بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله حمدا لا ينفد، أفضلَ ما ينبغي أن يحمد، وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين أحمد، وعلى آله وأصحابه ومن بسنته تعبد.
أما بعد:
فإني كثيرا ما أصول، وأبحث وأنقب وأجول، في كتب الأئمة الفحول، ذوي العلوم والتجارب والعقول، فأنسخ بعض النقول، وأجمع بعض نفيس المقول...ومما كان يشد البصر، ويمتع النظر، ويغذي الفكر، كلام موجز كالدرر، منشأ أو خبر، جاد به ما عاش وسبر، فجعلت بعد ان أنبهر، ألقطه درة درة أتتبع الأثر، بشغف ونزر...
وقد رأيت أن أشارك به عقال البشر...
فائدة العمل:
إن الحكمة كانت تلقن تلقينا، يتحملها الأبناء عن الآباء ورّاث الأجداد، ليمرروها للأحفاد...ولكن صرنا إلى زمن لا تكاد ترى ناطقا بالحكمة إلا في كتاب أو تحت تراب...فذووها مغمورون، وفاقدوها متصدرون...هزلت والله هزلت.
فقلت لعلي أقرب لإخواني ما كنت له جانيا، عسى أكرم بكنوز أخرى مادمت مزكيا...
إن قراءة مثل هذه الأساليب في عرض الحكم والخواطر، الجامعة مع اللفظ القليل والمعنى الكثير...تفيد المرء لغة متينة، وجرءة رصينة.
طريقة العرض:
أما عن طريقة عرضها...فسأنقل الحكم والخواطر سبعا سبعا، مبعثرة غير معزوة؛
- أما ترك العزو؛ فلكون الجمع قديم وحديث، وكان متعدد المصادر، فتارة من كتاب ومرة من شريط وأخرى من صحيفة...وأنا الآن أكر عليها في قصاصات أو كراسات، فهذا عذري فأرجو قبوله...
- أما التزام سبعة في كل دفعة...فحرصا على الوتر، واهتماما بهذا العدد الذي اعتنى به الشرع...فحق لنا أن نعتني به وإن لم نعقله.
- أما ترك الترتيب فإن لي في ذلك مقصدا استحسنته...وهو أن تعدد المواضيع وبعثرتها ييسر ثلاثة أمور:
أ- يجعلك لا تمل من القراءة لتنوع مواضيع الحكم.
ب- ييسر لك تحصيل أبواب من الحكمة في قراءة واحدة.
ج- يجعلنا نرجع على الموضوع الواحد في فترات، تتباين فيها العبارات، وتتقارب في العظات، فلا نغفل عن باب بدعوى أنا قد عرفناه، وما آفة العلم إلا النسيان.
الحكم والخواطر
1* الطبع جواذبه كثيرة، وليس العجب أن يَغلِب، إنما العجب أن يُغلَب.
2* إنك لا تخلو أن تكون عصيت الله في عمرك أو أطعته؛ فأين لذة معصيتك؟ وأين تعب طاعتك؟
3* أعجب العجائب، سرورك بغرورك، وسهوك في لهوك عما خبئ لك.
4* من ادعى الصبر وكل إلى نفسه.
5* العاقل من اعطى كل لحظة حقها من الواجب عليه.
6* ليس كل لذيذ نافع، ولكن كل نافع لذيذ.
7* كل الشهوات مملولة إلا الأرباح فإنها لا تمل، وأعظم الأرباح الجنة، والاستغناء بالله عن الناس.
يتبع...
Bookmarks