لست أنا فقط من يرفض عدم التزامك بهذا التعريف بل كل من يناقش هكذا فكرة! اذا عندك تعريف آخر للمادة فأتحفنا به أما أن تخلط الحابل بالنابل و تسمي هذا وجود فيزيائي! فهذا جهل اللاأدري و انت كما أرى قد تعديت هذه المرحلة.
وجود الشيء لا يحتم عليه أن يكون مادي و مثال على هذا : الروح. فهي موجودة و بلا شك و لكن لا كتلة لها و لا تقاس مخبريا, فكيف تكون موجودة فيزيائيا حسب رأيك؟!!؟
أرى أنه منطقياً لابد أن تكون هذه أزلية لا تذهب كلها ولا تستحدث من العدم بل تتحول من شكل لآخر فقط وتزداد تعقيداً أو بساطة.
أولا: رؤيتك حتى تصبح منطقية و يقبلها الآخر يجب أن تدعمها بدلائل علمية أو فلسفية و الا أصبحت تخيل في الأذهان و ليس له وجود في واقع العيان.
ثانيا: أنت تضع تعريفات متناقضة لمفهوم الأزلية. فالشيء الأزلي يجب أن يتصف بالثبات في خصائصه الفيزيائية و حتى يكون ثابت يجب أن يكون بسيط التركيب و ان كان معقد التصميم فهذا لا يمنع من كونه بسيط التركيب المادي. و الأهم أن الزمن لا يعنيه بشيء فلو وضعت عدد قطرات المطر التي سقطت على سطح الأرض منذ نشأتها الى الآن أمام الرقم واحد فهذا الرقم الناتج يعادل صفرا بالنسبة للأزلية.
و بالتالي فاذا ذهب جزء من المادة كتحلل الفوتون و البروتون الى شيء غير معروف فان هذا ينفي صفة الأزلية عنه.
و ان كانت المادة أزلية فلما ينفق العالم أكثر من ثمانية مليارات على أبحاث المسارعات النووية في كل من شيكاغو و سيرن؟!!؟ أليس الهدف هو معرفة المادة التي كونت هذا الكون؟!!؟ أليس الهدف هو اكتشاف تلك المادة الولية بسيطة التركيب و معقدة السلوك؟!!؟ و اذا كانت الطاقة أزلية فكون الكون يعتبر فيزيائيا غير معزول (أي اما أن يكون نظام مغلق أو مفتوح) و في تلك الحالتين فان الكون يسمح بمرور الطاقة من خلال حدوده و هذا يتناقض مع فكرة حفظ الطاقة حيث أن هذا يثبت أن هناك فناء بالطاقة على شكل طاقة ضائعة لا يمكن تحديد مسارها أو مصيرها فكيف يتفق هذا مع مبدأ الحفظ أولا و الأزلية ثانيا, و غياب الدليل ليس دليلا على الغياب ان كنت تستند الى الفلسفة بالطرح.
وأنه في حالة افتراض وجود خالق فإنه لابد أن يكون مكوناً من هذا. فلا شيء يخرج عن هذا الإطار.
افتراضك هذا ينفي صفة الأزلية عن مادة الكون المخلوق و بالتالي فأنت تثبت شيئا ثم تنفيه بعد أن أقررت به للخالق ثم تنقضه عن المخلوق و هذا غير مقبول لا في علم الكلام و لا في المنطق الفلسفي!
ان كنت تريد افتراض الخالق و تثبت صفة الزلية عليه فهذا لا يحتم أن يكون الكون المخلوق أزلي لأن له بداية و بالتالي حتى يكون الخالق أزلي فان ماهيته يجب أن تكون مختلفة عن ماهية المادة المخلوقة الغير أزلية.
ناقشت بالأمس أحد الأصدقاء المسلمين وأجابني بأن الله طبيعته مادية، والمادة أزلية وأنه لا ينكر ذلك. هل توافقه الرأي؟
يقول صديقي:عرش الله على الماء. (والأديان السماوية وحتى الوثنية القديمة تقول بشيء مشابه وتتكلم عن المياه الأزلية) فهي مادة. وعرشه يطفو على الماء فهو مادة، إذن الله مادة. ما رأيك؟
مرجعي في ايماني ليس صديقك و ما يظنه و ليس أصدقائي أو غيرهم بل أستند في ايماني الى العلم البحثي و قوانين الفيزياء التي تتفق مع ظواهر الكون و أنا أمتنع عن التعليق على ما قاله صديقك لأننا هنا نناقش فكرة علمية و لا أقتصر بحديثي عن الخالق بنقاش الديان لأنك ملحد و لست لاديني كي أقنعك.
يهمني أن نصل لنتيجة حول هذه المسألة، لنصل لنتيجة حول أزلية المادة.
و يهمني هذا أيضا, فأنا أنفي صفة الزلية عن المادة و قد أثبت لك هذا. أما أنت فلم تقد لي شيئا يستحق حتى مفاضلته فكريا
و ما قدمته فعليا غير منطقي و لا تقبله حتى فلسفة الميتافيويقيا.
أرجو أن تبدأ فأنت لم تبدأ بعد يا صديقي
تحياتي
Bookmarks