النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: كتاب المجهول في حياة الرسول

  1. افتراضي كتاب المجهول في حياة الرسول

    بسم الله

    السلام عليكم

    رمضان كريم وكل عام وانتم بخير أتمنى أن تكونوا في تمام الصحة والعافية

    أنا وكثير من الشباب نتمنى من حضراتكم الرد على كتاب المجهول في حياة الرسول للمقريزي أرجو أن تقضوا لنا هذا الطلب
    والله ولي التوفيق , كما أرجو أن يشاركونا بعض العلماء الكرام الأجلاء لمساعدتنا جميعا في الرد على هذا الكتاب الخطير
    ولو في كل يوم نأخذ موضوعا واحدا ونرد عليه ليستيقن الذين آمنوا وليؤمن الكافرون والمنافقين كما أرجو التدخل السريع من العلماء حتى نخرج في النهاية كتاب كامل للرد على هذا الكتاب فقد مرت سنوات عديدة ولم يخرج فيها كتاب يرد على هذا المؤلف وكتابه , فلم لا نكون اول من يفعل ذلك
    والله ولي التوفيق

  2. افتراضي

    أرجو وضع رابط للرد على كل مواضيعه ذلك بأنه يتمسك بأحاديث ضعيفة ساقطة كما أن فيها إلواء النصوص وتأويلها بغير معناها
    والله يا إخوتي الموضوع خطير وأرفع الأمر إلى جنود العقيدة وحراسها كما أنني أود أن أسعى في نشر هذا الموضوع لكل المنتديات حتى إذا لم أجد رد في هذا المنتدى الكريم سأجد في غيره بإذن الله

    والسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الذين يقدّرون الحقيقة ويبحثون عنها يتجنبون الكتب التافهة المشابهة لكتب التخريف والكذب والتلفيق الرخيص والمغالطات ولا يقرأون هذا الكتاب لكاتبه القس النصراني الأحمق الذي يتستر خلف إسم " المقريزي " , ويدّعي بأنه مسلم بالصلاة على الرسول كذبا وحقدا ليدلس بالخداع وليّ الحقائق على السذج من المسلمين , والإسلام منه بريء , وكراهيته للإسلام واضحة جلية في كتابته التي اعتمد فيها على الكذب والتلفيق للحقائق من خلال الروايات الضعيفة والموضوعة كمصدر لمادته.

    الذي كتب هذا الكتاب هو عدو للحقيقة ومزيف للواقع ويتعمد طمس الحقيقة باكاذيب شيطانية ,مستعينا بكتب داثرة استخدمها قبله شياطين الإنس ممن أهلكهم الله من مستشرقين ومنصرين ماتوا غيظا بعد أن أبطل الله كيدهم وكشف كذبهم وافتراءاتهم على الإسلام وأهله.

    الكاتب المجهول لابرهان لديه , فاكتفى بذكر أسماء رواة ذكروا في كتب السيّر والتراجم دون تحديد أرقام صفحات تلك الروايات ودون خجل أورد بعض مصادر الروايات الضعيفة والموضوعة التي اشبعها علماء المسلمين بحثا ونقدا وتكذيبا . وبالطبع لا حُجة لنا أو علينا إلا كتاب الله وسنة نبيه (الصحيحة)


    ورغم كل ذلك , تجرأ الكاتب الجاهل المجهول دونما خجل ليطلق على كتابه " المجهول في حياة الرسول " !!!

    فما هو هذا المجهول ؟

    الجواب على هذا السؤال يدركه كل العقلاء , المجهول هي شخصية الكاتب نفسه الذي يتستر خلف قناع الشيطان باسم مستعار ونكرة " دكتور " ثم " المقريزي " , فإن هذا الكتاب لا يزال الباحثون يبحثون عن اسم مؤلفه، والمعلوم هي العقلية الضحلة التي يريد أن يخدع بها السذج من القراء. وهو كتاب مملوء بالأباطيل والافتراءات، ولا ينبغي قراءته .

    إما حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن فيها شيئا مجهولا وقد إمتلأت بذكرها آلآف الكتب منذ ما يزيد على 15 قرن من الزمان , وليس الكاتب النكرة بأفضل حال من أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش , أمثال أبو جهل و أبولهب وغيرهم , الذين كانوا لايتوانى أحدهم في البحث عما يسيء به إلى الرسول , فلم يجدوا شيئا , فلو كان هناك جانب سيء في حياة الرسول لاستغله هؤلاء الكفرة في التشنيع برسول الله قبل أن يخطه قلم هذا الكاتب المجهول بآلآف السنين , ولكنهم لم يجدوا إلا كل حسن وجميل فلم يزدهم إلا غيظا وحزنا فماتوا بحقدهم وجعل الله كلمته هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى وسيهلك الله أعدائه وأعداء رسوله وهم يرون الإسلام وهو ينتشر في كل أرجاء المعمورة , ودين هذا الكاتب المجهول والذي إكتتبوه بايديهم يذبل ويتقلّص ويتعفّن بينما تشرق شمس رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم رسالة الإسلام لتضيء الكون كله وليذكر اسم الله جل وعلا كثيرا ويذكر اسم نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم .

    مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
    سورة القتح الاية 29
    التعديل الأخير تم 08-28-2009 الساعة 01:50 AM

  4. #4

    افتراضي


    الرد على كتاب المجهول في حياة الرسول
    مقدمة
    إن الحمد لله؛نحمده ونستعينه,ونستغفره,ونتوب إليه,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا,من يهده الله فلا مضل له,ومن يضلل فلا هادي له,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ؛أرسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا,وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ؛فبلغ الرسالة,وأدى الأمانة ,ونصح الأمة,وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين,فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آلعمران102
    أما بعد:
    فقد تصفحت هذا الكتاب المنسوب إلى ما يسمى (المقريزي) وهو ليس إلا قس نصراني تخفى تحت اسم عالم من علماء المسلمين قد توفي منذ قرون عديدة,وما دفعه إلى ذلك إلا الخوف على نفسه بعد أن شاهد ما فعله المسلمون بأمثاله من الزنادقة والملحدين الذين شككوا في هذا الدين العظيم.
    ومن البداية اتضحت الأهداف من هذا الكتاب وبالمناسبة فهذا ليس الكتاب الوحيد في نفس الموضوع بل هناك الكثير من الكتب التي ألفت وكان الهدف منها النيل من الإسلام وأهله.
    فمنهم من ألف كتباً تطعن بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحمل هذا اللواء المستشرقون وأتباعهم وليست الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم إلا في هذا السياق
    ومنهم من ألف كتباًَ تطعن بالصحابة رضوان الله عليهم وكتباًَ تطعن بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من ألف كتباً تطعن بالقرآن والسنة والقائمة تطول.......
    ولكن كلها باءت بالفشل والحمد لله ولم تزد المسلمين إلا إصراراً على الحق واتباعه.
    فعلينا نحن المسلمين أن نتنبه للهدف من وراء هذه المؤلفات
    فهم يريدون منا أن نبدل دين التوحيد وأن ندخل في دين النصرانية والشرك والعياذ بالله.
    ومن درس القليل من التفسير والحديث والسيرة لا يجد صعوبةً في نقض كل سطرٍ من كتابه فكيف بالعلماء الكبار
    تمهيد
    الرد على هذا الكتاب وأمثاله يتلخص في قاعدة أصولية واضحة تكتب بماء الذهب والتي تعتبر من المزايا الهامة في الدين الإسلامي وهذه القاعدة هي:
    إن كنت مدعياً فالدليل أو ناقلا ًفالصحة.
    ومعنى هذه القاعددة أنك إذا تكلمت عن أمرٍ ما من أمور الدين فيجب عليك أن تأتي بالدليل والدليل كما هو معلوم يكون من الكتاب والسنة وبعد أن تأتي بالدليل يجب أن يكون صحيحاً وهذه ميزة في ديننا لا تجدها في الأديان الأخرى فبذلك تنقى السنة المطهرة من الخرافات والبدع والأهواء لا أن نأتي بالدليل من كتب التاريخ والمواعظ التي لا يخفى على أحدٍ ما احتوته من أخبار ضعيفة وموضوعة
    ولكن الكاتب لم يتقيد بهذه القاعدة فكل ما يقع تحت يديه من أخبار منثورة هنا وهناك يقوم بنقلها طالما تخدم أفكاره القذرة وسواءاً كانت صحيحةً أو ضعيفة أو حتى موضوعة دون التمييز بينها لهدف في نفسه.
    فقد كان جل نقله من هذه الكتب ككتاب تاريخ مكة للأزرقي وكتاب الطبقات الكبرى لابن سعد أو من كتب المواعظ ككتاب إحياء علوم الدين وغيره
    وهذه الكتب انتقدها علماء المسلمبن قبل مئات السنين لما احتوته من غرائب وقصص إما بسند ضعيف أوحتى بلا سند وحاولوا تنقيتها فقام العراقي بتخريج الأحاديث الواردة في كتاب إحياء علوم الدين
    ونحن لا ننتقص من مؤلفي هذه الكتب بل ننتقد ما احتوته من غرائب وأباطيل
    وبالمقابل نحن نتساءل أين عمل الزنادقة الذين كان شغلهم الشاغل وضع الأحاديث وبثها بين المسلمين حتى إن أحدهم لما كشف أمره وأمر بقطع رأسه قال :وأين أنتم من أكثر من عشرة آلاف حديث وضعتها على النبي لم يقل منها حرفا فقالوا له:وأين أنت من يحيى بن معين وأبي إسحاق الفزاري ينخُلانها نخلاً(وهم من علماء الحديث) فهذا يدل على أن هذه المشكلة تنبه لها العلماء منذ العصور الأولى للإسلام فأسسوا علم الرجال وعلم الأسانيد وعلم الجرح والتعديل وكل هذه العلوم لتنقية السنة كما أسلفنا.
    ومن المعلوم أن كتب السنة والسيرة فيها عدد غير يسير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولذلك إذا ذهبت إلى أي مكتبة من المكتبات تجد أن العلماء ألفوا كتباً في الأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة و أفنوا أعمارهم في تمحيصها
    وهنا يجب علينا أن نتنبه لأمر هام وهو أن هذه الأحاديث موجودة الآن في كتب السنة وكتب التاريخ وبعضنا يمر عليها ويظن أنها صحيحة وهذا لعدم قراءته للكتب التي وضحت ذلك مثل كتاب الموضوعات لابن الجوزي والسلسلة الضعيفة للشيخ الألباني وغيرها من الكتب كثير .
    وإليك بعضاً من هذه الأحاديث الموجودة الآن في كتب المسلمين ,كأمثلة توضح ما ذكرته آنفاً:
    1-حدثنا محمد بن يحيى بن فارس حدثنا أبو قتيبة مسلم بن قتيبة عن داوود بن أبي صالح المزني عن نافع عن عبد الله ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي (يعني الرجل )بين المرأتين.
    المرجع : سنن أبي داوود الجزء :الرابع الصفحة:369 درجة الحديث: حديث موضوع
    2-عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال احذروا صفر الوجوه فإنه إن لم يكن من علة أو سهر فأنه من غلٍ في قلوبهم للمسلمين).
    الحديث :موضوع رقم الحديث 195 في ضعيف الجامع.
    3-(القُبلة حسنة والحسنة عشرة) حديث موضوع السلسلة الضعيفة الصفحة 535.
    4-عن ابن عباس (آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر ) موضوع.
    5-عن علي (اشتدي أزمة تنفرجي) موضوع السلسلة الضعيفة.
    6-عن أبي هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل!)حديث موضوع السلسلة الضعيفة الجزء:الثاني الصفحة 133.
    7-عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في البطيخ عشر خصال هو طعام وشراب وريحان وفاكه وأشنان ويغسل البطن ويكثر ماء الظهر ويزيد في الجماع ويقطع الأبردة وينقي البشرة.
    حديث موضوع صحيح وضعيف الجامع الصغير رقم الحديث :3994.

