النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: دليل الاختراع والعناية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    646
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي دليل الاختراع والعناية

    من قوله تعالى :
    (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)

    إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ : توكيد في معرض بيان استحقاقه ، عز وجل ، وصف الربوبية العامة .
    الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا : إطناب بذكر أوصاف الربوبية على حد دليل الاختراع أو الإيجاد ، وهو أحد دليلي الربوبية بالاستقراء ، والإتيان بالموصول منزل منزلة التشويق إلى الوصف الذي دلت عليه الصلة ، إذ دلالة الموصول مجملة عقبت بالبيان ، وهو آكد في تقرير الوصف من الإتيان به صريحا فهو الذي خلق بكلماته الكونيات ، علة صدور هذا العالم على سبيل الفور ، على حد قوله تعالى : (وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ، فشاء التكوين قدرا نافذا ، فوقع كما أراد عقب الكلمة التكوينية ، فلا مبدل لكلماته ، واستوى على الوجه اللائق بجلاله ، فله من وصف العلو الخاص بالاستواء على العرش ما لا يحيط به العقل استدلالا أو كيفا ، إذ ذلك من صفات الكمال التي لا تثبت إلا بالخبر الصحيح الصريح ، وله من وصف العلو العام ما دل عليه العقل ، وإن لم يكن العمدة في باب الإلهيات ، فجاءت دلالته الصريحة موافقة لدلالة النص الصريحة ، فله جميع أوصاف العلو على حد الكمال المطلق : العلو الذاتي : فهو علي بذاته على خلقه ، علي بشأنه فلا يقدر أحد على مغالبته ، علي بقهره فهو الغالب على أمره القاهر فوق عباده قد قهرهم بأوصاف جلاله ، كما امتن عليهم بأوصاف جماله .

    والعلو الفعلي : بالاستواء على أعظم المخلوقات استواء الغني عن كل ما سواه ، فلا يفتقر إلى شيء من خلقه ، فاستوى على أعظم المخلوقات بأعظم الأوصاف على حد قوله تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) ، والاستواء بعد الخلق مئنة من تمام ملكه وتدبيره لكونه ، فخلق وعلا على عرشه بمشيئته ، فذلك من أوصاف الجلال ، ودبر الأرزاق والأقوات بمشيئته ، فذلك من أوصاف جماله ، وذلك : دليل العناية ، على حد قوله تعالى : (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) ، وكما قدر في الأرض ما تصلح به الأبدان ، قدر من الوحي ما تصلح به القلوب والألباب .

    فقوله تعالى : (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا) : دليل الاختراع والإبداع ، فقد خلق الأرض وأرسى فيها الجبال على غير مثال سابق .

    وقوله تعالى : (وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا) : دليل العناية .

    ودليل الاختراع والعناية من الأدلة التي قررها المتكلمون في أصول الدين ، كابن رشد الحفيد ، رحمه الله ، وهو دليل عقلي صريح تشهد له كثرة متكاثرة من نصوص التنزيل فمن ذلك :
    قوله تعالى : (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ) ، فقوله تعالى : (فاطر السماوات والأرض) : دليل الاختراع والإيجاد من عدم والإبداع على غير مثال سابق ، على حد أثر ابن عباس رضي الله عنهما : "كنت لا أدري ما فاطر السماوات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها ، أي ابتدأتها" . اهــ

    فهو ، جل وعلا ، بديع السماوات والأرض ، وتلك من أخص أوصاف ربوبيته ، عز وجل ، وإن لم تكن أخصها ، فتفرده بالخلق من العدم والإبداع على غير مثال سابق من أخص أوصاف ربوبيته ، وتفرده بالتدبير الكوني لخلقه من أخص أوصاف ربوبيته ، فلم يترك الخلق هملا ، وإنما قدر لهم ما يصلح أديانهم وأبدانهم ، كما تقدم ، وتفرده بمعاني الكمال المطلق من الغنى والقدرة النافذة والعلم المحيط ......... إلخ من أخص أوصاف ربوبيته .

