في زمن الحُريات –زعموا- تُقمع الحُريات
أعلن ساركوزي رئيس فرنسا إستياءه من ارتداء النساء المسلمات لحجابهن مُعتبرا ذلك رمزا للخضوع والذل الذي تعيشه المرأة المسلمة، وهذا الموقف يعلن من جديد التناقض الصارخ الذي تعيشه العلمانية في موطنها الأصلي "فرنسا".
في بلد الحُريات بدون قيد أصبح ممنوعا على المرأة أن ترتدي حجابها وممنوع عليها أن تُمارس حياته بشكل عادي، فبَعدَ منعهن من العمل مُحتجبات، رُبما يُمْنَعْن أيضا من ارتدائه في المرافق العمومية.
أما جمعيات الدفاع عن الحريات فتلتزم الصمت عندما يتعلق الأمر بالإسلام.
لم يتكلم أحد عن زوجة ساركوزي العاهرة والتي أديعت لها صورة عارية في زيارتها الاخيرة لإنجلترا
ولم يتكلم أحد عن جمعيات الدفاع عن حقوق الشواذ جنسا
ولم يتلكم أحد عن زنا الشوارع وعن خروج النساء عاريات - بدون مجاز-
لكن ما أن يتعلق الامر بالإسلام والمسلمين فلسان حالهم يقول، دعنا من مبادئ العلمانية الزائف ولنُحافظ على هُويتنا مُعلنين الحرب على هذا الدين الجديد.
أزمت المفاهيم التي تعيشها العلمانية هذه الأيام تُضعف من مصدقياتها ومن مذا صلاحية هذا الفكر الكاذب الذي جاء ليحل محل الدين –زعموا-.
وهم بفعلهم هذا ليسوا بأفضل حال من عهد الكنيسة الغاشم أو محاكم التفتيش الإسبانية.
أخبرنا أساتذة التاريخ كيف أن الكنيسة أعدمت جاليلو لأنه قال بكروية الأرض !
وأيضا أخبرتنا وسائل الإعلام كيف سخطت أوربا على هارون يحيى عندما نقض أكاذيب داروين !
أخبرنا أساتذة التاريخ عن الكنيسة التي منعت كتب العلوم وكتب بن رشد من التداول مُعتبرة إياهم هراطقة وكفرة!
وأيضا أخبرتنا وسائل الإعلام عن منع فرنسا وبعض دول أوربا كُتب هارون يحيى والشيخ القرضاوي والمناظر أحمد ديدات!
أخبرنا التاريخ كيف مورست أشد أنواع العذاب والتنكيل النفسي والجسدي على سكان الأندلس، لدرجة أنهم مُنعوا من إظهار أي عادة من عادات الإسلام من ملبس أو مأكل أو مشرب.
وأيضا أخبرتنا وسائل الإعلام عن استياء موسيو ساركوزي من المُحجبات المسلمات ومحاولة منعهن من ارتدائه!
لا أجد أي فرق بين عهد الكنيسة الغاشم وعهد ما بعد الأنوار
فكلها سياسة الكيل بمكيالين ورفع الشعارات الزائفة.
وقد تنبهت فرنسا إلى أن تبجحها المُفرط في دعوتها إلى الحُرية الغير المُقيدة كان وبالا عليها...
فوجد الإسلام مدخلا في زمن الحرب على الإسلام كي يدخل إلى النفوس ويُنير القلوب من ظلمة الإلحاد
لكن هيهات أن يُسمح لذلك في بلاد الكفر والفجور، ولو على حساب مبادئ الإلحاد والعلمانية.
يا موسيو ساركوزي: إن قلقك وخوفك من انتشار الإسلام، يجعلك مُقيدا باختيارين :
بين أن تدفن رأسك في الرمال لتتماشى مع مذهبك الإلحادي العلماني، وتترك للناس الحرية في فعل ما يشاؤون وتقرير مصيرهم وطريقة العيش الخاصة بهم.
أو أن تُنصب نفسك جلادا لا يختلف عن جلاد جاليلو، لتُحاول منع انتشار الإسلام ولو على حساب مبادئك ومبادئ أبائك.
أخيرا
شُكرا لك موسيو ساركوزي، فقد أفحمتَ كل علماني ومُلحد
Bookmarks