الزميل أبو مريم،
دعك من تفاصيل الدفاع ومواضيعها، ولنركز على الإسلام ومرتكزاته،
ألا ترى أن مذهبًا بهذا الوزن وهذا الأثر على اًلإسلام، قد أخطأ -على حد اعترافك- في قضية أساسية ألا وهي القرآن؟
فكيف لنا أن نثق بغيره إن كانت هناك أخطاء فعلاً؟؟
ثم من أو ما هي الجهة الممثلة لإجماع الأمة؟؟
أولا لا معنى لقولك له أثر على الإسلام فالإسلام لا يتأثر باجتهادات المنتسبين إليه وحتى تتضح لديك المسألة الإسلام هو دين الله تعالى الذى جاء به القرآن والسنة وهذه هى الحقيقة لدينا أما ما يدور حولهما من اجتهادات الفقهاء وغيرهم فهى مجرد محاولات للوصول لتلك الحقيقة قد يصيب صاحبها وقد يخطئ لأسباب تتعلق بالمنهج والقدرة على تطبيقه وبحدة القرائح وكلالها وربما لأسباب أخرى غير ذلك لا نطيل بذكرها .
وعليه فلا يضير الحقيقة ولا يطعن فيها ما وقع من خلاف حولها كما لا يجب على الله تعالى كما زعمت أت فى مشاركة سابقة أن يعصم أذهان الناس وضمائرهم أو يجعلهم جميعا أنبياء أو ملائكة .
أما كيف وقع فقهاء بهذا الوزن فى خطأ كهذا أقو لك هذا لا يعنينى وقد كررت لك ذلك مرارا وأنا لست مالكيا وحتى لو كنت مالكيا فلن أدافع عن مذهب المالكية طالما رأيته مخالفا لدليل خاصة وأنا أحاور ملحدا .
نحن أيها الزميل نتحدث عن الدليل بغض النظر عن الأشخاص فلو كنت ترى فى مذهب المالكية صوابا فوضحه ودافع عنه وأنا أجيبك بالدليل أيضا وهكذا فى جميع المناقشات عليك أن تنظر إلى ما آتى به من أدلة بغض النظر عن أصحابها وليكن العقل هو الحكم بيننا .
أما قولك كيف نثق بغيرهم فأنا أقول لك لا تثق بهم ولا بغيرهم بل ثق بمن معه الدليل فقط حتى ولو كان شخصا واحدا لا يعبأ به أحد ، وكما قلت لك مرارا لا تعرف الحق بالرجال ولكن اعرف الحق تعرف أهله .
على أننى لو أردت الدفاع عن المالكية لفعلت فأنت أصلا قد هولت من أمر الخلاف وجعلته خلافا حول القرآن بهذا الإطلاق والتهويل وليس حول حكم الجهر بالبسملة فى الصلاة ولكن لكل مقام مقال .
اما قولك وما الجهة الممثلة للإجماع ؟ فيبدو من خلال هذا السؤال أنك ضعيف الصلة بالعلوم الشرعية ولا أدرى كيف صرت مناظرا حولها وقد ذكرتنى ببعض طلبة العلم عندما بدأنا دراسة المنطق بدأ هو بدراسته من خلال الرد على المنطقيين ونقد المنطق لابن تيمية وصون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام للسيوطى !!
لا يا عزيزى إذا كنت غير ملما بالعلوم الشرعية لهذا الحد والذى يجعلك تسأل سؤال كهذا فعليك أن تبدأ بدراستها من منابعها وحيث يراها أصحابها وليس من نافذة الناقدين لها خاصة إن تميزوا بالحقد والجهل أيضا كالذى يطلب الوجود من العدم والحياة من الموت .
لا يوجد شىء اسمه جهات ممثلة للإجماع فالإجماع هو :
(( اتفاق أمه محمد صلى الله عليه وسلم خاصة على أمر من الأمور الدينية )) (المستصفى 1/181)
يعنى لو وقع الاتفاق على أمر من الأمور الدينية فى عصر الصحابة رضوان الله عليهم انعقد الإجماع ولا يخرقه مخالفة من أتى بعدهم وقد انعقد إجماع الصحابة الكرام على أن ما بين دفتى المصحف هو القرآن وقد كانوا حريصين على ذلك كل الحرص حتى إنهم لم يضعوا أرقام الآيات ولا ما يحتاج إليه كالتعاشير وعلامات الوقف والسجدات وغيرها خشية أن يختلط القرآن بغيره فكيف يضعون جملة كاملة دون أن تكون من القرآن ولم يحدث أن وضعوا ولو رقما -أقول رقما وليس كلمة ليس من القرآن- ضمن رسم المصحف مع الحاجة إليه ؟!
السؤال والاعتراض واضح وهو تكرار الوصف بهذا الشكل وفصله كآية منفصلة.
ومن وضع الاعتراض هم علماء المسلمون الذين يحاججوننا ببلاغة القرآن وليس موقع الكلمة المسيحي أو منبر اللادينيين مثلاً.
تحياتي.
لا طبعا لا يوجد شىء واضح كما تدعى وليس مما يعرف به القرآن من عدمه ما تزعمه هنا من العرض على قواعد البلاغة فهذا ليس من الطرق المتبعة أما أنه قول بعض العلماء فمن هم يا ترى وما هى أسماؤهم وما هو حجمهم فيما يتعلق بعلوم البلاغة ولماذا لا تفترض أن هذا القول مما نسبه غليه خصومهم لتهوين مذهبهم وتضعيف حجتهم طالما أنك لم تأت بالكلام من مصادرهم وتعرف من هو صاحبه على الحقيقة ؟!
وعلى كل حال ليس كل من برع فى علم برع فى غيره وحسبك أن أضرب لك مثالا فهذا الإمام الغزالى على جلالة قدرة كان ضعيفا جدا فى علم الحديث بحيث لا يمكن أن تقارنه فيه بطالب علم وقد قرأت كتابا فى البلاغة لابن القيم اسمه "الفوائد المشوق إلى علوم القرآن والبيان" وهو من أعظم كتبه فرأيته يعتمد اعتمادا كليا على ما ينقله عن الجرجانى الأشعرى والسكاكى وبشر ابن المعتمر وغيره من المعتزلة رغم معارضته الشديدة لهم ورغم كونه ممن لا يشق له غبار فى علوم اللغة ولكن لكل علم أساطينه ولا ينبغى تجاوزهم وعلم البلاغة هو المسمى بالنحو العالى يعنى ليس مجرد علم بسيط قريب التناول يخوض فيه كل أحد كما تفعل أنت الآن ولا أظنك تقرأ أو حتى تسمع عن أى مرجع من مراجع هذا العلم ولو رجعت إلى بعضها لعلمت تفاهة ما تذكره أنت هنا وقد تكررت أية (فبأى آلاء ربكما تكذبان) أكثر من ثلاثين مرة فى سورة الرحمن وهى من أروع سور القرآن بلاغة ، وللتكرار أغراض بلاغية لا يحصيها أولو العلم بهذا الفن وإن أحصاها من هم دونهم أما من لا ناقة له ولا جمل فلا يعرف منها غرضا واحدا .
فهل لا زلت مصرا على التشبث بقول لا دليل عليه مع جهلك بصاحبه وقاعدة لا تدرى من أين أتيت بها ؟!
التعديل الأخير تم 08-18-2005 الساعة 03:00 AM
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
Bookmarks