الحوثيون نسخة متطورة من أفكار السفاح عبد الله بن حمزة

نشوان نيوز الأحد 24-01-2010 03:29 مساء

أمين عيون








بدا لي وأنا أقرأ تأريخ اليمن منذ فجر الإسلام وحتى اليوم وعلى مدار أكثر من 1400عام واليمن يغلي بالصراع والتناحر وليم يعرف اليمن الاستقرار إلا في مراحل قليلة جدا وفي مناطق معينة والناظر أن مركز الصراع.



وضراوته تتركز بالجزء الشمالي من اليمن ولو عدنا إلى حيثيات هذا الصراع وأسبابه فإنه يدور على أساس فكري مستوحى من الزيدية ولاشك بأن المذهب الزيدي مذهب له عراقته بالعلم قديما وحديثا إلا أن بعض أفكاره القائمة على أساس العنصرية السلالية والقول بأن الإمامة في البطنين عند جمهور الزيدية وخاصة ممن ينتمون إلى النسب الهاشمي وجواز الخروج على الحاكم الفاجر بالسلاح قد أوقد هذا الصراع في اليمن منذ دخول هذا المذهب إلى اليمن ولسنا بصدد دراسة المذهب وجذوره الفكرية ونشأته ولكن بالإجمال فالمذهب الزيدي الحقيقي أقرب المذاهب المتشيعة للسنة عدا الغلاة منهم ولكن نحن بصدد عقد وجه المقارنة بين الإمام عبد الله بن حمزة الذي لم يشهد عصر مثل عصره باستباحة الأعراض وسفك الدماء تحت مسمى الحق الإلهي بالحكم فمن هو عبد الله بن حمزة :
هو عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم، أعلن دعوته من الجوف سنة 583هـ، وكان دعوة احتساب وليست إمامة، والفرق بينهما أن دعوة الاحتساب تكون ممن لم تكتمل فيه شروط الإمامة، ولا يوجد إمام، ثم أعلن دعوته بالإمامة في صعدة سنة 593هـ، وتسمى الإمام المنصور، توفي في كوكبان سنة 614هـ، وكانت في أيامه دولة الأيوبيين الذين أرسلهم صلاح الدين الأيوبي لليمن لإقامة دولة للسنة
فلم يسفك أحد مثلما سفك من الدماء، ولا أقام أحد مذبحة جماعية كالتي أقامها، ولم يسب أحد كالعدد الذي سباه من بنات المسلمين في صنعاء وتهامة وقسمهم بين جنوده يطأونهم كما توطأ الجواري ، ولم يستخدم أحد قاعدة التكفير بالتأويل كما استخدمها في تكفير السنة وكثير من الزيدية، رغم أن علاقته كانت إيجابية بالإسماعيلية وتزوج منهم، وكان يحاول جاهدا نفي كونهم إسماعيلية زائغين...
وهو أول من سن الضرائب من الأئمة، وفرض الأعشار الخراجية (التي تؤخذ من أراضي الكفار التي يفتحها المسلمون) من المناطق الشافعية في اليمن، وهو صاحب مذبحة المطرفية الشهيرة، وأكبر عنصري في تاريخ اليمن كان يرى نسبه وسلالته فوق البشر وأن جزاء من طلب الخلافة أو الإمامة من المسلمين الصالحين لها من غير الآل قطع اللسان والقتل!! وكان جبارا سفاكا للدماء
وإذا قارنا الحجاج بعبدالله بن حمزة فإننا نظلم الحجاج كثيرا، و إن ذكرنا جرائمه بجوار جرائم القرامطة في الجزيرة والحرم المكي في النصف الأول من القرن الهجري الرابع فإننا نرى فعلهم أخف من فعله...

التكفير عند عبدالله بن حمزة:

كان من أشد التكفيريين في تاريخ الزيدية، وكان يرى التكفير بالإلزام، وقد تعامل بهذا الأصل الفاسد مع طوائف من الزيدية مثل الزيدية المطرفية في المذبحة التاريخية كما سيأتي...
ثم كفر علماء الزيدية والشافعية الذين لاموه وخطؤوه على فعله الإجرامي ذلك (انظر كتاب الفضائل لأحمد بن عبدالله الوزير)...
ثم أنه كان يكفر الأيوبيين الشافعية الموجودين حينذاك في اليمن، ولذلك سبى بناتهم وقتل جنودهم في صنعاء، كما سيأتي...
وكان يكفر عموم سنة اليمن، بحجة الكفر بالتأويل، فكان يعتبر أي أرض يفتحها من أرضهم أرضا خراجية عشرية، فيجبي منها العشر وليست الزكاة كما في مناطق الشيعة الزيود والإسماعيلية...
مذبحة المطرفية الكبرى:
أعظم مذبحة في تاريخ اليمن، قتل فيها هذا المجرم قرابة المائة ألف إنسان أكثرهم أبرياء وغير مسلحين، بحجة الكفر بالإلزام...
والمطرفية فرقة من فرق الزيدية، وهي كغيرها من فرق هذا المذهب على ضلال وانحراف، وكانت لها آراء تخالف الزيدية المخترعة التي انتمى إليها الإمام عبدالله بن حمزة، ومن أبرز سمات مذهبهم تجويز الإمامة في غير آل البيت وقد أغاظ موقفهم هذا وقولهم الإمام عبدالله بن حمزة وأتباعه من الزيدية وكان سببا رئيسا في المذبحة الهمجية التي قام بها، كما لهم آراء أخرى منهم أنهم أكثر سبا للصحابة من غيرهم ، وهم كذلك أكثر عبادة وصلاة من غيرهم من الزيدية، كما أنهم أكثر تمسكا بنصوص الهادي وقد أنكروا على الإمام عبدالله بن حمزة مخالفته لبعض نصوص الهادي واختياراته في الفروع...
وقد دخل معهم في نقاشات طويلة حتى من قبل أن يكون إماما، وقد كان يكرههم، وكتب قبل إمامته على جدار أحد المساجد التي كان يدرس فيها (في سناع) بيت شعر:
أقسمت حلفة صادق بر وفي،،، لا يدخلنك -ماحييت- مطرفي
فلما رأى البيت أحد المطرفية كتب تحته:
أوما علمت بأن كل مطرفي،،، عما عمرت من الكنائس مكتفي
أنتم ومسجدكم ومذهبكم معا،،، كذبالة في وسط مصباح طفي