    يقول ابن تيمية رحمه الله :

    "ومن أخص أوصاف الرب القدرة على الخلق والاختراع فليس ذلك لغيره أصلا ............. وأخص وصف الرب ليس هو صفة واحدة بل علمه بكل شيء من خصائصه وقدرته على كل شيء من خصائصه وخلقه لكل شيء من خصائصه" . اهـــ
    بتصرف من : "الرد على البكري" ، ص126_130 .

    وأما قوله : (وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ) : فهو دليل العناية : عناية الغني ، جل وعلا ، الذي لا يفتقر إلى سواه ، بالفقير الذي يحتاج من يطعمه ، فامتن الغني ، جل وعلا ، على الفقير ، بأسباب الحياة ، فقدر له ، كما تقدم في أكثر من موضع ، قوت الأبدان وقوت القلوب ، فذلك أمر يتكرر التنويه به بتكرار صور العناية الربانية بالعباد ، فثنائية الرب الغني والمربوب الفقير مظنة الإطناب في بيان صور ربوبية العناية في معرض بيان المنة الربانية السابغة ، وطباق السلب بين : "يُطْعِمُ" ، و : "وَلَا يُطْعَمُ" آكد في تقرير المعنى ، إذ الإثبات في معرض الوصف الفعلي المتعدي ، والنفي في معرض الوصف الذاتي اللازم ، فهو الذي يُطْعِم لكمال عنايته بخلقه ، ولا يُطْعَم لكمال غناه عنهم ، فلا يبلغ أحد نفعه ، تبارك وتعالى لينفعه ، فضلا عن دلالة الجناس الاشتقاقي بين صورتي الفعل : المبني لما سمي فاعله : "يُطْعِم" ، والمبني لما لم يسم فاعله "يُطْعَم" ، إمعانا في إثبات الوصف له على وجه التعيين والانفراد ، ففاعل الإطعام المثبت معلوم ، لا شريك له ، في أفعال ربوبيته : جلالا بمعاني العزة والقهر ، أو : جمالا بمعاني التدبير والرزق ، وفاعل الإطعام المنفي مجهول ، إرادة العموم ، فلا يطعمه أحد ، أيا كان ، ولا يمده أحد بأسباب البقاء والغنى والعزة ......... إلخ ، فغناه عن خلقه : مطلق ، فهو ذاتي لازم باعتبار الوصف ، بل فعلي متعد إليهم ، فهو المغني لغيره ، الممد له بأسباب البقاء ، فكل أوصاف الكمال في عباده منه على جهة الإيجاد والإمداد ، فأوجد الحياة فيهم وأمدهم بأسبابها ، وأوجد البقاء الأبدي فيهم في دار القرار وأمدهم بأسبابه ........... إلخ ، وفي المقابل : كل أوصاف الكمال الثابتة له : ذاتية لا تفتقر إلى سبب يوجدها من العدم ، فهي أزلية بأزلية الذات القدسية ، ولا إلى سبب يمدها بمعاني الكمال فله منها منتهى الكمال الذي لا يعتريه النقص بأي حال من الأحوال .

    وإنما خص الإطعام بالذكر لكونه من آكد صور الافتقار ، فنفيه من باب التنبيه بالأعلى على الأدنى ، فلا يفتقر إلى خلقه في شيء من وصف كماله الذاتي اللازم أو وصف كماله الفعلي المتعدي إلى غيره الذي به يدبر كونه على سبيل الانفراد فلا شريك له في وصف كماله ، ولا شريك له في أمره الكوني النافذ : (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) : فنفى استقلالهم بملك مثقال ذرة من الكون ، ونفى شركتهم ، بل ومظاهرتهم ، ففي السياق تدرج من نفي الأعلى إلى نفي الأدنى . فكل مسخر بأمره الكوني : تسخير المربوب المقهور لربه القاهر .
    وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ : إطناب في تقرير معاني ربوبية الجلال : ربوبية القهر والتسخير بالأمر الكوني النافذ .

