أتذكر قرأت كلام ل Oliver Sacks يعلق على كلام المتفلسف دانييل دينيت حول الوعي و التوهم يقول "ان ما قاله دانييت لا يفهمه الا دانييت نفسه" و بمعنى آخر فان كلامه هذا عن الوعي مجرد هوى و ابداء رأي لا معنى له, فهواة "خالف تعرف" يحاولون خطاب جمهور يحب "خالف تعرف" و لا يحب فكرة الكنيسة يوم الاحد, الالتزامات التي يطالبها الدين, فلذلك هم بحاجة لمن يعبدونه عندما يغيب المعبود بالحق و هو الله, يصنعون معبودات أخرى من هواهم و من اللاعبين و الفنانين و لكن أحيانا يحتاجون أيضا لنوع من "المفكر" لكي يرفعوا من معنوياتهم و حتى لا يعتقدوا بأنهم أغبياء يرفضون الدين لأنهم جهلاء, فهنا لابد و أن تتدخل جهات معينة لتمويل هؤلاء المتفلسفين و تشجيعهم و كذلك نشر الأكاذيب لخدمة الايدولوجية و سيطرة الرأسمالية بنشر مثل تلك الأفكار من جهة لكن بدون ان تصب في مصلحة الملاحدة المعادين للرأسمالية من جهة و من جهة أخرى ضرب هؤلاء بدين لكن لازم يكون الدين أفيون الشعوب و ليس دين ثوري و هكذا تعيش الرأسمالية في ظل الفوضى و الانشقاقات و ما الديموقراطية إلا وسيلة للحفاظ على سيطرتها, و هكذا كذبوا كذبتهم و جعلوا من فكرة تطور الانسان من خلية ثم حشرات ثم حيوانات .. الخ, نظرية علمية, بينما هي ليست حتى بتخمين و لا فرضية, فكيف نظرية؟؟؟؟؟؟
هؤلاء يتركون حقائق كبرى ليست محط نقاش و جدال منها
- استحالة تطور الأنظمة الموجودة الآن في الكون و في الأرض عشوائيا بدون مسير لأن احتمال حصول ذلك ضعيف جدا جدا و هو مستحيل عمليا.
- حقيقة احتياج الانسان الى الايمان برب و معبود لأنها فطرة لذلك أغلبية الثقافات تؤمن حتى لو اختلفت التصورات نتيجة الجهل و عوامل أخرى, و حتى الذين هم ليسوا كذلك يصنعون من هواهم و من مثقفين و فنانين آلهة لملئ الفراغ.
- فاقد الشيء لا يعطية و لا ينزعه لأنه لا يملكه أو غير قادر على ايجاده, فالخلية لها تركيب معين لا تعرف القيم و لا الارادة, فهل يمكن أن تميز بين الخير و الشر؟ ممكن لكن بالكم لا الكيف, يعني ممكن تكون هناك اختلافات في تعامل خلايا عصبية مع موضوع نطلق عليه اسم "جميل" أو "خير" من حيث الكم أي لنفترض أن 1 بليون خلية عصبية تنشط و تمر فيها الاشارات التي تفرز "جميل" بينما المعالجة المخية التي تفرز "القبيح" 1 بليون خلية - 100 خلية مثلا, فأي معنى لهذا الكم و الكيف في معالجة الاشارات؟ لا معنى, لا معنى يعني لا خير و لا شر, لا قبيح و لا جميل, لكن هذا يخالف الواقع .. و إذا رجعنا لأول خلية فيمكن أن نقول افتراضا أنها كانت خلية وحيدة لكن من علمها بوجود واقع تحتاج فيه لعين و بصر و زوج(ة) لتتكاثر و و و ؟؟
يعني هؤلاء الذين يلعبون في الخوض و يخرصون إن هم إلا يظنون, يتركون حقائق كبرى و يبحثون عن الايمان في اشياء أهون من بيت العنكبوت, يعني حتى أقوى نظرية علمية من حيث الاستدلال و امتلاك المعطيات المجربة, هي خاضعة للنقد و التجديد, فكيف بتخمينات و خرافات و فرضيات و نظريات جديدة ؟؟؟؟؟ مع العلم ان هذه النظريات شيء و توظيفها في الفكر شيء آخر, فأنا ممكن أعتبر تخمين تطور الكائنات الحية من خلية و أصل مشترك حيقية مثل حقيقة "فاقد الشيء لا يعطيه" و مع ذلك لن تكون هذه الحقيقة جوابا على سؤالي: من أوجدني .. بل ربما قد تكون جوابا على السؤال "كيف أوجدني من أوجدني" ... ففرق كبير جدا بين فكرة و توظيف هذه الفكرة في الفكر ... هذا ليس مهم الى هذا الحد, لكن الأهم أنهم يتركون حقائق كبرى و يوظفون أفكارا قابلة للتوظيف في اتجاهين معاكسين ... إن لم يكن هذا غباءا و استحمار فما الغباء و الاستحمار إذن؟؟
التعديل الأخير تم 12-24-2009 الساعة 12:19 AM
الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!
Bookmarks