النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الاسلام هو الدين الحق

  1. #1

    افتراضي الاسلام هو الدين الحق


    الاسلام هو الدين الحق





    بقلم : العالم الياباني الدكتور ناوكي كومورو

    ترجمة : ميسرة عبد الراضي عفيفي



    القرآن هو لب الإسلام :



    يتزايد المسلمون في أمريكا بمعدل مرتفع للغاية. وأتوقع أن ينتشر في روسيا وغيرها من الدول لأنه دين في غاية الوضوح والبساطة.ً

    هناك حقيقة تاريخية تعطينا إنطباع هائل، وهي أنه لا يوجد بلد من البلاد التي دخلت في الإسلام تحولت بعد ذلك إلي

    البوذية. ولكن العكس حدث بكثرة. فكل البلاد التي يمر بها طريق الحرير كانت بوذية وتحولت إلى الإسلام.

    والبلاد التي تحولت من المسيحية إلى الإسلام كثيرة جداً، ولكن حتى العصور الوسطى لا تكاد توجد بلد تحولت من الإسلام إلى المسيحية، إلا فيما ندر.ً

    لأنه لا توجد في الاسلام تعاليم غامضة مثل "فداء المسيح للخطيئة الأصلية" أو منطق "الفراغ" أو "الإدراك الأوحد" كما في البوذية.

    وبذلك كان من الطبيعي أن تتحول الدول الأفريقية من المسيحية إلى الاسلام.

    في الأصل عند الحديث عن مقارنة الأديان يجب البدء بشرح الإسلام ليس فقط لأنه في الاسلام تتوحد تماماً تعاليم الدين مع تقاليد المجتمع مع قوانين الدولة، ولكن ايضا لأن معرفة الاسلام هي الطريق إلى معرفة اليهودية والمسيحية، بل والبوذية أيضاًَ.

    لكن يقول أغلب اليابانيون إنه لا يوجد بالقرب منا مسلمون بالإضافة أنه لا توجدأي كتب تشرح لنا الاسلام بطريقة سهلة ومفهومة. صحيح أن عدد اليابانيين المسلمين قليل جدا.ولكن الكتاب الذي يشرح الاسلام بطريقة سهلة موجود وسهل الحصول عليه في اليابان. أعتقد أن أغلب القراء قد فهم ما أعني إنه "القرآن". عند الذهاب إلى أي بلد عربي، نجد أن اليوم يصطبغ منذ الإستقاظ في الصباح إلى الخلود إلى النوم في المساء

    بلون واحد هو "القرآن". لايستطيع اليابانيون تخيل ذلك ولكن حتى التحيات بين الناس هي قرآن. أثناء المشي في الطريق قرآن.

    أغلب البلاد العربية لا ينقطع فيها صوت قراءة القرآن. حتى الأطفال يبدءون الدراسة بحفظ آيات القرآن. بالفعل إن حياتهم قرآن

    في قرآن في قرآن.

    ورغم أن اليابانيين لم يقرأوا القرآن ولو مرة واحدة، إلا أنهم يحجمون عن قراءته بحجة أنه غير مألوف لديهم. مع أن قراءة القرآن هي أفضل طريقة لفهم الاسلام. أفضل من الإستماع إلى أحد.

    يعتقد اليابانيون أن القرآن صعب فهمه ولكن الحقيقة غير ذلك على الأطلاق. الحقيقة أنه يصعب الحصول على "كتاب مقدس" في الأديان

    الأخرى له وضوح وسهولة وجذابية القرآن.

    لنعطي مثال واحد على وضوح المنطق القرآني.

    من أهم التعاليم في المسيحية هي ما يطلق عليه "عقيدة نيقية"

    وهي أن عيسي المسيح هو إله وفي ذات الوقت إنسان كامل.

    وتوجد في المسيحية أيضا عقيدة الثالوث المقدس. بمعنى أن الآب والابن والروح القدس متحدون في واحد. أشياء يصعب فهمها،

    ولكن هذه أهم تعاليم الدين المسيحي الصحيح من وجهة نظر اليابانيين.

    تعاليم غاية في الصعوبة ولا يمكن فهمها على الأطلاق.

    ولكن من ينكر ذلك بمنتهى الوضوح هو الإسلام. عيسي في الإسلام لا يزيد عن كونه بشر. ليس إله على الإطلاق. بالطبع هو نبي

    عظيم.

    لكن لايزيد ذلك. وبالمثل أيضا محمد هو مجرد بشر. لايزيد على إنه أفضل الأنبياء جميعا.

    ينكر الإسلام ايضا"عقيدة الثالوث" بالكامل، ويقرر أن الرب هو الله

    الواحد الأحد لا ثاني له ولا ثالث. الأرباب هم ثلاثة

    ولكن الثلاثة

    متحدون في واحد هو محض إفتراء، والاسلام لا يوجد به هذا

    الإبهام.

    عند النظر بحيادية لابد من الإعتراف أن القرآن في هذا

    الموضوع

    هو الذي يتماشي مع العقل والمنطق.

    إذن ماذا عن نظرية القدرية المسبقة التي تعتبر من أكبر

    سمات

    المسيحية؟ يوجد في الاسلام شئ شبيه بها، وهي مشيئة الله

    أو القدر

    "مشيئة الله" هي المتحكمة في كل شيئ بين السماء والارض

    بدون

    "إستثناء" الله القدير العليم هو الذي بيده مصير الانسان

    في

    الماضي و الحاضر والمستقبل. ويمكن أن نطلق على هذه

    المقولة

    "نظرية القدرية المسبقة" ولكن الشئ الذي يختلف تماما عن

    المسيحية هو أن الإسلام يقرر أن من يفعل خيرا ينجو من

    عذاب

    الآخرة. وهذه علاقة سببية ليس في ذلك شك.

    لا يوجد في تعاليم المسيحية الأصلية أي عبارة تـأمر بفعل

    الخير.

    أكثر من ذلك فإن البروتستانت يعارضون بشدة أي شيئ غير

    التعاليم الأصلية للمسيح.

    مارتن لوثر لا يصنف الكتب التي بها أوامر فعل الخير ضمن

    الكتب

    المقدسة. لماذا لأنها من وجهة نظر المسيحية الأصلية،

    هرطقة لا شك فيها. في الأصل لا تطلب المسيحية من الناس

    إلا الإيمان بالله.

    في حين أن القرآن من أوله إلى آخره يمتلئ بأوامر فعل

    الخير.

    وشئ آخر مميز للقرآن، هو أن الشريعة الاسلامية هي التي

    تحدد

    ما هو هذا الخير.

    الشريعة الإسلامية هي التي تحدد الخير من الشر، الأمر

    والنهي.

    ماذا يحدث إذا فعل الإنسان الخير؟

    سيكون مصيره نعيم ما بعده نعيم، يسمى في الإسلام الجنة.

    وأما

    إذا فعل السيئات فسيسقط في الجحيم.

    وأحد السمات التي تميز الإسلام أن الجنة وكذلك الجحيم

    يصوران

    ويعبر عنهما بشكل حسي مادي.

    في البوذية مثلا يوجد شئ شبيه بالجنة والنار ولكن

    البوذية تنكر

    وجودهما المادي. وبالتالي فإن الكلام عن الجنة والنار في



    البوذية ليس إلا مجرد أمثلة تذكر من أجل هداية الناس

    وإرشادهم

    إلى عدم وجودهما في الواقع.

    أما في المسيحية، ففي أسفار العهد الجديد تستخدم الجنة

    والنار

    كأمثلة. ولكن الإيمان بوجودهما المادي الحسي هو قمة

    الهرطقة.

    أما ما يحمله اليابانيون من تصورات عن الجنة والنار في

    المسيحية فقد أتى من أعمال أدبية مثل "الكوميديا

    الإلهية".

    الشئ القاطع كما يفًًَهم من صراع بلاغيوس العقائدي أن

    المسيحية لا تقر بإرادة حرة للإنسان.

    القدر في الإسلام يختص فقط بالحياة الدنيا. أي أن سعادة

    الانسان

    أو شقاءه في هذه الدنيا قررها الله سلفا. أما في الآخرة

    فيتقرر

    ذهاب الانسان إلى الجنة أو إلى النار على أفعاله في هذه

    الحياة، هل فعل خيرا أم فعل شرا. أي أن هناك سببية في

    هذا

    الموضوع، وهذه النقطة شبيهة بالبوذية.

