بقلم الكاتب محمد حسام الدين الخطيب
مدخل:
التقيته لأول مرة في مكتبة المركز الثقافي الفرنسي بدمشق، حيث كنت ألازمها لأنجز بحثاً كان عليَّ إنجازه.
أما هو؛ فقد كان شاباً فرنسياً أوفدته حكومة بلاده إلى دمشق لدراسة اللغة العربية وإتقانها، فكان يمضي كثيراً من أوقاته في تلك المكتبة.
وتكررت لقاءاتي به.. وتنامت أحاديثنا مع الأيام.. حتى تأكدت أواصر المعرفة فيما بيننا.. وصار يثق بما أقول، وصرت أثق بما يقول.
وذات يوم؛ جاءني وأنا جالس أمام منضدتي في قاعة المكتبة أطالع بعض الكتب.. فسلَّم علي، وهمس لي – مراعياً الصمت المطبق في القاعة – قائلاً: محمد.
قلت: لبيك يا جورج.
قال: أود أن أفضي إليك بحديث.
قلت: هات ما عندك.
قال: ليس هنا مكان الحديث.
قلت: نخرج إلى البهو.
قال: حديثي يحتاج إلى أناة وتفكُّر.. فإما أن تزورني في بيتي، وإما أن أزورك في بيتك.
قلت: بل تزورني في بيتي مساء هذا اليوم، على الرُّحب والسَّعة، ويصير بيننا خبز وملح.
قال: حسناً؛ اتفقنا.
Bookmarks