لسنا مسؤوليين عن سوء التخزين
عبارة صغيرة توضع بأسفل المعلبات الغذائية بجميع أنواعها ، و أكثر الناس لا ينتبهون لها ، فما تظن نفسك فاعل إن اشتريت علبة من الجبنة المطبوخة من أحد الباعة واكتشفت فسادها ؟
فهل ترمي باللوم على المعمل المنتج لها ؟ أم تمتنع عن الشراء من نفس المعمل مرة أخرى ؟ أم أنك لا تكتفي بذلك وتصرخ محذرا من منتجاته بكل ما أؤتيت من قوة هنا وهناك ؟
لا أظنك تتسرع و تفعل ذلك ! لأنك لا تحكم على الأشياء بظواهرها !
وإنما ستتبع الطريق السليم بتقصي الحقيقة ! بأن تأخذ رقم الوجبة المطبوخة وتبحث عنها في محلات أخرى لتتقصى فسادها فان وجدت احدها غير فاسد فستعرف أنك ظلمت صاحب المعمل بتهمة الفساد وستكتشف أن البائع هو المخطئ بسوء التخزين و عدم الالتزام بشروط التخزين من حرارة وغيرها. وتكون بذلك قد أنصفت صاحب المعمل من تهمة الفساد .
وعندها ستتأكد أنه من الأحوط والأفضل دائما أن تتوجه للمعمل الأساسي وتشتري منه مباشرة ! كمن يشرب من رأس النبع ماء نقيا قبل تلوثه !
فهذه دعوة لكل من كون فكرة مشوهة عن الإسلام !لإعادة النظر من جديد بذلك الدين الحنيف وتعاليمه وروحه من رحمة وتسامح وتعاون وإيثار ومحبة وإخاء.
للأسف هذا ما يحصل في العالم نتيجة تصرفات بعض المتأسلمين الذين يدعون انتسابهم للاسلام ! أشباه المسلمين ،الذين يتفيؤون تحت عبائته لتحقيق مصالحم الشخصية ومآربهم المادية والنفسية ، إنهم يشوهونه ويسيؤون له تارة عن جهل لمفهومه الحقيقي وتارة عن قصد وتارة دون مبالاة بمصلحته !
فالإسلام ليس مسؤولا عن سوء تطبيقهم للشريعة الاسلامية على مراد الله :
فلنحذر أن نكون منهم ولنحذر أكثر منهم ولنستقي الاسلام من منبعه وجذوره ومن مصادره الأصلية! ولا نحكم على الأمور بظواهرها ،فقد سطحوا وفرغوا الاسلام من مضمونه الشرعي بمصطلحاتهم الجديدة والمتجددة وفقا لمصالحهم فان حدقت بهم ترى العبوس والتهجم بين وجناتهم مختبئا وراء ضحكة خفية رنانة . فقد قلبوا موازين الدين على مزاجهم فحللوا وحرموا وفق الموضة العصرية كما يقال.
إنهم مكشوفون وإن ارتدوا ثياب الملائكة ، نعم الإسلام لا يعترف بهم ولا بتصرفاتهم التي أبعد ما تكون عن صدق الإسلام.
وأستشهد على ذلك بقول ابن القيم رحمه الله: (إن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة جداً، لأنهم منسوبون إليه وهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والفساد، فلله كم من معقل للإسلام هدموه؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟ وكم من علم له قد طمسوه؟ فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية، يزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
فالإسلام بريء منهم وليس مسؤولا عن سوء تطبيقهم لتعاليمه وتحريفها لصالحهم.
Bookmarks