بسم الله الرحمن الرحيم
المنهج العلماني لاينسجم مع معتقدات الدين الإسلامي(*)
تعرف دائرة المعارف البريطانية بأن العلمانية Secularilsm حركة اجتماعية تهدف الى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة الى الاهتمام بالدنيا وحدها.
ولقد غزت العلمانية الشرق الاسلامي منذ وقت طويل بتخطيط من الأوربيين بنشر محاسنها، وإظهار تفوق أهلها، وفي الجانب الآخر إحباط كل بادرة يقظة للشعوب الإسلامية التي تغزوها والتي تجعلها يحسون دائماً بالفشل وعدم القدرة على النهوض من سباتهم الطويل.
إن الذي خلق الحالة التي يتردى فيها المسلمون عوامل القرون التي تداعت فيها حضارة المسلمين واهتز فيها كيان العالم الإسلامي، وبخاصة في أواخر العصر العلماني.
وقد صاحب انحدار المسلمين وانهيار حضارتهم والتقدم العلمي الذهل الذي حققته أوروبا ابتداء من القرن السادس عشر الذي اختتم بإنجاز علمي كبير كاختراعات(جاليليو)والذي مهد لظهور العبقريات العلمانية
في القرن الذي يليه أمثال ديكارت وباسكال وبيتهوفن والذي توج بإنشاء الأكاديميات العلمية كالجمعية الملكية البريطانية 1660، واكاديمية العلوم الفرنسية 1660، وبعدها أخذ العلم يشق طريقه فأحرز تقدماً مذهلاً وحقق المعجزات، وصاحب هذا التقدم العلمي تقدم صناعي واقتصادي، ورغبة ملحة من العالم المتقدم في استعمار العالم الضعيف وامتلاكه وإخضاعه لسيطرته، كما صاحب هذا التقدم الثورة ضد الدين فقد اقترنت سلطة المسيحية بالرغبة في نشر مبادئهم الجديدة بين شعوب الأرض، واقناعهم بأن مايذهبون اليه هو الصحيح وماعداه هو الباطل وقد قامت حجتهم على إقناع هؤلاء المتخافين أن سبب تخلفهم هو تمسكهم بدينهم مؤكدين لهم الأوربيين لم يحرزوا هذا التقدم العلمي المذهل إلابنبذ الدين والتمسك بقيم العقل.
إن هذا المنهج لاينسجم مع معتقدات العالم الإسلامي، ولادخل للإسلام في التخلف الذي كني به المسلمون فالدين قائم على أساس (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) وتعاليم الاسلام تحض على ذلك وتوجبه، قال تعالى :"ابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك"صدق الله العظيم. إن تحرر العقل الأوروبي من سلطان الكنيسة ومعتقداتها الدينية كان واحد من الاسباب الرئيسية في انطلاق نهضة الغرب.ولكنهم قالوا ان هذا ليس قانوناً عاماً ينطبق على كل دين وخاصه على الإسلام الذي يؤدي الأخذ به إلى تحرير العقل من سلطان العبودية وإطلاقة من اكتشاف مجاهل الطبيعة واقتحام مجالات الصناعة، والتقدم، وهذا ليس نظريأ فحسب، وإنما كان دافعاً عملياً أسس المسلمون عليه نهضتهم الإسلامية التي شملت المشارق والمغارب.
----------------------------------------------------------------
(*): صحيفة الوطن السعودية.
Bookmarks