    بمعنى أنه مهما يكن الانسان تعيسا في هذه الحياة، إذا لم

    يضعف

    وحافظ على تعاليم الله وأوامره وطبق شرعه الصحيح، سيسعد

    في

    الآخرة ويدخل الجنة، وإذا لم يفعل سيذهب إلى الجحيم.

    ليست القدرية التي يؤمن بها أتباع "كالفن" من

    البروتستنات. لا

    يوجد الخوف والإرتباك الذي يصوره "بانيان". أو التفكير

    هل قد

    أختير من الناجين أم لا. إذا كان هناك وقت للإرتباك يجب

    إستغلاله

    في عمل الخيرات. من يفعل ذلك سيدخل الجنة في الآخرة.

    لقد ذكرت بعض النقاط الهامة، ولكن يمكن تلخيص أهم النقاط

    فيما

    يلي:

    يقدر الإسلام اليهودية والمسيحية تقديرا كبيرا, ولكنه

    يؤكد على أن التفسير الصحيح والنهائي لهما هو ما يوجد في

    القرآن.





    ماذا تؤمن في الإسلام:



    يختلف منطق القرآن مع منطق اليابانيين إختلافا كبيرا

    جدا، لذلك سأنبه إلى بعض الملاحظات عند قراءة القرآن حتي

    لا تصبح قراءته بلا فائدة بسبب عدم معرفة طريقة قراءته.

    أولا أهم نقطة هي طريقة الإيمان بالله تتختلف كيفيتها عن

    ما يألفه

    اليابانيون. يقول أكثر رجال الدين مثالية في اليابان

    سايغيو

    هووشي (1118~1190) في بيت من الشعر :

    <لا أدري من المعبود ولكن يفيض الدمع لهذا الجلال>

    أي ياباني يشعر من خلال هذا الشعر الإيمان العميق الذي

    يحمله

    سايغيو هووشي، ولكن في الإسلام لايدخل هذا في دائرة

    الإيمان بأي

    حال.

    كتب سايغيو هووشي هذا الشعر أثناء زيارته لمعبد كووتاي

    جينغوو

    لديانة الشنتو في مدينة إسه اليابانية. لايعقل أن سايغيو

    هووشي

    لا يعرف من الذي يعبد في معبد كووتاي جينغوو. بالطبع

    يعرف أنه

    الإله "أماتراسو أووكامي" يعرفه إلى الحد الذي لو طلب

    منه

    إلقاء محاضرة عن "أماتراسو أووكامي" يستطيع أن يحاضر

    ساعات

    طويلة عنه، ومع ذلك يقول <لا أدري ... الخ>.

    ماذا يعني أن تؤمن بالله في الاسلام؟

    يذكر القرآن في كل مواضعه صفات وقدرات وأسماء لله.

    ويتطلب

    الإيمان بالله الإيمان بكل هذه الأسماء والصفات من أعمق

    أعماق

    القلب. فالله هو القوي المتين خالق السموات والأرض. الله

    هو الذي

    وهب الحياة للإنسان وهو الذي يميته. الله مستمر بلا

    إنقطاع. الله

    واحد أحد موجود صمد قوي متين شديد الحساب. ويذكر بعضهم

    أن

    القرآن يذكر 99 إسما وصفة لله إذا لم يؤمن الإنسان بها

    جميعا

    لا يعتبر أنه آمن بالله.

    في اليابان أيضا يوجد للإله"أماتراسو أووكامي" عدة صفات

    ومميزات، مثل أنه أكبر الألهة، وأنه الجد الأكبر

    للإمبراطور، إلى

    غير ذلك، ولكن لاتكتب على الورق ويصبح من لا يؤمن بها

    جميعها لا يعتبر مؤمنا بالإله "أماتراسو أووكامي"

    اليابانيون لايؤمنون

    بهذ الكيفية.

    حتي المسيحية ليست بهذا الإلحاح. بداية هناك ثلاثة أشياء

    هامة

    في المسيحية، أولها أن تؤمن أن الله هو خالق السموات

    والأرض وما

    بينهما. ثانيها أن الله عليم وقدير. آخرها أن الله موجود

    في كل

    زمان ومكان. إذا آمن الإنسان بهذه الأشياء الثلاثة،

    يستطيع

    بسهولة أن يؤمن بالمعجزات الكثيرة التي أتى بها المسيح.

    الخطية الأولى بتحمل المسيح لها تم غفرانها، ونال

    الإنسان

    الحياة الأبدية. في الحياة الدنيا أذا أحببت الله وأحببت

    جارك

    وقمت بالصلاة لله، يتحقق لك كل ما تتمناه. الإيمان بهذه

    الأشياء

    هو العقيدة المسيحية. بالطبع أسماء الله ال99 في الإسلام

    من ضمنها

    خالق السموات والأرض والعليم القدير والواسع. لكن

    بالمقارنة

    بباقي الأديان، يجب الإشارة إلى أنه في الإسلام يجب

    الإيمان بهذه

    الأسماء والصفات جميعها.

    الشئ الآخر الذي أريد الإشارة إليه هو أن القرآن يركز

    ويشدد

    على رحمة الله الواسعة، وهي أكبر مميزات الاسلام.

    أكثر الأشياء اللاهوتية تعقيدا في العهد القديم هي أن

    الرب عاقب

    الامم التي لم تحافظ على وعدها معه، بل ووصل العقاب إلى

    حد

    الإبادة الجماعية. شعب اسرائيل ايضا خالف وعوده مع الله

    أكثر من

    مرة. وفي كل مرة ينزل الله عقابه الشديد بهم. ولكنه لم

    يبيدهم

    كما فعل مع قوم نوح الطوفان، ومع عاد وثمود. لا تستطيع

    اليهودية تقديم سبب مقنع لذلك. في حين أم الإسلام يشرح

    لنا

    السبب. هو إن الله هو الحليم واسع المغفرة، حتي لو أخطأت

    فمن

    الممكن أن يغفر لك أخطاءك.

    الإيمان بكل هذه الصفات، بمعنى يجب الإيمان هكذا, ويجب

    الإفصاح

    عن الإيمان هكذا. كل شئ مقرر بشكل محدد وواضح. هذا هو

    أهم شئ

    في الموضوع.

    في الإسلام بماذا يجب أن تؤمن؟ ستة أشياء محددة بشكل

    واضح. يجب

    الإيمان بها. يجب أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله

    واليوم الآخر

    والقدر.

    أول الأشياء الستة هو الإيمان بالله، وقد شرحت معناه

    آنفا.

    الثاني يجب الإيمان بالملائكة. وعند ذكر الملائكة يتبادر

    إلى ذهن

    الكثيرين صورة الملاك في المسيحية. ولكن مقارنة

    بالمسيحية التي

    لا توضح بشكل محدد وضعية الملائكة نجد الإسلام يحددها

    بمخلوقات

    بريئة صافية تعمل في خدمة وعبادة الله، وأن لها مستويات

    في علو

    المكانة، أعلاها هو جبريل الذي بلغ الوحي الإلهي إلى

    محمد.

    ثم يليه الأقل فالأقل على مستويات محددة بدقة. والإيمان

    بالملائكة

    هو فرض علي المسلم.

    ثالث شئ هو الإيمان بالكتب السماوية, وهي الكتب التي

    أوحاها

    الله إلى البشر من عباده عن طريق الملاك جبريل. ويقال أن

    عددها

    مائة وأربع. منها الأكثر قداسة وفي مقدمتها القرآن

    العظيم ثم

    التوراة التي نزلت على موسى والمزامير التي أعطيت لداود

    ثم

    الأنجيل الذي نزل على عيسي.

    رابع شئ هو الإيمان بالرسل. والرسول هو إنسان بعثه الله

    إلى

    الناس لكي يبلغهم رسالة ربهم. ومن أهم الرسل آدم ونوح

    وإبراهيم وموسى وعيسى ثم أعظمهم وخاتمهم محمد. ولن يظهر

    رسول

    بعده. وهذه نقطة هامة جدا وقاطعة في الإسلام.

    خامس شئ هو الإيمان باليوم الآخر. والعالم الآخر ليس كما

    في

    البوذية ولادة من جديد. العالم الآخر في الإسلام يشير

    إلى مصير

    الإنسان بعد الحساب إما إلى الجنة أو إلى النار. أعمال

    الإنسان

    في هذه الدنيا سيتم الحكم عليها بكل دقة وعدل، إذا كان

    صالحا

    سيدخل الجنةالتي شرحنا محتواها فيما سبق. وإذا أدين

    سيذهب

    إلى النار. ذهابه إلى الجنة أو إلى النار ليس بالروح

    فقط،

    ولكن بالروح والجسد معا.