    وإليك الآن بعد كل ما سمعته هذه المفاجئة التي أظن أنك لم تكن تعلمها من قبل .
    ما ذكرته آنفا ليس سوى عدد بسيط من الأحاديث الموضوعة
    ولكن كم يبغ عدد هذه الأحاديث المنثورة الآن في كتب المسلمين والتي في أصلها من عمل الزنادقة الحاقدين وكلها بسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    إليك هذه الإحصائية التي أخذتها من مكتبة الشيخ الألباني فقط والتي توضح ذلك
    1-عدد الأحاديث الموضوعة:2715حديثاً.
    2-عدد الأحاديث الضعيفة:13407 حديثاً.
    3-عدد الأحاديث الضعيفة جداً:2295 حديثاً.
    4-عدد الأحاديث الباطلة:119 حديثاً.
    5-عدد الأحاديث الشاذة:124 حديثاً.
    وللتأكد من هذه الأرقام راجع مكتبة الشيخ الألباني رحمه الله وهي متوفرة للجميع مع التنبه إلى أن الشيخ توفي رحمه الله قبل أن يكمل جميع كتب السنة
    وقد ذكر الشيخ أبو إسحاق الحويني في محاضراته أن عدد الأحاديث الصحيحة لا يتجاوز العشرين ألف حديثا وأن عدد الأحاديث الضعيفة والموضوعة الموجودة في كتب السنة والتاريخ والمواعظ يقارب المئة والعشرين ألفا .
    وبعد هذا البيان الذي لا بد منه لكي يكون القارئ قد أحاط بشكل عامً ببعض الأمور التأصيلية.
    نوجز عمل الكاتب(المقريزي) وطريقته في كتاب المجهول في حياة الرسول(صلى الله عليه وسلم)ونرد على مسائله بإذن الله.
    أولاً:تجاهل الكاتب كل ما ذكرناه من قواعد وعلوم فربما لأنه لم يسمع بها أو أنه سمع بها ولكنه تجاهلها طالما أن كتابه موجه للعوام وليس لطلاب العلم أو العلماء فهو لا يحتاج للدخول في أمور يعجز عنها من الأسانيد وعلوم الحديث فجمع بذلك الغثّ والسمين.
    ثانيا:اعتمد الكاتب على بعض الأحاديث الصحيحة من البخاري ومسلم وذلك بغرض التدليس والتغطية على الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي ساقها ليوهم القارئ أنه علميٌ في مادته وأنه لم يأت بشيء خارج عن أصول المسلمين
    ومع هذا لجأ إلى حيلة خبيثة مع هذه الأحاديث الصحيحة وهي أنه فسر هذه الاحاديث تبعاً لهواه وعلى ما يروق له وأتى بمعاني واستنتاجات لم يقل بها أحد من علماء المسلمين ولا حتى جهالهم وكأنه محدث عصره وعالم زمانه .
    ثالثاً: نقل الكاتب قصصاً من كتب التاريخ والمواعظ وجعل منها أساساً يبني عليه أفكاره وأعرض في نفس الوقت عن الأحاديث الصحيحة التي بينت تلك الوقائع التي يتحدث عنها .
    فلا يستخفنّ عقلك أخي الكريم برواياته الضعيفة والموضوعة وما أكثرها
    فإن جل كتابه يعتمد اعتماداًكبيراً على مثل هذه الروايات وكأن بين يديه السلسلة الضعيفة أو كتاب الموضوعات وهو يتصفحها بشغف مما يجد فيها من أحاديث وروايات لم يكن يحلم أن يحصل عليها لمهاجمة هذا الدين.
    وربما سال لعابه لذلك كيف لا ومن بينها حديث أطعمني جبريل الهريسة من الجنة لأشد بها ظهري لقيام الليل) ! وهو حديث موضوع كما علمت.
    وإليك الآن الأمثلة من هذا الكتاب التي توضح ما قلناه بطريقة عملية تزيل الشكوك والشبه وتزيد قلب المسلم اطمئناناً ويقيناً.
    المسألة الأولى:مسألة الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم
    فقد استدل الكاتب بهذا الحديث
    عن محمد بن عمر بن واقد الأسلمي .. .. عن أبى جعفر محمد بن علىّ بن الحسين قال: كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب ؛ عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله ؛ وخطب إليه عبد المطلب في مجلسه ابنته هالة بنت وهيب على نفسه ؛ فزوجه إياها فكان تزوجُ عبد المطلب وتزوج عبد الله في مجلس واحد ؛ فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب ؛ فكان حمزة عم رسول الله صلعم في النسب وأخاه من الرضاعة.
    لما تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أقام عندها ثلاثا
    و من المعلوم أن حمزة رضي الله عنه يكبر النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنوات وأن عبد الله توفي بعد زواجه من آمنة بفترة بسيطة(انتهى كلامه) .
    فأجرى هذا المغفل صاحب الكتاب المزعوم بعض العمليات الحسابية فجمع وطرح وأضاف وأرهق نفسه في ذلك فاستنتج بكل بساطة أن النبي صلى الله عليه و سلم ليس ابنا لعبد الله بن عبد المطلب لأن عبد المطلب وابنه عبدالله تزوجا في مجلس واحد وتوفي عبدالله بعد عدة أشهر فجاء لعبد المطلب حمزة وحمزة يكبر النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين فلا بد أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم ليس ابنا لعبد الله كما يقول وزعم أن قريشاً كانت تعلم بذلك!!!!!!!!!
    والكاتب يعتبر أن هذا أخطر ما يقدمه للقارئ وأن النتائج ستكون خطيرة على المسلمين وأن العواقب وخيمة وأنهم سيتفاجؤون بذلك وما إلى ذلك من العبارات التي أخذ يتشدق بها00000
    ونحن بإذن الله سنرد على هذا الكلام ونميط عنه اللثام لكي تتهاوى كلماته تباعاً وذلك في أربعة ردود يصلح كل منها وحده أن يهدم ما بناه هذا الكاتب وأتعب نفسه في جمعه,فكيف بهذه الردود إذا اجتمعت؟



