بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين وخاتم الأنبياء ورضي الله عن زوجاته وال بيته وأصحابه أجمعين .
إن المتابع للساحة الإعلامية اليوم يرى أن المداهب الإلحادية الباطنية والفرق العلمانية الكفرية على اختلاف مسمياتها في نقدها للشرع الإسلامي تنطلق من علم جليل به نميز بين ما قال رسولنا الكريم مما هو مكدوب عليه صلوات ربي عليه لدلك أرتأيت أن أضع خلاصة بسيطة من إجتهاد أحد الإخوة وسبق أن نشرت على الفيس بوك لتعريف علم الجرح والتعديل وضرورته الماسة خصوصا انه علم تتميز به الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم وهو فخر لنا نعتز به ونترضى به على علمائنا الأجلاء خصوصا منهم المحدثين الدين أفنوا عمرهم في خدمة سنة روسول الله رفع الله قدرهم في الدنيا والأخرة وبيض الله وجوههم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .
وتعريف الجرح: الجرح في اللغة مشتق من جرحه يجرحه جرحا، بمعنى أثر فيه بالسلاح، والجراحة اسم الضربة أو الطعنة.، ويقال: جرح الحاكم الشاهد إذا عثر منه على ما تسقط به عدالته، من كذب وغيره. وهو في اصطلاح المحدثين: الطعن في رواة الحديث بما يسلب عدالتهم،أو ضبطهم. وقيل: ه...و وصف متى التحق بالراوي، والشاهد سقط الاعتبار بقوله، وبطل العمل به. = تعريف التعديل: التعديل: مصدر عدل، فهو: عدل، قال في اللسان: العدالة ما قام في النفوس أنه مستقيم وهو ضد الجور، والعدل من الناس المرضي. والعدالة في اصطلاح المحدثين: وصف متى التحق بالراوي والشاهد اعتبر قولهما وأخذ به. وهي عبارة عن خمسة أمور، واعتبرها البعض شروطا، متى تحققت في الرجل كان عدلا، أو يقال: لابد من تحققها في العدل، وهي: 1- الإسلام. 2- البلوغ. 3- العقل. 4- التقوى، وهي:اجتناب الكبائر،وترك الإصرار على الصغائر. 5- الاتصاف بالمروءة قال الحاكم:أصل عدالة المحدث أن يكون مسلماً لا يدعو إلى بدعة ولا يعلن من أنواع المعاصي ما تسقط عدالته، فإن كان مع ذلك حافظاً لحديثه فهي أرفع درجات المحدثين. وقال الغزالي: العدالة في الرواية والشهادة عبارة عن استقامة السيرة في الدين، ويرجع حاصلها إلى هيئة راسخة في النفس على ملازمة التقوى والمروءة جميعا، حتى تحصل ثقة النفوس بصدقه. أما علم الجرح والتعديل،فهو: علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة وعن مراتب تلك الألفاظ.
أهمية علم الجرح والتعديل
علم الجرح والتعديل هو أحد أنواع العلوم المتعلقة بالرواة: وهذا العلم يعد من الأهمية بمكان؛ ذلك أن الغرض من معرفته حفظ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. فمن أهميته: إجماع أهل العلم على أنه لا يقبل إلا خبر العدل، كما أنه لا تقبل إلا شهادة العدل؛ لذلك كان السؤال عن المخبر من ...أهل العلم والمعرفة واجباً محتماً. وإذا كان معرفة أحوال الرواة من أوجب الواجبات لحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن بيان حال من عرف بالضعف أو الكذب، وكذا من عرف الضبط والعدالة من ذلك الواجب أيضاً؛ ليعرف الناس حقيقة أمر من نقل حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأمة. وهذا الاهتمام بالرواة، وهو ما يعرف بالاهتمام بالإسناد، وهو ما يتردد على ألسنة كثير من المحدثين بقولهم: الإسناد، وفضائل الإسناد، وأهمية الإسناد، والإسناد من خصائص الأمة المحمدية، ونحو ذلك. والإسناد من خصائص هذه الأمة، ليست لغيرها من الأمم. قال ابن حزم: ((نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الاتصال، خص الله به المسلمين دون سائر الملل، وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود ولكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه وسلم، بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصراً، وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه)). قال: ((وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق فقط، وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب، أو مجهول العين، فكثير في نقل اليهود والنصاري)). قال: ((وأما أقوال الصحابة والتابعين فلا يمكن لليهود أن يبلغوا إلى صاحب نبي أصلاً، ولا إلى تابع له، ولا يمكن للنصاري أن يصلوا إلى أعلى من شمعون وبولص)). من دلائل اهتمام هذه الأمة بالإسناد، ورجال الإسناد، ما يلي: = قال محمد بن سيرين: " الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". = روى مسلم أيضا عن مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ". = عَنْ ابْنِ سِيرِينَ أيضا قَالَ: لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنْ الْإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتْ الْفِتْنَةُ قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ، فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ، وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلَا يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ. = عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَدْرَكْتُ بِالْمَدِينَةِ مِائَةً كُلُّهُمْ مَأْمُونٌ، مَا يُؤْخَذُ عَنْهُمْ الْحَدِيثُ، يُقَالُ: لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ. = عن عبد الله بن المبارك قال: بيننا وبين القوم قوائم، يعني: الإسناد. = أخرج الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي بكر بن محمد قال: بلغني: بلغني أن الله خص هذه الأمة بثلاثة أشياء، لم يعطها من قبلها من الأمم: الإسناد، والأنساب والإعراب". وبنحو هذا المعنى أيضا أسند السيوطي إلى أبي علي الجياني. = وأخرج ابن حبان عن سفيان الثوري، قال: "الإسناد سلاح المؤمن، إذا لم يكن معه سلاح، فبأي شيء يقاتل؟). وأخرج بإسناده أيضا إلى شعبة بن الحجاج، قال: كل حديث ليس فيه حدثنا، أو أخبرنا، فهو مثل الرجل بفلاة، معه البعير ليس لها خطام. = قال ابن حزم:" نقل الثقة عن الثقة، يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الاتصال، نقل خص الله به المسلمين دون سائر أهل الملل كلها...... وأما مع الإرسال والإعضال، فمن هذا النوع كثير من نقل اليهود، بل هو أعلى ما عندهم، إلا أنهم لا يقربون فيه من موسى عليه السلام كقربنا في من محمد صلى الله عليه وسلم. = قال: وأما النصارى فليس عندهم من صفة هذا النقل إلا تحريم الطلاق وحده فقط على أن مخرجه من كذاب قد صح كذبه، ثم قال: وأما النقل بالطريق المشتملة على كذاب، أو مجهول العين فكثير في نقل اليهود والنصارى. = قال أبو عبد الله الحاكم: لولا الإسناد، وطلب هذه الأمة له، وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام، ولتمكن أهل الإلحاد منه والبدع منه بوضع الأحاديث، وقلب الأسانيد، فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا.
هدا ما في جعبت أخيكم سعد وأتمنى من طلبت العلم والإخوة أن يصححوا لي ما أخطأت فيه فما كان فيه من خطأ فمن نفسي واللشيطان والله ورسوله منه بريء .
قال ابن دقيق العيد رحمه الله : أعراضُ المسلمين حُفْرَةٌ من حُفَرِ النار ، وقف على شَفِيرها طائفتان من الناس : المحدِّثون والحُكَّام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .