النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرد على شبهة إنما يعلمه بشر

  1. افتراضي الرد على شبهة إنما يعلمه بشر

    الرد على شبهة إنما يعلمه بشر
    عادة عندما تتصفح كتابات المستشرقين أو تتطلع على ترجمة للنبى صلى الله عليه وسلم فى احدى الموسوعات أو دوائر المعارف الغربية تجد هذه الشبهة القديمة أى الزعم بأن النبى صلى الله عليه وسلم اتصل بمن يتعلم منه أخبار الكتاب الأول فتجد أحدهم يقول " وقد كان محمد يخرج بتجارة خديجة الى الشام وتقابل خلال أسفاره باليهود والمسيحيين من أهل تلك البلاد وكان يجلس اليهم ويستمع الى ما يقرؤنه من كتبهم وقد أثار ذلك فى نفسه إعجابا واستحسانا " ! هكذا رجما بالغيب على طريقة أفلام قناة البى بى سى عن إنسان الكهف ! حيث تُرسم صورة من نسج الخيال لما يفترض أن تكون عليه حياة وطبيعة نشاط أسلاف " الهوموسابينز" المزعومة من أعضاء " العائلة البشرية " !
    والعجيب أن المكذبين لدعوة النبى صلى الله عليه وسلم المعاصرين له المطلعين على حاله لم يستطع أحد منهم ان ينسب تعليم النبى لشخص أو مجموعة أشخاص معينين ولم ينقل احد منهم أنه رآه يتصل بمن يمكن أن يتعلم منه أخبار أهل الكتاب ونحوها مما ورد بالقرآن ولم يستطع أحد منهم ان يقدم تسويغ منطقى لذلك مع تداعى الهمم لديهم على ان يظهروا ذلك وأن يبينوه للناس لو كان حقا اللهم الا ما أورده القرآن من انهم نسبوا تعليمه لغلام أعجمى لبعض بطون قريش وكان سيده يضربه ويقول أنت تعلم محمد ؟ فيجيبه بل هو يعلمنى ويهدينى .وقد بين القرآن بطلان هذا الادعاء من جهة ان هذا الذى ينسبون اليه تعليم النبى أعجمى لا يحسن ان يتكلم باللسان العربى بل يعلم من العربية القليل الذى يعينه على التواصل فى الحياة اليومية فى حدود ضيقة مثلما تجد مثلا من العمالة الأجنبية فى بلاد الخليج العربى التى تأتى من بلاد لا تتكلم العربية كالهند والفلبين وبنجلادش ونحو ذلك المستحدثين منهم فى البيئة العربية .
    والنبى صلى الله عليه وسلم لا يعلم اللسان الأعجمى مما يقطع باستحالة أن يتعلم منه أخبار اهل الكتاب وغير ذلك مما ورد بالقرآن وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم على ما ورد فى السيرة من البلاغات يجلس اليه ولعله فى ذلك كان يلقنه مبادىء الاسلام البسيطة كالشهادتين ونحو ذلك .
    ومجرد نسبتهم تعليمه لهذا الغلام دال على انهم فشلوا فى ان ينسبوا تعليمه لمن يجوز عقلا أن يتعلم منه ذلك والا لما لجأوا إلى هذا الزعم الساذج وقد كان ذلك فى سياق تخبطهم فى تلفيق الاتهامات التى لم تكن الا بغرض التشنيع عليه فلم يقدروا ان ينسبوا تعليمه الا لأعجمى لا يحسن العربية .
    وفى ذلك يقول سيد قطب رحمه الله : وهذه المقالة منهم يصعب حملها على الجد , وأغلب الظن أنها كيد من كيدهم الذي كانوا يدبرونه وهم يعلمون كذبه وافتراءه . وإلا فكيف يقولون - وهم أخبر بقيمة هذا الكتاب وإعجازه - إن أعجميا يملك أن يعلم محمدا هذا الكتاب . ولئن كان قادرا على مثله ليظهرن به لنفسه !
    واليوم , بعد ما تقدمت البشرية كثيرا , وتفتقت مواهب البشر عن كتب ومؤلفات , وعن نظم وتشريعات ; يملك كل من يتذوق القول , وكل من يفقه أصول النظم الاجتماعية , والتشريعات القانونية أن يدرك أن مثل هذا الكتاب لا يمكن أن يكون من عمل البشر .
    وحتى الماديون الملحدون في روسيا الشيوعية , عندما أرادوا أن يطعنوا في هذا الدين في مؤتمر المستشرقين عام 1954 كانت دعواهم أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من عمل فرد واحد - هو محمد - بل من عمل جماعة كبيرة . وأنه لا يمكن أن يكون قد كتب في الجزيرة العربية بل إن بعض أجزائه كتب خارجها !!! ( وقال الذين كفروا إن هذا الا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون )
    دعاهم إلى هذا استكثار هذا الكتاب على موهبة رجل واحد . وعلى علم أمة واحدة .
    ولم يقولوا ما يوحي به المنطق الطبيعي المستقيم:إنه من وحي رب العالمين . لأنهم ينكرون أن يكون لهذا الوجود إله , وأن يكون هناك وحي ورسل ونبوات !
    فكيف كان يمكن - وهذا رأي جماعة من العلماء في القرن العشرين - أن يعلمه بشر لسانه أعجمي عبد لبني فلان في الجزيرة العربية ?! . انتهى