    الرد الأول:من حيث السند:
    فالحديث من رواية محمد بن عمر بن الواقدي الأسلمي
    قال البخاري:الواقدي مديني سكن بغداد متروك الحديث تركه أحمد وابن نمير وابن المبارك وإسماعيل بن زكريا (تهذيب الكمال) مجلد 26 صفحة185-186
    وفي نفس الصفحة قال أحمد هو كذاب وقال يحيى ضعيف وفي موضع آخر ليس بشيء ,وقال أبو داود: أخبرني من سمع من علي بن المديني يقول روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب وقال أبو بكر بن خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول لا يكتب حديث الواقدي لأنه ليس بشيء وقال إسحاق بن راهويه كما وصف وأشر لإنه عندي ممن يضع الحديث (الجرح والتعديل 8/الترجمة 92) وقال علي بن المديني سمعت أحمد بن حنبل يقول الواقدي يركب الأسانيد (تاريخ بغداد 3/13-16)
    وقال الإمام مسلم: متروك الحديث , وقال النسائي: ليس بثقة, وقال الحاكم :ذاهب الحديث ,وقال الذهبي رحمه الله : مجمع على تركه وذكر هذا في مغني الضعفاء ( 2/الترجمة 5861 )
    قال النسائي في (الضعفاء والمتروكين) المعروفون بالكذب أربعة منهم الواقدي .
    إذاً فالحديث ضعيف ووصف راويه بأنه كذاب وليس بثقة وبأنه يضع الأحاديث ومعنى ذلك أن عبد المطلب لم يتزوج من هالة في نفس اليوم الذي تزوج فيه عبدالله من آمنة بنت وهب و يتبين لنا بذلك افتراء هذا الكاتب حيث ادعى أنه اعتمد على أوثق الكتب والمراجع عند المسلمين!
    والثابت هو أن حمزة رضي الله عنه أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين كما جاء في كتاب الاستيعاب في تمييز الأصحاب وكتاب البداية والنهاية لابن كثير
    كما أن الأخوة من الرضاعة لا تعني أنها كانت في نفس الوقت بل قد تكون امرأة أرضعت طفلاً وبعد عشر سنوات أرضعت طفلاً آخر فيكونان أخوان من الرضاعة .
    الرد الثاني:نقل هذا (القس) خبرا جاء فيه ذكر المرأة المتعرضة لنكاح عبد الله بن عبد المطلب وذلك عندما كان في طريقه لخطبة آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم
    قال ابن إسحاق‏:‏ ثم انصرف عبد المطلب آخذاً بيد ابنه عبد الله، فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي أم قنال أخت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وهي عند الكعبة، فنظرت إلى وجهه فقالت‏:‏ أين تذهب يا عبد الله‏؟‏ قال‏:‏ مع أبي‏.‏ قالت‏:‏ لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع علي الآن‏.‏
    قال‏:‏ أنا مع أبي ولا أستطيع خلافه ولا فراقه، فخرج به عبد المطلب حتى أتى وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، وهو يومئذ سيد بني زهرة سناً وشرفاً، فزوجه ابنته آمنة بنت وهب وهي يومئذ سيدة نساء قومها، فزعموا أنه دخل عليها حين أملكها مكانه، فوقع عليها فحملت منه برسول الله صلى الله عليه وسلم. البداية والنهاية لابن كثير الجزء الثاني و عيون الأثر في المغازي والسير
    فلقد طلبت هذه المرأة الزواج من عبدالله وهو في طريقه لخطبة آمنة بنت وهب وقدمت له هي المهر وهي لم تطلب منه الزنا كما يدعي مؤلف الكتاب , والشاهد من هذه القصة هو قولهالك مثل الأبل التي نحرت عنك ) فهذه الجملة لها معان ٍعديدة ربما لم يتنبه لها الكاتب ولم يعلم أنها تحمل في طياتها رداً واضحاً عليه فهي تثبت أن حمزة رضي الله عنه كان مولوداً قبل خطبة عبدالله لآمنة بنت وهب ,فما قصة تلك الإبل التي نحرت عنه ؟؟؟؟
    قال ابن اسحاق :وكان عبد الله فيما يزعمون ,نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم, لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا معه حتى يمنعوه ليذبحن أحدهم عند الكعبة فلما تكامل بنوه عشرة , وعرف أنهم سيمنعونه ,وهم الحارث والزبير وحجل وضرار والمقوم وأبو لهب والعباس وحمزة وأبو طالب وعبد الله ,جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله عز وجل بذلك فأطاعوه .(السيرة النبوية لابن كثير /الجزء الأول ) ذكر نذر عبد المطلب ذبح أحد أولاده
    ثم كتب (عبد المطلب) أسماءهم في القداح وأعطاهم قيم هبل ,فضرب القداح فخرج القدح على عبد الله فأخذه عبد المطلب ,وأخذ الشفرة ثم أقبل به إلى الكعبة ليذبحه,فمنعته قريش ولا سيما أخواله من بني مخزوم وأخوه أبو طالب ,فقال عبد المطلب :فكيف أصنع بنذري فأشاروا عليه أن يأتي عرّافة فيستأمرها ,فأتاها ,فأمرت أن يضرب القداح على عبد الله وعلى عشرة من الإبل فإن خرجت على عبد الله يزيد عشراً من الإبل حتى يرضى ربه ,فإن خرجت على الإبل نحرها فرجع وأقرع بين عبد الله وبين عشر من الإبل فوقعت القرعة على عبد الله فلم يزل يزيد من الإبل عشراً عشراً ولا تقع القرعة إلا عليه إلى أن بلغت الإبل مائة فوقعت القرعة عليها فنحرت عنه ثم تركها عبد المطلب لا يَرد عنها إنساناً ولا سبعاً00000(ابن هشام 1/151-155,رحمةً للعالمين .2/89 -99
    مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد الله صفحة 12-22-23)
    مما سبق يتبين
    1- أن قول المرأة لعبد الله بن عبد المطلب (لك مثل الإبل التي نحرت عنك )كان بعد ولادة حمزة رضي الله عنه كيف لا وقد كان من العشرة الذين تم بهم النذر .
    2- المرأة قالت ذلك لعبدالله وهو ذاهب لخطبة آمنة بنت وهب
    أي أن حمزة رضي الله عنه كان موجوداً عندما ذهب عبد المطلب ليخطب آمنة بنت وهب لابنه عبدالله وإذا علمت ذلك علمت فارق السن بين حمزة رضي الله عنه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وهو أربع سنين على الصحيح.
    الرد الثالث: قال الكاتب أن قريشا في حديثهم عن الأنساب قالوا محمد نبت لا أصل له.
    فقد جاء في الحديث (فقلت{أي العباس}يا رسول الله أن قريش جلسوا فتذاكروا أحسابهم فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض فقال رسول الله صلى الله علبه وسلم :إن الله عز وجل يوم خلق الخلق جعلني في خيرهم , ثم لما فرقهم قبائل جعلني في خيرهم قبيلة ,ثم حين جعل البيوت جعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيوتاً.) هذا الحديث ضعيف أنظر ضعيف الترمذي رقم 584 .
    وقد ذكر هذا الكاتب هذا الحديث مرةً أخرة وقد زاد فيها كلمة (أنسابهم) فقال :تذاكروا أحسابهم وأنسابهم,وهذه الكلمة التي جاء بها لا أصل لها في جميع كتب السنة لا في رواية ضعيفة ولا حتى رواية موضوعة فمن أين أتى بها؟
    والحسب في اللغة ما يعدّه الإنسان من مفاخر آبائه, وقيل حسبه دينه ,وقيل ماله .
    مختار الصحاح لأبي بكر الرازي صفحة 107.
    فالحسب كما تبين دين الإنسان وماله ومفاخر الآباء فقدكانوا يحسبون ذلك للإنسان
    (أي يعدونه) فكلما زادت مفاخره زاد حسبه .
    وهذا لا علاقة له بالنسب أصلاً فبينهما فرق في اللغة
    وعلى كلٍ فإن معنى هذا الحديث الضعيف كما ذكرنا إن قريشاً لما تذاكروا أحسابهم شبهوا محمدا صلى الله عليه وسلم بالنخلة وهي أطيب ما عند العرب لخيرها الكثير
    فهم لم ينتقصوا من قدره بل مدحوه ورفعوا من شأنه ولكنهم شبهوا بني هاشم وهم قوم النبي صلى الله عليه وسلم بالكبوة وهي موضع تلقى فيه الكناسة أي أنهم أرادوا الإنتقاص من قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم إذ ليس لها من الشرف والمجد مالمحمدٍ صلى الله عليه وسلم
    وقد جاء في رواية أخرى ما يوضح ذلك في مجمع الزوائد ج: 8 ص: 215
    عن عبدالله بن عمر قال إنا لقعود بفناء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد فقال رجل من القوم إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن فانطلقت المرأة فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام إن الله عز وجل خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سمواته من شاء من خلقه وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فأنا من خيار إلى خيار فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم رواه الطبراني في الكبير والأوسط
    فمن أين جاء هذا الكاتب باستنتاجه أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبت لا أصل له ؟
    والجواب هو الحقد الدفين على هذا الدين العظيم . قال عز وجل{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14
    الرد الرابع:
    ثم إن قريشاً أنفسهم كانوا يعلمون نسب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ألدّ أعداءه فلو لم يكن النبي ابن عبد الله لاستغلوا ذلك في محاربة دعوته للإسلام وحذروا منه
    وهذه بعض الأحداث التي توضح معرفة قريش لنسب النبي صلى الله عليه وسلم
    ففي صلح الحديبية عندما تصالح النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش على وضع الحرب وإيقافها عشر سنين دعا بكاتب لكتابة بنود الصلح .
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه اكتب (هذا ما صالح عليه محمد رسول الله )فقال سهيل بن عمرو لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله .
    وسهيل بن عمرو كان من المشركين وكان من سادات قريش وها هو يعرف نسب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حيث قال اكتب محمد بن عبد الله
    وها هم أشراف مكة ومن بينهم عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب ............
    وهم خمسة وعشرون تقريباً ذهبوا إلى أبي طالب في الشعب وهم محاصرون فقالوا له: يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت وقد حضرك ما ترى وتخوفنا عليك وقد علمت الذي بيننا وبين
    ابن أخيك ( أي محمد فهم يعلمون أن محمدا بن عبد الله) .
    وها هو أبو سفيان وقد كان على كفره يقول للعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم والله يا أبا الفضل (أي العباس ) لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيماً,فها هم صناديد قريش يعلمون نسب النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك اليهود والنصارى وكانوا يسمونه بالصادق المصدوق وكانوا يعرفون قدره مع أنهم كانوا على الكفر ثم جاء هذا الكاتب النكرة وبعد أعوام لا بل قرون عديدة بعد أربعة عشر قرناً ليكتشف بكل سذاجة وغباء أن محمداً صلى الله عليه وسلم ليس ابن عبد الله بن عبد المطلب .
    سبحان الله أي ذكاء لديه !؟ وأين الباباوات والحاخامات الذين تعاقبوا على مر القرون من اكتشاف هذا الأمر الخطير كما يزعم ؟
    و لكني ربما أجد له عذراً فربما وقع على رأسه وعندما استفاق ظنّ أنه اكتشف أمراً لم يكتشفه أحد من قبله من أعداء الدين بدءاً من كفار قريش إلى وقت الزنادقة الجدد أمثاله و أنا لا أسخر منه و لكني أتكلم بكل جدية فنسأل الله العفو و العافية و الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه فيه وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً .
    وأذكر القارئ بأن هذا الزنديق لم يذكر اسماً كاملاً يوضح نسبه فربما يكون قد نسيه أو حتى لا يعرفه و نحن لا نريد أن نسيء به الظنون و نجرح مشاعره و لكن نطلب منه أن يكتب اسماً كاملا له فهو أبعد و أسلم للقلب من أن تذهب به الظنون بعيداً . هذا والله أعلم و أحكم.
    وأقول لك أخي القارئ أن ما ذكرته حتى الآن من كلمات يسيرة تكفي لنقض هذا الكتاب كله وتكفي لكي يطمئن قلب كل مسلم وتبتعد عنه تلك الأوهام التي ربما علقت في فؤاده
    كيف لا وهذه أكبر الشبه لديه وهي التي تتعلق بنسب نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأما ما بقي من الشبه في هذا الكتاب فلا تعدو أن تكون أحاديث ضعيفة أو تأويلات فاسدة وهذا ما سنوضحه بإذن الله تعالى .
    مسألة:
    الكاتب لا يمل من أن يصف المجتمع الجاهلي بالزنا والفاحشة وانتشار أنواع الزواح التي تشمئز لها الأبدان وأنهم كانوا يتسافدون تسافد الحمر ونحن لا ننكر هذا فقد انتشرت هذه الأنواع بين اليهود والنصارى والوثنيين ولكن ما وجه الربط بين المجتمع الجاهلي والمجتمع الإسلامي بعد انتشار نور الإسلام وامتلاء القلوب باليقين والإيمان
    وما علاقة الإسلام بهؤلاء الكفار الموجودين في عصرهم إن فعلوا ذلك إلا أن ينصحوا لهم ويبينوا لهم طريق الهدى وخاصة أن الدعوة الإسلامية كانت في بداياتها .
    ولكن هذا الربط بين الجاهلية والإسلام غير موجود إلا في عقل هذا الكاتب الخبيث الطبع السقيم النفس العقيم الحجة .
    قال الله تعالى يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون) الصف :8.


