النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: شبهات الملحدين

  1. #1

    افتراضي شبهات الملحدين

    الإخوة الكرام في منتدى التوحيد , السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد :
    لقد انتشرت ظاهرة الإلحاد في الآونة الأخيرة بصورة مفزعة بين الشباب العربي و المسلم و خصوصا ً على شبكة الانترنت , و هناك العديد من الكتاب و المفكرين أخذوا يبحثون في أسباب هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعاتنا المسلمة , و يحاول العديد منهم التصدي لها بشتى السبل و الوسائل الممكنة .
    إن هذه الظاهرة لا يجب السكوت عنها نهائيا ً لأنها جد خطيرة و سبب خطورتها أنها تحت متناول الجميع فالانترنت أصبح جزءا ً لا يتجزأ من البيت العربي و المسلم , و ما يقوم به هؤلاء الملحدون شيء لا يجب السكوت عنه نهائيا ً , فهم يطرحون العديد من الشبهات و خصوصا ً حول الدين الإسلامي , و قد رأيت في هذا المنتدى الطيب العديد من الأخوة الذين أتاهم الله بسطة في العلم قد نذروا نفسهم لرد هذه الشبهات التي تطلقها تلك الألسنة التي ما عرفت معنى الإسلام و لا ذاقت حلاوة الإيمان بالله عز و جل .
    و بين يدي بعض تلك الشبهات التي أتمنى أن أجد لها جوابا ً شافيا ً لدى الإخوة في هذا المنتدى الخيّر :
    و من الأمثلة على تلك الشبهات و الأسئلة التي يقومون بطرحها :
    أين العدل الإلهي من خلق ( المخنث ) أو ( الأعمى ) أو ( المشوه ) ؟
    أين العدل الإلهي عندما نرى طفلا ً صغيرا ً لم يتجاوز سنتين أو ثلاثة يموت ؟
    ما الحكمة من الأمراض المميتة التي لا ترحم الصغير و لا الكبير ؟
    ما الحكمة من الزلازل و البراكين و الكوارث الطبيعية الأخرى التي تأخذ الناس بالمئات و الآلاف على اختلاف أعمارهم ؟
    ما الحكمة أن بعض الناس يولدون و يموتون من الجوع و بعض الناس يعيشون في الترف و النعيم ؟
    و غيرها الكثير و العديد من الشبهات التي يتم تداولها في تلك المواقع و المنتديات .

    و أعتذر عن الإطالة و جزاكم الله كل خير .


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    egypt
    المشاركات
    2,149
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لماذا خلق الله الشر؟

    قال صاحبي ساخرًا:
    كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كل هذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسم والحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفى الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.
    إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر .
    والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.
    ونحن نقول أن الله كله رحمة وكله خير وأنه لم يأمر بالشر ولكنه سمح به لحكمة.

    {إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (28) قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ (29)} الأعراف-28.

    الله لا يأمر إلا بالعدل والمحبة والإحسان والعفو والخير وهو لا يرضى إلا بالطيب.
    فلماذا ترك الظالم يظلم والقاتل يقتل والسارق يسرق؟
    لأن الله أرادنا أحرارا .. والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب .. والاختيار الحر بين المعصية والطاعة.
    وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعًا أخيارا وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار.
    وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة .. ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر.
    ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة وأن الشر هو الاستثناء ..
    فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ونحن نقضي معظم سنوات عمرنا في صحة ولا يزورنا المرض إلا أياما قليلة .. وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين وكذلك البراكين وكذلك الحروب هي تشنجات قصيرة في حياة الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة.

