النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كتاب العلمانيون والقرآن الكريم تاريخية النص لصاحبها دأحمد إدريس الطعان

  1. افتراضي كتاب العلمانيون والقرآن الكريم تاريخية النص لصاحبها دأحمد إدريس الطعان

    الكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه للدكتور الفاضل أحمد إدريس الطعان واحد من رواد المنتدى وقلم من أقلامهم

    وسأنقل تقديمها بقلم صاحبها

    عنوان الرسالة.

    موقف الفكر العربي العلماني من النص القرآني - دعوى تاريخية النص نموذجاً //

    - نوعها: ماجستير - دكتوراه.

    رسالة دكتوراه


    - اسم الباحث, مع موجز عن التاريخ العلمي.

    الباحث : أحمد إدريس الطعان الحاج مواليد 1973 م مواليد قرية جب الكجلي- منبج- حلب
    تخرج من كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1994 م
    ثم أوفد إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة فحصل على الماجستير عام 1999م بأطروحته // منهج الأشاعرة في مجادلة علماء الملل المخالفة حتى نهاية القرن السادس الهجري //
    ثم حصل على الدكتوراه عام 2003 بأطروحته الآنفة الذكر .
    وهو الآن مدرس في قسم العقائد والأديان بكلية الشريعة - جامعة دمشق
    ومدرس لمادة المنطق الحديث والملل والنحل والفلسفة الحديثة والقضايا الفكرية المعاصرة في كلية الشريعة جامعة دمشق - وفي كلية أصول الدين - جامعة أم درمان فرع دمشق - ومعهد الفتح الإسلامي بدمشق .



    - حجم الرسالة, وهل طبعت, ومعلومات عن الطباعة.

    جاءت رسالة الدكتوراه في 720 صفحة - هناك تعاقد مع دار ابن حزم في الرياض لطباعتها ولم يتم الأمر حتى الآن وأرجو أن يتم ذلك قريباً .


    - تاريخ مناقشة الرسالة, واسم الجامعة, وأسماء المناقشين.

    نوقشت الرسالة بتاريخ 31 / 5 / 2003 م - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة
    المشرف د. سيد رزق الحجر والمناقشان هما : د. محمد عمارة - د . حسن حنفي


    - ملخص الرسالة.
    - خطة البحث.
    - النتائج والتوصيات.

    ألحقت فيما يلي : مقدمة الرسالة وخاتمتها وهما يشتملان على الخطة والنتائج والتوصيات .


    - قصتكم مع الرسالة.

    أما قصتي مع الرسالة فقد كان لدعاء والدتي رحمها الله عز وجل الأثر الأكبر في إنجاز هذا البحث رغم صعوباته وعقباته الهائلة : النفسية والعلمية والإدارية . لقد كان غيابي عنها وهي مريضة باعثاً لدعاء من قلب واجف يشق أطباق السماوات ، وكان لدمعتها السخية ، ونشجتها الخفية وهي تنتظر وتنتظر العائد من السفر ... الأثر البالغ في تذليل التعب وتيسير الصعب ... رحمها الله .. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ...
    والآن حين أعود إلى رسالتي وأتأمل فيها أكاد لا أصدق أنها ابنتي التي أنتجتها بذراعي ، وأنجبتها بيراعي ... فاللهم لك الحمد أنت ولي ذلك والموفق إليه، ولك الشكر ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيءٍ بعد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا راد لما قضيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد تباركت وتعاليت لا إله إلا أنت ...


    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة البحث

    الحمد لله الذي أنزل القرآن حبلاً متيناً ، وجعله للناس نوراً مبيناً ، وأرسل محمداً صلى الله عليه وسلم هادياً وبشيراً ونذيراً ، وسراجاً منيراً ، وأكرم الإنسان بالسمع والبصر والفؤاد ليكون عبداً شكوراً ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة لا ينقطع أمدها ولا يفنى عددها أحقاباً ودهوراً وبعد :
    لقد شاءت حكمة الله عز وجل أن يخلق الإنسان وينزله على هذه الأرض ليكون خليفة له يحظى بالتشريف، ويشرف بالتكليف، وعلمه الأسماء كلها، وأرسل إليه الرسل دائماً لكي يذكروه بمهمته الأساسية، وغايته الحقيقية، فلا يغفل عن عبادة الله عز وج ، ولا يخطئ فهم خلافته له سبحانه وتعالى .
    وكانت شهوات الإنسان وأهواؤه دائماً غلابة ، ونزواته شبّابة ، وأفكاره غالباً مرتابة ، فلجأ إلى العناد والمكابرة ، وقابل إحسان الباري عز وجل بالإساءة والكفران ، وقتل أنبياء الله عز وجل وحرّف رسالاته ، وتولى معرضاً عن آياته سبحانه وتعالى .
    وكان آخر الأنبياء والرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شاء الله عز وجل أن يكون خاتم المرسلين ورحمة للعالمين ، فأنزل معه معجزة دائمة ، وتكفل بحفظها لتكون بين أيدي كل الناس ، وأمام عقولهم وأفئدتهم وعلى مر الأجيال . هذه المعجزة هي القرآن الكريم الذي لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي فوائده ، ولا تنتهي فرائده ، ولا يشبع منه العلماء ، ولا يخلق على كثرة الترداد .
    إنها المعجزة التي تخاطب كل الناس العامي الذي يقرؤه لوحده فيعرف الغاية منه، والعابد المتنسك الذي يقرؤه في صلاته فتلامس مواعظه شغاف قلبه ، وتفيض على حنايا روحه ، والعالم المتبحر الذي يكتشف كل يوم فيه علماً يبهر العقول ، ويستولي على الألباب ، ولكن أصحاب المصالح والأهواء في كل عصر وجيل كانوا يصمّون آذانهم عن الهدى ، فقالوا عن هذا القرآن بأنه شعر أو سحر أو كهانة أو إفك أو افتراء أو أساطير ، وتقلبوا بين أنواع مختلفة من الادعاءات والافتراءات التي تفضح مراميهم ، وتكشف عن اضطرابهم ، ولم ينل ذلك من كتاب الله عز وجل بل تقبله الناس وآمنوا به ، وانتشر نوره في أصقاع المعمورة شرقاً وغرباً ولدى مختلف الأمم واندثر الذين كانوا يحاربونه وانقلبوا خائبين " خسروا الدنيا والآخرة "
    وما أشبه الليلة بالبارحة ، يتكالب شياطين الإنس والجن من الشرق والغرب على هذه الأمة لإذلالها ونهب خيراتها وثرواتها ، وتجريدها من خصائصها ومقوماتها ، ويوظفون لذلك كل الوسائل والإمكانات المادية والفكرية ، فقاموا بزرع كيان غريب في جسم الأمة لكي لا تستقر على حال ، ولا تهدأ من اضطراب ، ثم نظروا فأدركوا أن الأهم من كل ذلك هو إفراغ الأدمغة والعقول ، ثم إعادة شحنها من جديد بما يتلاءم مع مصالحهم وأطماعهم ، فجندوا لذلك بعض العقول وفتحوا المدارس وأتاحوا الفرص لتربية تلاميذ مخلصين غمروهم بالإنعام ، ومكنوهم من كل وسائل الأسفار والترحال والتمتع بالملذات ، ثم طيّروا لهم أسماء الشهرة والمجد وأطلقوا عليهم ألقاب العلم والفكر وأصعدوهم إلى منابر الثقافة ، ودفعوهم إلى سدة القيادة .
    وإذا كان كل إناءٍ بما فيه ينضح ، فقد كانت الآنية مملوءة ، والقُرَب طافحة ، فكانت الجرائد والمجلات والصحف والكتابات تعبر عن هذا الحال الذي آل إليه أمر الأمة ، فمن طاعن في اللغة العربية لأنها لغة البدو، ومن طاعن في تاريخنا بأنه تاريخ القتل والدماء ومن طاعن في عقولنا لأنها تنتمي إلى العقل السامي الساذج ، ومن طاعن في قرآننا بأنه يتناقض مع الحفريات والآثار والتاريخ إلى آخر ما هنالك ، وهي قالات رددها الغربيون حتى ملّوا فلم يلتفت إليها أحد ، ثم رأوا أن ذلك قد يكون لأنهم موسومون بالعداوة وموصوفون بالغزاة والمستعمرين ، فاختاروا من أبناء الأمة من يقوم عنهم بتلك الهمة .
    لقد سبب هؤلاء الأبناء لهذه الأمة كثيراً من المتاعب إلى جانب ما يمارسه المحتل من إبادة وقتل للأنفس والعقول ، ففي كل فترة تثور ضجة أو معركة حول معتقد من معتقداتنا، أو مقدس من مقدساتنا تناله ألسنة هؤلاء أو أقلامهم ، ويضيع كثير من الوقت والجهد في السجال والرد والجدال والنقض ، ثم كانت النتائج في الغالب أن يتوب العاقّون ويتراجعوا عن أخطائهم ويعترفوا بعثراتهم أو نزواتهم .