    والنبى صلى الله عليه وسلم لم يذهب للشام الا مرتين احداهما وهو ابن الثالثة او الثانية عشر بصحبه عمه أبى طالب والثانية قبل زواجه من السيدة خديجة وهو ابن الخامسة والعشرين لما خرج بتجارتها للشام . ومن ذلك الحين وقبل ذلك الحين الى أن تنبأ صلى الله عليه وسلم وهو فى سن الاربعين لم يعلم عنه أنه ممن يشتغلون بدراسة الكتب كورقة بن نوفل وزيد بن عمرو بن نفيل ولم يعلم عنه أن ذلك مصب اهتمامه أو داخل فى اطار اهتمامته حتى بُعث . ومن ذلك قوله تعالى : " وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون " .
    وقوله تعالى : " قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبست فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون " .
    قال القرطبى رحمه الله : من قبله أَيْ مِنْ قَبْل الْقُرْآن , تَعْرِفُونَنِي بِالصِّدْقِ وَالْأَمَانَة , لَا أَقْرَأ وَلَا أَكْتُب , أفلا تعقلون أَنَّ هَذَا لَا يَكُون إِلَّا مِنْ عِنْد اللَّه لَا مِنْ قِبَلى .
    وبنحو هذا المعنى يقول توماس كارليل : أنه ( أى النبى صلى الله عليه وسلم ) قضى عنفوان شبابه وحرارة صباه في تلك العيشة الهادئة المطمئنة [مع خديجة رضي الله عنها] لم يحاول أثناءها إحداث ضجة ولا دوي، مما يكون وراءه ذكر وشهرة وجاه وسلطة.. ولم يكن إلا بعد أن ذهب الشباب وأقبل المشيب أن فار بصدره ذلك البركان الذي كان هاجعًا وثار يريد أمرًا جليلاً وشأنًا عظيمًا . *
    ويقول أيضا : إن [محمدًا صلى الله عليه وسلم] لم يتلق دروسًا على أستاذ أبدًا وكانت صناعة الخطّ حديثة العهد آنذاك في بلاد العرب، ويظهر لي أن الحقيقة هي أن محمدًا [صلى الله عليه وسلم] لم يكن يعرف الخط والقراءة، وكل ما تعلم هو عيشة الصحراء وأحوالها وكل ما وفق إلى معرفته هو ما أمكنه أن يشاهده بعينيه ويتلقى بفؤاده من هذا الكون العديم النهاية.. أنه لم يعرف من العالم ولا من علومه إلا ما تيسّر له أن يبصره بنفسه أو يصل إلى سمعه في ظلمات صحراء العرب، ولم يضره.. أنه لم يعرف علوم العالم لا قديمها ولا حديثها لأنه كان بنفسه غنيًا عن كل ذلك. ولم يقتبس محمد [صلى الله عليه وسلم] من نور أي إنسان آخر ولم يغترف من مناهل غيره ولم يك في جميع أشباهه من الأنبياء والعظماء – أولئك الذين أشبههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور – من كان بين محمد [صلى الله عليه وسلم] وبينه أدنى صلة وإنما نشأ وعاش وحده في أحشاء الصحراء.. بين الطبيعة وبين أفكاره . *

