من مسلم حالي -بحمد الله و فضله أولاً ثم بفضل منتدى التوحيد ثانياً -و يساري لاديني سابق إلى الزميل اليساري الحالي wa7ad_mn_alnas :
أولاً : تحيتي إليك في هذا المنتدى
ثانياً : زميلي الكريم أنت لست شيوعياً حتى لو اعتقدت ذلك , لست أبداً ماركسياً لينينياً فموقفك من الله تعالى و من الدين يناقض تماماً موقف الشيوعية و هو كما بينه ماركس-إنجلس-لينين يتلخص بما يلي :
كارل ماركس :
بنى ماركس مفهومه في الإلحاد حول مفهوم [الاستلاب] , ليس الاستلاب الديني فحسب بل هو أيضاً سياسي و اجتماعي و على الأخص : اقتصادي.
بالتالي رأى ماركس أن الإلحاد الذي يكتفي بنفي وجود الله هو مرحلة متجاوزة, فالمطلوب من الآن فصاعداً بناء ملكوت الإنسان , و متى تحرر الإنسان من استلابه و امتلك ذاته و أسباب وجوده كان مآل الدين إلى فناء من تلقاء ذاته.
فليس من حاجة لمحاربة الدين و لا فائدة , و ليس قوام الاشتراكية إلغاء الله بل إلغاء الحاجة إلى الله.
فهي إذاً مادية إنسانية النزعة.
فريدريك إنجلس :
إن الدين في نظر إنجلس هو نتاج لما قبل التاريخ و تصور كاذب للطبيعة, و هو وسيلة من وسائل الحكم للإبقاء على الطبقات الدنيا تحت النير.
فإنجلس يختزل المسألة [طبقياً] و يلح بشدة على الطبيعة الأزلية و اللامخلوقة للمادة التي تتحرك من تلقاء نفسها وفق قانونها الجدلي المبطن.
فلاديمير إيليتش لينين :
كان لينين داعية إيجابياً للإلحاد , فالدين بالنسبة إلى حزب البروليتاريا الاشتراكية لا يمكن أن يكون مسألة خاصة , و النضال ضد ضباب الدين واجب طليعي ,فالتقدميون الماركسيون ليس نضالهم ضد تدين الشعب بل ضد بؤس الشعب و ضد الخوف الذي يخلق الآلهة.
هذا النضال برأي لينين يجب أن يتم بوسائل أيديلوجية خالصة و ليس عن طريق بوليسي أو إداري كما مارس ذلك ستالين فيما بعد.
و موقفك زميلي لا يشبه هذه المواقف من قريب أو بعيد..
هناك شبه بيني و بينك زميلي فقد كنت مرتبطاً باليسار ارتباطاً عاطفياً..
لكن القضية أشمل من راية حمراء و صورة لتشي غيفارا تتصدر حائط الغرفة..
و أشمل من أشعار محمود درويش و أغاني مارسيل خليفة و أميمة خليل..
و أشمل من سيجارة غولواز [باعتبار أنه دخان الاشتراكيين الفرنسيين و من باب المقاطعة للدخان الأمريكي]
القضية نعيم أبدي أو عذاب أبدي , فهل فكرت بها يوماً كذلك ؟؟
أول دخولي للمنتدى تعرفت على أخي العزيز أبو عمر الأنصاري , و كنت لا ازال على أفكاري السابقة , كان مما قلته له :
اليساريون و القوميون على الأقل يعرفون معنى النضال و يتبنون المقاومة حتى نخاع العظم , أصحاب مبدأ , و لذا فلو وجدوا أن الإسلام حق فسيستجيبون , على عكس النيوليبراليين الذين لم أر بين خلق الله كائنات أوضع منهم و أشد انبطاحية و عبادة للدولار أياً كان مصدره هذا عدا عن تخذيلهم عن المقاومة و نعتها بالإرهاب..و أتصور أن هذه النماذج البائسة مكشوفة و مفضوحة بالنسبة لك..
زميلي الكريم :
فكر بهدوء و بروية , و اطلب إذا شئت بعدها حواراً على الخاص حتى لا يقاطع أحد حوارك , و ستعين لك إدارة المنتدى محاوراً متمكناً كما فعلت معي جزاها الله كل خير.
تحياتي.
Bookmarks