المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الجلباب
الحقيقة الموضوع شبه منتهٍ .. مِن قبل أن يبدأ!!
نعم هو -صلى الله عليه وسلم- أشرف الخلق أجمعين!
والدليل هو
الاستقراء لجميع ما جاءت به الأدلة في وصفه صلى الله عليه وسلم، مما يتضمن معنى الشرف أو يستلزمه أو يطابقه .. كما قال الأفاضل.
ما ظنكم يا كرام عندما ينزل من السماء المَلَك الكريم الموكل بالوحي، على خاتم الأنبياء والمرسلين و(سيّد ولد آدم) أجمعين فيقول له:
((
يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ماشئت فإنك مجزي به، و اعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس )) "صحيح الجامع".
فما ظنكم بما يفعله صاحب المقام المحمود، والخُلُق العظيم؟!
كيف يكون قيامه لليل بعد هذا الحدث الجليل والكلام الجميل الذي أخبره به جبريل -عليه السلام-؟ وهو -صلى الله عليه وسلم- يعلم يقينا أنه أولى بكل جميل! .. وهو الذي قال عنه رب العزة جل جلاله في محكم آياته: ((
وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ))!!.
فإن كان الشرف خُلُقا؛ فمَن أحق الناس بالدرجة العظمى فيه مِن محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-؟!
وهو صلى الله عليه وسلم صاحب الدرجات العُلا في كل خُلق جميل بنص القرآن الكريم!.
وإن كان شرف المؤمن قيامه بالليل (بنص الحديث الشريف!) على لسان سيدنا جبريل -عليه السلام- الموكل بالوحي، فإن محمد صلى الله عليه وسلم، هو الذي خاطبه ربه قائلا:
((
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ))!
ماذا؟!
((
قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا))!
سبحان الله.. الليل كله! .. إلا قليلا!
فمَن للأفضلية في الشرف بعده؛ إن كان ((شرف المؤمن قيامه بالليل))؟!
وهو إمام المؤمنين!
((
نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا))!
فما كان منه صلى الله عليه وسلم -بأبي هو وأمي- إلا أن
قام من الليل حتى تورَّمت قدماه!
قام حتى تورمت قدماه -صلى الله عليه وسلم- حتى يستحق بجداره هذا اللقب (أشرف خلق الله)!
وكيف لا يفعل ذلك، وهو الذي خاطبه ربه تعالى قائلا: ((وَمِنَ اللَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ
مَقَامًا مَحْمُودًا )).
والمقام المحمود مقام لا ينبغي إلا لشخص واحد، مقام ((يحمده عليه أهل الجمع كلهم)) صحيح البخاري - يغبطه عليه الأولون والآخرون.
((ما يزال الرجل يسأل الناس ، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم، وقال: إن الشمس تدنو يوم القيامة، حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسى، ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم. وزاد عبد الله: حدثني الليث: حدثني ابن أبي جعفر:
فيشفع ليقضي بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب، فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا، يحمده أهل الجمع كلهم)) صحيح البخاري.
أي أن الأمر جاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتهجد من الليل .. حتى يبلغ من الشرف ذروته!!
فقام -صلى الله عليه وسلم- من الليل حتى تورَّمت قدماه، وحتى نال هذا الشرف العظيم (أشرف خلق الله)، و"تهجد من الليل" حتى نال المقام المحمود الذي يحمده عليه أهل الجمع كلهم يوم القيامة.
فمَن للأفضلية في الشرف بعده؟! .. ومن ذا الذي يسامي قدرَه؟!
صلى الله عليه وسلم.
Bookmarks