المحترم / داروين
السلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاتهرداً على ما ذكرت اسمح لى أن أبين عدة أمور.
سيدى الفاضل :المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Darwin
أولاً : رداً على زعمك أن إسناد الحديث متصل أقول :
الإمام البخارى وهو أمير المؤمنين وتوفى عام 256هـ فى الحديث يقول كما فى كتابه "التاريخ الكبير" (5/159) ، وكما نقله عنه الحافظ المزى فى كتاب "تهذيب الكمال" يقول : "لا يعلم لابن عميرة سماع من الأحنف". وأنت تصر وتكابر وتقول أن الحديث إسناده متصل.
أنت يا سيدى لا تستطيع أن تناقش طبيب حديث التخرج إذا كتب لك روشتة لعلاج مرض معين ثم تأتى لتحاججنا نحن فى علم حديثنا الذين هو عصب ديننا . اتق الله ، أتريد منى أن أطرح كلام البخارى وأصدقك أنت !!؟؟ أنت إذن تدخل فى معركة خاسرة بنسبة 100% . وحالك كمن يضرب الجبل برأسه فلا الجبل تكسر ولكن رأسه تهشم.
أنا لا أقلل من شأنك ولا من شأن من عنده ولو مسحة من علم ، فهذه كلها منح من الله يعطيها من يشاء ، ويمنعها عمن شاء ، مصداق قوله تعالى : (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) .المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Darwin
ولكن عندما نأتى إلى أرض الواقع فأقول لك : إذا كنت تعرف - حقاً - الفرق بين الحديث الصحيح والحسن والضعيف فسوف توفر علينا الكثير من الكلام ولن تجادل فى صحة هذا الحديث بعدما أورده لك من براهين ساطعة وأدلة دامغة على ضعف هذا الحديث وسقوط الاحتجاج به.
المحترم / داروينالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة Darwin
ذكرت لى مسبقاً أنك على علم بعلم الحديث وهنا كلامك يثبت غير ذلك.
أنا لم أذكر الأوعال خاصة ً ولكن الحديث مشهور بهذا الاسم لأنه الحديث الوحيد الذى ذكر فيه الأوعال ، كأن نقول مثلاً حديث ذى اليدين أو حديث ذى الخويصرة التميمى أو حديث ذى الثدية أو حديث النية وهكذا ... كلها إطلاقات أطلقت على أحاديث معينة لاششتهارها بها.
فعندما يسقط الاحتجاج بحديث الأوعال فسوف يسقط - بديهياً - كل شئ تفرد ذكره فى هذا الحديث على وجه الخصوص. والمسافات المذكورة لم توجد فى غير هذا الحديث.
ارجو أن يكون كلامى واضح ، فأنا أحدث رجل ذا علم.
للمرة الثانية تثبت لى بالدليل القاطع عدم درايتك بعلم الحديث.المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Darwin
يا سيدى /
أمة الإسلام هى أمة الإسناد ، والإسناد من خصائص هذه الأمة ، والإسناد - كما قال علماؤنا - من الدين.
ونحن عندما نحكم على حديث نحكم عليه - ابتداءً - بناءً على إسناده وليس على ما جاء به. فإذا ثبت لنا الحديث فنحن نؤمن بكل ما جاء به جملة وتفصيلاً وهو مقدم على عقولنا لأنك تتفق معى أن لا أحد يستطيع عقله أن يدرك كل شئ فى الكون حتى أنت يا سيد داروين.
وحتى لا أطيل عليك فهذه تأكيدات أخرى تبين لك ضعف (حديث الأوعال).
الحديث انفرد به سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب.
وسبق أن ذكرت لك أن البخارى رحمه الله ذكر فى تاريخه الكبير (5/159) أنه لا يعلم سماع لابن عميرة من الأحنف.
وليس هذا كل شئ ولكن الحديث - حتى ولو كان متصل الإسناد - فهو ضعيف أيضاً وذلك لضعف رواة إسناده.