    مسألة:
    نقل الكاتب خبراً روته حليمة عن آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت إن لابني هذا شأناً إني حملت به فلم أجد حملاًقط كان أخفّ عليّ ولا أعظم بركة منه .
    وذلك في سياق الطعن في نسب النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال إن حليمة أم النبي صلى الله عليه وسلم حملت بحمل قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
    فبحثت عن هذا الحديث في كتب السنة (البخاري ومسلم وسنن أبي داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومستدرك الحاكم ومسند الإمام أحمد وموطأ الإمام مالك) فلم أجد له أثراً وبحثت حتى في المعاجم والمصنفات الحديثية فلم أجد له أثراُ أيضاً لا برواية ضعيفة ولا موضوعة .
    ولكن من أين جاء بهذه الرواية التي لا أصل لها في كتب السنة !!!!!!!؟
    الجواب عن هذا هو أن هذا الكاتب كعادته إن لم يجد في كتب السنة من الأحاديث الضعيفة التي تخدم أفكاره المسبقة التي يضعها في رأسه ,يلجأ إلى كتب التاريخ التي جمعت ماالله به عليم من أخبار وأقوال
    وهذا ما درج عليه الكاتب ،فإنه يأخذ أقوالا ضعيفة من كتب التاريخ ويقابلها بنصوص السنة الصحيحة زاعماً التعارض بينها.
    سبحان الله ومتى كانت كتب التاريخ والسير حجة على أهل الإسلام ألم تصف هذه الكتب الخلافة الإسلامية العثمانية التي بلغت فتوحاتها مشارف فرنسا والصين بالاحتلال العثماني
    وهذا مثال واحد من مئات الأمثلة
    فالأمر إذاً يحتاج إلى مراجعة وتحقيق قبل أن نبني عليه قصصاً خيالية كما فعل ذلك كاتبنا المزعوم باتهامه لأم سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما نقل أقوالاً من كتاب الطبرسي وغيره والتي في أصلها من كتب الشيعة التي لا يخفى على أحد كرههم للصحابة الكرام بعد أن عجز أن يأتي من كتب الحديث ولو بحديث واحد وكما قلنا حتى ولو ضعيفاً أو موضوعاً .
    ولكن لماذا هذه الحملة الشرسة على سيدنا عمرو بن العاص بالذات؟؟
    الجواب على ذلك هو أن سيدنا عمرو بن العاص هو الذي فتح مصر وأدخل إليها الإسلام وأنهى حكم الأقباط فيها وكاتبنا هذا ليس إلا قبطي من بلاد النيل
    وهو لم ينس ما فعله عمرو بن العاص بأجداده
    فمن الطبعي أن يعمد إلى تشويه صورته فهذا الذي يقدر عليه ولكننا نقول له اخسأ .....فلن تعدو قدرك .

    مسألة :
    ساق الكاتب روايات عن قضاء عمر بن الخطاب لبعض النساء اللاتي اتهمن بالزنا ولعلها نفس المرأة التي كانت نائمة ولكن ساق الحديث بألفاظ مختلفة وطعن بقضاء عمر رضي الله عنه وإليك هذه الرواية لنفس المرأة التي توضح ما حصل لها .عن النزال بن سبرة قال :إنا لبمكة إذا نحن بامرأة اجتمع عليها الناس حتى كادوا أن يقتلوها ,وهم يقولون زنت زنت ,فأتي بها إلى عمر بن الخطاب وهي حبلى ,وجاء معها قومها فأثنوا عليها خيراً فقال عمر :أخبريني عن أمرك ,قالت:يا أمير المؤمنين كنت امرأة أصيب من هذا الليل ,فصليت ذات ليلة ,ثم نمت فقمت ورجل بين رجليّ فقذف فيّ مثل الشهاب ثم ذهب,فقال عمر :لو قتل هذه من بين الجبلين والأخشبين لعذبهم الله ,فخلا سبيلها ,وكتب إلى الآفاق ألا تقتلوا أحداً إلا بإذني .
    وأنا أقول ماذا يريد هذا الكاتب من المسلمين ؟؟؟
    هل يريد منهم أن يسلّوا سيوفهم فوق رقاب الناس أوأن يرجموهم بلا شهود أو بينة؟
    هل النفس البشرية عند هذا الكاتب رخيصة إلى هذا الحد ؟
    فلو قتلت هذه المرأة و كانت بريئة فعلى من يقع إثمها؟
    ألم يرد في هذا الخبر أن قومها جاؤوا معها فأثنوا عليها خيراً؟
    فهذا يدل على أنها كانت امرأة معروفة عندهم بالتقى و الصلاح و هذا ما يوضحه قولها : (كنت امرأة اصيب من هذا الليل فصليت ذات ليلة ) أي أنها كانت امرأة معتادة على قيام الليل , ثم ذكرت أنها نامت و لم تستيقظ إلا و رجل يجامعها
    و أنا أتساءل لماذا يستغرب الكاتب ذلك ألم نسمع عن أناس يمشون و هم نائمون و منهم من يستيقظ من فراشه و يحدث من هو جالس عنده بكلام ثم إذا ذكّره به في الصباح لم يتذكر منه شيئا و ينكر ذلك و كثير من الأمور التي تحدث للنائمين .
    فما ذنب هذه المرأة حتى ترجم أو تجلد
    ثم إن ذلك قد فعل بها بغير رضاها وكانت أصلاً نائمة بعد قيام الليل .
    و نحن نعلم أن الحد يدرأ بالشبهة .
    أفلا يكفي كل ما قدمناه لدرأ الحد عنها ؟
    بلى والله يكفي لحفظ نفس مسلمة فالإسلام جاء ليحفظ النفوس لا ليتلفها .