    آخر شيئ هو الإيمان بالقدر. أن كل شئ في السموات والأرض

    وما

    بينهما يتم بمشيئة الله بلا إستثناء، لابد من الإيمان

    بذلك.



    أوامر عديدة في الإسلام:



    يحدد الاسلام أيضا بوضوح الأعمال والعبادات، خلافا على

    المسيحية

    التي لاتكاد تكون فيها أوامر.

    الاسلام يوجب على كل مسلم أعمال وعبادات لابد له من

    فعلها.عقيدة

    الاسلام هي إيمان في القلب وهو فعل داخلي، مع عمل بهذا

    الإيمان،

    وهو فعل خارجي. عندما يجتمع الفعلان معا يصبح المرء

    مسلما.

    والأعمال هي :

    الشهادة والصلاة والصيام والزكاة والحج. هذه هي أركان

    الإسلام

    الخمسة. أولها الشهادة، وهي أن تشهد بأنه لا إله إلا

    الله وأن

    محمد رسول الله. يجب النطق بهذه الشهادة باللسان بلا

    إنقطاع.

    ثاني الأركان هو الصلاة، يوجب الإسلام على المسلم أن

    يصلي متوجها

    إلى الكعبة خمس مرات في اليوم. وبخاصة يوم الجمعة وهو

    يوم

    مقدس يجب الذهاب فيه إلى المسجد والصلاة جماعة.

    بالمناسبة

    يطلق البعض على المسجد الإسلامي لفظ المعبد الإسلامي

    وهذا خطأ

    فادح. لا يوجد كهانة في الإسلام وبالتالي لا يوجد معابد.

    الصحيح

    أن يطلق عليها مصلى أو جامع. لأنه لايوجد رهبان في

    الإسلام.

    إسمحوا لي بتعليق صغير هنا، فرضت الصلاة في الإسلام عن

    طريق

    القرآن، ولكن لا يذكر القرآن الطريقة التفصيلية للصلاة.

    القرآن هو الوحي الأوحد في الإسلام، ولكنه لا يغطي كل شئ

    إلى تفاصيل

    التفاصيل، لذلك هناك مصادر عدة للتشريع الإسلامي أولها

    هو

    القرآن، إذا لم نجد فيه حكما، نذهب إلى ثاني المصادر ثم

    إلى الثالث، وهكذاإلى المصدر العاشر للتشريع. وسأحكي

    بالتفصيل

    عن هذه المصادر فيما بعد، ولكن أكتفي هنا بذكر أن

    الطريقة

    المفصلة لكيفية الصلاة نجدها في المصدر الثاني من مصادر

    التشريع وهو السنة.

    ثالث أركان الإسلام هو الصيام، يجب على المسلم صيام شهر

    رمضان

    وهو الشهر التاسع من التقويم الإسلامي. منذ بزوغ فجر

    اليوم إلى

    غروب الشمس محرم تناول أي طعام أو شراب. فريضة قاسية

    جدا،

    ولكنها تختلف عما يتصوره اليابانيون عن الصيام، فالصيام

    عند

    اليابانيين هو صيام الوصال، إذا كان إسبوعا فهو صيام

    متواصل

    لمدة سبعة أيام ليلا ونهارا، ولكن في الإسلام إذا غربت

    الشمس

    يصبح مباح أكل أي شئ. حتي أن القرآن يذكر أنه يمكن

    مباشرة

    الزوجة في ليلة الصيام. طبعا سيتخيل البعض أن الموضوع

    سهل

    إذن. لكن فريضة الصيام صعبة جدا، حتى أن بعض الناس يتأثر

    جسمانيا منها. لذلك هناك بعض الإستثناءات التي تسمح

    للحامل

    والمريض والمسن بعدم الصيام. وحتي المسافر أيضا يباح له

    الفطر. إذا بالغنا في القول، لو لم تتحمل جوع الصيام فمن

    الممكن أن تذهب في رحلة.

    الصفات المميزة لأي دين له قواعد وأوامر، أنه علي قدر

    شدة هذه

    الأوامر بقدر ما توجد بعض السبل للفكاك منهابشكل شرعي

    وقانوني.

    إذا كان محرم أكل بعض الأطعمة، فأكل ما عداها مباح.

    أما الأديان التي ليس بها قواعد وأوامر كالمسيحية فعند

    القيام بأي فعل ممكن أن تثور ثارة المشاكل والصراعات.

    قمة المشاكل هي

    الديانة اليابانية، لا يتضح في الديانة اليابانية هل

    هناك

    أوامر وقواعد أم لا، تسير الأمور بشكل عائم. مثلا قواعد

    ما يأكل

    وما لا يأكل، يبدو للوهلة الأولى أنه ليس هناك أي مانع

    أو محظور

    ولكن عالم الأديان الياباني شيتشيهيه ياماموتو إكتشف أنه

    توجد قواعد، مثلاً ذوات الأربع من الحيوانات. حتى نهاية

    عصر إدو 1867

    كان اليابانيون عادة لا يأكون لحم البقر أو الخنزير. في

    الوقت

    الحالي لا يأكل اليابانيون لحوم القطط أو الكلاب، ولكن

    ليس لأنها

    محرمة. لماذا ليست محرمة؟ لأن اليابان ليس بها حلال

    وحرام.

    لكن في عصر إدو كان هناك من يأكل لحم الخنزير البري.

    ولكي

    يتم تمرير هذه المسألة أطلقوا عليه إسم لحم حوت الجبل أي

    سموا

    الخنزير البري حوت الجبل. كانوا يأكلون الأرانب أيضا بعد

    أن

    صنفوها ضمن الطيور. حتى اليوم يتم عد الأرانب بطائر،

    طائرين،

    ثلاثة طيور وهكذا. هذا الشكل العائم من طرق الضبط لا

    يمكن تخيله في الإسلام. الإستثناءات محددة بشكل واضح

    وقاطع، وعند إستخدامها

    يجب أن توافق المنطق.

    نعود إلي رابع أركان الإسلام وهو الزكاة. توجد زكاة في

    البوذية

    ولكن الإختلاف الكبير أنه في البوذية الزكاة غير ملزمة.

    ولكن

    في الإسلام الزكاة وإعانة الفقراء والتصدق عليهم فريضة

    دينية

    في المجتمع الإسلامي، الفريضة الدينية هي الواجب

    الاخلاقي، هي

    الإلتزام القانوني، لذلك تحمل الزكاة والصدقات صفة

    الضرائب.

    لكن الإختلاف هو أنه لا يوجد تهرب من الزكاة ولا تحتمل

    الغش فيها.

    الزكاة هي إلتزام أمام الله، فلا يوجد التفكير في توظيف

    محاسب

    ضريبي مهمته تقليل المدفوع إلى أقل ما يمكن. أما الغش

    فيها

    فأمر غير وارد على الإطلاق. ولأن الزكاة هي قانون الدولة

    فهي

    محددة بدقة منتاهية 2,5 في المئة من الدخل. ويجب

    الإنتباه هنا

    أن المقياس علي الدخل وليس على الثروة. وأن يحدد الإسلام

    ذلك

    فهو ما يدل على دقة شديدة في الشريعة الإسلامية. أيضا

    توجد غير

    الزكاة الصدقات وهي ليست إجبارية، ولكن في الغالب تكون

    ما بين

    العشرة إلى الخمسة عشر في المئة من الدخل، ولكن بالطبع

    ليست

    محددة بدقة، ومتروكة للمسلم يقررها بنفسه. والفكرة هي

    أخذ ما

    يحتاج إليه المسلم مما يرزقه الله به والباقي يرده عن

    طريق

    الصدقات، لذلك لايوجد التفكير في الفصال في هذا المجال.

    (خان يوسف ضاي "ما أعرفه عن العرب وعن اليابان" سوني

    للنشر)

    هناك قضية أخرى أن العلاقة بين المسلمين لا تحدد بمن

    يعطي

    الصدقة ومن يأخذها. كلاهما يعمل عملا طيبا. في البلاد

    الإسلامية

    إذا أعطيت المتسول حسنة يدعو لك الله أن يرزقك. أحد

    اليابانيين

    يقول أنه أحس من تعبير وجه المتسول وكأنه يقول سأتفضل

    عليك

    بأخذ صدقتك من أجل أن يرضي الله عنك. يبدو أن اليابانيين

    من

    الصعب عليهم تقبل هذا النوع من الدعاء.