    لقد كان القرآن الكريم هو الهدف ألأول الذي حاول المغرضون أن يطعنوا فيه ، لأنه القاعدة المتينة التي تظل – رغم ما تعانيه الأمة من ذل وهوان – تشد الأمة إلى الوحدة ، وتردها إلى الوئام ، فكانت الشبهة تثار تلو الشبهة ، وما تندثر ضجة وأزمة حتى تُطل برأسها أخرى ، والطباخ واحد ، والمادة واحدة ، والاختلاف يكون في التوابل والألوان ، وأشكال الدعاية والإعلان .
    إن كل الشبهات التي تحاك اليوم حول القرآن الكريم لم تخرج عما ذكره القرآن نفسه وفنده بكلمات موجزة بليغة، والمؤمن يكتفي بهذا الذي ذكره القرآن دون حاجة إلى مزيد بيان.
    إلا أن المشكلة ليست في الخوف على ذلك المؤمن المطمئن الحنيف ، وإنما على ذلك الذي تتقاذفه الأمواج ، وتتجاذبه التيارات ويخدعه البريق ، ويركض وراء كل سراب ، ذلك هو من يحتاج إلى فصول مختلفة من القول والبيان ، وضروب من الدليل والبرهان ، لكي تحجزه عن الانخراط وراء الهذيان . وإن أهم ما يمكن أن يحول دون ذلك الشاب المنبهر بالبهرج الظاهر من الحضارة الغازية هو الكشف عن مكنونها العفن ، ومضمونها النتن ، وما آلت إليه أحوال أهلها ، وما انتهت إليه صروف دهرها .
    وهي المهمة التي أخذ البحث عاتقه أن يسعى إليها ، فما يسمى بالعلمانية التي أفرزت كثيراً من التشويش والاضطراب الفكري في بلادنا ليست في حقيقتها إلا إفرازاً لتاريخ طويل من الفلسفة المضطربة المتلونة والتي لم تصل إلى قرار ، ولم تسكن على حال . إن المآسي العقلية والفكرية والخلقية التي حفِظَنا منها القرآن الكريم ، وحصَّنَنا دونها وقعت فيها أوربا في العصر الحديث وتمرغت وتقلبت في أوحال كثيرة من الشك واليأس والإحباط والانحلال والتهتك ثم أخيراً الإفلاس والعدمية .
    إن هذا الحصن القرآني الذي يحول بيننا وبين الوقوع في ذلك المرتكس هو ما يحاول العدو أن يهدمه أو يثقبه أو يزعزعه، ويوظف لذلك كل ما لديه من إمكانات مادية وإغرائية وتلبيسية . ومن هنا يريد هذا البحث أن يكون لبنة أمام هذا الحصن ، يكشف عن الشبهات وجذورها وأخطارها ، ويلفت النظر إلى نتائجها وآثارها ، ويستحث الهمم لمجابهتها ومواجهتها، بل ومهاجمتها أيضاً في عقر دارها .
    ومن أهم هذه الأفكار التي تبحث عن منفذ تتسرب منه إلى عقولنا لتتحكم بثوابتنا هي مسألة التاريخية أو تاريخية النصوص التي تأتي في إطار التسريب العلماني للأفكار الوافدة، وهي قضية الهدف منها إقصاء القرآن الكريم عن موقع القيادة واستبداله بأيديولوجيات مختلفة تمجد العقل والإنسان والحياة الدنيا والمادة على حساب الخالق عز وجل والغيب والحياة الآخرة .
    ومن هنا يعرض الخطاب العلماني بضاعته المستوردة هذه في مؤتمراته وندواته ويلح في الدعوة إليها والتنظير لها تحت مسميات ومفاهيم إسلامية مختلفة مثل أسباب النزول والنسخ والمكي والمدني والمقاصد وغير ذلك .
    وقد صدرت دراسة تطبيقية بعنوان " تاريخية التفسير القرآني " للباحثة التونسية نائلة السليني وهي في أصلها رسالة دكتوراه مقدمة في كلية الآداب بمنوبة – جامعة تونس . تناولت فيها نماذج في النكاح والرضاعة والمواريث وأرادت أن تصل من خلال هذه النماذج إلى أن كل ما فهمه المسلمون من الآيات القرآنية التي تتعرض لهذه المواضيع كان متأثراً بالحياة الاجتماعية ، ويعكس أثر الواقع في النص ودوره في توجيه معانيه ، وكان جل اعتمادها في ذلك على الدراسات الاستشراقية والعلمانية ، وليس وجود مصادر إسلامية كثيرة في حواشي الرسالة إلا محاولة لستر الخلفية المغرضة التي تنطلق منها الباحثة .
    إنها تنطلق من أسس تمثل الحد الفاصل بين الإسلاميين والعلمانيين وذلك حين تعتبر القرآن الكريم تاريخياً في جملته من حيث الجمع والتدوين أي تعرضه للزيادة والنقصان ، وتاريخياً من حيث فهمه أي وُظّف دائماً بشكل خاطئ في التاريخ ، أو على الأقل بشكل لا يمكن أن يكون مطلقاً ومتجاوزاً لحدود الزمان والمكان ، لقد كانت دراسة الباحثة إذن تطبيقية ومن وجهة نظر علمانية بحتة ، أما الجانب التنظيري والتأصيلي لفكرة التاريخية فقد كان غائباً كلياً عن البحث إلا من بعض الإشارات العابرة .
    وفي قسم التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر رسالة بعنوان " العلمانيون والقرآن الكريم " للباحث الكويتي صلاح يعقوب يوسف عبد الله وقد وفق الباحث في مناقشة تأصيلية لكثير من موضوعات بحثه إلا أن منهجية الباحث كانت منهجية تجزيئية تنطلق من مكافحة بعض الشبهات المختلفة التي يتداولها الخطاب العلماني وقد غابت عن الباحث الأسس والأصول الأيديولوجية الموجهة لهذا الخطاب في قراءاته للقرآن الكريم .
    ولذلك لم أجد أية دارسة تستقل بتناول مسألة تاريخية النص في الخطاب العربي والإسلامي المعاصر وتنظّر لذلك من وجهة نظر إسلامية وتبحث عن أسسه وأصوله بشكل مفصل وهو ما حاولت هذه الدراسة أن تقوم به .
    ولم يكن تحقيق هذه الخطوة بالأمر السهل فقد تطلب قراءة كثيرة لمختلف الأطروحات أو ما يسمى تضخيماً بالمشاريع العلمانية ، واحتاج ذلك إلى وقت طويل ، وصبر جميل لفهم هذه الأطروحات وخصوصاً أنها في كثير من الأحيان تسعى إلى التقعر في الكلام والتمعك في المصطلحات ، والإغراب في التراكيب والعبارات بقصد الإبهار والتلاعب بالعقول والأفكار .
    ولم يكن الهم الأساسي في هذا البحث هو السجال في الفروع والتطبيقات ، أو الجدال في الأشكال والهامشيات وإنما كان الهم الأساسي هو في البحث عن الجذور الغائرة والأسس الكامنة والأرضية الناظمة التي تشكل المنابع والروافد والقواعد التي يبني عليها الخطاب العلماني رؤاه وأطروحاته عندما يتعامل مع القرآن الكريم أو مع الإسلام عموماً .
    وتطلّب هذا البحث استخدام مناهج متنوعة ومتكاملة لعلها تفي بالغرض وتحقق الهدف فكان المنهج الوصفي لا بد منه في إطار العرض والتنظير ، وأحياناً يمزج الباحث بين المنهجين الوصفي والتحليلي ، وأحياناً تتجاور المناهج المختلفة في الدراسة فيكون الوصف ثم التحليل ثم المقارنة ، ويأتي النقد على شكل تعقيبات أو خلاصات في نهاية المباحث .
    ولا بد من الإشارة إلى أنني وإن دخلت هذا البحث بخلفية إسلامية وأصولية إلا أن هذا لم يحل بيني وبين قدر كبير من الحياد ، ولقد ظننت أني سأجد ما يقنعني من أفكار ، ويبهرني من حقائق ، وكنت أترقب كثيراً من هذا – وهو ما يعني أنني لم أدخل متحاملاً باحثاً عن النقائص والعيوب ، ومنقباً عن العثرات والأخطاء فقط – ولكن الذي هالني أنني لم أزدد علماً، وأنني شعرت خلال فترة طويلة من الدراسة وأنا أطالع كتب الخطاب العلماني مقارنة بما قرأته في تراثنا الأصولي والفلسفي والكلامي أنني أنحط من أسمى الدرجات إلى أدنى الدركات ، وأنه من العبث المقارنة بين ما كتبه علماؤنا الأفذاذ وهؤلاء الشذّاذ ، فليست كتابات هؤلاء إلى أولئك إلا كلعب الأطفال إلى جانب صولات الأبطال .
    ربما تكون هذه هي الفائدة الوحيدة التي حصلتها من خلال قراءتي في هذا الحقل ، والحقيقة عندما تكون عن تجربة ومعايشة يكون أثرها في النفس أرسخ ، وتمكنها من العقل أثبت .
    هذا ويمكن إجمال خطة البحث في الآتي :
    * المقدمة : وفيها إشارة إلى أهمية الموضوع وخطورته وأسباب اختياره والدراسات السابقة فيه والمناهج المستخدمة في معالجته كما تحتوي على موجز لخطة البحث .
    * الباب الأول : وعنوانه : العلمانية من الغرب إلى الشرق وفيه ثلاثة فصول :
    - الفصل الأول : الجذور التاريخية والفلسفية للعلمانية الغربية .
    - الفصل الثاني : العلمانية في العالم العربي .
    - الفصل الثالث : العلمانية والمفاهيم المتشابكة معها .
    - الفصل الرابع : العلمانية وجدلية العقل والنقل .
    * الباب الثاني : التاريخية ومداخلها المعلنة . وفيه خمسة فصول :
    - الفصل الأول : التاريخية الشاملة والتاريخية الجزئية .
    - الفصل الثاني : المدخل الأصولي .
    - الفصل الثالث : المدخل الكلامي .
    - الفصل الرابع : مدخل علوم القرآن .
    - الفصل الخامس : المدخل الحداثي .
    * الباب الثالث : الأصول الحقيقية للتاريخية وانعكاساتها . وفيه أربعة فصول :
    - الفصل الأول : الأصل الأول : النزعة الإنسية .
    - الفصل الثاني : الأصل الثاني : النزعة الماركسية .
    - الفصل الثالث : الأصل الثالث : الهرمينوطيقا .
    - الفصل الرابع : انعكاسات التاريخية على الرسالة القرآنية .
    * الخاتمة : وفيها تلخيص للنتائج والتوصيات .
    وأخيراً أسأل الله عز وجل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يغفر لي ما فيه من الزلات والعثرات، وأن يبارك بما فيه من الخيرات ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد الكائنات وعلى آله وصحبه وسلم .
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


    الخاتمة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يمكننا بعد تلك الجولة في المصادر المختلفة أن نشير إلى النتائج التالية :
    1 – لقد خلق الله عز وجل العقل وزوّده بأدوات تُمكّنه من سلوك الطريق الذي يُفضي به إلى الحق إذا تجرد عن الأهواء والنوازع والأغراض ، ولكنه سبحانه وتعالى أيضاً جل لهذا العقل حدوداً كما جعل للبصر حدوداً ، وحدوده لا يمكن أن تتجاوز عالم الشهادة والحس ، ولذلك فكل المغامرات العقلية التي تريد أن تستكنه الغيب أو تستكشف الملكوت الأعلى باءت بالفشل، والتاريخ الفلسفي الذي بين أيدينا أبرز دليل على ذلك ، ونجد فيه مغامرتين للعقل الغربي استغرقت كل مغامرة منهما أكثر من خمسمائة عام ، الأولى : مغامرة العقل اليوناني ، والثانية : مغامرة العقل الأوربي الحديث ، وكلتا المحاولتين انتهت إلى الشك والعدمية واللاأدرية .
    2 – وعندما ينتهي العقل إلى الشك والعدمية واللاأدرية مع تمكن النوازع الغريزية والأرضية منه فإنه يصبح وحشاً جامحاً لا يمكن أن يقف في طريق رعوناته وشهواته وأهوائه شيء . وهذا ما حصل عبر مسيرة الفكر الأوربي على مستوى الأفراد وعلى مستوى الدول والمجتمعات ، حتى سئم الإنسان نفسه، ولم يعد يشعر لوجوده معنى ، لقد أصبح همه وغايته لا يتجاوزان الحدود التي وقف عندها عقله ، فلم يفكر بعالم آخر للجزاء والحساب ولذلك فكل ما يمكنه أن يصل إليه من المتع الملذات يجد أن عليه أن يقتنصها بسرعة قبل أن تذهب منه ، فترسخت الدنيوية " العلمانية " في قلبه ، وتمكنت الشهوات من نفسه ، وتفاقم ذلك بشدة حتى دفع البشر الثمن في حربين عالميتين أزهقت فيهما ملايين الأرواح عدا عن الملايين الأخرى التي أزهقتها الأمراض المفترسة ، أمراض العلمانية والرأسمالية كالإيدز والقلق والاكتئاب والانتحار وغيرها ، ولا يزال البشر ينتظرون الكثير من المآسي والكوارث التي ستكون نهايات لآخر ما توصلت إليه الدنيوية العلمانية الجامحة .
    3 – هذه التجربة الغربية كان يُفترض أن تكون درساً وعبرة لنا نحن المسلمين بالذات، لأن ديننا الحنيف في الوقت الذي مجّد فيه العقل وأكد دائماً على دوره في عالم الشهادة وعالم المحسوسات ، بين لنا ما لا يمكن للعقل أن يخوض فيه أو يقتحمه من عوالم الغيبيات كالآخرة وكنه الذات الإلهية وكنه صفاتها .
    ولكن تواكبت عوامل مختلفة من استعمار وتخلف وجهل جعلت الدنيوية تجد طريقاً سهلاً إلى دنيا المسلمين، وتفسح لنفسها مكاناً في عقولهم وقلوبهم ومجتمعاتهم ، حتى تسبب ذلك في اضطراب الفكر وبلبلة في العقل ، وتحتاج الأمة إلى تضافر الجهود وتكاتف العلماء والمفكرين المخلصين للتخلص من آثارها والحيلولة دون تفاقمها .
    إن أبرز ما تجلى من آثار سلبية للعلمانية كانت من حيث التعامل مع القرآن الكريم فظهرت دعوات تكتفي أولاً بالقرآن وتحيِّد السنة ، بحجة أن السنة دخلها الوضع بشدة فلم يعد يمكن تمييز الصحيح فيها من غيره ، ثم تطورت الدعوة إلى التخلص من القرآن تحت مسمى خفيف الصدمة هو فكرة " التاريخية " التي تعني في حقيقة الأمر "" إخضاع الأحداث والأفكار للصيرورة المادية الزمكانية النسبية "" وكان ذلك يعني بالنسبة للقرآن الكريم "" خضوعه لأثر الزمان والمكان والمخاطب بشكل مطلق "" أي بدون دليل .
    4 – هذه التاريخية سلك إليها الخطاب العلماني مسالك يستأنس بها المسلمين ، فاستخدم لهذا الغرض مفاهيم إسلامية مُفرّغة من مضامينها الحقيقية ، ومجردة من ضوابطها وكوابحها الأساسية مثل المقاصد وعلوم القرآن ، والفن الأدبي والتأويل ، ثم قام بتضمينها وتعبئتها بمضامين جديدة استوردها من الشرق والغرب .
    5 – ثم تبين أن المضامين الحقيقية التي أُلبست ثياباً إسلامية هي في الحقيقة فلسفات علمانية غربية مستهلكة دنيوية إنسية وماركسية وهرمينوطيقية قد هُجرت في ديارها ، ولم يجن أهلها منها إلا الضياع والقلق ومزيداً من اليأس والإحباط .
    6 – انعكس ذلك على المرجعية التي يجب أن تحكم الحياة فأصبح المرجع والحاكم هو الإنسان والواقع ، أما القرآن فهو مجرد غطاء للتبرير، عليه أن يبارك الواقع ، ويرضخ له وإلا فإنه لا يمكن أن يكون صالحاً لكل زمان ومكان .
    7 – ولذلك لم يعد للقرآن معنى في الفكرانية العلمانية لأنه أصبح يقول كل شيءٍ دون أن يقول شيئاً ، يقول كل شيءٍ يريده الإنسان ، ويسكت عن كل شيءٍ لا يريده الإنسان ، ولم تعد له القداسة التي يُكنها له المسلمون ، فأصبح يدعو إلى النفور ، ويمارس التعمية " والإيديولوجية " والخداع والمخاتلة ، ويوصم بالتناقض والتفكك والتبعثر .
    8 – ولمزيد من الوفاء العلماني لجذوره الغربية الدنيوية اجترّ كل ما قاله المبشرون من أمثال فندر في كتابه ميزان الحق والمستشرقون من أمثال نولدكه وبلاشير بخصوص تاريخ القرآن وجمعه وكتابته ، فردد كل ما قاله هؤلاء من طعن في سلامة القرآن عن التحريف ، وإشاعة للأخبار الكاذبة التي وضعها الزنادقة ، وروجها المبطلون ، وهو في كل ذلك يعبر عن أشد أنواع الاستلاب ، ويعاني من أخطر جراثيم الافتراس .
    أم واجبنا نحن المسلمين فعلينا أن نقارع الخصم بنفس أسلحته ، وعلينا أن لا نكتفي بالإدانة والرفض والتسفيه ، لأن ذلك إذا لم يقترن بالحجة والبرهان يكون ضرره أكثر من نفعه ، ولا بد من قراءة مصادر العلمانيين ومراجعهم والاطلاع على أحدث ما يتبجحون به ، مع العلم بان أحدث ما يتبجحون به مرفوض في بيئته ، ومهجور في عقر داره . لقد قلت كما قال الدكتور عبد العزيز حمودة بان العلمانيين أو الحداثيين يحسنون فن العرض والتغليف ، يساعدهم على ذلك الاطلاع على اللغات الأجنبية التي تثري في نفس الوقت لغتهم العربية بسبب تفاعل اللغات ، وتراكم التراكيب والكلمات ، وتيسر النحت والاشتقاق الذي يتأتى بكثرة المتقابلات والمترادفات الحديثة والجديدة ، والتي تغري الجيل الجديد ، وتعزز ثقته بقدرة الخطاب العلماني على الإبداع والتجديد .
    إننا في عصر تكون الغلبة فيه لمن يحسن الدعاية والإعلان في الغالب ، وعلينا أن لا نزدري ذلك وأن نوليه كثيراً من الاهتمام إلى جانب ما نملكه من جوهر نفيس ، وتراث عزيز، وحضارة باسقة . إن علماءنا السالفين لم يستهينوا بالأفكار الوافدة ، والفلسفات الغازية، بل تفاعلوا معها وأتقنوها حتى بزوا أهلها، وفاقوا أعلامها ، فنازلوهم عند ذلك منازلة الأقران، وصاولوهم مصاولة الشجعان فلم تمض سنوات قليلة حتى هُضمت العلوم المختلفة ثم أُعيد بناؤها من جديد بما يتلاءم مع مبادئ الإسلام ومثله العليا .
    ونحن اليوم بحاجة إلى أن نمسك بالأفكار الجديدة من منابعها ، ونتابع ما آلت إليه تطبيقاتها في واقعها ، لكي نتمكن من رؤية حقيقية لأضرارها ومنافعها ، فإذا قال العلمانيون : اللسانيات أو الهرمينوطيقا أو الإنتربولوجيا أو غير ذلك ، فلا بد من وضع هذه الدعوات في عين الاعتبار، والبحث عن أًصولها ، وقراءة أعلامها ، وسنكتشف دائماً أن الحق لا يُعدم من أنصار، وأن الباطل دائماً ينهار ، لأن الحق دائماً أبلج ، والباطل دائماً لجلج . وهذه هي وصيتي الأولى .
    أما الوصية الثانية : فهي أنني أرى أن البحوث الأكاديمية الفلسفية في أقسام الدراسات الإسلامية تولي اهتماماً لدراسة التراث أكثر من اهتمامها بدراسة الواقع المعاصر ، وقد ترتب على ذلك أن تُركت الساحة للخطاب العلماني يسد الثغرة ، ويملأ الفراغ ، وكان لذلك انعكاسات خطيرة على الفكر والعلم والواقع ، وخصوصاً في استقطاب أعداد كبيرة من أنصاف المثقفين الذين تغريهم المناهج بسبب عدم استنادهم على قاعدة أصولية متينة . ولا يعني ذلك أنني أدعو إلى التقصير في دراسة التراث ، وإنما أدعو القائمين على توجيه الدراسات الأكاديمية إلى إقامة توازن بين الواقع والماضي ، ونسج وشائج تواصل بين دراسة التراث والواقع المعاصر بما فيه من أطروحات جديدة ، ومناهج حديثة . إن أكثر الأفكار الجديدة هي في حقيقتها ليست جديدة ، وإنما أفكار قديمة تصاغ بقوالب جديدة ، فلماذا لا نكون نحن هؤلاء الصُّياغ ، لماذا نترك مهنة الصياغة لغيرنا مع أنها من أكثر المهن ثراءً وجلباً للأرباح .
    إن ما أدعو إليه هو أن يكون الانطلاق من الواقع والحاضر إلى الماضي ، ولكن الذي يحصل هو أن الدراسات الإسلامية لا تنطلق حتى من الماضي إلى الحاضر ، وإنما تظل حبيسة الماضي دون أن تقيم أي صلة مع الحاضر والواقع المعاصر ، وهو ما يجعلنا غرباء عن عصرنا ، ويجعل غيرنا أكثر تآلفاً وتصالحاً ومودة معه ، وبالتالي قبولاً منه .
    إن المشاريع العلمانية التي تطرح نفسها باسم الواقع والإنسان والمصلحة والمغزى يمكن أن تواجَه ببدائل إسلامية تنفي عنها الزغل والخبث ، وتستفيد من النافع والحسن . إن الإسلام ليس عقبة في وجه الواقع أو التطور وهو المعنى الذي يتضمنه قوله تعالى : "" ما جعل عليكم في الدين من حرج "" ولكنه في الوقت نفسه لا يترك الواقع هملاً دون رعاية أو هداية . إن مساحة الواقع في الإسلام واسعة جداً ، وحرية الحركة له متاحة إلى تخوم بعيدة ، ومرونة النصوص والأصول تفسح المجال لدفع الحرج والتواؤم مع تقلبات الأزمنة والأمكنة ، وتملك إجابات مريحة لكل الأسئلة التي قد تؤرق الإنسان . ولكن مع هذه السعة وهذه المرونة والحرية فهناك سياج يلفّ الإسلام به الواقع ، وهذا السياج هو الرحمة التي تعصم العقل وتحول دون الوقوع في هاوية الهوى والأنانية والنفعية .
    إن الخطاب العلماني يريد أن يدمر هذا السياج – الدوغمائي بنظره - ليقتحم الغيب ، ويزحزح هذه الحدود والثوابت لأنه يطمح إلى معرفة ما وراء هذا السياج ، ولا يكتفي بالخبر الموثوق ، ويأبى إلا أن يقتحم هذا السياج ويرتع في الحمى ، ويتجاهل التجارب الإنسانية الطويلة الفاشلة في هذا المجال ، ومهمتنا نحن المسلمين ليس في دفعه إلى الهاوية ، وإنما في انتشاله منها كما علمنا نبينا المصطفى الرحمة المهداة للعالمين صلى الله عليه وسلم .
    والله أعلم .
    وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
    والحمد لله رب العالمين

  2. افتراضي

    من أقوال الكاتب

    من أقوال الكاتب :

    ( إن توظيف علوم القرآن لتأكيد وتكريس واقعية القرآن ليس أمراً مرفوضاً، ولكن الواقعية التي يريدها

    الخطاب العلماني ليست هي الواقعية القرآنية، وإنما الواقعية العلمانية ترفض في حقيقة الأمر

    الانضواء تحت أي نص، أو الرضوخ لأي مُقدّس ؛ لأن هدفها الأساسي هو التحرر من سلطة النصوص

    لأن قال الله وقال الرسول ليس بحجة . ومن هنا فإن الصدام في أوج الاحتدام بين الواقعية القرآنية،

    والواقعية العلمانية ؛ لأن كلاً منهما تريد أن تكون الهيمنة لها، والسيادة والحاكمية بيدها ) . ( ص

    543 ) .



    ( لم يكن هدف الخطاب العلماني من استخدامه للمفاهيم الإسلامية في دراساته هو البقاء في

    إطار الإسلام، والانضواء تحت مبادئه وهدايته وإنما الهدف هو:



    التحلل من المرجعية القرآنية ، دون مجابهة صريحة مع الفكر والرأي العام الإسلامي، وذلك بتوظيف

    مفاهيم ذات أصول قرآنية ، ولكن بعد تفريغها من مضامينها الحقيقية ، وحشوها بمضامين علمانية

    فكرانية حُددت سلفاً. وتؤدي هذه المفاهيم وظيفة استئناسية للعقل الإسلامي، لأنها مفاهيم

    مألوفة لديه ، ومن داخل نسقه الأصولي، وهو ما يبدد عن الأفكار المستوردة التي ستُسقَط على

    القرآن الكريم باسمها كثيراً من غرابتها. وبذلك يكون الخطاب العلماني قد استدرج الإسلاميين

    لتقبل أطروحاته ، أو على الأقل مهد الأرضية الثقافية والفكرية لتقبلها في المستقبل ) . ( ص 595 ) .





    ( لا تختلف لسانيات أركون عن أدبيات أبي زيد ، فالغاية جميعاً واحدة ، وهي زحزحة قداسة النص

    وطمس البعد الإلهي فيه، ودمجه في مجموعة النصوص المعاصرة له ، ليكون منتجاً ثقافياً ، أما أن

    يظل الإيمان بالله عز وجل كمنـزِّل للنص، وقائل له ، قاراً في شعور القارئ وكيانه ، فهذا ما يسعى

    الخطاب العلماني إلى التحرر منه ؛ لأن الإيمان بوجود ميتافيزيقي سابق للنص يعود لكي يطمس

    هذه الحقيقة البديهية - حقيقة كونه منتجاً ثقافياً - ، ويعكر من ثَمّ إمكانية الفهم العلمي لظاهرة

    النص ) . ( ص 719 )

  3. افتراضي

    صورة الكتاب


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعتقال د. أحمد إدريس الطعان
    بواسطة حاتم في المنتدى أحوال المسلمين بالعالم
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 06-10-2012, 09:10 PM
  2. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-18-2011, 03:18 AM
  3. إعادة إعتقال د. أحمد إدريس الطعان
    بواسطة حاتم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-04-2011, 11:55 PM
  4. صدر كتاب : العلمانيون والقرآن الكريم - تاريخية النص
    بواسطة د. أحمد إدريس الطعان في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-08-2008, 12:33 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء