الأخ الفاضل السرداب
أنا أحترم نقدك ، لأننا نعرفك من كتاباتك أولاً وأخيراً ....
وأنا أركز على موضوع (العلمية) الذي يفتقده موضوع الزميلة كلية ، ونقدك أخي الكريم يعتمد على العاطفة ، فهو لا يدفع بشكل علمي الشطط الذي طرحته الزميلة في موضوعها ...
أنا أرى في الموضوع وبصدق سخرية من الأعضاء والقراء ... فأين هو العلمي او أين هو القرار العلمي المنصوص عليه والذي يقول :
أصلاً الأخلاق هذه شيئ لا يمكن قياسه كمياً ، هذه صفات تظهر من خلال الأفعال والطباع التي قد يراها الناس أو لا يروها ، وهي تعتمد على قرار الإنسان وحكمه .وبين جهاز كيرليان (لقياس الموجات الكهرومغناطيسية والهالات البشرية)لنوضح كيف توصل العلم إلى(إمكانية التمييز بين المجرم وذو الأخلاق الحسنة من خلال لون الهالة)
لتفتح لنا الزميلة موضوعاً بحثياً وتأتي بأبحاث موثقة في مجلات علمية دورية رصينة وتثبت هذا الكلام ، كما يفعل الباحثون في الإعجاز الكوني .
أما أن تأخذ كلام كل من هب ودب وخبر من هنا ، وخبر من هناك وتريد أن تجعل منه تفسيراً علمياً للقرآن أو مدخلاً للدعوة ، فهذا أمر غير مقبول . وهذا إن دل على شيئ فيدل على عدم احترام للقرآن الكريم الذي لا يجدر بنا تناوله بمثل هذه الطريقة .
أصلاً ... موضوع الغيبيات في الإسلام لا يخضع للبحث العلمي والمجهر والميكروسكوب ، وهذا منصوص عليه ، وبشكل خاص وبفقرة كاملة ضمن ضوابط البحث في الإعجاز العلمي التي أقرتها مؤتمرات الإعجاز العلمي في القرآن . والمنهج أخي الكريم الذي اتبعته الزميلة هنا ليس هو أسلوب (إن كان ممكن علمياً فممكن عقلاً) ، لأن كل كلامها هو عن تشبيه الدابة بالهجين المخبري ، وعن جهاز الهالة تشبيهاً أيضاً بقدرة الدابة ، بل وعن محاولة تشبيه معنى الهالة الزرقاء بحالة زرقة عيون أو جلود المشركين والمجرمين يوم القيامة . كل محاولاتها هي (تشبيه) أمور لم تحصل أساساً بالدابة ككلام الدابة وبإمكانية نجاح العلماء في إخراج حيوان مهجن ناطق !!! كلام حتى لا يستحق أن نطلق عليه تعبير (علمي) . كلها محاولات تشبيه لأمور لم تحدث أو غير ثابتة علمياً بأمر غيبي لا نعرف عنه إلا العلم القليل . أمامها ملايين الأنواع من الدواب بمختلف الأشكال ، فخالق هذا الإختلاف الكبير لا يعجز عن خلق دابة أخرى بشكل مختلف ، هذا هو الرد البسيط على المشككين .
اما الزميلة فهي تحاول أن تجعل من القرآن لاحقاً بعلماء المختبرات وأحلامهم ، وكأن الدعوة إلى الله تحتاج إلى مثل هذا الإمتهان لكتابه الكريم ، لا حول ولا قوة إلا بالله .
وأي ملحد لو أراد أن يرد عليها فسيقول لها ببساطة : أين هو اليوم هذا الحيوان الناطق الذي يمكنه أن يتكلم ويعبر بطلاقة عما يريد أو يخاطب الناس بعبارات ينشأها هو من مكنون نفسه ؟
إن موضوع كلام الدابة هذا ، عدا عن موضوع معرفة الكافر من المسلم ، أمر مستحيل علمياً ... العجيب يا سيدي أنك تقول بنفسك في ردك علي وبصريح العبارة أن ما في النفوس لا يعلمه إلا الله ، فهل توافقها على جهاز يعرف المجرم من الخلوق ؟ طبعاً هي لا تقصد جهاز كشف الكذب بأي حال ....
ولا ندري ما هذه الحُمى التي نزلت على بعض الناس من غير أهل العلم بأن جعلوا من أنفسهم مفسرين للقرآن من خلال (الاكتشافات والأخبار العلمية) !!!
المصيبة الكبرى أننا يا ليتنا نقرأ كلاماً علمياً أو بحثاً رصين يتناول المسألة شرعياً وبالمصادر الشرعية ، قبل أن يتناولها علمياً وبالتفصيل العلمي وبالمصادر العلمية ، فكل ما نقرأه (كلام جرايد) كالذي قرأته في موضوع الزميلة ،
فمتى أصبحت الأحلام والتخيلات حقائق علمية تنبني عليها تفسيرات للقرآن ، مثل قول الزميلة :
ما هذا !!!! هل هذا فيلم رأته الزميلة وخرجت لها فكرة هذا الموضوع ؟وهناك إحتمال هروب بعض هذه المخلوقات خارج المعمل إما بسبب ذكائها أو بسبب حدوث بعض الحوادث أو الكوارث مثل الحريق والزلازل وعندها لن تكون تحت سيطرة أحد من البشر.
وفي حالة خروجها من المعامل إلى البرية فقد تتزاوج فيما بينها أو تتناسل مع غيرها من جنسها أو من غير جنسها والنتيجة في كل الحالات غير معروفة.أطرح الموضوع من وجهة نظر علمية بحتة واضعة نصب عيني النص القرآني وجوهره هو الإخبار بظهور دابة قادرة على الكلام والحديث والفهم والتخاطب وربما استخدام الأدوات أيضا.
حيوان مهجن ذكي يتم تهجينه مخبرياً ، ثم يهرب ، ويتناسل ، وربما ينشأ نوع جديد ، ويبدأ سلسلة من الأحداث وباكين وزلازل ......
هل هذا الكلام والأوهام ، يعتبر في نظر الزميلة (وجهة نظر علمية بحتة) !!!!!! هل هذا يا أخي الكريم السرداب كلام علمي متعوب عليه !!!!
هل هذا كلام يُعتمد عليه في تفسير القرآن أو الدعوة أو الدفاع عن القرآن ؟؟
هذا استهزاء بالقرآن وبالقراء الكرام ، ويشهد الله أنني منذ قرأت الموضوع لم أرغب في الرد عليه لما فيه من مضحكات ، ولكن ما حفزني هو قيام بعض الأخوة القراء - ولا ألومهم - بالتصفيق لهذا الموضوع ، والمصيبة أن الزميلة تعتمد كما هو واضح من أحد ردودها كثيراً على هذا التصفيق الذي للأسف هو في غير محله . ولولا أن الموضوع منشور على العلن لما رددنا عليه وبينا ما فيه من سخرية وافتقاره لأي رابط بين الآية وبين (الإثباتات العلمية ) التي تقدمها الزميلة . وهي شغالة تنقل فيه من منتدى لآخر من المنتديات الإسلامية المتخصصة وتنشره على العلن . على الأقل إن كانت محقة بشأن المراجعة النقدية ، فعليها أن تبعث به على الخاص لمن هو أهل بهذه المواضيع ومن المتخصصين بها ، قبل أن تباشر بنشره على العلن ، ويتخذه بعض المستهزئين سبيلاً للسخرية من المسلمين كما حدث سابقاً .
وأنا أقول لأخي الفاضل مجرد إنسان : كل عام وأنت بخير ،
وأعلم يا أخي مجرد إنسان أن عبث البعض بالإعجاز العلمي فاق حتى مسألة المسيح الدجال ، الذي سيظهر على سطح الأرض .
لقد وصل عبثهم بالإعجاز العلمي الكوني إلى ما داخل الجنة حتى !!!! التي يقول عنها المصطفى عليه الصلاة والسلام : (فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
وما هو السبب يا ترى في قيامهم بهذا العبث في الإعجاز العلمي ؟
إنه : أفاق جديدة للدعوة ......
وسؤالي التعجبي هو :
هل تفسير القرآن أصبح (معمل تجارب) يحق لكل من هب ودب على سطح الأرض ممن لا يُعرف علمه ولا أمره أن يخوض فيه بهواه ويدلي فيه برأيه؟
وهل أصبح الإيمان بالغيب (محط اختبار) تحت المجهر العلمي ، الذي للآن لم يعرف هذا المجهر كثيراً من عالم الحاضر حتى يبحث في عالم الغيب؟
نسأل الله السلامة ...
ولك خالص تحياتي أخونا الفاضل السرداب .
Bookmarks