    آخر الاركان هو الحج. وهو الذهاب إلى مكة في الشهر

    الثاني عشر

    من التقويم الإسلامي وإقامة شعائر الحج التي أهمها

    الطواف حول

    الكعبة. المسلم الراشد يكفيه الحج مرة واحدة في العمر.

    ولكنها

    فريضة لمن يستطيع. فمن ليس لديه متسع من المال والصحة

    والقدرة

    لا يفرض عليه الحج. ولكن المؤمن المستطيع يشارك في الحج

    عدة

    مرات ولو حبوا على الأرض. وإذا لم يستطع هو يرسل أبناءه

    وأخلاءه

    ولا يتواني في تقديم المساعدات المالية لذلك. ومن ينتهي

    من

    الحج يلقى إحتراما كبيرا.

    أثناء الحج إذا كنت مسلما فلا فرق بين عدو وصديق، الكل

    يصبحون إخوانا. وتذوب الفروق الإجتماعية والعرقية.

    يتساوى الملوك مع

    عامة الناس. في الحج تتولد بين الجميع وليجة تستوجب

    الإعجاب.

    سأعرض عليكم كيف يصف ذلك صحفي جاء من العالم الإسلامي

    ويعيش في

    اليابان الذي يصفها بشكل جيد فيقول:

    <من يشارك في أداء الحج وينهيه يطلق عليه لقب حاج. وهو

    يشبه

    إلى حد كبير لقب سنسيه(الاستاذ) في اليابان. فكما نقول

    للإستاذ

    صباح الخير يا سنسيه، فمن أدى الحج يقابله أهل بلده

    بصباح

    الخير يا حاج. وهو شئ يبعث في نفس أي مسلم على الإرتياح

    والنشوة. فلقب الحاج لن يستطيع أي فرد آخر الحصول عليه

    بأداء

    أي فريضة أخري غير فريضة الحج. وكذلك أيضا لأنه دليل

    صادق على

    صفاء وعمق إيمان صاحبه.(...) كل من يذهب إلى الحج بغض

    النظر

    عن لون بشرته أو فقره أو غناه يستريح نفسيا في تلك

    الخيمة

    المتواضعة.

    بالفعل فكل من يذهب إلى الحج من الرجال يلف حول جسده

    قطعة

    واحدة من القماش الطويل. والنساء يزيدن عليها قطعة أخرى،

    فتغطي جسدها كله أبتداء من الرأس فيما عدا الوجه فقط

    تظهره.

    لذلك لا يمكن التمييز هل الذي امامك غنيا أم هو رئيس

    جمهورية

    أم هو مجرد فرد من عامة الناس.

    أثناء الحج الفارق الإقتصادي بالطبع، وكذلك إختلاف

    الجنسية

    وإختلاف لون البشرة سواء أسود أو أبيض أو أصفر أو أحمر،

    هذه

    الفروقات جميعها لا تثير أي مشكلة على الأطلاق.

    الجميع يرتفع فوق الفروقات ويتوحدون مع بعضهم البعض،

    ويصلون

    متجهين إلى قبلة واحدة. هذه التجربة تؤثر على من عايشها

    فردا

    فردا تأثيرا عظيما جدا. الإنسان في العالم الإسلامي لا

    يهتم كثيرا

    بمسألة الجنسية كما يفعل اليابانيون، والسبب إنه على أرض

    الواقع هناك مواضع مثل الحج يتواصلون فيها مرتفعين فوق

    إختلاف

    جنسياتهم. > (يوسف ضاي، المصدر السابق)



    من هذا المثال يتضح لنا أن الحج يولد تواصل مثالي بين

    المسلمين. بذلك يمنع حدوث الأنومي أو عدم التواصل. قوة

    الإسلام

    في هذه النقطة.

    كان في اليابان ايضا عادات الحج إلى المعابد، وكانت

    مزدهرة

    ظاهرة الحج إلى معبد إسه، ولكن لم يتساوى فيه عامة الناس

    مع

    القادة العظام. في مثل هذه الحالة يصبح التواصل شئ صعب

    جدا.

    عندما يلتزم المسلم في أفعاله بما جاء في القرآن وأولها

    أركان

    الإيمان، وأركان الإسلام الخمسة، حينئذ لأول مرة يعتبر

    من أتباع

    الدين الإسلامي.

    في عالم الصحافة وغيرها يتم إستخدام كلمة فندمنتاليست

    للتعبير

    عن المتطرفين الإسلاميين، وتم ترجمتها في اليابان إلى

    كلمة

    الأصوليين, وهو إستخدام خاطئ. فالأصولية فندمنتالزم كلمة

    تخص

    المسيحيةفقط.

    الأصولية المسيحية في الوضع الطبيعي ليس لها علاقة

    بالسياسة.

    فالإلتزام التام بما جاء به الإنجيل, وأن <إيمانك هو

    الذي

    يداويك> ليس له أي علاقة بالسياسة.

    لكن الإيمان في الإسلام لابد أن يتبعه فعل. ففي الإسلام

    السياسة

    المثالية هي التي يحددها علماء الدين والعارفين بالقرآن.

    كما قلنا تعاليم الدين وعادات المجتمع وقوانين الدولة

    كلها

    متوحدة ونابعة من الشريعة. فمن الطبيعي أن تكون السياسة

    أيضا

    كذلك نابعة من الشريعة.



    المعنى الأكبر لقراءة القرآن:



    ذكرت في بداية الكلام أن أهم طريقة لمعرفة الإسلام هي

    قراءة

    القرآن. وسأبدأ الأن في شرح كيفية قراءته.

    في البداية الفاتحة. وإذا كنت تريد قراءة القرآن فمن

    الأفضل

    حفظها:



    <بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين

    الرحمن الرحيم

    مالك يوم الدين

    إياك نعبد وإياك نستعين

    اهدنا الصراط المستقيم

    صراط الذين أنعمت عليهم, غير المغضوب عليهم, ولا

    الضالين.>



    أولا نص بسم الله الرحمن الرحيم هذا يأتي في بداية كل

    سورة من

    القرآن. ربما يعتقد اليابانيون بسبب تعودهم على كلمة

    الرحمة

    في البوذية، أن ذلك شئ مفروغ منه. ولكن في الواقع مقارنة

    بوضع الأديان في العالم كله يعتبر هذا شئ يثير العجب.

    سفر التكوين في العهد القديم يبدأ بخلق الله للسماء

    والأرض،

    ويبدأالأنجيل في العهد الجديد بأن المسيح هو من نسل داود

    الذي

    هو من نسل النبي إبراهيم. لكن القرآن يبدأ بالرحمة.

    كلمة الرحمة في الإسلام هي نفسها كلمة الرحمة في

    البوذية، لكن

    معناها يختلف إختلافا كبيرا. في اليابان يقال إن بوذا ذو

    رحمة

    واسعة. ويعلم جيدا منطق السببية، ولذلك يعلًٌٍَُِم

    أتباعه الافعال

    والعبادات التي تجعلهم يحافظون على الأخلاق الحميدة. لكن

    لا

    يستطيع بوذا أن يغفر لمن إقترف ذنب من الذنوب، لا تصل

    قدراته

    إلى هذا الحد.

    لكن في الإسلام الرحمة هي أن الله قادر على غفران الذنوب

    لمن وقع في الذنب. الرحمة تؤدي في النهاية إلى ذلك.

    هذه مسألة مهمة في كيفية قراءة القرآن.

    إذا تاب الإنسان توبة من القلب يغفر له. وهو ما يحتوي

    على

    تناقض من وجهة نظر علم الأديان. بمعنى إذا كان الله قادر

    على

    المغفرة، فهذا يعني أنه لا يمانع من فعل الذنوب. ولكن

    لابد من

    التوبة والندم، يجب قراءة ذلك.

    إله اليهود لا يغفر أي ذنب. يبيد من يخالف أوامره من

    الأمم على

    أخرهم. المسيح لا يسأل عن الأفعال هل فعلت خيرا أم شرا,

    كل ما

    يركز عليه هو الإيمان وكفى. في الديانتين توجد كلمة

    توبة.