فلما قام بالإمامة بايعته المطرفية، وصاروا يصلون معه الجمعة والجماعة، وهمد الخلاف بينهم لأنه انشغل بقتال الأيوبيين الفاتحين لليمن، فلما عقد هدنة مع الأيوبيين التفت للمطرفية وقد صارت القوة في يده، فأخذ يهددهم ويتوعدهم بالذبح والفناء والقتل والسبي، ويستعين بمن بالقبائل المبايعة له...
فأرسلت المطرفية مجموعة كبيرة من علمائهم وزعمائهم ليناظروه ويناقشوه حتى يسحبوا فتيل الخلاف، وكانوا يريدون مناظرته في (ثلا) فأرسل لهم الإمام عبدالله بن حمزة يعتذر عن الحضور بحجة أنه منشغل بتجهيز جيش للجوف، فعادوا إلى منطقة (قاعة) فأرسل لهم الإمام المجرم عبدالله بن حمزة أخاه يحيى بن حمزة بجيش كبير وأمره بقتلهم جميعا حيث كفرهم بالإلزام لقولهم بجواز الإمامة في غير أولاد الحسين (وهو مذهب أهل السنة والجماعة)...
سبي النساء:
من أشنع أعمال ذلك المجرم الهالك انتهاك الفروج، وسبي المسلمات المصليات العابدات، بحجة التكفير بالتأويل...
فقد قام -لا رحمه الله- بسبي العديد من النساء من أهل صنعاء اليمنيات وبعض الأيوبيات بحجة أنهم من المشبهة والمجبرة الكفار، وهو الوصف الذي كان يطلقه على أهل السنة، كما سبى مجموعة من النساء من أهل تهامة في إحدى معاركه...
ففي إحدى المرات أرسل أخاه يحيى بن حمزة بن سليمان إلى صنعاء التي تركها الأيوبيون لانشغالهم باليمن الأسفل، فأسر منها ستمائة امرأة بأمر وموافقة من أخيه، وخرج بهن إلى قاع طيسان بصنعاء، فقسمهم بين رجاله الذين شاركوه في أسرهن...
ذكر الخزرجي في (العسجد المسبوك) الواقعة التالية: فلما كان شهر ربيع الآخر سنة 612هـ خرج الإمام عبدالله بن حمزة من صنعاء إلى كوكبان هو وجميع أصحابه، وكان ذلك يوم الأحد لاثاني عشر من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة، بعد أن أخرب بعض بيوت أهل صنعاء والدار السلطانية، فتعطلت صنعاء، ثم رجع بعض أهلها إليها فأغار عليهم أخوه الأمير يحيى بن حمزة فدخلها، وفيها جماعة من العرب والغز، وسبى جميع من فيها من النساء والأولاد من العرب والعجم، وذلك يوم الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة...
وانظر الكتب التالية: أنباء الزمن، غاية الأماني 1/424، الفضائل، سيرة الإمام عبدالله بن حمزة، اللطائف السنية، هجر العلم ومعاقله في اليمن 4/1809...
قال الأكوع: قال الإمام عبدالله بن حمزة: أما السباء فنحن الآمرون به، لأن أهل صنعاء في نظره من المجبرة والمشبهة، وأن حكمهم حكم كفار التأويل ما داموا تحت حكم الأيوبيين، وليسوا تحت حكمه...
وقد اصطفى واحدة من المسلمات الأحرار التي سباهن لنفسه، وكانت من أفضل بيوت الأيوبيين، من آل قنطور، وأولد منها أحد أولاده وسماه سليمان، وقال شعرا:
سليمان بيتاك من هاشم،،، ومن آل قنطور بيتا شرف
أما الأولاد الذين سباهم في تلك المعركة فقد جعلهم عبيدا وقسمهم بين جنده وأصحابه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
عنصرية الإمام عبدالله بن حمزة:
كان هذا الرجل من كبار العنصريين الذين مروا على اليمن...
والزيدية بشكل عام مذهب مبني على العنصرية مثل بقية المذاهب الشيعية، التي ترفع عنصر آل البيت على بقية الناس، وتحتكر فيهم الولاية والوصية
وهذا عبدالله بن حمزة واحد منهم، وتتضح عنصريته لما قام أحد الزيدية المعاصرين فأعلن نفسه إماما واتبعته بعض القبائل ولم يكن زيديا، وذلك خلاف المذهب، فاستشاط هذا الإمام، وأنشأ قصيدة طويلة يبين أن الدين إنما جاء لآل البيت قبل غيرهم، وأن من طلب الحكم والولاية غيرهم فهو ضال مضل، جزاؤه قطع اللسان والقتل، وأن من دعا إلى مساواة الناس بآل البيت كمن يدعي مساواة الكلب بالأسد، وغيرها من الترهات التي قاءها من واقع تربيته الرديئة ومذهبه العنصري...
فمن تلك القصيدة المشهورة قوله (ولاحظ علامات التعجب التي وضعتها في مواضع تحتاج تأملا):
حمدا لمن أيدنا بعصمته!،،، واختصنا! بفضله ورحمته
صرنا بحكم الواحد المنان،،، نملك! أعناق ذوي الإيمان
ومن عصانا كان في النيران!،،، بين يدي فرعون أو هامان
لو أنه صلى وصام واجتهد،،، ووحد الله تعالى وعبد
وصير الثوب نظيفا والجسد،،، وقام بالطاعة بالعزم الأشد
ثم عصى قائمنا المشهورا،،، وقال لست تابعا مأمورا!
محتسبا لأمركم مقهورا!،،، لكان ملعونا بها مثبورا!
وكان من أهل الجحيم الحامية،،، وأمه فيها يقينا هاويه
إن بني أحمد سادات الأمم!،،، بذا لهم رب السماوات حكم
من أنكر الفضل لأذنيه الصمم،،، من عنده الدر سواء والحمم!
نقول هذا إن شكا وإن عتب،،، لا يستوي الرأس لدينا والذنب!
ثم قال يعرض بنشوان الحميري ودعواه الإمامة، وأنه كامل عاقل، وليس من آل البيت:
ما قولكم في مؤمن صوام،،، موحد مجتهد قوام
حبر بكل غامض علام،،، وذكره قد شاع بين الأنام
لم يبق فن من فنون العلم،،، إلا وقد أمسى له ذا فهم
وهو إلى الدين الحنيف ينتمي،،، محكم الرأي صحيح الجسم
وماله أصل إلى آل الحسن،،، ولا إلى آل الحسين المؤتمن
بل هو من أرفع بيت في اليمن،،، قد استوى السر لديه والعلن
ثم انبرى يدعو إلى الإمامة،،، لنفسه المؤمنة القوامة
ماحكمه عند ثقاة الفضل،،، لما تناءى أصله عن أصلي
ولم يكن من معشري وأهلي،،، أهل الكسا موضع علم الرسل!
ثم أجاب على نفسه:
أما الذي عند جدودي فيه،،، فيقطعون لسنه من فيه!
ويؤتمون ضحوة بنيه،،، إذ صار حق الغير يدعيه!
وأحبط الأعمال تلك الصالحة!،،، بهذه الدعوى الشنيع الفاحشة!
وهي لأرباب العقول واضحة،،، بالحجج الكبار اللائحة
ثم قام يمجد آل البيت على الطريقة الشيعية:
فقلت: مهلا يا أخا الزهادة،،، إنا أخذنا عن رواة سادة
بأنهم للمسلمين قادة!،،، وحبهم من أفضل العبادة!
ليس على ربي اعتراض لأحد،،، يفعل ما شاء تعالى ومجد
لم يجعل الكلب سواء والأسد!،،، فاطرحوا ثوب العناد والحسد!
ياقوم ليس الدر قدرا كالبعر!،،، وال النضار الأبرزي كالحجر!
كلا ولا الجوهر قدرا كالمدر!،،، فحاذروا من قولكم مس سقر!
وبلغت عنصريته أنه كان يعظم قبور أسلافه وأجداده ويأمر بتعظيمها، والتماس أسباب الخير من زيارتها، كما جاء في رسالته لأهل لصف، انظر هجر العلم ومعاقله في اليمن الجزء الأول (ترجمة الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل في بيت الفقيه)..
طبعا هذا الكلام المنقول في عبد الله بن حمزة وعنصريته وإسرافه بالدماء .
يقابله اليوم الفكر الحوثي المتطرف الذي نستطيع القول أنه نشز عن المذهب الزيدي المعتدل ودافعه الأول سلالي يدعي الحق الإلهي في الحكم والسياسة والإمامة والعلم وغيره .
فمن هي الحوثية :
وعلى رأس هذا الهرم (حسين([1]) بدر الدين الحوثي) وأبوه (بدر الدين([2]) الحوثي) ([3])، إذ إنّهم في الأصل من فِرقة: الجارودية([4]) وقد انتقل الحوثي من الزيدية الجارودية إلى الجعفرية الاثني عشرية مبكراً، وأكّد ذلك بذهابه إلى إيران والنهل من معينها الصفوي.
وبعض من وقعوا تحت تأثير حملته، يؤرخون العام 1997 م كعامٍ للانتقال الفعلي من الهادوية الجارودية إلى الجعفرية الاثني عشرية([5]).
ولذلك قام علماء الزيدية في اليمن بالبراءة من الحوثي وحركته، في بيانٍ أسموه: بيان من علماء الزيدية، وردّوا عليه دعاويه، وحذّروا من ضلالاته التي لا تمتّ لأهل البيت والمذهب الزيدي بصلة([6]).
ويرى الشيعة الإثنا عشرية أن للمهدي ثورات تمهيدية تكون سابقة لخروج المهدي المنتظر عندهم، ويؤكّد الباحث الشيعي الإيراني: علي الكوراني([7]) أن قائد هذه الثورة من ذرّية زيد بن علي، وأنّ الروايات تذكر أن اسمه (حسن أو حسين)، ويخرج من اليمن من قرية يُقال لها: كرعة([8])، وهي كما يقول الكوراني قرب صعدة.
وفي هذا تلميح لثورة الحوثي ونصرتها بزعم تمهيدها لثورة إمامهم المهدي!
وتدور أفكار الحوثي وأطروحاته على الدعوة إلى الإمامة والترويج لفكرة الوصية والخروج على الحكّام، والبراءة من الصحابة عموماً، ومن الخلفاء الراشدين خصوصاً لأنهم أصل البلاء - كما يزعم! - ويدعو إلى نبذ علوم الشريعة لأنها مأخوذة من علماء أهل السنة([9]).
ولذلك فقد قال بدر الدين الحوثي: (أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله)([10]).
بل وقام بدر الدين الحوثي بإعلان وجوب قبض الخُمس وإعطائه له([11])، ومعلومٌ أن هذه الشعيرة إحدى مفردات المذهب الشيعي الاثني عشري.
كما جلب له من الخارج (التربة الكربلائية) وصار يسجد عليها([12]) إمعاناً في الاتباع التام للعقائد الاثني عشرية([13]).
وقد كان هؤلاء - الحوثي وأبناؤه - ينضوون تحت (حزب الحق) وهو حزب سياسي زيدي، ولكن بعد ذلك، انفصل الحوثي عن هذا الحزب وأسّس تنظيم (الشباب المؤمن) وهو الذي كان يقوم بأحداث التمرّد والفتنة في منطقة صعدة شمال اليمن.
وتقوم إيران بدعم هذا الحوثي مالياً وفكرياً وعسكرياً، وذلك نظير تصدير الثورة الخمينية إلى اليمن([14]).
وقد سبق أن قام الحوثي بالذهاب إلى لبنان لزيارة حزب الله، كما ذهب إلى إيران في التسعينات وأقام فيها حتى عاد إلى اليمن عقب وساطات عام 1997([15]).
وبلغ الدعم الإيراني عن طريقة السفارة الإيرانية في صنعاء لحركة الحوثي وتنظيم الشباب المؤمن - في إحدى التقارير - إلى 42 مليون ريال يمني، مفرَّقةً بين دعم مباشر لتنظيم الحوثي، ودعم غير مباشر للمراكز التابعة للحوثي في صعدة([16]).
وهذا الدعم غير الدعم الآخر الذي يأتيه من مؤسّسات شيعية، مثل مؤسسة أنصارين في قم الإيرانية، ومؤسسة الخوئي في لندن، ومؤسسة الثقلين في الكويت، ومؤسسات تابعة لحزب الله في لبنان، وغيرها من المؤسسات والجمعيات الشيعية([17]).
وقد أفاد مصدر مقرّب من الحكومة اليمنية بأن هناك شيعة سعوديين قاموا بدعم مالي للحوثي قبل وأثناء الأزمة([18]).
ولذلك يتساءل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن مصدر هذا الدعم المالي الكبير للحوثي - في خطـاب تلميحي إلى الدور الشيعي والإيراني في الدعم-، لأن مثل هذا الدعم والقوة المالية والعتاد العسكري لا يمكن أن يكون مصدره في اليمن.
أما بالنسبة للدعم العسكري، فقد كان يحضر أفراد من شيعة العراق ومن الحرس الثوري الإيراني للتدريب والإشراف على المناورات القتالية([19]).
وقد ذكرت صحيفة «أخبار اليوم» في أحد أعدادها أن عدداً من أتباع الحوثي الذين استسلموا أثناء المواجهات أكّدوا قيامهم بالتدرب في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني مع عناصر فيلق بدر في العراق([20]).
وقد قامت المحكمة اليمنية بإصدار حكم الإعدام على الجاسوس يحيى حسين الديلمي وذلك على إثر إدانته بتهمة التخابر مع إيران والتواصل بين إيران وتنظيم الحوثي([21]) وفي هذا دليل على مدى التغلغل الإيراني الشيعي في اليمن، وهذا يعدُّ إعلاناً رسمياً من اليمن بالتدخل الإيراني في دعم الحوثي وفي تصعيد أحداث صعدة.
وبدأ يُظهر الحوثي ولاءه لحزب الله اللبناني، وذلك بالثناء عليه، واعتباره المثل الأسنى، ووصل الأمر به إلى أن يرفع أعلام حزب الله اللبناني على بعض المراكز التابعة له، ورفعها أيضاً في المظاهرات([22]).
وبسبب هذه العمالة للنظام الشيعي الإيراني، قامت الحوزة العلمية في النجف والحوزة العلمية في قم، بإصدار بيانين يتضمّنان الوقوف في صف حركة الحوثي والدفاع عنه، ويعترضون على أعمال الحكومة اليمنية التي تقوم بوقف هذا التمرد والتصدّي له، ويُطالبون بوجوب حرية حركة الشيعة الاثني عشرية في اليمن، وهذا يدل على التعاون الوثيق بين الحوزة العلمية والحركة الحوثية، خصوصاً وأنّنا لم نجد منهم بياناً في التصدّي لحملات التطهير العرقي والطائفي للسنة العرب في العراق، ولم نجد منهم بياناً حازماً في إيقاف حمّامات الدم التي يقوم بها جيش المهدي وفيلق بدر ضد أهل السنة في العراق([23]).
فإن كان عبد الله بن حمزة يفخر بسلالته فقد قام هذا المذهب على أساس سلالي متعصب وإن كان يخطأ ا الصحابة فبدر الدين الحوثي وأبناءه على هذا الفكر البغيض حيث يصفهم حسين الحوثي بأنهم سبب شقاء وضلالة الأمة وإن كان عبد الله بن حمزة يسبي الحرائر فأسأل أبناء صعدة ماذا فعل بهم الحوثيون من زواج المتعة حيث يذهبون إلى البيوت ومن لم تكن ذا زوج أو أرملة فإنهم يجبرونها بالقوة على الزواج من أنصارهم زواج متعة لمدة أيام وأسابيع وإن كان عبد الله بن حمزة قد قتل علماء الزيدية الكبار ومن خالفه الرأي في قوله بالإمامة في أهل البيت فقد قتل الحوثيين الكثير من ممن عارضهم في فكرهم أو خالفهم من الخاصة أو العامة وعلى فقد أفتى بدر الدين الحوثي الأب بإهدار دم محمد عزان مؤسس تيار الشباب المؤمن الذي كان في بدايته حركة ثقافية وحتى يستحوذ حسين الحوثي التيار فقد أعتمد على فتوى أبيه بهدر دم محمد عزان وكان آخر الضحايا لهذه التوجه هو محمد حيدر والذي يعد من أكبر علماء الزيدية في صعدة في مديرية باقم حيث لقى مصرعه مع على أيديهم جراء معارضته لأفكار الحوثيين ونقده لهم
وخلاصة القول كما سبق وأن ذكرنا بأن السيد الحوثي ينتمي إلى الفرقة الزيدية الجارودية التي تعتقد بالإمامة الإثني عشرية بل وزاد الطين بله بأن ارتبط هذا الفكر بالمد الشيعي الرافضي الفارسي وأخرجه بصورة متطورة كما هي عليه الثورة الخمينية هذه الثورة التي تريد أن تعيد المجد الفارسي الصفوي من خلال تسترها بحب آل البيت وصراعها اليوم من أجل النفوذ فقط لا يهمها التشيع في اليمن ولا غيره وإنما تريد منفذ على البحر الأحمر والذي تعتبره يوما ما كان تحت سيادتها قبل الإسلام بعد أن أدخلهم إلى اليمن بن ذي يزن وعليه نقول للزيدية ياقوم لا تغرنكم هذه الأصوات النشاز فالزيدية الحقة هي تلك المدرسة التي تخرج منها علماء أجلاء يؤمنون بالحرية والاجتهاد وتحرر الفكر هي تلك المدرسة التي خرجت الشوكاني والأمير الصنعاني والمقبلي وابن الوزير وغيرهم من الجهابذة والمفكرون وإن شابها في بعض الأوقات تعصب بعض السلالات فيها لكنها مدرسة علمية ذات رأي واجتهاد وهي التي خطها الإمام زيد ومن تابعه على فكره الصافي الحر .





([1]) قُتل في 10/9/2004 ، عن 46 عاماً.

([2]) لا يزال على قيد الحياة، وعمره الآن 85 سنة.

([3]) الشيعي القطيفي: حسن الصفار، يُعتبر أحد تلامذته، وقد نالَ منه إجازة وشهادة، وهذا الأمر مُثبت في السيرة الذاتية لحسن الصفار في موقعه على الانترنت (وتمّ حذفها لاحقاً تقيَّة بعد تطوّر الأحداث).

([4]) وهي إحدى فِرق الزيدية، وفرقة الجارودية أقرب فرق الزيدية إلى الاثني عشرية؛ بل إن شيخ الشيعة: المفيد لم يدخل في التشيّع إلا الإمامية والجارودية «أوائل المقالات ص 39»، وهي ترفض الترضّي عن أبي بكرٍ وعمر، وتقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم نصَّ على عليّ بالإشارة والوصف، وأن الأمة ضلّت وكفرت بصرفها الأمر إلى غيره، وترفض الصحيحين والسنة النبوية التي نقلها الصحابة الكرام.

انظر: أصول مذهب الشيعة الاثني عشرية للقفاري 1/51، محمد عيظة شبيبة، مقال: الحوثي ومستقبل الفتنة المجهول، صحيفة الرشد، عدد 33، 25/4/2005 م.

([5]) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 138.

([6]) انظر هذا البيان في: الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» عادل الأحمدي، ص 253، 349 . ومن هؤلاء الموقّعين: القاضي أحمد الشامي، الأمين العام لحزب الحق، الذي كان الحوثي منضوياً تحته.

([7]) في كتابه: عصر الظهور، ص 115 -120.

([8]) انظر بحار الأنوار، للمجلسي، 52/380.

([9]) كتاب الحرب في صعدة، للصنعاني، ص 16 - 17.

([10]) كما نقل عنه ذلك أبو جعفر المبخوت (المتشيّع) في لقاء معه على الموقع الشيعي المسمَّى: المعصومين الأربعة عشر.

([11]) الحرب في صعدة، ص 25.

([12]) الحرب في صعدة، ص 39.

([13]) وللمزيد حول عقيدة الحوثي ومقولاته في كتبه، انظر: الحرب في صعدة، ص 65، و 133 وما بعدها، وأيضاً مقال: النبأ اليقين في كشف حقيقة حسين بدر الدين، موقع مفكرة الإسلام.

([14]) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 134.

([15]) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 135، الحرب في صعدة ص 10، ص 18.

([16]) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 173.

([17]) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 172.



([18]) صحيفة الوطن القطرية 17/9/2004.

([19]) الزهر والحجر «التمرد الشيعي في اليمن» لعادل الأحمدي، ص 176.

([20]) مقال: تمرد الحوثي في اليمن، أنور قاسم الخضري - رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث، ورئيس تحرير صحيفة الرشد اليمنية -، التقرير الارتيادي الاستراتيجي الصادر عن مجلة البيان - الإصدار الثالث 1427 هـ - ص 391 - 419.

([21]) جريدة الحياة اللندنية 30/ مايو /2005 م، وكذلك جريدة الوطن السعودية، عدد 1704 بتاريخ 30/ مايو/ 2005 م، وتمَّ العفو عنه وتخفيف الحكم الصادر عليه لاحقاً.

([22]) مقال: تمرد الحوثي في اليمن، أنور قاسم الخضري، التقرير الارتيادي الاستراتيجي الصادر عن مجلة البيان الإصدار الثالث 1427 هـ ص 391 419.

وكذلك كتاب: الزهر والحجر، ص 138، 175، وكتاب: الحرب في صعدة، ص 12.

ومن تابع الإعلام المرئي حول أحداث صعدة، رآى هذه الأعلام مرفوعة.

([23]) انظر بيان حوزة النجف وقم في كتاب الحرب في صعدة، ص 107 - 111، وكذلك في ملاحق كتاب: الزهر والحجر، ص 281، وانظر في نفس الكتاب أيضاً بيان علماء اليمن في الرد على بيانات النجف وقم، ص 305، وكذلك في كتاب الحرب في صعدة، 111 - 114.







نشوان نيوز - خاص


حسبي الله ونعم الوكيل