    ومن عجيب شأن الملاحدة أنهم يستدلون على ان النبى كان يتعلم ما يبلغه للناس بالحادثة التى تذكر فى سبب نزول سورة الكهف من أن أَنَّ قُرَيْشًا كما ذكر ابن اسحاق بَعَثُوا النَّضْر بْن الْحَارِث وَعُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط إِلَى أَحْبَار يَهُود وَقَالُوا لَهُمَا : سَلَاهُمْ عَنْ مُحَمَّد وَصِفَا لَهُمْ صِفَته وَأَخْبَرَاهُمْ بِقَوْلِهِ ; فَإِنَّهُمْ أَهْل الْكِتَاب الْأَوَّل , وَعِنْدهمْ عِلْم لَيْسَ عِنْدنَا مِنْ عِلْم الْأَنْبِيَاء ثم لما أمرهم اليهود أن يسألوه عن أشياء هى الفتية والرجل الطواف والروح ومكث النبى خمس عشرة ليلة دون أن يجيب حتى أرجف اهل مكة وَقَالُوا : وَعَدَنَا مُحَمَّد غَدًا , وَالْيَوْم خَمْس عَشْرَة لَيْلَة , وَقَدْ أَصْبَحْنَا مِنْهَا لَا يُخْبِرنَا بِشَيْءٍ مِمَّا سَأَلْنَاهُ عَنْهُ .
    ولم يقنع الملاحدة بالتعليل القرآنى لذلك من ان النبى لم يستثن بقول : إن شاء الله وأن انقطاع الوحى عنه فى شأن هذه الامور طيلة الخمس عشرة ليلة كان من باب الفتنة له ولمن معه . ويقال فى ذلك لو ان النبى لم يكن يدرى الجواب مع نفيهم اتصاله بخبر السماء فمن أين له بمكة الجواب عن الأسئلة إذا ؟ ولا شك أن المشركين خلال تلك الفترة كانوا يراقبون حركاته وسكناته بحيث علموا انه لم يتصل بأحد يعلمه الاجابة عن الاسئلة كما أنه من الضرورى ان اخبار الفتية والرجل الطواف لم تكن معلومة لاهل مكة ولا متداولة بينهم والا فلا قيمة للتحدى إذا إذ كيف يسألونه عن أخبار متداولة مشتهرة لديهم ؟! كما ان مجرد سؤال اليهود عنه وكون الاسئلة التى سألوه إياها كانت من قِبَلهم هو تسليم ضمنى من جانب المشركين أنه لم يدرس كتب اليهود والنصارى والا فما قيمة ان يسألوه عن أشياء تتعلق بأهل الكتاب وكتبهم وما هو رائج فى أوساطهم كذى القرنين ( كورش !؟ ) واهل الكهف المعلومين عند النصارى باسم Seven Sleepers of Ephesus ؟

    -----------------------
    • الأبطال وعبادة البطل , توماس كارليل , ص 5 و 51

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كانت دعواهم أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من عمل فرد واحد - هو محمد - بل من عمل جماعة كبيرة .
    قال من عمل جماعة كبيرة !!!
    لا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولا كل البشر الموجودين وجماعاتهم يستطيعون الاتيان بمثل هذا القرآن العظيم
    وحتى لو جاب بلاد الشام وبلاد الرافدين وما بين النهرين وبلاد ما وراء النهر وبلاد السند والهند وبلاد الشرق والغرب والشمال والجنوب واجتمعوا لاجل الاتيان بمثل هذا القرآن العظيم ما استطاعوا


    هذا القرآن العظيم كتاب الله
    فيه نبأ ما قبلكم وخبر مابعدكم
    وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل
    من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله
    وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم
    وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد
    ولا تنقضي عجائبه
    من قال به صدق
    ومن عمل به أجر
    ومن حكم به عدل
    ومن دعاء إليه هدى إلى صراط مستقيم .

    وحسب القرآن عظمة ، وكفاه منزلة وفخرا أنه كلام الله العظيم ، ومعجزة نبيه الكريم ، وأن آياته هي المتكفلة بهداية البشر في جميع شؤونهم وأطوارهم في أجيالهم وأدوارهم ، وهي الضمينة لهم بنيل الغاية القصوى والسعادة الكبرى في العاجل والآجل
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  3. افتراضي

    (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ ‏مُبِينٌ) (النحل:103) ‏

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على شبهة - أُضحوكة - مُصمِّم ذكي من كونٍ آخر، شبهة اليوفو ufo
    بواسطة elserdap في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 09-01-2014, 03:41 PM
  2. (شبهة) الرد على شبهة تعدي ابراهيم عليه السلام على الاديان
    بواسطة 22hammam في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-28-2013, 07:26 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء