الملحدين هم قوم غرتهم عقولهم حتى ظنوا أنها تستطيع إدراك كل ما هو موجود
وما لا يدرك بالحس فهو ليس موجود
فقد قال عنهم الله تعالى: (((وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) ))) الجاثية
إن مرض الإلحاد يشبه الإدمان ، فقد تعود صاحبه على إنكار الدين هربا من تبعاته ومسئولياته ، و لشعوره أن الدين ينقص من حريته بما يشتمل عليه من العبودية لله ، فالحل السهل عنده لنيل حريته كاملة هو إنكار الدين ، ووضع حائل أمام العقل لحجب كل الأدلة والبراهين والآيات التي تكشف خلل عقيدته الإلحادية ، وفى بداية طريق الإلحاد تكون هذه العملية صعبة لتعارضها مع الفطرة ، و لكن بمرور الوقت تتأصل في النفس فلسفة إلحادية متخصصة في قلب الحقائق والمسلمات ، والتحايل على مدركات العقل وردها ، و هذا هو الإدمان حقا
دائما يدافع الملحدين عن أفكارهم الإلحادية و يحاولون إسباغ صفة العلمية عليها و وضع النظريات و الافتراضات مع استمرارية التفكير فيها ، و ذلك أنهم في ريب منها ، و يحاولون بدفاعهم عنها إقناع أنفسهم بها قبل إقناع الآخرين ، ولكنهم يخدعون أنفسهم ، ويعيشون في حيرة و عذاب من عقيدتهم غير الواضحة ، والتي تتباين بين فرق الإلحاد على اختلاف مذاهبهم وآرائهم.