    وفي قوله :
    أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ : تذييل لما تقدم من دليل الإيجاد والاختراع ، فنبه إلى ذلك بــ : "ألا" الاستفتاحية ، وقدم ما حقه التأخير حصرا وتوكيدا ، فضلا عما للام : "له" من معاني الاستحقاق والانفراد ، فله وحده ، عز وجل ، الخلق خصوصا ، إذ هو ، كما تقدم ، من آكد أوصاف الربوبية ، وهو من أمره الكوني ، والأمر : عموما ، فــ : "أل" جنسية استغراقية ، فهو مفرد الأوامر التكوينية التي تكون بها الأمور على حد قوله تعالى : (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) ، فالأولى : بمعنى المأمور المفعول ، والثانية : من الأمر الذي به يكون المأمور .

    ويقال من جهة أخرى : الخلق ، بمعنى المخلوق على حد قوله تعالى : (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) ، أي : مخلوقه ، يكون بالأمر ، فيكون العطف في : (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) من عطف السبب على مسبَِّبَه ، وذلك مما استدل به من رد مقالة خلق القرآن ، إذ هو من آحاد صفة كلامه ، عز وجل ، والأمر الذي يكون به الخلق من آحاد كلامه أيضا : فذاك شرعي ، وهذا كوني ، فلما عطف على الخلق علم أنه غير داخل فيه ، فهو غير مخلوق ، بل به توجد المخلوقات .

    قال قوام السنة رحمه الله :
    "قال الله عز وجل : (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ، وقال عز وجل : (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) فبان بقوله أن أمره غير خلقه وبأمره خلق ويخلق ، وقال عز وجل : (أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا)" . اهــ
    "الحجة في بيان المحجة" ، (1/228) .

    ويقال أيضا في معرض تقرير الألوهية الشارعة فرعا عن الربوبية الموجدة المدبرة :
    الخلق من أمره الكوني على جهة وقوعه بكلماته الكونية ، فلو زيد في عموم "أل" في : "الأمر" ليشمل الكلام الكوني والكلام الشرعي الحاكم الذي جاءت به النبوات ، لآل المعنى إلى كونه ، عز وجل ، الشارع الحاكم المستحق لتمام التأله بأفعال عباده ، ومن آكدها إجراء شرعه على الأفراد والجماعات في شتى مناحي الحياة ، فرعا عن كونه الخالق بالكلمات الكونيات النافذات ، فله الخلق ربوبية وله الأمر ألوهية .

    والشاهد من ذلك :
    أن دليل الاختراع والعناية ، كما سيأتي إن شاء الله ، في آيات أخر ، إن يسر الله ، عز وجل ، ذلك في مداخلات تالية ، لا يحصل المراد منه في ذاته ، بل هو مراد لغيره ، فجمهور العقلاء على الإقرار به ، على حد قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) وإن كابر منهم من كابر ، وعلى حد قول موسى لفرعون : (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) فهو مقدم أهل الجحود على مر العصور ، وعلى حد وصف أهل الجحود عموما : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ) ، فلا يكتمل معنى الربوبية إلا بضم معنى الألوهية إليه ، إذ هي لازمه الذي لا ينفك عنه ، ولذلك تذيل آيات دليل العناية والاختراع بآيات الأمر بالتأله والتذلل على جهة الاختيار ، فبعد هذه الآية : (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ، فالدعاء عبادة والنهي عن الإفساد : حكم شرعي تكليفي ، ولا يكون بيان ذلك إلا من طريق النبوات الهاديات ، إذ علومها أنفع العلوم ، وأعمالها أصلح الأعمال للقلوب والأبدان .