    مسألة:
    قوله وكان تمثال عيسى بن مريم ومريم عليهما السلام في العمود الذي يلي الباب ,وقال هلك في الحريق في عصر الزبير وأنه صلى الله عليه وسلم وضع كفيه على صورة عيسى وأمه عليهما السلام وقال امحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي .
    فنحن نلاحظ مما تقدم أن الكاتب لا يمل من الدعوة للنصرانية مستشهداً بأحاديث ضعيفة
    فهذه الأحاديث التي نقلها غير موجودة في جميع كتب الحديث.
    وهذا يذكرنا بالحديث الذي وضعه الوثنيون للترويج لمذهبهم وهو موجود في كتب المسلمين وهذا الحديث هولو اعتقد أحدكم بحجرٍ لنفعه) وهو حديث موضوع /السلسلة الضعيفة/ج1/صفحة 647.
    فهذا يدلنا على أن أصحاب كل دين أو مذهب كانوا يضعون الأحاديث ويبثونها في كتب السنة للترويج لمذاهبهم ولكن هذا الحديث بالذات لم يقدروا على وضعه في كتب السنة بل وضعوه في كتب التاريخ وكتب التاريخ كما نعلم يستطيع من شاء أن يضع فيها ما شاء إذ لا رقيب عليها وأنا الآن أسوق لك الأحاديث الصحيحة من كتب السنة التي توضح ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
    عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت (فهذا يدل على أنه لم يبق داخل الكعبة أي تمثال ) فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهم لم يستقسما بها قط فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل فيه .رواه البخاري.
    وعن ابن عباس قال :دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم فقال:مالهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم .رواه البخاري
    وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور التي في البيت الحرام لم يدخل حتى أمر فمحيت .حديث صحيح ,غاية المرام
    وغيرها الكثير من الأحاديث التي توضح أنه لم يبق في البيت أي تمثال أوصورة
    وكذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه لخمس ليالي بقين من شهر رمضان إلى العزى ليهدمها فهدمها و كانت لقريش و جميع بني كنانة
    و بعث عمرو بن العاص رضي الله عنه في نفس الشهر إلى سواع ليهدمه و هو صنم لهذيل برهاط على ثلاثة أميال من مكة فهدمه
    وبعث سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارساً الى مناة و كانت بالمشلل عند قديد للأوس و الخزرج و غسان و غيرهم
    فلما انتهى سعد إليها قال له سادنها : ما تريد؟ قال : هدم مناة , قال: أنت و ذاك , فأقبل إليها سعد , فخرجت امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس , تدعو بالويل و تضرب صدرها فقال لها السادن: مناة دونك بعض عصاتك فضربها سعد فقتلها , و أقبل إلى الصنم فهدمه و كسره و لم يجدوا في خزانته شيئا .
    فهاهو دين التوحيد يدخل مكة فلم يبق فيها إله يعبد داخل الكعبة أو حولها أو حتى حول مكة كلها إلا الله جل في علاه إله العالمين و هذا يوضح كذب هذا القس في ادعائه أن تمثال عيس وأمه بقيا إلى عهد الزبير
    . فالحمد لله قاهر الجبارين و مذل المتكبرين .
    قال تعالى : {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }غافر:14
    فهذه دعوة نبينا الكريم فهو لم يمدح النصارى و صليبهم أبداً كما زعم هذا المفتري في كتابه بل كان يبلغهم قول الله تعالى في كتابه العزيز {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة 72
    {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }المائدة75
    مسألة :
    عن زيد بن ثابت قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه يأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها أحد فهل تستطيع أن تتعلم العبرانية أو قال السريانية فقلت:نعم , فتعلمتها في سبع عشرة ليلة
    ثم يقول الكاتب معقباً على ذلك بعد أن فكر مليا من الذي كان يرسلها له ؟ ما المكتوب فيها ؟ هل هي بعض الكتب التي ورثها من خديجة بنت عم قس مكة ؟ لماذا تلك الحلقة مفقودة في كتب السيرة النبوية ؟ لماذا لا يريد محمد أن يطّلع عليها أحد ؟ انتهى كلامه.
    و أنا أقول : لا حول ولا قوة إلا بالله إلى أي حد بلغ غباء هذا الكاتب فكلما تعمق في البحث والتفكير اختلطت عليه الأفكار فأوصلته إلى نتائج واستنتاجات عجيبة .
    ولا أخفيك أخي المسلم أني كنت متحمساً للرد على هذا الكاتب في بداية قراءتي له إلى أن وصلت إلى هذه الفقرة فتعجبت من أفكاره إلى أي مستوى من التفكير انحطت به وكنت أظن أني أمام كاتب على الأقل يفهم اللغة العربية التي يكتب بها وعلى كل حال فهذا لا يمنع من تجلية الحقيقة والرد على تساؤلاته العقيمة.
    فأقول مستعيناً بالله هذا الكاتب قد اشتبهت عليه كلمة كتاب في الحديث فظن أنه الكتاب المحفوظ بين دفتين والذي يحوي مئات الصفحات
    وربما لم تشتبه عليه الكلمة بل كان من أعلم الناس بها ولكن أراد أن يلبس على عوام المسلمين دينهم كما هو حاله في كل المسائل التي سنتناولها بإذن الله
    ولتوضيح معنى كلمة كتاب ومقدار ما يحويه من كلمات أسوق لك هذه الأحاديث التي ستقطع بإذن الله حجته وتنهي شبهته
    1-عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم السريانية وفي رواية أنه أمرني أن أتعلم كتاب يهود وقال إني ما آمن يهود على كتاب قال فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت فكان إذا كتب إلى يهود كتبت وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابه. رواه الترمذي وانظر مشكاة المصابيح ج3.
    وعند الحاكم قال الأعمش كانت تأتيه كتب لا يشتهي أن يطّلع عليها إلا من يثق به .
    وجاء في فقه السيرة بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وبعث الكتاب مع عبد الله بن حذافة السهمي فيه (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس .سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلى الناس كافة لينذر من كان حياً ,أسلم تسلم فإن أبيت فعليك إثم المجوس )
    وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هوذا بن علي صاحب اليمامة (بسم الله الرحمن الرحيم, من محمد رسول الله إلى هوذا بن علي سلام على من اتبع الهدى, واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف و الحافر ,فأسلم تسلم وأجعل لك ما تحت يديك ) واختار لحمل هذا الكتاب سليط بن عمر العامري ,فرد عليه بكتاب فيه (ماأحسن ما تدعو إليه وأجمله ,والعرب تهاب مكاني فاجعل لي بعض الأمر أتبعك)
    وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً إلى الحارث بن أبي شمر الغساني صاحب دمشق فيه (بسم الله الرحمن الرحيم ,من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق ,وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له ,يبق لك ملكك ) واختار لحمل هذا الكتاب شجاع بن وهب من بني أسد بن خزيمة /انظر زاد المعاد /ج3/61-62-63.
    فهذه الكتب التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعثها إلى الملوك والأمراء من يهود وفرس وروم وعرب وكانوا يردون عليها بمثلها إما بالقبول و الإسلام أو بالرفض والطغيان
    فمن الطبيعي أن يكون للرسول صلى الله غليه وسلم من يملي عليه الكتابة
    فلذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية وهذا ما يوضحه قول زيد رضي الله عنه فكان ( أي النبي صلى الله عليه وسلم )إذا كتب إلى يهود كتبت وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم .رواه الترمذي
    إذاً فهي ليست كتباً من الإنجيل أو التوراة كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم كما توهم الكاتب .
    ومن الطبيعي أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل مسلم ثقة يتعلم لغة قومه لا أن يستعين برجلٍ من اليهود في كتابة وقراءة الكتب فهم ليسوا أهلاً للثقة ومتى كان اليهودي يستأمن على درهم فضلاً عن أن يستأمن على كتاب فيه أسرار دولة الإسلام وهذا مايوضحه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث زيد السابق (وقال إني ما آمن يهود على كتاب ).فإذا علمت ذلك عرفت تفسير قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه يأتيني كتب لا أحب أن يطلع علها أحد) .
    وفي رواية جاء فيها (إلا من يثق بدينه ) وهذا أمر معلوم للجميع من أن كل رئيس أو ملك في عصرنا الحاضر له عدد غير يسير ممن يكتبون له كتبا و بجميع اللغات و طبعاً لا يطلع عليها أحد إلا من يثق به و هذا من بدهيّات أمور الحكم التي جعل منها الكاتب قصة ذات فصول ثم أخذ يتسائل في نهايتها باستغباء عجيب لماذا تلك الحلقة مفقودة ؟ لماذا لا يريد محمد أن يطلع عليها أحد ؟
    فالحمد لله على نعمة الإسلام التي منّ الله بها علينا فأنار عقولنا و شرح صدورنا وجعلنا خير أمة أخرجت للناس ولم يجعلنا كهؤلاء تموج بنا الأهواء.
    تعليق على قول الكاتب (وهنا يبرز سؤال لماذا مدح محمد النصارى في البداية رغم اعتقادهم في الصليب والصلب ثم انقلب عليهم في النهاية وأنكر الصليب والصلب )
    وأنا أستغرب من أين جاء الكاتب بهذا الاستنتاج الذي يريد من خلاله الترويج لاعتقاده والتشويش على المسلمين كعادته في جميع المسائل التي تناولها في كتابه فقد قرأت الكتاب فلم أر ما يشير إلى ذلك لا منطوقا ولامفهوما .
    مسألة:
    ساق الكاتب أقوالاً لعبد المطلب وخديجة وبعض الشعراء يظهر فيها معرفتهم بوجود الله ومعرفتهم بأن الظلم حرام وأن الإنسان سيعاقب على ذلك وغيرها من الأمور .