    ثم أننا نرى لكل شيء وجه خير فالمرض يخلف وقاية والألم يربي الصلابة والجلد والتحمل والزلازل تنفس عن الضغط المكبوت في داخل الكرة الأرضية وتحمي القشرة الأرضية من الانفجار وتعيد الجبال إلى أماكنها كأحزمة وثقالات تثبت القشرة الأرضية في مكانها، والبراكين تنفث المعادن والثروات الخبيثة الباطنة وتكسو الأرض بتربة بركانية خصبة .. والحروب تدمج الأمم وتلقح بينها وتجمعها في كتل وأحلاف ثم في عصبة أمم ثم في مجلس أمن هو بمثابة محكمة عالمية للتشاكي والتصالح .. وأعظم الاختراعات خرجت أثناء الحروب .. البنسلين الذرة الصواريخ الطائرات النفاثة كلها خرجت من أتون الحروب.
    ومن سم الثعبان يخرج الترياق.
    ومن الميكروب نصنع اللقاح.
    ولولا أن أجدادنا ماتوا لما كنا الآن في مناصبنا، والشر في الكون كالظل في الصورة إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة .. ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة.
    وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض .. إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض.
    وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح ولا الوضع الطبيعي لولا االشاذ.
    ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي: إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أنه استقام لما رمى.
    وظيفة أخرى للمشقات والآلام .. أنها هي التي تفرز الناس وتكشف معادنهم.

    لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال

    إنها الامتحان الذي نعرف به أنفسنا .. والابتلاء الذي تتحدد به مراتبنا عند الله.

    ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها فالموت ليس نهاية القص ولكن بدايتها.

    ولا يجوز أن نحكم على مسرحية من فصل واحد ولا أن نرفض كتابا لأن الصفحة الأولى لم تعجبنا.
    الحكم هنا ناقص..
    ولا يمكن استطلاع الحكمة كلها إلا في آخر المطاف .. ثم ما هو البديل الذي يتصوره السائل الذي يسخر منا؟!
    هل يريد أن يعيش حياة بلا موت بلا مرض بلا شيخوخة بلا نقص بلا عجز بلا قيود بلا أحزان بلا آلام.
    هل يطلب كمالا مطلقا؟!
    ولكن الكمال المطلق لله.
    والكامل واحد لا يتعدد .. ولماذا يتعدد .. وماذا ينقصه ليجده في واحد آخر غيره؟!
    معنى هذا أن صاحبنا لن يرضيه إلا أن يكون هو الله ذاته وهو التطاول بعينه.
    ودعونا نسخر منه بدورنا .. هو وأمثاله ممن لا يعجبهم شيء.
    هؤلاء الذين يريدونها جنة ..
    ماذا فعلوا ليستحقونها جنة؟
    وماذا قدم صاحبنا للإنسانية ليجعل من نفسه الله الواحد القهار الذي يقول للشيء كن فيكون.
    إن جدتي أكثر ذكاء من الأستاذ الدكتور المتخرج من فرنسا حينما تقول في بساطة:
    "خير من الله شر من نفوسنا".
    إنها كلمات قليلة ولكنها تلخيص أمين للمشكلة كلها ..
    فالله أرسل الرياح وأجرى النهر ولكن ربان السفينة الجشع ملأ سفينته بالناس والبضائع بأكثر مما تحتمل فغرقت فمضى يسب الله والقدر .. وما ذنب الله؟! .. الله أرسل الرياح رخاء وأجرى النهر خيرا .. ولكن جشع النفوس وطمعها هو الذي قلب هذا الخير شرا.
    ما أصدقها من كلمات جميلة طيبة.
    "خير من الله شر من نفوسنا".

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    27
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لو أتيح للإنسان معرفة كل تفاصيل مجريات الحياة على الأرض وتأثيرها على البشر بصورة كاملة لا جزئية
    ومعرفة الماضي بصورة كاملة وتفصيلية لا جزئية ومعرفة المستقبل بصورة كاملة وتفصيلية لا جزئية

    لكان أدرك بشكل مطلق حكمة كل ما ذكرت

    والله وحده هو المحيط والعليم والحكيم

    ماذا يريد الملحد

    يريد أن يجلس على عرش الرحمن وأن يعلمه كل حكمته ويطلعه على كل التقديرات
    حتى يؤمن به

    يريد أن يضع الله العظيم في عقله الصغير حتى يؤمن به

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    كل هذه الشبهات هي حجج يقنع الملحد بها
    نفسه ليهرب من التكليف.....ليتبع هواه

    والحقيقة أنه لا حجة لديه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حوار مع ملحد بقلم الاستاذ ابو الفداء
    الملحد: ألست تؤمن بأن اله خيّر وأنه لا حدود
    لقدرته؟

    المسلم: بلى، ولا شك لدي في ذلك!
    الملحد: حسنا.. لنفترض أنّ شخصا مريضا دخل
    إلى هنا، وكان بإمكانك معالجته، فهل
    ستساعده؟

    المسلم: نعم سأفعل، طاعةً لله تعالى.
    الملحد: أنت رجل خيّر إذن، لا تمتنع عن فعل الخير
    متى أمكنك فعله!، أما إلهك فليس كذلك!
    أليس هو الذي أمرضه أولا؟!

