الحمدلله والصلاة والسلام على الأنبياء أجمعين ومن تبع هداهم إلى يوم الدين ،، أما بعد..
بيان بعض من رحمة الله وعدله سبحانه بجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل..
وتوضيح معنى نقص ( العقل ) عند المرأة..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم
(وقل أعوذ بربي من همزات الشياطين و أعوذ بك ربي أن يحضرون)
إن العقل ليس هو التفكير.. فالتفكير فعل مختلف و العقل تصرف آخر غيره و إلا ما وجدت أصلا كلمة ( التفكر ) في القرآن المجيد..
-العقل هو قوة المنع بغير أذى..و ذروته القهر..
-والقهر هو المنع مهما بلغت قوة رغبة الممنوع في فعل ما مُنع منه..
ومن أسماء القوي العزيز القاهر سبحانه و تعالى ، قد قال (وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير )
وقهر الرحمن لعباده آت من حكمته و عدله فهو الحكيم الخبير عز وجل وقهره سبحانه خالص من أي ظلم.. ولا يوصف الرحمن سبحانه وتعالى بشيء من صفات العقل أبدا سبحانه وتعالى عن ذلك هو الواسع العليم..
أما عقل الإنسان فله فعلين :
=الأول=
قال تعالى (ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون)
و هو عقل المعلومة المكتسبة عن طرق (حواس الجسم التي أقواها للتعليم السمع) وعقل المعلومة أي منعها من الذهاب لتجدها النفس في ( لبها ) عندما تحتاج لمفاد معانيها.
(أي اضافة المعلومة مع معلومات النفس ( إلى اللب ) - وكلما كانت النفس مطمئنة وغير متأثرة بعارض يؤثر عليها ، كانت أقوى على عقل جميع أجزاء المعلومة عن الذهاب ، لنفي فساد أي شيء من معانيها وبذلك يكون ما أضيف للبها نقياً وغير مخلوط بالجهالة )
=الثاني=
قال تعالى (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون)
وهو عقل النفس عن رغبة أو شهوة أو فكرة بمعلومة من اللب تفيد بسوء نتائج تفعيل تلك الشهوة أو الرغبة أو الفكرة..
أي منع أمر من أوامر النفس بمعلومة (معقولة مع ما تعقل النفس في لبها) تفيد بوقوع ضرر من تفعيل تلك الشهوة أو ذلك الأمر محل المنع - أي محل العقل عن التفعيل)
=التفكير=
قال تعالى (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون)
أما التفكر فهو النظر و التدبر في شيء من اللب (معلومة مسكت بطريقة العقل المبينة) لإنتاج معلومات آخرى من معاني محتويات المعلومة - محل التفكر ) ..
والنتائج تسمى فكرة و أفكار لأنها ليست معلومات مكتسبة بالنسبة للمتفكر بل من إجتهاد نفسه و أما المتلقي فيتلقاها وتكون بالنسبة له معلومات مكتسبة فما استوعب منها عقله في لب نفسه وما لم يستوعبه يجعله يذهب وهكذا هو سلوك نفس الإنسان بالمفهوم الشرعي القويم في العقل و التفكير..

ومن سوء تفكير بعض الكفار و من يضعف إيمانه من المسلمين ( بأن كلام الله حق لا ريب فيه ) وأن ( رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن هوى نفسه ) يظن أولاءك أن في الإسلام مهانة للمرأة حيث أنها لا تتولى أمر عامة من الناس أو لأن شهادتها بنصف شهادة الرجل..!
والحق أن من ينظر في أحكام الإسلام الإجتماعية من أفق واسع يرى أن دين الإسلام يكلف الرجل برعاية المرأة والرفق بها و يكلف المرأة بالخضوع للرجل المسخر لكفالتها و المحافظة عليها.. فالحمدلله العدل الحكيم أن هدانا للإسلام و الإيمان بكتابه و رسوله صلى الله عليه وسلم..
و معلوم اليوم للنساء خاصة و للرجال من علماء النفس ومن المطلعين على نتائج أبحاث مختبرات سلوك الإنسان، أن المرأة تتأثر نفسيتها (وقت المحيض ) بإنتظام..
وقد أكد الباحث في جامعة الملك سعود (عزيز أبو خلف) بأن المرأة تصاب بتأثيرات نفسية أثناء تفاعل عمل بعض أعضاء جسمها بإنتظام بفطرتها النفسية و الجسمية فقال أنها تتعرض :
( للإصابة بالإحباط وقلة التركيز والكسل وتأثر الذاكرة قصيرة المدى عندها، كما قد تؤثر على سرعة الانفعال عندها، وتصيبها بالقلق والوهن وتغير المزاج والتوتر والشعور بالوحدة والبلادة وثقل الجسم، هذا بالإضافة إلى التغيرات التي تحصل في العوامل المؤثرة في الحركة والعمل والنشاط الذهني كدرجة الحرارة والضغط وزيادة الإفرازات الهرمونية المختلفة..)
وما ذلك الاكتشاف المتأخر إلا حجة لإدراك مستوى كمال عدالة الإسلام وكمال الحكمة في شريعته و عظم رحمة الله سبحانه و لطفه عز و جل في إعتبار شهادة المرأة ( نزيهة ) وقياسها بنصف شهادة الرجل مراعاة لسلوك نفسها التي هو أعلم بها منا و مراعاة لجميع العوامل التي قد تؤثر على عدالة الحكم بين الناس..فسبحان رب العزة عما يصفون..
قال تعالى في آية الدّين من سورة البقرة :
(واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) حتى قال تعالى في آخر الآية (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم) فمن ( عقل ) المعلومات من الآية السابقة تعلم ما علمناه الله سبحانه من قبل أن تكشفه أبحاث علوم الإنسان في هذا الزمان..
ثم إذا ( تفكر ) فيما عقل ، فهم الحكمة والرحمة والعدالة التي تتجلى في ذلك الحكم من أحكام الإسلام.. ولنفكر بما عقلناه من المعلومات السابقة.. فلنتفكر مثلا في أحوال الشهادة في الإسلام:
1- وقوع تجارة أو دواعي إبرام أي عقد يلزم له ( شهود ) ولا يوجد إلا رجل واحد للشهادة..فهل تكتمل إقامة الشهادة.. الجواب كلا لأن رجل واحد لا يكفي فهو معرض للنسيان ومعرض للتأثيرات النفسية ومعرض للإنهزام أمام دوافع النفس الأمارة بالسوء.. ( فهل نعتبر ذلك إهانة للرجل أو احتقار لعقله..!) أم هو مطلب احتياط لتحقق العدل في الشهادة ونفي الاعتماد على معلومات من مصدر واحد تحتمل الفساد أحيانا.. ولذلك و حرصا على تحقيق العدل لا تكتمل الشهادة للحكم بموجبها إلا برجلين يُقّومُ أحدهم أعوجاج الآخر إن وقع..
2- فإذا كان رجل و إمرأة فيكون الرجل الواحد كما ذكرنا لاتطمئن النفس لأن يعدل بشهادته في كل الأحوال وكانت المرأة التي معه ( تعاني من الإحباط أوقلة التركيز أو تأثر الذاكرة قصيرة المدى أو القلق والتوتر ) مما يتفاعل في جسمها أثناء موضوع الشهادة فهل تطمئن النفس لاستيعابها أدق التفاصيل وكامل معاني شروط العقد..!
من الطبيعي أن يُشك في عدالة الأخذ بتلك الشهادة من هذا الباب فيشكك في صدق الشاهد و في حال نفسية الشاهدة..
3- فإذا كان الشهود رجل تأثر بشيء دفعه لنسيان شيء من الشهادة و إمرأة في حالة نفسية غير مناسبة وقت المشاهدة فلم تعقل في نفسها ذات الشيء الذي نسيه الرجل من المعلومات المطلوبة وكان معها إمرأة أخرى غير مرتاحة نفسياً أيضا لكنها تذكر ذلك الشيء فذكرت أختها فتذكرن المفقود من شهادة الرجل فأكدن ما نسيه الرجل الشاهد معهن أو ما قصد إخفاءه.. أفليس ذلك من مطالب من يريد تحقيق العدالة..
وما قوله عز وجل (أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) إلا حق يفيد المسلمين بما يلي :
1- أن المرأة تتأثر نفسها من حين إلى حين ( بعوامل مختلفة ) فيحتمل ذلك أن لا تعقل المعلومات بقوة في كل الأحوال.. مما يؤدي إلى احتمال ضلالها عن شيء مطلوب بيانه في شهادتها التي سيترتب عليها مصير الحكم على الأخرين..
2- تتأثر ذاكرة المرأة (ببعض عوامل فطرتها) مما يجعلها معرضة للنسيان في أوقات تأثر نفسها ببعض خواص النساء..
ومن لا يريد أن يفتح للظلم باباً و يريد العدل أن يتحقق دائما فإنه سيعقل ذلك الأمر الذي عقله ( قاضي المسلمين ) قبل المشرق و المغرب و سيعرف أنه يلزم القاضي العادل الأخذ بحساب تلك الأمور و العمل بها لقطع جميع الإحتمالات التي يمكن أن تؤثر على أنفس الشهود وكمال شهادتهم..
وأما التأثيرات النفسية التي تلحق بالمرأة من فطرتها مثل (المحيض الذي ينفع جسمها الذي سخره الله سبحانه للحمل والولادة والرضاعة ) فقد أكدها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث بأبلغ الكلمات حين قال وهو يحث النساء على تكثير الصدقة فقال :
يا معشر النساء تصدقن فإني أُريتكن أكثر أهل النار. فقلن : وبم يا رسول الله؟ قال : تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن. قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟ قال : أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل. قلن : بلى، قال : فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم. قلن : بلى، قال : فذلك من نقصان دينها).
فما خرجت من النساء اللاتي كن يؤمن بحكمة الله وعدله سبحانه و اللاتي يفهمن الفرق بين معنى العقل و بين معنى التفكير وحقيق ذهاب اللب عن المرأة من حين إلى حين ، من تقول بأنها تفكر فكيف ينقص عقلها..!
أو من تدعي زورا أنها قوية العقل في جميع الأوقات كما خلط بعض الناس اليوم الأمر خصوصا الذين تأثرت أفكارهم بدعايات الكفار الذين لم يدركوا عدالة الإسلام و يتجرؤون على الطعن فيه وتقييمه من بعيد ولم ينظروا في حق المرأة كما ينظر من يريد تحقيق العدل لها أولاً وعليها ثانياً..
فما ذلك الجزء من شروط الشهادة قبل الحكم على الناس في الإسلام إلا تأكيدا على عدالة نظام الإسلام الذي يأخذ في الإعتبار جميع العوامل التي تؤدي بالشاهدة إلى التوتر و الإحباط و القلق وتأثر الذاكرة قصيرة المدى وجميع العوامل التي اكتشفها العلم اليوم عن المرأة وجميع العوامل التي لم يكتشفها بعد.. فلا تعطل شهادتها ولا يطعن في نزاهتها بل يُتجاوز ذلك بعدل وحكمة بشهادة (إمرأة أخرى مثلها) و يكون ذلك أكمل لتحقيق العدالة وحقا لها في كيفية إشتراكها في تلك الناحية من متطلبات المجتمع..
ومن عدل الإسلام مع المرأة بجميع أوضاعها أن جعلها لا تتحمل في ذمتها أن تشهد إلا إذا كان معها من يساعدها من أخواتها المسلمات لكي لا تقع في ظلم بسبب إنفعالاتها النفسية إن هي ضلت عن المهم في الشهادة ، أو تجد من يذكرها إن هي نسيت ذلك المهم فلا يقع الظلم بسببها على الآخرين ، ولذلك لا تكلف المرأة بمسؤلية أمر العامة فتكون عرضة لتحمل وزر أن تظلم الناس بسبب ما ثبت من سلوك نفسها في بعض الأحيان وكذلك لا يتولى أمر الناس من يحتمل أن يظلمهم من الرجال ..ذلك هو أمر العدل الرحيم سبحانه وكذلك هو الشرع الحكيم في الكتاب الذي لا ريب فيه..
وقد خفف المولى سبحانه وتعالى على المرأة بأن رفع عنها التكليف بأعمال العبادة فترة ( المحيض و النفاس ) مراعاة لنفسيتها ورفقا بمشاعرها فسبحان الرحمن الرحيم..
فما أتاكم اليوم من ضل تفكيره عن مطالب العدل وفرط عن عقله ذلك الحق فقال إن المرأة مهانة أو منتقصة في الإسلام لأن شهادتها نصف شهادة الرجل..! فبينوا له العدل وعلموه الدين الحق..
أو إذا يأتينا من زاد حمقه و قل علمه فيدعي أن المرأة إذا نقص عقلها في وقت من الأوقات نقص تفكيرها أو فسدت أفكارها.. فلننصحه بطلب العلم و التزود منه قبل أن يستعرض غباء أفكاره علينا..
إن المرأة في الإسلام محل الوصاية والإهتمام والكفالة والرعاية وما ظلم المرأة في غير حكم الإسلام إلا شاهد على ذلك..وقد أعزها الله سبحانه بأن حكم حكما عدلا على الزوج أن يمتع المرأة بقدر طاقته وان يعاملها بالمعروف و أن يرفق بها قال تعالى : (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف حقا على المحسنين)
وقال سبحانه (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
فمن فائدة الآية أن إذا كره الرجل المرأة فليصبر عليها وليرفق بها ويعطيها وقتا كافيا عسى أن يجد فيها خيرا كثيرا و لمن يعقل ذلك ثم يتفكر فيه يجد إشارة واضحة لذكاء تفكير المرأة و قدرتها على التلون و تبديل سلوك نفسها لكسب رضى وحب زوجها الذي يمكن أن يكرهها لسلوك معين..
ولو كانت المرأة الغربية الكافرة غير حمقاء ضالة لما رضيت بظلم دعوة مساواتها مع الرجل و استعمالها كزينة لبيع السلع و المنتجات في المعارض أو عاملة في المصانع أو لعبة في الدعايات التجارية و لطالبت بحقها كإمرأة و قالت :
أنا التي تتعب و تحمل ، أنا التي تتألم و تلد ، أنا التي تسهر و ترضع..
فأنا التي من حقها أن تجلس في البيت فألاعب صغيري و صغيرتي..
ولذلك أنا التي لا أخرج لأعمل بل أُمتع في عيشتي و تجلب لي حاجتي..
وحتى أنا التي إذا خرجت أركب و الرجل يقود لي سيارتي..
والرجل من ماله ليس من مالي يكسيني و يطعمني ويمتعني أنا و ذريتي..
ولا تنسوا أني لا أُنسب لغير أبي فلست لقطٍ لتُغير مع الزواج هويتي..

ذلك من فضل الله سبحانه..
كتبه من يرجو أن ينفع به الله المسلمين ..
و ليرد به على من قال أن الرسول عليه الصلاة و السلام كان يمزح لما قال (ناقصات عقل ودين)
وأستغفر الله الغفور الرحيم..
والحمدلله رب العالمين

المصدر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27216