وفى هذا الإسناد راويان ضعيفان هما : عبد الله بن عميرة ، وسماك بن حرب.
ولكنى فى المرة السابقة اكتفيت بالكلام على انقطاع السند ذلك أن الضعف الناجم عن الانقطاع أشد من الضعف الناجم عن ضعف الرواة من ناحية الضبط (الحفظ) ولكنى هنا أزيد الأمور توضيحاً.
قلت أن الحديث انفرد به سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب.
قال الحافظ المزى فى تهذيب الكمال عن عبد الله بن عميرة : "قال البخارى : و لا يعلم له سماع من الأحنف".
وقال الحافظ بن حجر فى تهذيب التهذيب : "و قال مسلم فى " الوحدان " : تفرد سماك بالرواية عنه . وقال إبراهيم الحربى : لا أعرفه".
قلت : عبد الله بن عميرة لم يوثقه معتبر ولم يرو عنه غير واحد فقط ، إذن فى حكم علماء الحديث هو مجهول العين ، ولكن عينه معروفة ، فهو إذن مجهول الحال ، ولذا أشار إليه الحافظ ابن حجر فى تهذيب التهذيب بقوله : "مقبول" ولو أنك من رجال علم الحديث لعلمت معنى أن يقول الحافظ ابن حجر عن راوٍ ما أنه "مقبول" ولعلمك فمن يرمز له الحافظ بهذا اللفظ يدل على أنه مجهول الحال ، ولكن يقبل حديثه فى المتابعات والشواهد ، وحديث مجهول الحال يعتبر حديث ضعيف.
أما عن سماك بن حرب الذى يروى الحديث عن عبد الله بن عميرة.
فأنا أدعوك لتقرأ أقوال العلماء فيه
"قال المزى فى "تهذيب الكمال" :
عن أحمد بن حنبل : مضطرب الحديث ... و كان شعبة يضعفه ... و قال أبو بكر بن أبى خيثمة : سمعت يحيى بن معين سئل عن سماك بن حرب ما الذى عابه ؟ قال : أسند أحاديث لم يسندها غيره ... وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى : يقولون إنه كان يغلط ، و يختلفون فى حديثه .و قال أحمد بن عبد الله العجلى : سماك بن حرب بكرى جائز الحديث ، إلا أنه كان فى حديث عكرمة ربما وصل الشىء عن ابن عباس ، و ربما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . و إنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس و كان الثورى يضعفه بعض الضعف ، و كان جائز الحديث لم يترك حديثه أحد و لم يرغب عنه أحد ، ... عن ابن المبارك : سماك ضعيف فى الحديث ... و قال صالح بن محمد البغدادى : يضعف ... و قال السنائى : ليس به بأس ، و فى حديثه شىء ... و قال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : فى حديثه لين"
وقال الحافظ ابن حجر فى "تهذيب التهذيب" 4/234 :
... أما سماك بن حرب فالمعروف عن الثورى أنه ضعفه ... و قال ابن حبان فى " الثقات " : يخطىء كثيرا ... و قال النسائى : كان ربما لقن ، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يلقن فيتلقن".
قلت : وحديثنا هذا قد انفرد به سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب ، ولما ثبت من ضعفه بناءً على أقوال 12 عالماً من علماء الحديث منهم أثبت علماء الجرح والتعديل كأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعبد الله بن المبارك والنسائى والثورى أتريدنا أن ترك هؤلاء جميعاً ونصدقك أنت !!!!؟؟؟
يا سيدى / نصيحة لوجه الله تعالى ، لا تكابر ولا تدخل فى غير فنك الحديث ساقط جملة وتفصيلاً ، ولسنا مطالبين بالرد على أى شبهة فيه.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشرح صدرك للإسلام ، ويزيل عنك ما ألقاه الشيطان فى قلبك إنه يدعو أولياءه أن يكونوا من أصحاب السعير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.
أبو جهاد الأنصاري
Gehad825@yahoo.com
Bookmarks