    المسلم: اله كما أمرضه فقد شفاه أيضا، وأعانني على
    مساعدته، وإمراضه له لا يجعل وجوده شرا
    من كل جانب!
    الملحد: كيف هذا؟! أليس المرض شرا؟
    المسلم: وجوده قد يكون شرًا من جانب، وخيرا
    من جوانب أخرى كثيرة، فإن الشر في
    الموجودات نسبي، فلا يكون المخلوق شرا
    من كل وجه، وإنما لا بد أن يكون له خير
    يترتب على وجوده وخلقه من أحد الوجوه.
    الملحد: كيف يكون ذلك في المريض؟!
    المسلم: إن المرض قد يكون بالنسبة للمريض شرا
    لتأذيه منه ومنعه له من الحركة والعمل، ولكنه
    خيرٌ له من جوانب كثيرة، فإن من المرض
    ما يكسب صاحبه بعده مناعة يحتاجها، أو
    يكون مرضه ليس إلا مرحلة لمقاومة جسده
    للفيروسات حتى ينتصر عليها، ومرض
    المؤمن زيادة في أجره ومغفرة لذنوبه،
    كما أن مرض العاصي والظالم خير لهما
    وللناس.
    ألا ترى أنه إذا قَبض أحد على مجرم سفاح
    قاتل كان قابضُه في حكم العقل والعرف
    بطلا شريفا؟ وإذا حكم القاضي بقتل ذلك
    المجرم كان حكمه عدلا وإنصافا؟! فمع أن
    عقوبةَ الظالم شرٌ بالنسبة له، إلا أنها خير لما
    يترتب عليها من العدل.
    وليس كل من يفعل الخير فيما يظهر للناس
    يكون خيِّرا، فقد يساعد خبيثٌ أحدَ العميان
    على عبور الطريق، ليسرق نقوده!! فيكون
    بمساعدته له قد فعل خيرا فيما يظهر للناس،
    ولكن هل يوصف بأنه خيِّر؟! كلا! لأنه
    كان هناك جانب من الشر والنية الخبيثة في
    عمله.
    الملحد: فهل يكون المرض شرا وخيرا لكل أحد؟!
    المسلم: إن المريض إذا صبر واحتسب وأحسن
    ظنه بربه على شدة ما يلاقي، غفر له ذنبه،
    وارتفعت درجته وفاز في الآخرة وعلا
    أجره! وكانت أذية المرض له شرا قليلا أمام
    الخير الكثير الذي حصل له، وأما من جزع
    وقنط من رحمة ربه وساء ظنه بالله فقد خسر!
    وكان مرضه شرا له، وكان الخير في منع
    المرض له عن كثير من الفساد والمعاصي،
    وهذا خير له أيضا وللناس.
    الملحد: إنك بهذا تدعي أنَّ إلهك خلق الشر في
    الأرض من أجل الخير؟! فأخبرني ما هو
    هذا الخير الناتج عن الشر؟!

    المسلم: إن الحكمة التي من أجلها خلقت الدنيا وما
    فيها، اقتضت أن يكون فيها الخير والشر
    والصلاح والفساد اختبارا وابتلاء للناس،
    يقول اله تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ
    لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ
    الْغَفُورُ ، وقال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
    وَا نْإلِسَ إِ لِيَعْبُدُونِ ، وقال تعالى: وَجَعَلْنَا
    بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ
    بَصِيراً ، فكل ما يصيبنا فيها امتحان، حتى
    نحاسب على اختياراتنا وما نحن فاعلون!
    وكذلك الخير والشر الذي يصيبنا في الدنيا
    امتحان لنا، وهذا الامتحان يترتب عليه خير
    عظيم وهو العدل مع المسيئين، والفضل
    على المحسنين.
    الملحد: -مقاطعا-: إن مجرد وجود الشر والمرض
    دليل على أن الرب غير قادر على جعل
    الحياة الدنيا جنة تخلو من الشر، أو أنَّه
    شرير يريد أن تكون الدنيا مكانا للشر يخلو
    من الخير!

