الصحفي المعروف عادل درويش والمقيم في بريطانيا يمكن القول عنه أنه ليبرالي بامتياز، فهذا الصحفي ولديه مقاله اسبوعية في صحيفة "الشرق الأوسط" دائماً مايصف التيارات التي تريد تطبيق الشريعه الاسلامية بانها متخلفة وتابعة لعصور الظلام، وهذا ماكتبه في مقال مؤخراً في صحيفة الشرق الأوسط وعنوان مقالته "مفاوضة الطالبان هزيمة للديموقراطية" ويقول فيها أن السماح للتفاوض مع طالبان يعني السماح لهم بتطبيق الشريعة(بتفسير القرون الوسطى المظلمة) فيبدو ان هذا الصحفي جاهل تماماً عن العلوم الاسلامية والتاريخ الاسلامي ، فالاسلام زمن العصور المظلمة لم يكن مظلم أبداً، فالواضح جداً من كلامة أنه متأثر بما يقوله الغرب، فالغرب غزوهم الفكري على العالم واضح، فهم الان أكثر الامم تقدماً في كل الميادين ولهذا فهم لديهم وسائل الاعلام التي يمكن أن يوجهوها لصالحهم دائماً ويزوروا التاريخ أيضاً ، فهم يعلموا أولاد المدارس على ان اوروبا في الماضي (أيام حكم الكنائس والباباوات) كانت غارقة في بحر الظلمات والجهل ، وبما أن اوروبا كانت هكذا فهذا يسري على العالم أيضاً ، وهذا تزوير للحقائق ويبدوا ان الصحفي وقع في هذا الفخ، فأوروبا عندما كانت متخلفة كان الاسلام منارة العلم والحضارة والغرب يعلم هذا جيداً ولكنهم لايريدون التحدث عنه بإنصاف، والسبب واضح أن عقيدتنا التي يتهم الكاتب أن الحكم بها يتماشى مع تفسير العصور المظلمة هي العقيدة الصحيحة والتي تتماشي مع فطرة الانسان الحقيقة، ولهذا كان الاسلام في ذلك الوقت هو الدين الحاكم ولأنه يحكم بالعدل ، وانه اهتم بالعلم والعلماء وان كان رائد الابتكارات ، في حين ترى ان اوروبا المبهور بها الكاتب ، كانت في ذلك الوقت تعتنق ديانه هزيله محرفة ومتعصبة وتتهم كل من رفع راية العلم بانه ولي الشيطان وانه خالف اوامر الرب ولهذا تجب علية عقوبة الاعدام، وكل الذي حصل ان اوروبا ثارت على هذه الديانه الهزيلة فتقدمت ، ونحن تركنا دين العزة والفطرة فتأخرنا كثيرا، ولذلك يبدو لي أن الكاتب لايعرف شيئأ عن الاسلام حقاً فهو يقول ان طالبان اذا حكمت فسيمنع حكمها البنات من التعلم واذا تعلم البنات في المدارس فإنهم يجلدون بسبب فعلتهم، وأنا أقول لماذا لم يتكلم عن ديانة المسيحية ذات أركان العصور المظلمة التي كانت تحرق وتذبح أصحاب الملل الأخرى لماذا لايتهمها وهم نفسهم الذين يحكمون بريطانيا وأمريكا اليوم، وانا لا أقول ان ماتفعله طالبان كجلد البنات الراغبات في التعلم صحيح فهذا ضد الاسلام فلاسلام لم يمنع المرأة من حق التعلم، ولكني أقول أن ماتتناقلة وسائل الإعلام لعلة يكون تمثيلية غربية فهم يملكون الاعلام بكل وسائلة ويستخدمون ضد أي قضية كقضية طالبان مثلاً، فانا فعلاً أتضايق من هذة النظرة السطحية الكاتب كهذا فمعلوماته كلها مستمدة من أخبار الغرب التي كلها عبارة عن اكاذيب، كنت أريد أن يكون الكاتب منصفا أو لنقل نظرته نظرة محايدة، ولكنها للأسف نظرة متحيزة للغرب بامتياز، كما ان الكاتب يمدح الشخصيات الغربية التاريخية كالرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ويقول عنه أن قوة أوباما وغوردون براون وبقية زعامات الناتو مجتمعة لاتعادل نصف حكمة ودهاء وقوة السير ونستون تشرشل ، الذي لايوجد في العالم اليوم رجل دوله بمستوى تصميمه ويستطيع حمل الرأي العام معه، فهذا الذي يمدحه قال ذات مرة أنا صهيوني وأفتخر، يأخي يثير غضبي كتاب عرب يمدحون شخصيات غربية ويعظم كل مايفعلة الغرب وينتقد كل من يريد رفع راية الاسلام وكانهم يعتقدون ان ذلك معناه الرجوع للركوب الجمال ولبس العمامة وتطويل اللحية، وانا هنا لااقصد ان ركوب الجمال ولبس العمامة وتطويل اللحية هذا شي تخلف لا ولكني اقول من وجهة نظرهم فنحن لايجب علينا تقليد الغرب في عاداتهم ولاشيء في هذا فهذا شان شخصي ولكن الاسلام ليس هكذا فهو دين التقدم والرساله الخالدة الى يوم القيامة كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى كل مائة عام يبعث في الامة الاسلامية رجلاً يجدد لها في دينها ، وهذا أكبر دليل على أن الاسلام لايحكم هكذا عبثاً أو كما يتخيل اليبراليون أنها احكام عصور مظلمة ورجعية ولاتجديد فيها ، كما ان الاسلام نهى عن التشدد في الدين قال صلى الله علية وسلم:"إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين " و قال صلى الله علية وسلم أيضاً:"لاتشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم" اذن كلها أدله على ان الاسلام دين التسامح والتجديد والتفاهم مع أصحاب المعتقدات الاخرى والتعايش في السلم ، وليس كما يتخيل عادل درويش والذي يساوي حكم الاسلام بانه كحكم الكنائس والباباوات أيام عصور اوروبا المظلمة.

- والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.