    وها أنا أنقل لك بعض النصوص من كتابه التي استدل بها على ذلك :
    1-قول عبد المطلب إن وراء هذه الدار دارا يجزى فيها المحسن بإحسانه ويعاقب المسيء بإساءته .
    ودعائه لكي ينزل الله المطر: اللهم رب (!!!)الريح العاصف والرعد القاصف والبرق الخاطف .
    وقول خديجة فوالله الذي نفس خديجة بيده (خديجة تعلم أن نفسها بيد الله ؟!)وإشارات التعجب هذه من وضع الكاتب وليست من عندي
    ثم قال معلقاً على هذا :وها هو عبد المطلب يعرف الله ويقول أنه رب العباد ومنشئ السحاب .
    والمدقق الفاهم يجد أن العرب قبل محمد والإسلام يعرفون الله ويحمدونه . انتهى كلامه .
    فالكاتب يستغرب من أن العرب تعرف الله قبل ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام وأنا أقول مالغريب في ذلك ؟
    هل كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أول الأنبياء ؟ ألم يكن هناك أنبياء قبله بعثوا إلى أقوامهم وجاؤا بكتب سماوية كسيدنا موسى وعيسى ومن قبله سيدنا نوح وإبراهيم والكثير من الأنبياء الذين أفنوا أ عمارهم في الدعوة إلى الله والتحذير من الشرك وأهله والبعد عن ذميم الأخلاق والترغيب بمحاسنها .
    ألم يخبروهم عن الجنة والنار والبعث والنشور وأن الله خالق كل شيء وإليه المرد والحساب
    ثم يأتي هذا الكاتب ويتعجب من قول سيدتنا خديجة أم المؤمنين (فوالله الذي نفس خديجة بيده) .
    وكأن دعوة الأنبياء التي ذكرناها لم تكن على الأرض بل كانت في كوكب مجاور
    فهو يستغرب كيف وصلت هذه الأفكار للناس .
    ويبدو أن الكاتب يجهل أن التوحيد ثلاث أقسام وهي: توحيد الربوبية ،وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .
    • فأما توحيد الربوبية :فهو أن تؤمن بأن الله هو الخالق المالك المدبر الرزاق
    فهذا كما هو معلوم لا ينكره أحد لا يهودي ولا نصراني ولا حتى الوثني الذي يعبد الحجر فهم يؤمنون بأن هناك إله يملك الخلق ويدبر الأمر
    ولكن ظهر بعض الناس الذين يسمون بالملحدين فأنكروا ذلك استكباراً لا اعتقاداً
    فهم يقنعون أنفسهم بذلك لكن إذا خلا أحدهم بنفسه في ظلمة الليل بدأ صراع بين فطرته التي فطره الله عليها والتي لا يستطيع إسكاتها وبين أفكاره الشوهاء التي تبناها .
    مما سبق يتبين أن العرب كان عندهم هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الربوبية
    قال الله عز وجل {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ }العنكبوت61
    {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }العنكبوت63
    ولكن مع هذا كله لم ينفعهم ذلك لأنهم أشركوا بالله وجعلوا آلهةً أخرى مع الله وصرفوا أنواعاً من العبادات لغير الله كالدعاء والحلف والذبح والنذر فبهذا كانوا مشركين
    وهنا لا بد من توحيد الألوهية :
    وهو أن توحد الله بأفعالك فلا تعبد غير الله ولا تدعوا إلا الله ولا تذبح وتنذر إلا لله ولا تصرف أي نوع من العبادة لغير الله وهذا ما يوضحه قول المشركين كما جاء في القرآن العظيم في سورة :5 {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ }
    فهم يؤمنون بوجود الله ولكنهم أشركوا معه غيره كما فعل اليهود والنصارى فهم يؤمنون بتوحيد الربوبية ولا يؤمنون بتوحيد الألوهية فسموا بذلك كفاراً ولم يغن عنهم إيمانهم شيئاً
    *أما توحيد الأسماء والصفات : فهي باختصار أن تؤمن بصفات الله كما أخبر الله عنها من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل .
    فنتبين بذلك مدى جهل الكاتب عندما استغرب من معرفة أبي طالب وسيدتنا خديجة لله قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم .
    وظهور ذلك في أشعار الجاهليين وقصائدهم .
    فربما نسي أن الشيطان نفسه يعلم أن الله هو الخالق الرازق المالك المدبر فحتى الشيطان لا ينكر ذلك .فنعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن جهل كاتبنا الأثيم .
    مسألة:
    يتساءل الكاتب لماذا منع النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه من القراءة في الكتب اليهودية و النصرانية ولماذا كان يغضب من ذلك
    و العجيب أن الكاتب ذكر أن النبي صلى الله عليه و سلم قد ( أغمي ) عليه عندما سمع أن عمر قد قرأ في هذه الكتب فبحثت عن هذه الكلمة ( أغمي ) في هذا الكتاب الذي ألفه هو بخط يده فلم أجدها في الأحاديث التي نقلها هو بنفسه فإن كان يكذب على القارئ و يستخف بعقله و يضيف كلمات لم تذكر في الحديث فلا نستغرب أن يزور الحقائق و يقلب المعاني بل حتى أن يضع الأحاديث.
    أما الرد على مسألة منع النبي صلى الله عليه و سلم لعمر رضي الله عنه من القراءة في هذه الكتب هو أن هذه الكتب قد دخلها التحريف و التبديل و زيد فيها ما ليس من دين الله كما فعل النصارى عندما أدخلوا الصليب و التثليث و قالوا بأن عيسى ابن الله و غيرها الكثير و هذا في العقائد أما في الشرائع فحدث ولا حرج عن كيفية الصلاة و التوبة عندهم كما هو الحال في صكوك الغفران التي يعجب منها النصارى أنفسهم و مع هذا فهم يتسابقون إلى شراء هذه الصكوك حتى لو ارتفعت أسعارها طالما أنها في نهاية العام تمحو جميع الذنوب من زنا و شرب للخمر و قتل و سرقة !!!!( وهذه الصكوك ربما تذكرنا بأزمة الرهن العقاري ........)
    و مع كل هذا التحريف فالنصارى أنفسهم لم يتفقوا على كتاب واحد يقرؤونه بل تجد أن لكل عائلة كتاب يختلف مضمونه عن الآخر من الطبيعي أن ينهى النبي صلى الله عليه و سلم المسلمين عموماً عن القراءة في مثل هذه الكتب التي أنزلت من أجل التوحيد فحرفت للشرك و العياذ بالله, قال الله عز وجل : ({وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ الله..}التوبة30
    وقال تعالى {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ }البقرة79
    مسألة:
    زواج النبي صلى الله عليه وسلم
    قد أشبع الكاتب هذه الفقرة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والتأويلات القذرة ليطعن بالنبوة فخاب وخسأ عدو الله .
    ومما ذكره :1-(إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما ) وهذا حديث موضوع انظر السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني .
    2- (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص لسانها) يعني عائشة رضي الله عنها .
    وهذا حديث ضعيف انظر ضعيف سنن أبي داوود ج2 /ص311 .
    والرواية الصحيحة كما جاء في سنن أبي داوود ج2 (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل في شهر الصوم ) وكما تلاحظ فبين الحديثين فارق كبير
    ثم أتحفنا الكاتب بحديث جاء به من كتاب إحياء علوم الدين الذي ألف بعد النبي بحوالي ستمئة عام ونسبه إليه فقال (عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يختلي بتسعٍ من نسائه للعبادة ) ولم يكتف بذلك بل جاء كعادته بتأويلات فاسدة ففسر الخلوة للعبادة بالجماع وأنا لم أفهم ما الرابط العجيب بينهما وهل يفهم المرء من كلمة العبادة هذا المعنى وعلى كل حال فالحديث غير موجود في كتب السنة!!
    ثم يأتي بحديث آخر من كتاب إحياء علوم الدين ولكن هذه المرة لم يكتف بعدم عزوه لكتب الحديث بل لم يأت بالراوي أيضاً فقال (روي عن النبي أن الرجل يجامع أهله فيكتب له بجماعه أجر ولد ذكر قاتل في سبيل الله فقتل )
    ثم يقول بكل جرأة لقد اعتمدت في كتابي على أوثق المصادر والمراجع عند المسلمين.
    وبعد ذلك يتحدث عن زواج النبي من أكثر من امرأة وحاول أن يجعل منها شبهة ولكنه لم يستطع حبك تفاصيلها فأفكاره لم تساعده ولم يجد في الأحاديث الضعيفة ما يسعفه
    ولكن لا مانع من توضيح هذه الفكرة فالنبي صلى الله عليه وسلم عقد على ثلاث عشرة امرأة ودخل بإحدى عشرة ومات عن تسع نسوة.
    ومن المعلوم أن نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم قد تزوج مئة امرأة فجاء في صحيح البخاري ومسلم وسنن النسائي وصحيح الجامع .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة وفي رواية بمائة امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله, فقال له الملك قل إن شاء الله .فلم يقل ونسي ,فطاف عليهن فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل .
    وأيم الذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون)متفق عليه
    وسيدنا إبراهيم تزوج بأكثر من امرأة
    وهذه سنة الله لكثير من الأنبياء أن يتزوجوا بأكثر من امرأة فلم يأت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشيء جديد فلماذا يعيب هذا الكاتب على النبي صلى الله عليه وسلم هذا الزواج ؟ ألم يعلم أنه بفعله هذا يطعن في كثير من أنبياء الله أم أن شبهه قد نفدت وأخذ يحشو باقي كتابه بحروف ٍ يملأ بها السطور وهذا ما سنلاحظه ونلتمسه في جميع مسائله الباقية وهي في الحقيقة لا تحتاج لرد فكلنا أصبح يعرف حيل هذا الكاتب والطريقة التي يتبعها
    ثم يتطرق لمسألة الزوجات اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم بغير ولي .
    ونحن نقول ألم تهب سارة أم إسماعيل هاجر لإبراهيم عليه الصلاة والسلام فتزوجها من غير ولي فلماذا لم يقل إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم تزوج امرأة وهبت نفسها له
    أم أن الحملة الآن موجهة ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
    والأمر الثاني إذا كانت امرأة مسلمة ووليها كافر فهل له ولاية عليها حتى يؤخذ برأيه .

    مسألة:
    {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3
    وقال الله {وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء129
    فالكاتب هنا يطرح شبهة وأنا أعلم أنكم عرفتم ما هي شبهته قبل أن أقولها فهو لم يأت بجديد فالمسلمون يعلمون تفسير الآيتين ويعلمون أيضاً أن لا تعارض بينهما
    فيقول الكاتب العدل بين النساء هو شيء أساسي في الشرع المحمدي وهذا ما تدل عليه الآية الأولى ولكن الآية الثانية تدل على أن العدل مستحيل بين الزوجات إذاً لا بد من الوقوع في الميل المحرم !!
    ولكننا نقول ليس هناك أدنى تعارض بين الآيتين
    إذ معنى الآية الأولى (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }النساء3
    هو أن الإنسان إن ظن من نفسه أنه لا يستطيع أن يعدل بين النساء في النفقة التي ينفقها عليهن بأن ينفق على إحداهن أكثر من الأخرى أو لا يستطيع أن يعدل في القسمة فيبيت عند إحداهن أكثر من الأخرى وغير ذلك من الظلم والجور فعليه أن يبقى على واحدة أو ما ملكت يمينه
    أما الآية الثانية وهي قوله تعالى(وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ)
    فالآية تتكلم عن نوع آخر من العدل وهو العدل القلبي وليس العدل المادي والمقصود بالعدل القلبي هو تحقيق العدل التام في المحبة وميل القلب فالإنسان لا يستطيع أن يساوي بين زوجاته في المحبة والعاطفة ولو حرص على ذلك وهذا أمر لا ينكره أحد
    ولكن الآية حذرت من أن يؤدي هذا الأمر إلى عدم العدل المادي من القسمة والنفقة والإحسان والمعاشرة بالمعروف
    إذاً يتبين لنا مما سبق أن هناك نوعان من العدل :
    *العدل القلبي:وهو العاطفة والمحبة والميل وهو غير مستطاع ولو حرص الإنسان على ذلك وليس واجب عليه .
    *العدل المادي:وهو كما قلنا النفقة والقسمة وعدم الظلم والجور وهو واجب على الإنسان وهو مستطاع لمن وفقه الله لذلك .
    ولكن الكاتب لم يفرق بين المعنيين إما جهلاً منه أو مكراً منه كعادته في التلبيس على الناس والطعن في القرآن والنبوة .
    ثم يعرض آية أخرى وهي قوله {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }الأحزاب51 ثم يقول وأين العدل وأين الميل بل هل هناك ميل بعد كل ذلك الميل
    والرد على ذلك باختصار هو أن هذه الآية لرفع الحرج والمشقةالتي قد تلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم من وجوب التساوي في المبيت بين أزواجه فربما عرض للنبي صلى الله عليه وسلم أمر من الأمور أصبح معه تحقيق هذا التساوي فيه مشقة وحرج فجاءت هذه الآية لبيان أن ذلك غير واجب عليه وكثير من المفسرين على أن هذا خاص بالواهبات فله أن يرجي من يشاء ويؤوي من يشاء أي إن شاء قبل من وهبت نفسها له وإن شاء لم يقبلها وعلى كلا المعنيين فالنبي صلى الله عليه وسلم كان لنا المثل والقدوة الحسنة في تطبيق هذه الآية
    فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة ) سنن أبي داوود /ج2/ص243.
    وروى نحو ذلك الترمذي والنسائي وابن ماجه والدارمي من أن النبي كان يعدل بين نسائه
    إذاً يتبين أن الآية السابقة على المعنى الأول رخصة لرفع الحرج والمشقة وعلى المعنى الثاني لقبول أو رفض من وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم وما يهمنا هو أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء فقال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) سنن ابن ماجه/ج1/ص636.
    وقال (استوصوا بالنساء خيرا )رواه مسلم في صحيحه
    والله المستعان على مايفتريه هذا الكاتب وأسأل الله أن يجعل كيده في نحره وأن يجعل تدبيره تدميره.
    مسألة:
    عن جابر رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فدخل على زينب فقضى حاجته وخرج وقال المرأة إذا أقبلت أقبلت بصورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة أعجبته فليأت أهله فإن معها مثل الذي معها )
    يبدو أن الكاتب لم يعجبه هذا الأمر فهو لا يستطيع أن يتخيل حياة الطهر والعفاف فهو لم يعتد عليها كما هو واضح من كلامه وأنا لا أرى حاجة للتعليق على كلامه هذا .
    وأما قول الكاتب وماذا لو كان هناك شاب أعزب بينهم فماذا يفعل !!!!!؟
    نقول :ان الحديث السابق يوضح هدي النبي صلى الله عليه وسلم للمتزوجين
    ومعنى الحديث أنه إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله وليتق الله في نفسه ولا يقض شهوته في الحرام .
    أما هديه بالنسبة لمن لم يتزوج فهو قوله (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )سنن ابن ماجه /ج2/ص:1325
    مسألة:
    قال الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222
    فهذه الآية الكريمة كما هو واضح تنهى عن أن يجامع الرجل زوجته وهي حائض حتى تطهر وتغتسل ,فيأتي الكاتب ويقول انظر هذه الآية تنهى عن أن يجامع الرجل زوجته وهي حائض والرسول يجامع زوجته وهي حائض ويستدل على ذلك بالحديث الذي جاء في سنن أبي داوود (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض أمرها أن تتزر ثم يباشرها )ج2/ص:251
    ولا حول ولا قوة إلا بالله اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها
    *ما وجه الشبه بين الجماع والمباشرة :
    - فالجماع : هو إدخال الذكر في فرج المرأة وتغييب الحشفة أو مقدارها من المقطوع.
    - أما المباشرة : فهي من البشرة وهي ظاهر جلد الإنسان ومباشرة المرأة ملامستها /انظر مختار الصحاح ص:47 / أي أن المباشرة من لمس البشرة للبشرة فهل هذا يسمى جماعاً!!!؟
    ألم يرد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر المرأة بأن تتزر والإزار معروف للجميع فكيف يكون معه جماع !!!!؟.
    ثم يعلق على غسل النبي صلى الله عليه وسلم
    فعن سلمى مولا ة النبي صلى الله عليه وسلم قالت : طاف النبي عل نسائه التسع اللاتي توفي وهن عنده كلما خرج من عند امرأة قال صبّي لي غُسلاً(لكي يغسل مذاكيره)
    فيغتسل قبل أن يأتي الأخرى .
    وعن أنس قال: كنت أصب لرسول الله صلى الله عليه وسلم غُسله من نسائه أجمع ثم يقول هذا الخبيث وهكذا يتبادل أنس رضي الله عنه مع سلمى شرف صب الماء لرسول الله لكي يغسل مذاكيره .
    والرد عليه من وجهين:
    الوجه الأول :نحن لسنا بحاجة لكي يوضح لنا معنى الغُسل .
    فالغُسل هو إفاضة الماء على كامل الجسد بعد الوضوء وليس كما ذكر بين قوسين (لكي يغسل مذاكيره) وأخاطبه وأقول له إن كنت بارعا في التفسير فلماذا لا تفسر لنا الطبيعة الإلهية لسيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام حيث أنه كان يأكل الطعام وبعد ذلك يخرج الفضلات ( أم أنه الآن في مرحلة الإله الطفل )!!!@#$%&*!
    الوجه الثاني :أن خادمة النبي صلى الله عليه وسلم وأنس رضي الله عنه كانا يصبان الماء لغُسله أي يضعا له الماء في إناء لغُسله ثم ينصرفا حتى ينهي النبي صلى الله عليه غُسله لا كما ادعى الكاتب من أنهما كانا يصبان الماء على النبي صلى الله عليه وسلم فيغتسل أمامهما ، ويبدو أن الكاتب صاحب ذهنٍ بليد في فهم التراكيب والمفردات العربية.
    وهذه الأحاديث توضح ماذكرناه:
    فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة وُضع له الإناء.سنن النسائي /ج1/ص:132.
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم إداوة لوضوئه وحاجته فبينما هو يتبعه بها فقال من هذا ,فقال أنا أبو هريرة فقال : إبغني أحجارأً أستنفض بها ولا تأتني بعظم ولا بروثة فأتيته بأحجارٍ أحملها في طرف ثوبي حتى وضعتها إلى جنبه ثم انصرفت ....)البخاري .
    مسألة :
    تعليقات بسيطة على بعض الروايات :
    قول الكاتب أن خديجة أم المؤمنين وضعت يد النبي صلى الله عليه وسلم على صدرها قبل الخطبة وأنها كشفت حجابها بعد الزواج لتتأكد من أن جبريل ليس بشيطان بل هو ملك وفعلاً عندما كشفت حجابها ذهب جبريل فتأكدت من أنه ملك
    فهذه الرواية بل هذه القصة ليست موجودة في جميع كتب السنة .
    أما الحديث الذي ساقه وهو (أربع من سنن المرسلين :الحياء والتعطر والنكاح والسواك) فهو حديث ضعيف /أنظر ضعيف الجامع رقم 760.
    والكاتب ساق الحديث لينكر على النبي حب التعطر ولم أفهم ماذا يريد من ذلك
    ولو فرضنا أنّ الحديث صحيح فما العيب بأن يتعطر الإنسان وأن يتمتع بالحياء وأن يتزوج النساء وأن يستعمل السواك .
    فالحمد لله يبدو أن الكاتب قد أفلس
    وقوله إن النبي تزوج خديجة قبل الوحي ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول):ما تزوجت شيئاً من نسائي ولا زوجت شيئاً من بناتي إلا بوحي جائني به جبريل عليه السلام من ربي عزّ وجل)
    فالكاتب يدعي التناقض ربما لأنه لم ينتبه إلى كلمة وحي التي جاءت في الحديث فهي تدل على أن النبي يتحدث عن فترة الإسلام ففي هذه الفترة عرف النبي الوحي وعندما تزوج خديجة لم يكن يعرف الوحي
    فيحمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم إن صح هذا الحديث على مرحلة الإسلام ولكنه غير موجود في السنن والذي عثرت عليه هو حديث ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء ) وهو حديث ضعيف /السلسلة الضعيفة /ج9
    قول النبي صلى الله عليه وسلم : (خالد بن سنان نبي ضيعه قومه ) حديث لا يصح السلسلة الضعيفة /ج1/ص:449
    ثم يسوق الكاتب حديثاً أن ابنة خالد بن سنان قالت: إن سورة قل هو الله أحد كانت تسمع أباها يرددها
    النبي صلى الله عليه وسلم
    فالكاتب يقول: لقد كان بين خالد بن سنان وعيسى عليه السلام ثلاثمئة عام ونحن نعلم أن بين ميلاد عيسى عليه السلام وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة وثمانون عاماً تقريباً والنبي صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة وعمره يفوق الخمسين عاماً فيكون الفرق بين ميلاديهما خمسمائة وثلاثون عاما تقريباً فإذا علمت أن خالد بن سنان جاء بعد ثلاثمئة عام من ميلاد المسيح كما قال الكاتب أي أنه جاء قبل ميلاد النبي بمئتين وثلاثون عاماً
    ثم يسوق الكاتب حديثاً آخر لم يسنده إلى كتب الحديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :خالد بن سنان نبي ضيعه قومه ووفدت ابنته على النبي فقالت وقد سمعته (أي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم) يقرأ قل هو الله أحد فقالت كان أبي يقول( هذا ) وهذا كما قلنا حديث ضعيف فكم كانت تبلغ ابنة خالد بن سنان من العمر إذا كان أبوها قبل ميلاد النبي بنحو مئتين وثلاثون نضيف لها أربعين لبعثة النبي يصبح عمرها تقريباً عندما جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن بعث ما يقارب مئتين وسبعون عاماً على أقل تقدير فهل يصدق مثل هذا ؟
    وأعتذر للقارئ عن الإطالة في هذه العمليات الحسابية.
    وانظر الآن كيف يفصح الكاتب عن دينه ويروج له (عن عائشة أن خديجة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل فقال : قد رأيته في المنام فرأيت عليه ثياب بياض .......)وهذا حديث موضوع /ضعيف الجامع /792
    ثم يستدل بهذا الحديث الموضوع على أن ورقة مات نصرانياً ولم يؤمن بمحمد ومع ذلك دخل الجنة ثم يضع !!!!!أي أن النصارى يدخلون الجنة وأنا أرد عليه بأن ورقة بن نوفل مات وكان آخر قوله للنبي عن جبريل (هذا هو الناموس الذي أنزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعاً يا ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم ؟قال :نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي ) متفق عليه
    فها هو ورقة يؤمن بالنبي قبل وفاته وقبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم حاله حال من كان على دين إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام
    فكيف يقول الكاتب إن ورقة لم يؤمن بالنبي قبل وفاته ألم يقل :ورقة ياليتني فيها جذعاً........
    وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً .....
    والرواية الصحيحة التي وردت عن النبي في حق ورقة بن نوفل هي قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا ورقة بن نوفل فإني قد رأيت له جنة أو جنتين ) صحيح الجامع .