    المسلم: إن هذا الاستدلال باطل لما فيه من المغالطة،
    ولأنه مبني على فهم فاسد للغاية التي من
    أجلها خلقت الدنيا!
    فلو أرادها خالقها جنة
    ينعم الناس فيها ويرفهون لجعلها كذلك، ولو
    أرادها جحيما يعذبون فيه ويهلكون لجعلها
    كذلك، ولكنه أرادها دار ابتلاء واختبار،
    وهي ليست خالية من الخير كما تقول.
    الملحد: فلم حين خلق الخير والشر جعل الشر يغلب
    الخير في مرات كثيرة؟

    المسلم: إن الخير والشر يتصارعان في هذه الدنيا
    بين مخلوقات اختارت الخيار الصائب،
    وأخرى ضلت وانحرفت، وما كان خلق
    هؤلاء في الدنيا إلا ليُبتلى كل فريق منهم
    بالآخر، ويمتحن في اختياره ويحاسب عليه!
    إنه صراع كان ولا يزال في جميع العصور..
    وهذا الصراع مما يحقق الغاية من خلق الحياة
    الدنيا نفسها على هذا النحو، وهو من ابتلاء
    المكلفين فيها وامتحانهم، يقول اله تعالى:
    وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ
    مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن
    وَلِيٍّ وَ نَصِيرٍ ، ويقول جلَّ وعلا: وَهُوَ
    الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ
    فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ
    رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ، وإن
    الخير هو الغالب في الحقيقة على كل شر،
    لأن الشر نفسه لا بد له من جوانب يظهر
    فيها الخير من وجوده كما سبق آنفا.
    الملحد: أخبرني إذن كيف يخلق اله الشر أمام الناس
    ثم يعاقبهم على الوقوع فيه

    المسلم: إن اله لا يعاقبهم إلا على اختيارهم لما
    يعارض الحجة القائمة عليهم.
    ألا ترى أننا لا نعرف جودة الآلة المصنوعة
    بدون علمنا بالغاية من صنعِها؟ فكذلك من
    بلغه مراد اله وعمل به كوفئ ومن بلغه ولم
    يعمل به حوسب، ومن لم يبلغه كان له امتحانه
    الخاص في يوم الحساب حتى يتساوى الخلق
    جميعا في عدالة خالقهم التامة، وفي الغاية
    من خلق الدنيا التي منها الامتحان والابتلاء
    بالعمل، فلا يترك محسنا إلا كافأه، ولا مسيئا
    إلا جازاه بإساءته، وهذا خير.
    أما إذا ترك الصانع صنعته دون أن يعلم
    الناس بالفائدة مما صنعه لهم فإنه يكون
    كتمانه ذلك قبيحا مكروها! والرب سبحانه
    منزه عن ذلك! ولا يُعقل أن ربا حكيما كاملا
    متصفا بصفات الكمال كلها، يصنع صنعة
    تتخلف عن الغاية التي من أجلها صنعت!!
    ومعيار حكمنا على صنعة الخلق في الدنيا
    ليس كوننا منعمين فيها كما نهوى أم لا!
    وإنما هو مدى كونها صالحة للقيام بغاية
    الامتحان والابتلاء التي خلقها اله من أجلها،
    فإذا كانت غاية الكمال في إتقان صنعة أن
    تعمل تلك الصنعة عملا محكما دقيقا من أجل
    الغاية التي صنعت من أجلها، فإننا حينئذ نفهم
    أن الدنيا تحقق الغاية التي خلقت لها بوجود
    ما فيها من الخير والشر والمرض والألم
    والكوارث والعلل وغير ذلك مما تراه ولا
    تفهم له تفسيرا بعيدا عن الحكمة والدين!!
    فحاول أيها الزميل ما شئت أن تأتي بجواب
    شاف محكم يربط الدنيا بما بعدها والحياة
    بالموت والخير بالشر، ويضع كل الأسئلة
    في منظومة واحدة لها جواب واحد، حاول
    ذلك بعقلك في معزل عن هدى الدين الحق
    كما تريد، ثم تعال لنتناقش فيما جئت به، ولن
    تجد الجواب الصحيح في غير الدين الحق.
    وعند هذا حار الملحد عن أن يأتي بالجواب الجامع لكل ذلك، فلم يسعفه بعده عن
    الإيمان بالله والدين الحق إلا بالحيرة والتردد، وبقي المسلم يطالبه بالجواب وهو لا
    يحير جوابا.
    التعديل الأخير تم 02-04-2009 الساعة 07:54 PM
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  5. افتراضي

    يُرجى قراءة مقال الأستاذ أبو الفداء للعدد الثاني لمجلة منتدى التوحيد

    كما أطلب من جميع الأعضاء الحرص على قراءة أعداد المجلة، فهي بحق زبدة منتدى التوحيد وجوهرته


    وهذا رد بسيط على شبهة وجود الشر في عالمنا إضافة إلا ما ساقه الإخوة في مداخلاتهم

    فإنا -أهل السنة والجماعة- نقول أنه لا وجود للشر المطلق في عالمنا -راحع كتاب ابن القيم، شفاء العليل

    بهذا المنطق فإن شبه الملاحدة تذهب أدراج الرياح

    بمعنى أن ما تراه أنت شر فهو نسبي بالنسبة لك

    وأفعال الله لا توصف بالشر



    وأضرب لذلك أمثلة

    الموت : موت الإنسان هو أكبر مصيبة وشر يلاقيه الإنسان في حياته

    إذا فالموت شر

    والصواب الذي تريده أنت في العالم أن لا يكون شر أي لا يكون هناك موت

    هب أن البشرية منذ تواجدها على كوكبنا لا تموت فقلي أين ستعيش وماذا ستأكل
    سيكون هناك زحام كبير ولن تستطيع البشرية العيش على الأرض
    وبالتالي ها قد أصبحت الحياة التي كانت من قبل خيرا أصبحت الآن شرا

    وأصبح الموت الذي كنا نظنه شرا أصبح الآن خيرا

    مثال آخر
    لو أن الذباب لا يموت، لغطى بعد 5 سنوات سطح الكرة الأرضية بغلاف سمكه 5 أمتار !!!!!
    فهل الموت شر أم خير

    --------
    البراكين الزلازل الفيضانات
    لو لم تكن هذه الكوارت لانفجرت الأرض ودمرت كل شيء

    ------
    الأمراض
    لاحظ أن وقت صحتك اكثر من وقت مرضك ولو كان عمرك (24 ساعة) لكان مرضك فيه (بضع ثوان)
    ثم إن المرض سبيل لتقوية الجسم
    فأصبح المرض خيرا للجسم وليس شرا له

    --------
    كل هذه الأامور من الناحية المادية الدنيوية
    أما إذا حسبناها بميزان آخر فسيتبين لك أن النفع من هذه المصائب أكثر من ضررها

    فالمريض مأجور ن والذي فقد أهله مأجور إذا صبر، والذي يعاني من الظلم سيأخذ حقه يوم القيامة

    بل إن العبد يكون من أهل الجنة لكن عمله لا يُبلغه تلك المنزلة فيبتليه الله بالأمراض والمصائب ليزيده رفعة وأجرا

    ألا ترى العود حين يحترق يعطي رائحة زكية
    ألا ترى أن الذهب حين يحرق ويذاب تصنع منه السبائك والمجوهرات

    --------
    وهاك حكمة أخرى

    لكل محنة حكمه لو علمتها لرأيت المصيبه هي عين النعمة

    واعلم أن المصائب إما إصطفاء ورفع قدر أو عقاب وقسم ظهر

    إصطفاء للمؤمنين وعقاب للكافرين

    أما ترى الاستاذ يعاقب الكسول لأنه خالف أمر استاذه ويعاقب المجتهد ليزيد اجتهاده

    --------
    وهنا تذكرت مثالا طريفا ساقه أحد ابن القيم في الكتاب المذكور أعلاه

    حكاية على قصة البستاني والشجرة
    فالبستاني تراه كل يوم يقطع بعض الأغصان من الشجرة ويزيل بعض أوراقها وينزع بعض ثمارها وقد يمنع عنها الماء أحيانا

    فلو كان للشجرة لسان لقالت إن البستاني يظلمني وهو جائر شرير لا رحمة في قلبه ولا شفقة

    ولكن في موسم قطف الثمار تكون لهذه الشجرة أجود الثمار وأكبرها وأحلاها
    فتعلم هذه الشجرة أن البستاني كان بها رحيم

    وباقي الشبه فقد رد عليه الإخوة بما ساقوه من روابط

  6. #6

    افتراضي

    أشكر الأخوة الكرام على تجاوبهم مع هذه الأسئلة و الشبهات .

    و يحضرني في هذا المقام ما قاله الفيلسوف و المؤرخ الأمريكي ويل ديورانت ( أرى في الكون صورا شتى للترتيب و التنسيق و النظام و القانون و تهيئة الوسائل للأهداف , حتى أصبحت أؤمن بوجود عقل كوني . و الله - كما أدركه - هو حياة العالم و عقله و نظامه و قانونه . و أراني لا أفهم إلهي هذا إذ أنني أجد أمثلة عديدة للشر الظاهر و سوء النظام و القسوة و الضلال , سواء في الطبيعة أم في التاريخ , و لكني أدرك أني أرى هذا بنظر محدود جدا , و أنها قد تبدو على النقيض من ذلك إذا هي رئيت من وجهة نظر كونية , إذ كيف يتسنى لجزئ صغير للغاية من العالم أن يدرك العالم بكليته , و ما نحن إلا قطرات من الماء تحاول أن تعي المحيط . ) نقلا عن كتاب هذا مذهبي .


    و لكن بالنسبة لمسألة المخنث ( الذي يولد لا هو ذكر يعرف و لا انثى ) فكنت أتمنى من الأخوة الكرام أن يبدوا رأيهم فيها , و جزاهم الله كل خير .

  7. #7

    افتراضي

    كل ما أشكل عليك معرفة وجه الحكمة فيه فاعلم أن ذلك لقصورك وكمال حكمة الله تعالى، فهذا جواب إجمالي برهانه الأدلة القطعية على ثبوت حكمة الله تعالى وكماله، وما خالف الأدلة القطعية فهو باطل.

    وأما الجواب التفصيلي فهذا يتفاضل الناس في معرفته على قدر اتباعهم للحق وعلمهم به وعملهم به.

    ومن الحكمة في خلق ناقص الخلقة:

    أولا: إظهار قدرة الله تعالى على الخلق والاصطفاء والاختيار، لما في تنوع الخلق من الدلالة على ذلك.

    ثانيا: إظهار نعمة الله تعالى ورحمته على المنعم عليهم بتمام الخلقة، مما يوجب شكره وحمده وغيرها من العبادات العظيمة.

    ثالثا: ابتلاء الناس بذلك، إما من أصيبوا بذلك النقص، أو ابتلاء غيرهم بهم بأنواع من الابتلاءات، كالوالدين، والمتفكرين في أمرهم.

    رابعا: تعويض الله للصابرين منهم عما فقدوه بأعظم مما فاتهم في الدنيا.

    خامسا: رحمة بالمصاب إذ قد يصرفه مصابه عن كثير من العصيان والفجور، فكان ذلك خيرا له.

    إلى غير ذلك من الحكم التي لا يحصيها بشر، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، ونعوذ بالله من جهل الجاهلين وسفه السفهاء وعدوان المعتدين.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كل فى فلك يسبحون ....ردا على شبهات الملحدين!!!
    بواسطة أحمد مناع في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-06-2014, 09:30 AM
  2. أصول شبهات الملحدين.
    بواسطة fairness في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-02-2013, 01:08 PM
  3. الرد على شبهات الملحدين في نشأة الكون ( دارون )
    بواسطة ماكـولا في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-04-2010, 01:36 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء