المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tarek_f_t
قرأت اليوم مقولة ادهشتني منسوبه لأبن تيمية رحمه الله وهي (('إن الإيمان بوجوب الواجبات الظاهرة المتواترة، وتحريم المحرمات الظاهرة المتواترة هو من أعظم أصول الإيمان، وقواعد الدين ، والجاحدُ لها كافر بالاتفاق' (مجموع الفتاوى 12/496).
بعلمي المتواضع واطلاعي البسيط رأيت ان استقاء الدين والعلم والفكر بهذه المقوله مخالفة صريحة جدا لما يريده الله من البشر كما وتتنافى مع ابسط مبادئ تكوين الفكر السليم الغير متحيز ولقد بنيت رأيي هذا على التالي
اولا:
قوله تعالى مستنكرا
((بل قالوا انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مهتدون))
كما قال تعالى
((وكذلك ما ارسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها انا وجدنا اباءنا على امة وانا على اثارهم مقتدون ((
فالموروث والمتواتر دائما وابدا هو العقبة الرئيسية لتقبل الحقائق ولنا في قصص الانبياء عبرة وعظة.
ثانيا :
ان بالعمل بهذه المقولة تعطيل للقران الكريم واياته فلا اجتهاد لمجتهد امام الموروث ولا تفسير لاية بعد تفاسير الاولين مالم تؤكد وتعزز ما تواترته الاجيال بل اننا نجد غالبا من يقوم بتفسير القران بناء على موروثه الخاص فنجد الشيعة (هدانا الله واياهم) مثلا يفسرون ايات القران الكريم بطريقة تصعق القارئ فيقومون بتبين ايات كريمة يتحدثون فيها عن ذكر شخصيات معينة ذات قدسية لديهم مثلا تراهم يفسرون قوله تعالى
(( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) المائدة(67)
بأن المقصود منها هو ان يبلغ الرسول الكريم الناس بما انزله الله عليه في حق علي بن ابي طالب رضي الله عنه !!!! فلا عجب اذا ما فسر القران الكريم بالموروث
قال تعالى
(( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ))(24)محمد أسأل الله ان لا يجعلني واياكم من من اقفلت قلوبهم بالتحيز لهذا او ذاك ايا كان فنقع في حكم من قال عنهم الله عز وجل
( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) الجمعة (5)
ثالثا :
لا تتجانس هذه المقولة ابدا مع تحذير الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من البدع بقوله ( كل محدثة في الدين بدعه وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ))
فئذا ما انطلت احدى البدع على جيل من الاجيال السابقة بمجتمع ما نتيجة فقه السلطة او سلطة الفقه اليس حري بالاجيال المتأخرة تنقية الدين من المحدثات بالعودة الى النبع المحفوظ كلام الله عز وجل وقرئانه اما اذا ما طبق رأي ابن تيمية هذا فستتسرب البدع جيل بعد جيل ولو بمقدار طفيف لنصل الى دين محرف كليا بعد عدة اجيال واي وقفة لشخص عاقل يستنكر احدى البدع سيتهم بالكفر والخروج وهذا ما يحصل تحديدا في كل مذهب منحرف
رابعا :
ان العمل بهذه المقولة يتنافى مع عملية البحث العلمي والمنهجي فالبحث في قضية ما يتطلب من الراغب بتكوين رأي صحيح وعادل تجاهها ان يتحرى ويتدبر ويضع ظوابط لتنقية المعطيات المتوفره له وان اي من يخالف ذلك يقع صراحة في
الظلم والذي هو صفة من لا يهديهم الله عز وجل
(( والله لا يهدي القوم الظالمين )) فمن لم يتحرى العدالة في احكامه وقع في
الظلم وهنا حكمة الله عز وجل في حكمه على
الظالم بعدم الهداية ليكون ظلال الظالم مما كسبت يداه
حقيقة ان الظلم ظلمات والظلمات من الظلام والظلام لا يهدي من هو فيه وعدم الهداية ضلال ...
Bookmarks