    مسألة :
    و هي مسألة الغرانيق التي ساقها الكاتب وأخذ يتساءل هل الشيطان الأبيض هو الذي ألقاها للنبي وغير ذلك من الاستفسارات التي يطرحها كعادته
    وإليك توضيح كامل لمسألة الغرانيق:
    جاء في الخبر (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوماً في نادٍ من تلك الأندية (أي مجلس ) حول الكعبة فقرأ عليهم والنجم إذا هوى.... حتى بلغ (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) ألقى الشيطان كلمتين على لسانه تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها وسجد القوم جميعاً عندما سجد النبي صلى الله عليه وسلم )
    وإليك الآن أقوال العلماء في هذه المسألة
    قال الشوكاني رحمه الله تعالى :لم يصح شيء من هذا ولا يثبت بوجه من الوجوه ومع عدم صحته بل بطلانه فقد دفعه المحققون بكتاب الله سبحانه.
    وقال إمام الأئمة ابن خزيمة :إن هذه القصة من وضع الزنادقة .
    وهذا قول الألباني في هذا القصة :وقد ألفت رسالة فريدة في بابها قوية في موضوعها ترفع بحيرة الأخ المؤمن وتطيح بشبهة الملحد الأرعن سميتها : نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق .انتهى كلام الشيخ الألباني رحمه الله .
    ومن العلماء الذين أنكروا هذه القصة الألوسي
    أما ماهي حقيقة هذه القصة فقد حققها صاحب كتاب الرحيق المختوم ونقل أقوالاً للعلماء فيها فقال :
    وفي رمضان خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحرم، وفيه جمع كبير من قريش، فيهم ساداتهم وكبراؤهم، فقام فيهم، وفاجأهم بتلاوة سورة النجم، ولم يكن أولئك الكفار سمعوا كلام الله من قبل؛ لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصوا به ،من قولهم‏:‏ ‏{‏لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏}‏ ‏[‏فصلت‏:‏26]‏ فلما باغتهم بتلاوة هذه السورة، وقرع آذانهم كلام إلهي خلاب، وكان أروع كلام سمعوه قط، أخذ مشاعرهم، ونسوا ما كانوا فيه فما من أحد إلا وهو مصغ إليه، لا يخطر بباله شيء سواه، حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة قوارع تطير لها القلوب، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا‏}‏ ‏[‏النجم‏:‏62‏]‏ ثم سجد، لم يتمالك أحد نفسه حتى خر ساجدًا‏.‏ وفي الحقيقة كانت روعة الحق قد صدعت العناد في نفوس المستكبرين والمستهزئين، فما تمالكوا أن يخروا لله ساجدين‏.‏
    وسقط في أيديهم لما أحسوا أن جلال كلام الله لوى زمامهم، فارتكبوا عين ما كانوا يبذلون قصارى جهدهم في محوه وإفنائه، وقد توالى عليهم اللوم والعتاب من كل جانب، ممن لم يحضر هذا المشهد من المشركين، وعند ذلك كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافتروا عليه أنه عطف على أصنامهم بكلمة تقدير، وأنه قال عنها ما كانوا يرددونه هم دائما من قولهم‏:‏ ‏(‏تلك الغرانيـق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى‏)‏، جاءوا بهذا الإفك المبـين ليعـتذروا عـن سجودهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وليس يستغـــرب هـذا مـن قـوم كانوا يألفون الكذب، ويطيلون الدس والافتراء‏
    مسألة:
    نحن قلنا :أن العرب كانت تعرف الله ولكن تشرك معه غيره لذلك سموا بالمشركين ولكن معرفتهم هذه كانت محدودة فهم طبعاً لم يعلموا قصص الأنبياء بالتفصيل كما جاء بها القرآن
    ولم يعلموا قصة أصحاب الكهف ولا ذي القرنين ولا يأجوج ومأجوج ولم يعرفوا أمر الروح أو قصة عيسى عليه السلام الحقيقية أو قصة سيدنا موسى مع قومه أو ماذا حصل لسيدتنا مريم مع الحمل والولادة ولكنهم عرفوا أموراًُ عامة عن بعض هذه الأحداث فجاء القرآن وفصلها
    قال الله تعالى {تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }هود49
    ولكن الكاتب يقول: إن العرب كانت تعلم قصص الأنبياء وأمور الغيب فهذا تناقض مع الآية التي تقول (مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ) والجواب عنه كما ذكرنا أن معرفتهم كانت محدودة في بعض الأمور وهناك الكثير من الأمور التي كانوا يجهلونها
    ومن قرأ سورة يوسف أو الكهف أو القصص وجد فيها تفصيلاً عجيباً للأحداث والوقائع لا يزعم أحد أن العرب كانت على علم بها .
    قال الله تعالى : {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ }هود1
    مسألة:
    كل ماذكره الكاتب في مسألة الفتنة التي وقعت بين الصحابة جاء بمعظمه من كتب الشيعة كالطبرسي مثلما فعل مع سيدنا عمرو بن العاص رضي الله عنه فنحن لا نخوض في أمر الفتنة التي كان المحرك الرئيس لها المنافقون واليهود ,قال الله تعالى {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10
    وقال الله تعالى({وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الحجرات9
    فسماهم الله مؤمنين على قتالهم لبعض .
    مسألة :
    وهي زعم الكاتب أن هناك من الأنبياء الذين جاؤوا بمثل ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن أمثال مسيلمة وسجاح وغيرهم.
    ثم أخذ يقارن بين أشعارهم ونص القرآن زاعماً التقارب في اللفظ والتركيب وكان جاداً في طرحه كعادته وأنا الآن أنقل لك كلامه لتحكم وهي دعوة للضحك في نفس الوقت :
    قال مسيلمة لعنة الله عليه (ألم تر إلى ربك كيف فعل بالحبلى أخرج منها نسمة تسعى من بين صفاقٍ وحشى )
    وقال أيضاًيا ضفدع كم تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين )
    (سمع الله لمن سمع وأطعمه بالخير إذا طمع)
    (إنا أعطيناك الجواهر فصل ِلربك وهاجر إنّ مبغِضُك رجل فاجر )
    (الفيل ما الفيل وما أدراك ما الفيل له ذنب وثيل ومشفرٌ طويل)
    فهل هذا قرآن يتلى وللقارئ بكل حرف حسنة والحسنة بعشرِ أمثالها ؟؟؟
    والغريب أن الكاتب كان جاداً ومتحمساً في طرحه زاعماً التشابه مع النص القرآني .
    مسألة ختامية :
    تأخر الوحي في حادثة الإفك وكذلك نطق الشاة المسمومة التي أكل منها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
    فالكاتب يقول لماذا تأخر الوحي في بيان براءة عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ألم يكن من الواجب أن ينزل الوحي مباشرةً كما نزل في شأن الحجاب ولماذا تأخر ت الشاة عن إخبار النبي بأنها مسمومة .
    وأنا أسأله بالمقابل سؤال لماذا تأخر سيدنا يوسف في السجن بضع سنين يقال إنها سبع سنين؟ لماذا لم يُذَّكِر الله صاحبه الذي نسي إخبار الملك عن قصة يوسف؟؟؟
    قال الله تعالى {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }يوسف42
    ولماذا بقي سيدنا أيوب في المرض ما يقارب سبعة عشر عاما حتى شافاه الله
    ولماذا نشر سيدنا زكريا بالمنشار نصفين وقطع رأس سيدنا يحيى بالسيف وكثير من الأنبياء قتلوا على يد اليهود بطرق بشعة
    والجواب على ذالك أن ما حصل ابتلاء من الله ليرفع به الدرجات ويكفر به الخطايا وليظهر المنافقين ويميز الله الخبيث من الطيب , وقصص الأنبياء أكبر دليل على ذلك وما حصل لهم مع أقوامهم دليل على أن لله حكمة بالغة لا نحيط بها علماً
    وبالمناسبة أوجه هذا السؤال للكاتب الذي يزعم أن سيدنا عيسى قد صلب فلماذا لم ينجه الله من هذا العذاب الأليم وبقي مقيد بالصليب حتى مات ؟؟ولماذا أنتم تعلقون الصليب على صدوركم وتقدسونه وتحبونه؟؟ مع أن الواجب عليكم أن تكرهوا الصليب وإذا رأيتموه في مكان ما أن تكسروه!!!!!
    كيف لا وهو أداة التعذيب التي عذب عليها عيسى عليه السلام وكان يحاول أن يتخلص منه لكنه لم يستطع إلى ذلك سبيلا حتى مات على زعمكم ثم جئتم وقدستم الصليب إن هذا لشيء عجاب .
    الخاتمة:
    أقول لهذا القس الذي جاء بهذه الافتراءات لماذا لا تكون نصرانياً عادلاً كذاك الذي ألف كتاباً
    ووضع فيه أعظم عظماء التاريخ و كان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في المرتبة الأولى بلا منازع و لكنك أبيت إلاّ أن تكون نصرانياً معانداً فلقد جاءنا في القرآن الكريم من أخباركم
    قال الله جل في علاه : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }الأنعام112
    و قال الله جل في علاه : {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ }النمل14
    و قال الله جل في علاه {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }الفرقان31
    فلست أيها القس الأول و لست الأخير في سلسلة الزنادقة المارقين الذين يثيرون الغبار في الأرض ليحجبوا ضوء الشمس عن المسلمين فهيهات هيهات أن تصل إلى مبتغاك.
    فالمسلمون والحمد لله في ازدياد مستمر وسيبلغ عددهم ثلث سكان الأرض بحلول عام 2050 وسيكونون كل سكان الأرض قبل قيام الساعة
    قال النبي عليه الصلاة والسلام {ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عز يعز الله به الإسلام وذل يذل الله به الكفر} رواه أحمد 4\203
    وسينزل سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويصلي صلاة المسلمين فماذا سيصنع حملة الصلبان والرهبان ؟
    هل ستنفعهم صكوك الغفران ؟
    ( وبالمناسبة هؤلاء الرهبان حرموا على أنفسهم الزواج ولكن منهم من إذا أطفأت الأنوار......
    هتك الأستار................وبنوا بأجسادهم أدوار..................وهكذا حتى يطلع النهار )
    ولنا أن نتساءل بعد كل ماتقدم لماذا لم نسمع يوما عن شيخٍ من المسلمين قد بدل دينه ودخل في النصرانية
    وفي المقابل هناك الكثير من علماء الدين النصارى الذين دخلوا في الدين الإسلامي ومنهم من لديه الآن برامج دعوية في قنوات إسلامية مثل الشيخ يوسف استيس حفظه الله في قناة هدى
    فهؤلاء قد دخلوا الإسلام والذي فيه خمس صلوات في اليوم والليلة وفيه الصوم والزكاة والحج والجهاد وغيرها الكثير من التكاليف الشرعية والأمور التي حرمت في الدين الإسلامي والتي كانت مباحة عند النصارى
    في حين أن النصارى ليس عندهم إلى صلاة واحدة في الأسبوع ليس فيها إلا الغناء والتمايل
    وهي مع هذا ليست واجبة عليهم
    وهذا بالنسبة لعلماء الدين عندهم أما عوام النصارى فحدث ولا حرج عن دخولهم الإسلام فما سبب ذلك وما سبب إسلام علماء الطب والفيزياء من النصارى ومنهم من حصل على جوائز نوبل في اختصاصاتهم عندما قرؤا القرآن وشاهدوا ما فيه من الإعجاز العلمي الذي أفنوا أعمارهم في اكتشافه فوجدوه مسطورا في القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا
    ومسألة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهره لا تخفى على أحد ولها كتبها الخاصة والتي تذكر حال علماء النصارى في ندواتهم العلمية عندما يسمعون من الأطباء والعلماء المسلمين ماجاء به القرآن الكريم من تفصيلات علمية لم تكتشف إلا في العصر الحديث وبأحدث وأدق الأجهزة فيقف هؤلاء العلماء وقد علت وجوههم الدهشة فيعلن كثير منهم إسلامة.
    فالحمد لله على نعمة الإسلام
    وفي الختام
    أقول لهذا الكاتب ولأمثاله من لم يتأدب مع الله ورسوله فوق الأرض سيؤدب وحده تحت الأرض
    ووالله مازادنا هذا الكتاب إلا تصميماً على نصرة هذا الدين العظيم
    سائرين على نهج نبينا الكريم ومقتفين أثر سلفنا الصالحين رضي الله عنهم أجمعين .

    والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .

    كتبه العبد الفقير لرحمة ربه عبد الله بن عبد الواحد البركات
    التعديل الأخير تم 08-23-2010 الساعة 01:00 AM

  5. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله

    هذه بداية في الرد على هذا الكتاب وأسأل الله أن ييسر الوقت لتمامه
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=15016
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-12-2010, 08:29 PM
  2. رد المجهول عن الخوض في حياة الرسول !!
    بواسطة حسام الدين حامد في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-18-2008, 09:20 PM
  3. رد المجهول عن الخوض في حياة الرسول !!
    بواسطة حسام الدين حامد في المنتدى حسام الدين حامد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-10-2008, 09:59 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء