيديو "شيخ" طلع المنبر يخاطب الناس و يحذرهم من "الطائفة" 'كذا' و يرد على إبن تيمية من خلال كتب إبن تيمية و يتهمه بتكفير الصحابة و أم المؤمنين عائشة, و الله "الخطيب" يقتبس من كتب إبن تيمية.. قد تتعجب!! لكن هذه هي الحقيقة. الأمر وارد و ذلك وُجب عليك توضيح ذلك و تبيان الوجه الصحيح أو المعنى السياقي أو التأويل الصحيح لما يقصده محمد شحرور من مقولاته, هكذا يكون النقد, أما "كيف تتهم الرجل بالنفاق و هو يصلي في المسجد؟.." فليس نقدا!
ثم من الأفضل و لابد من تحديد الأولويات في ظل الظروف الراهنة, هل من الأولى الرد على سيمان الخراشي أم ..؟
هناك اتجاهات قومية و يسارية و عولمية تغريبية و ليبيرالية في الأدب و الفن و الإعلام و الاعتقاد هي التي تشكل التهديد الحقيقي و لديهم كثير من الكتابات تقع في أيدي النخبة و تحتاج للرد, فهل ستقضي معظم أوقاتك للرد على سليمان الخراشي و الرد على من يرد على محمد عابد الجابري و الرد على من يرد على السيد القمني؟ ما لكم كيف تحكمون؟
لقد قرأت بطاقة تعريف أحدهم فوجدته شكل مكتبة من مؤلفات -الله أعلم من مولها- يرد على:
- الاتجاه ((أ)) في الفكر الاسلامي
- الاتجاه ((ب)) في الفكر الاسلامي
- الاتجاه ((س)) في الفكر الاسلامي
و تابعت القراءة لعلي أجد كتاب واحد أو حتى كتيب يرد على ((أ)) و ((ب)) و ((س)) نفسها, فلم أجد!!!
أليس من الحماقة الرد على الاتجاه ((أ)) في الفكر الاسلامي (الذي غالبا ما يبحث عن القواسم المشتركة بين الفكر الاسلامي و الفكر الانساني البشري عامة في جميع المجالات) و تترك ال ((أ)) نفسه بدون نقد؟؟
نعم, و يجب أن نقول ذلك بكل وضوح, هناك اتجاهات في الفكر الاسلامي تهدد وجود الاتجاهات التقليدية القائمة على الوعظ لا الفكر و بالتالي تهدد الجمود السياسي الكارثي الذي يسيطر على الثقافة العربية, و نقد هذه الاتجاهات هو دفاع عن الانظمة و عروشها و بنوكها و كاسونياتها.. هذا واضح.. و واضح أيضا أن النخبة و طلبة الجامعة في غير الكليات الدينية إما يتجه لكتابات ((أ)) و ((ب)) و إما لاتجاهات ((أ)) و ((ب)) في الفكر الاسلامي, أما الذي يقرأون ليوسف القرضاوي مثلا فإما منتمى الى حركة إسلامية أو شاب يبحث عن ثقافة إسلامية عامة..
هذه حقائق و نحن نعرف من أين منبع تلك الدراسات و الانتقادات, لكن العاقل يعرف الخطر أين و لذلك أقول إذا كان عندك وقت و إطلاع و فكر فنحن ننتظر أن نقرأ بعض ردودك الموجهة ضد الخطر الحقيقي الكامن في اتجاهات قومية و يسارية و عولمية تغريبية و ليبيرالية.. و أما التعصب لمفكر أو لآخر فليس من الانسانية و العقلية في شيء و تكون بالتالي مثل من يتعصبون لشيوخهم أو مثل الطرقيين الذي يتعصبون لمريديهم.. الخ التعصب له غير محمود و ضده كذلك لكن الانسان عاقل و يعرف ان كل بني آدم ناقص و خطاء و كل منهم ممكن يحصل في أخطاء كبيره و احتمال حصول تلك الاخطاء عند واحد متخصص في الهندسة أكثر من حصولها عند واحد قضى طول عمره بين أرجل العلماء يبحث عن المعرفة و الحكمة في الدين و أصوله...
التعديل الأخير تم 03-07-2010 الساعة 04:49 PM
الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!
Bookmarks