السلام عليكم ورحمه من الله وبركاته
منذ سنة تقريباً وأنا أتابع منتداكم الراقي وأتابع الأساتذة الأفاضل المشرفون على المنتدى وحواراتهم مع الملحدين وغيرهم ..أدامكم الله لنا وجعل ردودكم في ميزان حسناتكم وكان في قلبي حسرة بأن أشارككم لكن لا ماكان لي بينكم مقارنة مع علومكم فرأيت حجمي ضئيل جداً ولكن اليوم قررت أن أشكركم و أقول لكم دافعوا عنا أثابكم الله ولم أجد رساله أجمل من الرسالة للسيد قطب رحمه الله عليه كيف نضاعف حياتنا

عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! …
أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ! …
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهماً ، فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا . فليست الحياة بِعَدِّ السنين ، ولكنها بعدادِ المشاعر ، وما يسميه " الواقعيون " في هذه الحالة " وهماً " ! هو في " الواقع " حقيقة " ، أصحّ من كل حقائقهم ! … لأن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة . جَرِّدْ أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي ! ومتى أحس الإنسان شعوراً مضاعفاً بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة فعلاً …
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال ! …
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية ! .

وبالأخر أنا لا أستطيع أن أكون على حياد فقررت أن أقدم شكري الفقير لكم وأتمنى أن تقبلوني طالباً عند حضرتكم