    فالألوهية تتضمن الربوبية وزيادة ، إذ مدار الربوبية على الخبر ، والألوهية تقتضي : تصديق الخبر عن الرب ، عز وجل ، ذاتا وأسماء وصفاتا وأفعالا ، وتزيد على ذلك : امتثال الحكم الشرعي فعلا للمأمور وتركا للمحظور .

    وهذا ما قصر المتكلمون في إثباته إذ حصروا معنى الشهادة في إثبات ربوبية الله ، عز وجل ، فصارت : لا إله إلا الله : لا قادر على الإيجاد إلا الله ، فاكتفوا بإثبات الملزوم فقط ، والصحيح أن معناها : لا معبود بحق إلا الله فرعا عن تفرده بالخلق والإيجاد ، فيثبت الملزوم ولازمه الذي هو مراد الله ، عز وجل ، من عباده ، فمن خلق وأوجد هو المستحق لكل صور العبادة سواء أكانت عبادات محضة كالشعائر ، أم معاملات ، أم سياسات ، أم سلوكيات وزهديات ......... إلخ .

    وكثير منا قد نحا نحو المتكلمين وإن لم يشعر بذلك ، فظن النجاة في الإقرار المجرد ، الذي هو تصديق الخبر ، دون أن يشفع ذلك بلازمه من امتثال الشرع سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات .

    وقوله تعالى : (تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) : تذييل آخر في معرض الثناء على الرب ، جل وعلا ، بأوصاف كماله ، فذلك ثناؤه على نفسه ، والعبد مكلف بالثناء عليه قدر استطاعته ، فلن يحصي ذلك ، فقد أثنى ، عز وجل ، على نفسه بما هو له أهل من الكمال المطلق ، فلا يضره أن قدح في ذلك من قدح من ملاحدة الأمم ، فهو الرب المنفرد بالكمال ، وإن كفر به أهل الأرض جميعا ، وإنما يثني عليه من يثني طلبا للنجاة ، فــ : (فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) . فلن ينفع العبد ربه ، عز وجل ، وإنما الرب ، جل وعلا ، هو الذي نفع عبده لما أوجده واستخلفه على جهة الابتلاء ، وأيده بروح الوحي ، فبعث الأنبياء بأصدق الأخبار وأعدل الأحكام ، لتتم نعمته الكونية السابغة على عباده بصلاح الدين والدنيا .

    المصدر :
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=48633

    يتبع ..
    التعديل الأخير تم 01-26-2010 الساعة 01:36 AM
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    646
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ومن أدلة الاختراع والعناية :

    قوله تعالى : (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى)

    فأعطى كل شيء من خلقه : الخلق الملائم له ، فالخلق هنا بمعنى المصدر .

    وقد يخرج على معنى المخلوق إذا نظر إلى آحاد المخلوقات على جهة التناسب والملائمة فيؤول المعنى إلى : أعطى كل مخلوق المخلوق الملائم له ، وذلك ينصرف ابتداء إلى معنى الزوجية ، فأعطى كل زوج نظيره الملائم ، فلذكر الإنسان أنثاه ، ولذكر الفرس أنثاه ............... إلخ .
    وقد يخرج على الصورة المخلوقة لكل شيء ، فأعطى كل شيء صورة مخلوقة تلائم ما خلق من أجله ، فأعطى العين صورتها الملائمة للإبصار ، وأعطى القدم صورتها الملائمة للمشي .............. إلخ ، فلا تستعمل العين محل القدم ، ولا تستعمل القدم محل العين .

    وفي الشرعيات : أعطى كل زمن من العبادات ما يلائمه ، فلكل وقت واجبه ، والموفق من عرف واجب وقته فاشتغل بتحصيله فلم تشغله نافلة عن فريضة ، أو فرض كفاية عن فرض عين كما يقع لكثير منا لقصور في الفقه وتلبيس من الشيطان يصرف به الإنسان عن الفاضل إلى المفضول ، فإن لم يقدر على صرف العبد عن الطاعة إلى المعصية ، صرفه عنها إلى فضول المباحات ، فإن لم يقدر صرفه عنها إلى طاعة أدنى ، فينال منه ولو بصرفه عن الفاضل إلى المفضول .

    يقول ابن تيمية ، رحمه الله ، في معرض بيان اختلاف التنوع في أدعية الاستفتاح في الصلاة :
    "وَأَيْضًا فَلِكُلِّ اسْتِفْتَاحٍ حَاجَةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ فَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنُ بِحَظِّهِ مِنْ كُلِّ ذِكْرٍ . وَأَيْضًا فَقَدْ يَحْتَاجُ الْإِنْسَانُ إلَى الْمَفْضُولِ وَلَا يَكْفِيهِ الْفَاضِلُ . كَمَا فِي : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } فَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ؛ أَيْ يَحْصُلُ لِصَاحِبِهَا مِنْ الْأَجْرِ مَا يَعْدِلُ ثَوَابَ ثُلُثِ الْقُرْآنِ فِي الْقَدْرِ لَا فِي الصِّفَةِ فَإِنَّ مَا فِي الْقُرْآنِ مِنْ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالْقَصَصِ وَالْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ لَا يُغْنِي عَنْهُ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } وَلَيْسَ أَجْرُهَا مِنْ جِنْسِ أَجْرِهَا وَإِنْ كَانَ جِنْسُ أَجْرِ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } أَفْضَلُ فَقَدْ يُحْتَاجُ إلَى الْمَفْضُولِ حَيْثُ لَا يُغْنِي الْفَاضِلُ . كَمَا يَحْتَاجُ الْإِنْسَانُ إلَى رِجْلِهِ حَيْثُ لَا تُغْنِي عَنْهَا عَيْنُهُ . وَكَذَلِكَ الْمَخْلُوقَاتُ لِكُلِّ مَخْلُوقٍ حِكْمَةُ خُلِقَ لِأَجْلِهَا فَكَذَلِكَ الْعِبَادَاتُ . فَجَمِيعُ مَا شَرَعَهُ الرَّسُولُ لَهُ حِكْمَةٌ وَمَقْصُودٌ يُنْتَفَعُ بِهِ فِي مَقْصُودِهِ فَلَا يُهْمَلُ مَا شَرَعَهُ مِنْ الْمُسْتَحَبَّاتِ" . اهــ

    وخرجه بعض أهل العلم على التقديم والتأخير على تأويل : أعطى خلقه كل شيء ، و : "كل" بحسب ما تضاف إليه ، على حد قوله تعالى : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) ، أي : مما يؤتاه الملوك ، فلم تعط ملك سليمان عليه السلام بداهة فذلك من العام الذي أريد به الخاص كما قرر البلاغيون ، فأعطى خلقه كل شيء يحتاجون إليه لتستقيم حياتهم . فنبه بقوله : "خلقه" على : دلالة الاختراع فهم خلقه الذي أبدعه ابتداء ، فمن عليه بإيجاده ، ثم أعطاه كل شيء من الأسباب على حد العناية به فتلك : دلالة العناية .

    والأظهر أن الشطر الأول من الآية : دليل على الاختراع ، والشطر الثاني : دليل على العناية ، فلم يخلقه ويتركه هملا كما زعم ضلال الفلاسفة الحائرون في الإلهيات ، بل أمده بأسباب الهداية الكونية والشرعية ، فهداه ، كما تقدم ، إلى أسباب بقاء نوعه ، فالغذاء الخارج من الأرض يقتات به بدنه ، والدواء يذهب به عطبه ، على حد قوله تعالى : (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ، والتكاثر يحفظ به نوعه على حد قوله تعالى : (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) ، وهداه ، وتلك الهداية الأعظم إلى معرفته : فجاءت النبوات ، وهي الطريق المهيع ، لتحصيل الهداية الشرعية ، بتقرير أخبار الإلهيات وأحكام الشرعيات التي هي السياج الواقي لعقد الإيمان القلبي ، فإذا تخلفت استباحت الشياطين القلب وصرفت قوته العلمية والعملية لضد ما أريد منه .

    ولا مانع من الجمع بين كل تلك المعاني فالاختلاف بينها اختلاف تنوع لا تضاد ، كما ذكر ذلك صاحب "أضواء البيان" ، رحمه الله ، وأحال إلى رسالة شيخ الإسلام ، رحمه الله ، في أصول التفسير فقد تعرض فيها لاختلاف عبارة المفسرين على جهة التنوع الذي لا يقع التعارض فيه .

    فخلقه إيجادا واختراعا وهداه عناية إلى أسباب الكون والشرع الحافظة ، ومن هدايته : الدلالة والإرشاد إلى الحق ، ومباشرة أسبابه ، والثبات على ذلك حتى مجيء الأجل ، ثم الثبات في دار الجزاء على الصراط ، ثم الهداية إلى المساكن الطيبة في جنات عدن ، على حد قوله تعالى : (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ) ، ولذلك كان سؤال الله ، عز وجل ، الهدايةَ ، أول ما يفتتح به العبد دعاء المسألة في سورة الفاتحة بعد التوطئة بدعاء الثناء على الرب جل وعلا ، فبعد الثناء بـــ : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ، تأتي المسألة مصدرة بـــ : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) : هداية تعم كل الصور السابقة ، هداية تحصل بها النجاة من كربات الأولى والآخرة .

    وفي آيات تاليات يزيد الكليم عليه السلام الأمر بيانا بقوله : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (53) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى) .
    فجعل ، من الجعل الكوني ، الأرض مهدا وسلك فيها السبل وأنزل من السماء ماء فتلك : دلالة الاختراع والإيجاد ، وبعدها مباشرة : (فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى) : عناية بكم ، فالأمر في : (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ) للامتنان بتلك العناية الربانية ، ومن ثم ذيلت الآية بالإشارة إلى المراد الأسمى من تقرير تلك الدلالات ، فهي : آيات يستدل بها على الله ، جل وعلا ، المعبود بحق ، فرعا عن كونه الرب المنشئ الرازق ، وفي قصر الانتفاع بها على أولي النهى تعريض بمن تنكب عن طريق النبوات فأعرض عنها وكفر بآياتها ، فليس له من النهى نصيب إذ لم ينتفع به وإن كان صحيح الآلة العقلية ، فما الجدوى من عقل لا ينهى صاحبه عن ورود المهلكات ، وأعظمها الكفر بالآيات الشرعيات تكذيبا بخبرها وعصيانا لأمرها .
    وقد سيقت الآيات عموما في معرض الاحتجاج على أكفر أهل الأرض قاطبة ، إذ جمع بين كفر التكذيب بالربوبية وكفر التولي عن أحكام الألوهية ، ولذلك جاء الوعيد على ذينك الوصفين في معرض الزجر : (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) .


    يتبع ...
    التعديل الأخير تم 01-26-2010 الساعة 02:15 AM
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "



  3. افتراضي

    أخى الفاضل عبد الغفور

    جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع

    و لى استفسار

    قلت
    (فاطر السماوات والأرض) : دليل الاختراع والإيجاد من عدم والإبداع على غير مثال سابق ، على حد أثر ابن عباس رضي الله عنهما : "كنت لا أدري ما فاطر السماوات حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها ، أي ابتدأتها" . اهــ)

    كيف كان الفطر دليل الايجاد من عدم

    و كيف تستدل بفطر البئر

    و البئر لم توجد من عدم بل أوجدها موجود فى موجود بواسطة موجود

    فأين العدم فى ذلك

    فان قلت البئر لم تكن موجودة ثم صارت موجودة فهذا ليس بدليل على الايجاد من عدم

    فالايجاد من عدم أى لا توجد مادة للايجاد

    ايضا الفطر مذكور مع الانسان (فطرنى - فطركم)
    و الانسان لم يخلق من عدم بل من تراب الأرض و الماء

    فله مادة سابقة
    فكيف يكون فطر الانسان بمعنى الايجاد من عدم

    و جزاكم الله خيرا ان تفضلتم بالاجابة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    646
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الكريم أبو يوسف المصرى


    أثر إبن عباس لا يفيد ايجاد الاعرابي للبئر من العدم ، وإنما يفيد معنى الابتداء ، والابتداء يكون لشئ لم يكن موجودا من قبل فدل هذا على دليل الاختراع والايجاد من العدم .
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "



  5. #5

    افتراضي

    اهلا

    تقصد عنايه شرعيه او كونيه

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    646
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجرد باحث مشاهدة المشاركة
    اهلا

    تقصد عنايه شرعيه او كونيه
    مرحبا مجرد باحث ،

    عناية كونية وشرعية ، فكما أن الانسان قد يهلك نفسه بتعريضها للمخاطر ، فإنه كذالك قد يحيد بنفسه عن الشرع !
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "



  7. افتراضي

    و بارك الله فيكم أخى عبد الغفور

    ارجو أن تراجع هذا القول (أثر إبن عباس لا يفيد ايجاد الاعرابي للبئر من العدم ، وإنما يفيد معنى الابتداء ، والابتداء يكون لشئ لم يكن موجودا من قبل فدل هذا على دليل الاختراع والايجاد من العدم .)

    و هنا أنت حيرتنى فهو اما اوجدها من عدم أو لم يوجدها من عدم

    الايجاد من عدم كما أعلم بفهمى القاصر

    لا يقصد به أن العدم مادة و أن الايجاد تم من هذه المادة

    و لكن يعنى أنه لا مادة و أن الايجاد تم من دون مادة سابقة

    فما علاقة هذا التعريف بفعل الأعرابى الذى أمسك فاس ضرب به فى الأرض فأوجد بئر فى ارض موجودة

    نعم فعل الأعرابى يدل على الابتداء و الاشتقاق لشىء لم يكن موجود من شىء موجود

    و لكن هذا لا يدل على الاختراع و لا الايجاد من عدم

    و الاختراع حين يتعلق بأسماء الله فله اسمان

    الأول اسم الله البديع الذى يدل على اختراع السموات و الأرض (بديع السموات و الأرض)

    و لا يجوز أن نقول بديع الانسان مثلا

    لأن البديع تتعلق باختراع الجمادات فى السموات و الأرض

    أما اختراع الانسان و باقى الكائنات الحية فمتعلق باسم الله البارىء

    و عليه لا يجوز قول بارىء السموات

    لأن البارىء غير متعلق بالجمادات

    و على هذا جرى استخدام الاسمين فى القرآن و السنة, بمعنى الاختراع فى علم الله و ذلك قبل مرحلة الكتابة فى اللوح

    فالبديع و البارىء يدلان على التقدير الأزلى و ليس الايجاد الفعلى مع العلم بان الايجاد الفعلى له مراحل و أسماء خاصة بكل مرحلة و ان كانت أغلب المراحل داخلة فى اسم الله الخالق

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهوى لا يكفيه الف دليل ( الالباني )
    بواسطة أدناكم عِلما في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-09-2013, 09:26 PM
  2. وجودك دليل وجوده....ونعمه عليك دليل جوده!
    بواسطة نور الدين الدمشقي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-23-2011, 11:54 PM
  3. اسمي حليم.. حليم حيران
    بواسطة هشام بن الزبير في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 03-17-2011, 11:41 PM
  4. دليل آخر
    بواسطة المهاجر إلى ربه في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-07-2010, 09:14 PM
  5. اتباع المتشابهات والعناية بها والجدال فيها ليس من صفة أهل التسليم ..
    بواسطة مالك مناع في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-18-2009, 10:47 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء