يؤكد العلماء بأن لون الضوء الذي يشعّه الجسم المشتعل أو المحترق يتعلق بدرجة حرارة هذا الجسم، وهذه حقيقة لم تكن معروفة في الماضي، إنما هنالك قياسات حديثة أثبتت وجود هذه العلاقة. حتى إن العلماء يؤكدون بأن العامل الوحيد الذي يؤثر على لون الضوء الصادر من الجسم المسخّن هو درجة الحرارة. ولذلك يسمي العلماء هذه العلاقة "بدرجة حرارة اللون" colour temperature

عندما تزداد درجة الحرارة تنتقل الألوان من الطول الموجي الأكبر باتجاه طول الموجة الأقصر، أي من اللون الأحمر إلى اللون الأصفر فالأزرق فالبنفسجي وأخيراً اللون الأسود حيث نطاق الطيف الكهرومغناطيسى اللامنظور كأشعة إكس وأشعة جاما وأشعة جاما عالية الطاقة ذلك ان السواد يعنى انعدام الالوان او الرؤية

عند تسخين جسم أسود black body ، كقضيب حديدى ، أى لا يعكس أية اطوال موجية من الضوء المنظور عند سقوط الضوء عليه ، فإن لونه يبدأ بالتغير الى الأحمر، ثم عندما تزداد درجة الحرارة فإن اللون يقترب من الأصفر ثم الأبيض. وإذا علمنا بأن اللون الأبيض هو مزيج من ألوان الطيف الضوئي السبعة، فإن اللون الذي يطغى خلال هذه المرحلة من التسخين هو مزيج من ألون الطيف السبعة بمعنى ان الجسم يشع هذه الاطوال الموجية بعد ان كان مقتصرا فى الغالب على الاطوال الموجية فى الطرف الاحمر من الطيف

وأخيراً عندما ترتفع درجة الحرارة بشكل كبير، فإن الألوان تصبح قاتمة أو غامقة حتى تنتهي بالأسود



حقائق علمية مؤكدة

بعد دراسات استمرت سنوات طويلة وضع العلماء قوانين فيزيائية مهمة أهمها قانون الإشعاع للجسم الأسود، وهذا القانون يقضي بأن الطاقة الضوئية تتناسب مع طول موجة الضوء ودرجة حرارة الجسم، أي أننا نستطيع أن نحدد لون الطيف الضوئي الذي يبثه الجسم الساخن فقط اعتماداً على درجة حرارته. أي أن هنالك علاقة مباشرة بين درجة الحرارة ولون الضوء.

As you can see, if you heat a blackbody to 1900K, it glows orange. As the temperature increases, the color of the radiated light moves to yellow, then white, and finally to blue.

أي " أنك تستطيع أن ترى إذا سخنت جسماً أسوداً إلى درجة حرارة 1900 درجة كلفن أن هذه الجسم يتوهج باللون البرتقالي، وعندما تزداد الحرارة يتحرك اللون الناتج عن الإشعاع باتجاه الأصفر، ثم الأبيض وأخيراً الأزرق". (3)

وهذا الكلام يحدد الطيف المرئي للضوء، أما درجات الحرارة العالية جداً فيؤكد جميع العلماء أننا لا نراها، لأنها مظلمة!!

أرقام وألوان

- يبلغ طول موجة اللون الأحمر 700 نانو متر، أما اللون البنفسجي فطول موجته 400 نانو متر.

- النجوم التى تكون درجة حراررتها عند السطح 4000 كلفن يكون لونها أحمراً.

- النجوم ذات الحرارة حتى 10 آلاف درجة كلفن تبدو بيضاء.

- النجوم التي درجة حرارتها أكبر من 10 آلاف كلفن تبدو زرقاء [4].

- إذن نحن أمام تدرج: أحمر – أبيض – أزرق، ولكن ماذا بعد الأزرق؟

يقيس العلماء اليوم الألوان بدرجة الحرارة التي تعبر عنها، فدرجة حرارة اللون الأحمر هي بحدود 1800 درجة كلفن أما اللون الأبيض المصفر وهو لون وسط النهار عندما تكون الشمس مشرقة فهذا اللون درجة حرارته 6000 كلفن وأخيراً اللون الأزرق فحرارته 10000 كلفن، ومن هنا نخلص إلى نتيجة وهي أن اللون الأحمر أبرد من اللون الأزرق!! وهذه حقيقة علمية، لم يستطع العلماء الوصول إليها إلا مؤخراً بالأرقام والقياسات [5].

والآن نأتي إلى كلام حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وننظر كيف تحدث عن النار. وبعد أن رأينا العلم البشري وما توصل إليه من حقائق يقينية، نأتي إلى المعلم الأول: هل من معجزة نبوية في هذا المجال؟ وهل حدّد لنا الألوان كما رآها العلماء في العصر الحديث؟

الحديث النبوي المعجز


لقد تناول النبي الكريم الحديث عن ألوان النار من خلال تحذيره من عذاب الله تعالى.

يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة) [رواه الترمذي]. *

وهنا يتدرج اللون حسب هذا الحديث من الأحمر إلى الأبيض انتهاء بالأسود!! وهذا يطابق تماماً العلم الحديث. وهنا يؤكد الحديث على أن المرحلة النهائية هي الظلمات .

فإذا تناولنا اشعاع الشمس على سبيل المثال :

Most of the electromagnetic radiation emitted from the sun's surface lies in the visible band centered at 500 nm (1 nm = 10-9 meters), although the sun also emits significant energy in the ultraviolet and infrared bands, and small amounts of energy in the radio, microwave, X-ray and gamma ray bands.

(6)

فإن معظم الاشعاع الإلكترومغناطيسى المنبعث من سطح الشمس ( الذى تبلغ درجة حرارته 5,800 كيلفن ) يقع فى حيز الضوء المنظور متمركزا حول الطول الموجى 500 نانوميتر إلا ان هذه السطح أيضا يشع طاقة فى النطاق الفوق بنفسجى من جهة والتحت أحمر من جهة فضلا عن القليل فى نطاق موجات الراديو والميكرويف وأشعة إكس وأشعة جاما .

ولأن الشمس تشع موجات ( وكلها من أشكال الطاقة ) فى نطاق الضوء المنظور فإن الشمس لها لون وكذا سائر النجوم ذات الالوان

أما عند الحديث عن نار الآخرة التى كما فى الحديث أوقد عليها حتى إسودت فهذا يعنى أن الطاقة التى تشع من طبقتها الخارجية كلها فى مجال الإشعاع الكهرومغناطيسى غير المنظور عالى الطاقة ( الفوق بنفسيحية , أشعة إكس , أشعة جاما )

ولك أن تتخيل كم تبلغ شدة هذه الحرارة

وأخيراً

نقول لكل من يشك بيوم القيامة ويشك بعذاب الله ويشك برسالة الإسلام أن يقرأ قليلاً عن معجزات هذا النبي الكريم عليه صلوات الله وسلامه. وندعوه لتأمل هذه النفحات الإعجازية وأن يطرح على نفسه سؤالاً ويحاول الإجابة عنه: كيف علم النبي الكريم بتدرج الألوان هذا؟ وكيف علم بأن المرحلة النهائية لدرجات الحرارة ستكون اللون الأسود؟ وكيف علم بالعلاقة بين درجة حرارة النار ولونها؟ ونكرر قولنا لأولئك المستهزئين: ادرسوا حياة هذا النبي وتعاليمه وما جاء به من رحمة وهدى ونور، ثم ارسموا في أذهانكم وقلوبكم الصورة التي تناسب هذا النبي الرحيم.

نسأل الله تعالى أن يجنبنا عذاب النار وحرّها وظلماتها، ونتذكر الأمر النبوي الشريف: (اتّق النار ولو بشقّ تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة) [رواه البخاري]. اللهم اجعلنا من عبادك المُخلَصين، الذين قلتَ فيهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان: 65-66].





الهوامش



[ 3 ]

http://www.ultimate avmag.com/ features/ 204eye/index2. html

[4] http://www.shodor. org/refdesk/ Resources/ Activities/ ColorsOfStars/ lessonplan. php

[5] المرجع مقالة بعنوان حرارة الألوان على الرابط:

http://en.wikipedia .org/wiki/ Color_temperatur e

[6] http://www.eoearth. org/article/ Solar_radiation

*

الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/339

خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]



منقول بتصرف




تناول المقال السابق مسألة كيف يمكن من الناحية النظرية على الأقل للنار أن تسود وتظلم
وأن هذا وإن بدا تناقضا فإنه لا يعدو ان يكون تناقضا ظاهريا وفيه محاولة تمثيل لماهو غيبى بما هو مشاهد أو منظور كتدليل على إمكانيته ولتقريب الصورة إلى الذهن وليس هذا ابتداعا بل نسجا على منوال القرآن الكريم عندما يدلل على سبيل المثال على امكانية البعث ويتمثله بالأرض الميتة إذا أخرجت الحب والنبات فهو يخلق الحياة من عناصر الأرض الميتة وهو أمر مشاهد
وكذلك يذكر القرآن الكريم جانبا من صفة النار فيقول المولى عز وجل : انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ . ( المرسلات )
وكمحاولة لتقريب الصورة للذهن يمكن أن نتمثل ذلك بظاهرة شمسية تعرف بالوهج الشمسى أو الخيوط الشمسية Solar filaments ( prominences )
ولاتضاح الصورة أقدم عرضا مختصرا لتركيبة الشمس :
تتكون الشمس من طبقات هى من الداخل إلى الخارج على النحو التالى القلب Core ، النطاق المشع Radiative Zone ، نطاق الحمل Convective Zone ، ثم الفوتوسفير Photosphere ، والغلاف Atmosphere وهذا الاخير مكون من خمس نطق رئيسية نذكر منها الكروموسفير وتاج الشمس Corona .
وتعرف دائرة المعارف الوهج ( الشرر ) الشمسى على أنه سحابه كثيفة من غاز متأين مشع يندفع من نطاق الكروموسفير إلى نطاق التاج Corona وتذكر مذكرات ستروبل Stroble’s Astronomy Notes أن هذا الشرر فى تطايره يتبع خطوط المجال المغناطيسى magnetic field line loops وأنه فى ذلك يكون أنشوطات أو حلقات loops من جزيئات الهيدروجين المتأين وتضيف دائرة المعارف البريطانية أنها تبدو من خلال السبكتروسكوب كأشرطة ribbons داكنة وتسمى خيوط filaments ويصل ارتفعها الى 40,000 كم فى أحد نوعيها وهو الهادىء quiescent والآخر وهو النشط surge Prominences يقذف فيها الغاز الى ارتقاع يصل الى 300,000 كم .
ويعرفها موقع Astrographics على أنها :
large, arch-shaped filaments of relatively cool, dense plasma that are suspended above the surface of the sun.
خيوط ضخمة ، على شكل قوس ، من بلازما كثيفة ذات حرارة منخفضة نسبيا ( أى بالنسبة للشمس ) ، معلقة فوق سطح الشمس .
والبلازما هى غاز متأين يشع ضوءا ويعده العلماء الحالة الرابعة من حالات المادة الى جانب الحالات الصلبة والسائلة والغازية .
ويلاحظ المرء الإنسجام بين وصف تلك الخيوط والوهج الشمسى على الوصف السابق وبين وصف القرآن لشرر جهنم ( والشرر هو ما يتطاير من النار ) الذى كأنه جِمَالَتٌ صُفْرٌ
وهى حبال السفن كما ذكر أهل التفسير كما فى الجامع لأحكام القرآن للقرطبى رحمه الله وتفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله وهى قلوص السفن ، وهي حباله العظام ، إذا اجتمعت مستديرة بعضها إلى بعض جاء منها أجرام عظام
راجع فى ذلك " البحر المحيط " لأثير الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الأندلسى .

هوامش :

"solar prominence." Encyclopædia Britannica from Encyclopædia Britannica 2007 Ultimate Reference Suite. (2009)