    ويتم التركيز عليها كثيرا، لكن ماذا يحدث بعد التوبة؟

    الأمر

    متروك عائما بلا تحديد. لكن اليابانيون يملأهم الأعتقاد

    بأن من

    يتوب ويندم من أعماق قلبه لابد أن يغفر له. والأدهي أنهم

    يظنون

    أن ذلك –أي الغفران- شيئا طيبا، لكن في الواقع طريقة

    تفكير

    اليابانيين تلك غير مألوفة على مستوى العالم والتاريخ.

    لنعطي بعض الأمثلة. عندما تولى كونفوشيوس مؤسس الديانة

    الكونفوشية الوزارة في عهد الملك روه، أول ما فعله كان

    القضاء

    على الوزراء الأشرار. ليس بطريقة هينة، ولكنه نفذ فيهم

    حكم

    الإعدام. طبعا أول سؤال يتبادر إلى ذهن اليابانيين، أن

    شخص مثل

    كونفوشيوس ألم يجد وسيلة أخرى غير الإعدام؟ ألم يكن

    الأفضل

    الإكتفاء بإبعادهم بالنفي مثلا؟ القديس يجب أن يكون صاحب

    شعور

    إنساني رفيع، ويمد يد العون إلى الناس حتى المحكوم عليهم

    بالإعدام. هكذا يفكر اليابانيون. لكن الأمر على العكس،

    القديس

    هو من يعدم من يستحق الإعدام بلا تردد.

    لنعطي مثال آخر. من سربوا غاز الخردل في القطارات وقتلوا

    العشرات من النا، لم يعدموا، ولم تطالب وسائل الإعلام

    بوجوب

    إعدامهم بلا تردد. لو حدث ذلك في أمريكا، لأنقلبت البلاد

    رأسا

    على عقب بلا أي شك. في القانون الامريكي، القاعدة هي أن

    القاتل

    يعدم، والإستثناء هو عدم الحكم بالإعدام. هذا هو الوضع

    المألوف

    في مختلف أنحاء العالم.

    لهذا السبب تمر كلمة الله الرحمن الرحيم على آذن

    الياباني مرور

    الكرام، ولكن الغربيين إذا سمعوها يصيحوا <يا له من إله>

    مبدين دهشتهم لوجود مثل هذا الإله. إله يستخدم منطقي

    السببية

    والقدرية معا.

    وتستمر الدهشة.



    < إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم

    لايؤمنون،

    ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم

    عذاب

    عظيم>

    هي قدرية مزدوجة، بمعنى هي نفس الفكرة النظرية لبولس

    التي

    شرحها كالفن. من يؤمن ومن لا يؤمن مقرر من البداية.

    وهناك بشر

    من الضروري إيقاع العقوبة عليهم. وهو ما يشير إلى أن

    البشر

    ليس لديهم إرادة حرة، وأن كل شئ يقرره الله. وهي نظرية

    القدرية

    بلا أي شك. لكن فكرة القدرية محصورة في هذه النقطة فقط.

    ولا

    تسيطر على المنطق الإسلامي كله. والجزء السالف الذكر من

    القرآن

    بعد أن تستمر اللآيات على هذا المنوال، تأتي العبارات

    التالية:

    < وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات >

    ولا نري في هذه العبارات إلا المنطق السببية وهو ما يدل

    على أن

    القراءة السابقة غير كاملة. المسألة الهامة هنا أنه

    المطلوب

    إيمان مع عمل. الفعلان، الفعل الداخلي والفعل الخارجي.

    دعونا نلخص ما ذكرناه. المسيحية في أصلها الأصيل، تضع

    المشكلة

    في الجانب الإيماني فقط وليس للفعل المادي أي علاقة.

    الكونفوشية على العكس تماما، يكفي حسن الافعال فقط. من

    يعمل

    عمل القديسين هو بالفعل قديس. دون النظر إلى إيمانه. ليس

    لهذه

    الديانة أي فكر يتعلق بما داخل القلب. إلى هذه الدرجة

    المبالغ

    فيها يشرح بعض الباحثين الديانة الكونفوشية.

    أما البوذية فلها تفاسير عدة، ولانستطيع حصرها في شئ

    واحد.

    بعض المنظرين المعارضين لنظرية توحد الإرادة يعتقدون

    بصحة

    الانسان إذا ما كانت أفعاله صحيحة بغض النظر عما يكنه في

    قلبه.

    والبعض الآخر يرى أنه إذا سبح الإنسان بإسم بوذا في قلبه

    فلا

    علاقة لأفعاله سواء كانت خيرا أم شرا.







    مصادر التشريع الإسلامي:



    كما نرى فإن الأفعال اليومية تحمل في الإسلام معنا دينيا

    كبيرا،

    فمن الطبيعي أن يكون المطلوب هو تشريع هذه الأفعال وبيان

    حلالها

    من حرامها. من أجل ذلك يوجد ما يسمي قانون الشريعة

    الإسلامية.

    المصدر الأول للتشريع هو الكتاب المقدس والوحي المطلق

    القرآن.

    ولكن بسبب أنه مع مرور الزمن يتعقد المجتمع المسلم، كذلك

    بسبب

    إنتشار الإسلام في مختلف أنحاء العالم تصبح الكلمات

    المستخدمة

    في القرأن، وكيفية تنفيذ أوامره، لابد لها من تفسير

    وإيضاح.

    كذلك التفاصيل الدقيقة التي لم يذكرها القرآن لابد من

    تعويضها.

    السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع الذي يكمل

    القرآن.

    ومع ذلك لا يغطي الأثنان كل شئ. فيأتي المصدر الثالث وهو

    الإجماع

    ثم الرابع القياس.

    إلى هنا لا خلاف على هذه المصادر، ولكن من المصدر الخامس

    إلى

    المصدر العاشر هناك عدة آراء ونظريات ولا يمكن القول أن

    جميع

    المسلمين متفقون عليها. لذلك سأشرحها هنا معتمدا على

    كتاب

    الدكتور عبد الوهاب خلاف "علم أصول الفقه" الذي ترجمه

    إلى

    اليابانية الدكتور كوجيرو ناكامورا ونشرته لجنة النشر

    بجامعة طوكيو.



    المصدر الأول هو القرآن :

    القرآن هو كلام الله الذي ألقاه الملاك جبريل بالحق في

    قلب محمد

    رسول الله باللغة العربية. لذلك لا يسمح بأي تعديل أو

    تبديل فيه،

    وما يكتب بلغة أخري غير العربية لا يعتبر ٌقرآنا.



    المصدر الثاني هو السنة :

    السنة هي كل ما صدر عن الرسول (محمد) من قول أو فعل أو

    تقرير.

    وتم وضعها في كتاب. والسنة تشرح ما أبهم أو لخص في

    القرآن، أو

    تحدد وتقرر ما أطلق أوعمم فيه. وتقرر كذلك حكم ما لم

    يذكر في

    القرآن وتنشئ له الحكم الواجب، وبالطبع لا يعقل حدوث أي

    تناقض أو تعارض بين القرآن والسنة. وكلمة سنة تعني

    بالعربية الطريق.



    المصدر الثالث هو الإجماع :

    الإجماع هو إتفاق جميع المجتهدين (المجتهدين هم الأئمة

    الأربعة

    الذين أنشأوا المذاهب الأربعة. بالإضافة إلى من يمتلك

    مؤهلات

    التفسير من علماء الدين والشريعة) بعد وفاة الرسول على

    رأي

    واحد. ومعنى كلمة أجمع في العربية هو عزم.



    المصدر الرابع هو القياس :

    القياس هو قياس مسألة لم يأتي فيها بحكم أو قول فصل، على

    مسألة مشابهة جاء بشأنها حكم، فتقاس الأولى على الثانية.

    لكن

    لابد من شرط إتفاق سبب الحكم في المسألتين، وإشتراكهما

    في

    العلة لكي يطبق القياس. وقياس تعنى قياس شئ على شئ شبيه

    له.



    يأتي بعد ذلك المصدر الخامس الإستحسان، ثم السادس

    المصالح

    المرسلة، السابع العرف، الثامن الاستصحاب (الحكم ببقاء

    الشئ

    على ما هو عليه)، التاسع شرع ما قبل الإسلام، العاشر رأي



    الصحابة.



    بعد التدقيق والتفكير العميق في المصادر السابقة يتم

    استنباط

    حكم الشريعة الإسلامية. ونظام التدرج هذا في مصادر

    الشريعة

    الإسلامية من القرآن إلى السنة إلى الإجماع...وهكذا،

    يتشابه معه

    نظام التدرج في اليهودية من التوراة إلى المشناه إلى

    البرايتا

    إلى الجماراه.

    الشئ الثابت والذي لايتغير هو القرآن, أما ما عداه من

    المصدر

    الثاني وما يليه فليس من المستحيل تغييرها إذا ما وجدت

    الأسباب

    الكافية للتغيير.

    على سبيل المثال، عدد الصلاوات في اليوم محددة بخمسة

    صلاوات

    طبقا للمصدر الثاني وهو السنة، لكن كمال أتاتورك أبو

    التحديث

    في تركيا (1881~1938) بعدما أصبح رئيسا للبلاد جعلها

    ثلاث صلاوات

    فقط في اليوم بسبب أنها تعوق حركة نشاط المجتمع.



    ما ذكرته آنفا من وضع قواعد وأحكام محددة وصارمة, لا

    يوجد له

    مثيل في شرائع الأديان الأخرى باستثناء اليهودية.



    الإيمان يولد الفهم :



    شرحت لكم أن الأسلام ٍلا يكتفي فقط بالايمان بالله، ولكن

    يقرر أن هذاالإيمان لا يتحقق إلا بالايمان ايضا بكل ما

    يتعلق بالله. العبارات

    التالية تتعلق بهذه النقطة :

    <إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها،

    فأما الذين

    آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم، وأما الذين كفروا

    فيقولون

    ماذا أراد الله بهذا مثلا>

    توجد هنا نقطتان هامتان. الأولى أن عدم فهم ما يضربه

    الله من

    أمثلة معناه أن الإيمان لم يوجد بعد. الثانية هي أن هذه

    الأمثلة

    وإن كانت أمثلة فهي الحق المطلق.

    وفيما يلي مثال رائع على أن من يقرأ القرآن يفهم أيضا

    البوذية

    من أفضل الكتب المقدسة في البوذية كتاب "هووكيه كيو"،

    لكن هذا

    الكتاب لا توجد به أي كلمة تشرح لنا ما هو الحق المطلق

    في

    البوذية. الكتاب في مجمله عبارة عن أمثلة في أمثلة.

    ويقول

    أتسوتانه هيراتا عنه <إن كتاب "هووكيه كيو" كمن يقول لك

    إن

    هذا الدواء ليس له مثيل، ولكنك تفاجأ أنه عبارة عن علبة

    دواء

    فارغة ليس بداخلها أي دواء.> كذلك أعظم راهب بوذي في عصر

    إدو

    هاكوإن زنجي (1680~1768) وكذلك أيضا أول ياباني يحصل على

    درجة

    الدكتوراه في الآداب، د.ماساهارو أنيساكي (1873~1949)

    قرءا

    كتاب "هووكيه كيو" في شبابهما فوجداه أكثر الكتب مللا

    وسوءا.

    ولكنهما عند إعادة قراءته بعد مرور الزمن فهما معناه

    ووصفاه

    بأنه أعظم كتب البوذية المقدسة. وهو ما يدل على

    <أن الذين آمنوا يعلمون أنه الحق>

    بالمناسبة إذا أردت أن تعرف البوذية فأفضل شئ هو أن

    تواظب

    على قراءة ثلاثة كتب هي كتاب "هووكيه كيو" وكتاب "يويما

    غيو"

    الذي يعتبر مقدمة له، ثم كتاب "شومان غيو" الذي يشرح

    الحق في

    البوذية. إذا وجدت صعوبة فيهم، ما عليك إلا أن تقرأ

    القرآن مرة

    واحدة ثم تعيد قراءتهم فستجد أنك فهمت بشكل أفضل.



    الخروج من الجنة في اليهودية والمسيحية والإسلام :



    المشهد الذي ذكر في العهد القديم من أن آدم وحواء أكلا

    من

    الشجرة المحرمة فتم طردهما من جنات عدن، هو مشهد غاية في



    الأهمية كان السبب في وقوع الأنسان في الخطيئة.

    ولا يوجد هذا المشهد في اليهودية والمسيحية فقط، بل تم

    ذكره

    ايضا في القرآن.

    <وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث

    شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.

    فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه، وقلنا

    اهبطوا

    بعضكم لبعض عدو، ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين.

    فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، إنه هو التواب

    الرحيم.

    قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع

    هداي

    فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.>

    تختلف هذه الرواية في نصفها الأخير مع <سفر التكوين>

    إختلافا

    كبيرا. ينفرد القرآن بالنصف الأخير من الرواية، وهذا

    الجزء إذا

    لم يكن موجودا، فلن توجد فروقات كبيرة بين القرآن وبين

    العهد

    القديم. وبوجود هذا الجزء يتضح تميز الإسلام بأوضح ما

    يكون

    التميز.

    في اليهودية، يطرد يهوه الإنسان من الجنة إلى الأبد.

    وفي المسيحية، يفتدي المسيح البشر ويصلب لتغفر الخطية

    ويحصل

    الإنسان على الخلاص.

    ولكن...

    بعد أن طرد الله الأنسان من الجنة، رجع فتاب عليه وأخبره

    أن من

    يتبع هدى القرآن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. أي أن الله

    بحق وكما

    جاء في الفاتحة أول سور القرآن هو الرحمن الرحيم. هل

    فهمتم

    لماذا أن الله مقارنة بيهوه أو المسيح هو اللطيف الرحيم.



    الأية التي تلي ذلك توضح سمة أخرى من أهم سمات الإسلام.

    <والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها

    خالدين.>

    المقصود بأياتنا هنا المعجزات، ولكن لم يأتي محمد بأي

    معجزة.

    إذن ما هو الشئ الذي يعتبره الإسلام معجزة.

    منطق القرآن هنا، أنه يشير إلى المعجزات التي أنزلها

    الله على عيسى والرسل من قبله. يؤكد أنها كلها معجزات

    حقيقية وقعت

    بالفعل ويجب الإيمان بها، والإيمان بالمعجزة الأعظم

    والأكبر،

    معجزة المعجزات ألا وهي القرآن.

    يعترف الإسلام بكل من التوراة والأنجيل علي أنهما كتب

    سماوية.

    وأيضا كل ما جاء من قبله من كتب معجزة هي كتب سماوية.

    ولهذا

    السبب يأتي المصدر التاسع من مصادر الشريعة الإسلامية

    وهو حكم

    القوانين السابقة علي الإسلام، ويقصد هنا الشرائع

    السماوية

    السابقة. لكنه فقط لا يعترف بالروايات التي تخالف القرآن

    في

    تلك الكتب. وبناء على ذلك لاعجب على الأطلاق أن تظهر قصة

    خروج

    آدم من الجنة في القرآن. وكذلك قصة إنشطار البحر الأحمر

    وعبوره

    التي وردت في "سفر الخروج"، موجودة أيضا في القرآن. طبعا

    الله

    هو الذي فرق البحر.

    كذلك فالإسلام بعد أن يقرر أن الإسلام هو الدين الحق،

    يترك حرية

    الإعتقاد للبشر مفتوحة، ويسمح للمخالفين له بإعتناٌق ما

    يشاءون

    من الديانات. ليس هذا فقط بل أنه مذكور في القرآن بوضوح

    <وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم>

    فهو يحترم ويعترف بكونفوشيوس كرسول للصين، وبوذا كرسول

    للهنود

    ويمثل الإسلام مع البوذية قمتين في التسامح مع الأديان

    الأخرى.

    أما الأنطباع السائد ربمابين كثيرين أن الإسلام دين

    العنف المحب

    للحروب، والذي تظهره عبارة <القرآن في يد والسيف في اليد

    الأخري>، فهي بلا أي شك عبارة إستخدمها المسيحيون في

    حملاتهم

    الدعائية ضد الإسلام. فمن يذهب إلى إسطنبول أو مصر يجد

    الكنائس

    والمنشآت المسيحية، باقية دون أن يصيبها سوء، بل أن

    الحكومات

    الإسلامية هي التي توفر لها الحماية. في المقابل هل

    يستطيع أحد

    أن يذكر مسجدا ولو واحدا، بقى علي حاله في البلاد التي

    إستولي

    عليها المسيحون. إذا ألقينا نظرة على التاريخ نجد أن

    الملك

    أشوكا(ثالث ملوك الأسرة المالاوية التي حكمت الهند في

    القرن

    الثالث قبل الميلاد) الذي حمى البوذية ودافع عنها ضد من

    يضطهدها، حمى ودافع ايضا عن كل الأديان الأخرى غير

    البوذية.

    لمعرفة مدى التسامح الديني في الإسلام، فإن أفضل إختبار

    هو أخذ الأقباط في مصر كمثال.

    الديانة القبطية التي إنحدرت من المسيحية لم تنحاز إلي

    فكرة

    أن المسيح هو إله كامل وفي ذات الوقت إنسان كامل، التي

    أقرها

    مجمع نيقية أو إلى فكر طائفةأريوس التي نفت تأليه المسيح



    وإنما أكدت على لاهوت المسيح وحقرت أو قللت من ناسوته.

    إذا نظرنا بشكل طبيعي فهو إعتقاد أقرب إلى المسيحية

    الأرثوذكسية التي أقرت ألوهية المسيح في مجمع نيقية منها

    إلي

    الإسلام الذي يرفض بشدة وبشكل قاطع فكرة ألوهية المسيح،

    ولكن في

    الواقع حكمت الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية على القبطية

    بالهرطقة، وبدأ الإضطهاد يتوالى بلا إنقطاع وبمنتهى

    الإحكام.

    فهرب الأقباط إلى مصر التي كانت تحت الحكم الإسلامي،

    فقابلهم

    المسلمون بمنتهى الدفئ والترحاب، وأقروا لهم بحرية

    الإعتقاد،

    وحتي هذه اللحظة لا تزال الديانة القبطية لديها العديد

    من

    الكنائس في مصر. هذا هو التسامح الديني في الإسلام.

    البشع هي المسيحية. ففي أسبانيا وبعد إنهيار الحكم

    الإسلامي قتل

    المسيحيون المسلمين في طول البلاد وعرضها. وبطرق منتاهية

    في

    البشاعة والقسوة.

    في حالة وقوع مثل هذه الحالة، هل تتذكرون نقطة الضعف

    الأكيدة

    لدى المسلم. ذكرنا أن المسيحي إذا آمن في قلبه وزيف

    أفعاله،

    لا يخرجه هذا من دائرة الإيمان. لكن المسلم لا يستطيع

    إكمال

    الإخفاء. يجب أن ينطق الشهادة بلسانه، ويجب أن يقيم

    الصلاة.

    بل أنه إذا لم يتطابق الإيمان مع العمل لا يعتبر إيمان

    أصلا.

    المأساة هي واقعة المسيحيين المتخفين التي حدثت في

    اليابان.

    الإيمان المسيحي إذا إستقر داخليا في القلب، لا مانع من

    أي عمل

    خارجي. كان المفروض أن يدوس مسيحيو اليابان صورة المسيح

    بأقدامهم إذا طلب منهم ذلك. إنهم إذا إستشاروا المسيح أو

    بولس

    الرسول لقالا بلا أي تردد <دوسوها>. كون أنه لا أحد

    علمهم ذلك

    لهو شئ بشع يثير الرثاء. ومن الأفضل أن نقول إنها حادثة

    تقع

    فقط عندما لا يفقه المرء دينه.



    التعاليم المسيحية التي لا يقرها الإسلام :



    يعتبر الإسلام أن الأنجيل به تعاليم جديرة بالإحترام،

    ولكن

    التفاصيل الصحيحة لها هو ما يذكره القرآن. وكل ما عداه

    خاطئ.

    من ضمن الأشياء التي يرفضها الإسلام رفضا قاطعا هي

    ألوهية المسيح

    يوضح القرآن بجلاء أن المسيح نبي عظيم ولكنه ليس إله. ثم

    يقر

    أن السيدة مريم هي أم المسيح، ولكن يرفض قطعا أن تكون أم

    الله

    والدليل من القرآن مكتوب بوضوح إن الله لا زوجة له ولا

    والد ولا

    ولد. فإذا كانت السيدة مريم هي أم إله فستصبح هي أم الله

    وهذا

    يناقض ما ورد في القرآن. ولذا فمريم هي مجرد أم نبي ولا

    تزيد

    عن كونها صديقة. هكذا يقول القرآن.

    هنا المسألة تختلف تماما على الديانة اليابانية. ديانات

    التوحيد، الإله فيها واحد وهو ما يعني أن يهوه هو نفسه

    الله.

    أرجو ألا يعتقد القارئ أن يهوه إله لليهود, والله إله

    المسلمين.

    عندما نقرأ الترجمة الإنجليزية نجد أن الله يترجم

    (الإله). أي

    تلتصق ال التعريف ب إله.

    في ظل الإسلام المسيح مجرد نبي.

    حتى محمد ذات نفسه إنسان عادي، يقول عن نفسه إنه مجرد

    رسول.

    يخطأ من يظن أن القرآن هو من تأليف محمد. القرآن كلام

    الله.

    وإذا دققنا القول القرآن هو وحي الله الذي حمله الملاك

    الكبير

    جبريل إلى قلب محمد، ومحمد هو الذي بلغه إلى البشرية

    جمعاء.

    الملاك الكبير جبريل هذا له نشاطات في نواحي متعددة.

    وأعتقد

    أن هناك من القراء من لاحظ ظهوره المتعدد في اللوحات

    والتماثيل

    التي تمثل مشهد ميلاد المسيح. فالذي أنبأ مريم بالحمل هو

    الملاك

    جبريل وهو الذي أبلغ القرآن لمحمد.

    سؤال، من هو مؤلف الإنجيل؟

    إنه المسيح عيسى. تظهر أسماء كثيرة مثل إنجيل متى،

    وإنجيل فلان

    وإنجيل علان، هؤلاء ليسوا المؤلفون، إنهم فقط مبلغين عن

    المسيح.

    وبالتالي، فإن تسمية الديانة المسيحية صحيحة، ولكن تسمية



    الديانة المحمدية غير صحيحة. وبالمثل فإن البوذية لا يجب

    أن

    يطلق عليها هذا الإسم لأن التعاليم كانت موجودة قبل

    بوذا. كذلك

    الكونفوشيوسية لا يجب أن تسمى كذلك، لأن كونفشيوس لم

    ينشأ

    تعاليم دينية، ولكنه كان مصلح إجتماعي، يتحدث عن آداب

    السياسة

    والحكم والإمبراطورية والآداب العامة.



    الذنوب في الإسلام :



    الإسلام ذلك الدين المتسامح إلى أبعد حد، أعظم ذنب فيه

    هو عبادة

    الأصنام.

    والديانات السماوية جميعها تشترك هذه النقطة.

    لنعطي مثال، الملك داود أرسل أخلص جنوده له إلى جبهة

    القتال

    ليموت في الحرب، ثم يستولي على زوجته. مثال آخر إبنه

    الملك

    سليمان كانت له سبعمائة زوجة وثلاثمائة جارية، وغرق بكل

    طاقته

    في الحياة الماجنة. مثال ثالث، بني إسرائيل عبدوا عجلا

    من ذهب

    ما هو أسوء فعل في هذه الأمثلة الثلاثة؟ إنه عبادة

    العجل.

    عندما يقارن المثالان الأولان بالمثل الثالث، يعتبران

    ذنوبا أخف

    منه، ولكن مع ذلك فإن الله يظهر تسامحا إلى درجة تدعو

    للعجب.



    <وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم انفسكم بإتخاذكم

    العجل، فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم

    عند

    بارئكم فتاب عليكم، إنه هو التواب الرحيم. وإذ قلتم يا

    موسى

    لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم

    تنظرون.

    ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون.>



    عبادة الأصنام ذنب يستحق فاعله الموت. ولكن مع ذلك رحمة

    الله

    وتسامحه لا تغيبان.

    من يؤمن بأن المعجزات في هذه الحكاية هي حقائق حدثت

    بالفعل،

    ينفتح له باب الإيمان بالإسلام.

    إلى هذه الدرجة يحترم الإسلام هذه المعجزات رغم أنها

    ليست له.

    ويحترم كذلك الكتب السماوية لليهودية والمسيحية.

    أما الديانة البوذية فهي لا تعترف أصلا بالمعجزات،

    وتعتبر أن

    التواصل الإلهي هو إمتداد للقدرات البشرية العادية.

    والكونفوشية أيضا لا تنظر إلى المعجزات بأهمية تذكر بيد

    أن

    كونفوشيوس نفسه كان على ما يبدو يهتم بالمعجزات.

    والمعجزة

    التي تمناها كونفوشيوس هي علامة السعادة.

    لأنه عندما يظهر قديس تظهر معه حيوانات السعادة مثل

    التنين

    والعنقاء والزرافة. ولكن لم تظهر أي علامة من هذه

    العلامات.

    ويحكى أن كونفوشيوس أعرب عن إستياءه وتبرمه لذلك قائلا،

    إذن لم

    أكن من القديسين.

    قبل ظهور الإسلام، كانت منطقة الشرق الأدنى وما حولها

    تموج فيها

    عبادة الأصنام والآلهة التقليدية. فجاء الإسلام وحطم هذه

    الأصنام

    عن آخرها. ولكن تحطيم الأصنام هذا كان مصرح به فقط ضد

    الأصنام

    التي تخالف القرآن. وليس معنى ذلك أن أي أحد كان له حق

    تحطيم

    الاصنام بطريقته الخاصة.

    وهناك طريقة بسيطة وسهلة لتقسيم الإسلام للعبادات.

    العبادة المثلى هي إتباع تعاليم القرآن, العبادات التي

    لا تتبع

    القرآن يغض الطرف عنها, أما عبادة الأصنام فهي محرمة

    تحريما

    قاطعا.

    سؤال، ماهي الديانات التي تحرم شرب الخمر؟ هل تعرفونها؟

    البوذية، في البوذية شرب الخمر هو من المحرمات الخمسة.

    ولكن

    المسيحية لا تحرم شرب الخمر. لذلك المسيحية لا تقول عن

    شارب

    الخمر أنه مخطئ.بل إنه مكتوب بالتفصيل كيفية شرب خمر

    العنب في

    اوقات القداس بانواعها. ومذهب كالفن الذي يقال إنه أشد

    المذاهب المسيحية صرامة، لا يعتبر شرب الخمر في حد ذاته

    منكر.

    ولكن السكر وفقدان الوعي بعد شرب الحمر هو المنكر. ومن

    يشرب

    أي كمية من الخمر ولا يسكر أو يفقد توازنه له ان يشرب

    كما شاء.

    ولكن في الأغلب الأعم وجود مثل هذا الشخص منعدم،

    وبالتالي حرم

    مذهب كالفن يحرم الخمر.

    في الإسلام الخمر محرم في هذه الدنيا، ولكنه في الآ خرة

    شرب بلا

    حساب. طبعا بعض القراء سيصاب بالدهشة عندما يسمع ذلك،

    ويقول

    إن الإيرانيين الذين يأتون للعمل في اليابان يشربون

    الخمر

    بلا أي مبالاة.

    لكن هذا سببه الطبيعي موجود في تعاليم الإسلام. كما شرحت

    لكم

    إن الله رحمته واسعة. وذنب خفيف مثل شرب الخمر ممن

    الممكن أن

    يغفره تبعا لنوعية الأفعال التي يفعلها المذنب بعد ذلك.

    الإيرانيون ايضا بعض المريبين منهم قام بتزوير النقود

    وبطاقات

    الهاتف ثم قام ببيعها لليابانيين، ووقع بعض اليابانيون

    أو

    المسلمون الملتزمون في مشاكل جراء ذلك.

    لكن خداع غير المسلم إسلاميا ذنب خفيف نسبيا وبالطبع من

    الممكن

    أن يغفره الله تبعا للأفعال الأخرى. هكذا هم يعتقدون.

    دين مفعم بالعواطف, ولكنه واقعي :



    <كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم



    ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.

    فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون.>

    إن هذا الإله يحاول إشعارنا بالجميل إلى حد مريع. كذلك

    في موضع

    آخر يذكر احداث دارت في زمن "سفر الخروج" ويطالبنا

    بالشكر

    والعرفان. في الواقع، إنه يريد أن نشعر بالشكر والعرفان

    على

    أشياء حدثت منذ ثلاثة آلاف عام. لماذا يقول الله العليم

    القدير

    للبشر إذكروني وإشكروا لي؟

    هناك من القراء من خطر علي باله هذه الأسئلة، أليس كذلك؟

    إن التفكير بهذه الطريقة في حد ذاته يعتبر دليلا على عدم



    الإيمان.

    ما علينا، المهم هنا هو منشأ محمد. النقطة الهامة هنا هي



    <منكم> بمعنى أنه رغم أن محمدا نبيا مرسلا، إلا أنه بشرا

    عاديا.

    القرآن يقرر ذلك بوضوح لا شك فيه.

    هناك نقطة أخرى يفصل الله فيها.

    في العهد الجديد توجد عبارة إذا فعلت معروفا لأحد يجب

    عليك

    إخفاء ذلك. إذا فعلت المعروف أمام الناس فسوف تحصل على

    إحترامهم وهذا هو المقابل، ولن يعطيك الرب شيئا آخر.

    ولكن الله ليس بخيلا ليقول شيئا مثل ذلك. لامانع البتة

    من إظهار

    المعروف والصدقات، أو حتى التباهي بها. ويقول إن ذلك

    أفضل

    بكثير من عدم فعل المعروف أو إخراج الحسنات. والزكاة في

    الإسلام

    ليست فعل حسن يتم آداءها الخفاء. بل هي فريضة محددة

    بدقة.

    ليس هناك أي شائبة في التباهي بآداءها. لكن القرآن يزيد

    أن

    إخفاء أفضل لفاعلها. ثم يلي ذلك مباشرة الحديث عن

    الرحمة.

    <إن الحسنات يذهبن السيئات>

    غفران السيئات هو أهم شئ، وتظهر هذه المسألة مرة بعد مرة

    بشكل

    متكرر في كلام الله.

    في اماكن كثيرة من القرآن موجد عبارات لا مثيل لها في

    الكتب

    المقدسة للأديان الأخرى. والعبارة التي من المؤكد أن

    تصيب

    اليابانيين بالذهول هي العبارة التالية.

    <من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا

    كثيرة>

    إقراض الإله أو الإستثمار معه تفكير غير سليم من وجهة

    نظر علم

    الاديان، لكن إذا فكرنا بهذه الطريقة تتبين قيمة

    المسألة. ففي

    الأصل التفكير الياباني أن مقابل القيام بشعائر وتقديم

    عطايا

    يحقق الإله الأمنيات.أي ما يسمى بالإستجابة. مثلا،

    المبلغ الذي

    يتبرع به راغب النجاح في إمتحان القبول بالمدرسة. إذا

    كانت

    مدرسة عادية، فسيضع في صندوق التبرعات بالمعبد مائة ين.

    أما

    إذا كان يريد القبول في مدرسة شهيرة فسيضع ألف ين. هكذا

    يفكر

    الياباني. نفس طريقة التفكير هذه كانت موجود في ديانات

    البارامون في الهند القديمة. أي أن الأخذ على قدر

    العطاء.

    وربما يكون سبب تفكير محمد بهذه الطريقة هي أنه في الأصل

    كان

    تاجرا. وقت ظهور الإسلام كانت المنطقة العربية مزدهرة

    تجاريا

    بدرجة كبيرة، وكانت مكة أكبر مركز للتجارة. وهناك رأي

    يقول أن

    من الطبيعي أن يقود هذا المناخ إلى هذه الطريقة في

    التفكير.

    في القرآن تتوالى ظهور الكلمات التي لها علاقة بالتجارة

    مثل،

    <يؤتيكم الله أجرا حسنا>، <وكفى بنا حاسبين>، <تجارة لن

    تبور>

    من ضمن التعاليم ايضا المطالبة بترك الفوائد المتراكمة

    وكلام

    ايضا عن من تاب فلن يفقد رأس ماله وغير ذلك. خلاصة القول



    <إن الله سريع الحساب>

    سريع الحساب ايضا لاتختلف عن شديد الحساب. طبعا

    اليابانيون

    أقصى ما سيخطر على بالهم، أن يقولوا عجيب أن تقول ذلك عن

    الله

    ولا تخشي غضبه.



    هذه الأمثلة ومثلها الشرح المادي عن الجنة، يوجدان في كل

    موضع

    من مواضع القرآن.

    أي أن الإسلام يعلم جيدا أن عين الإنسان تنظر إلى إشباع

    الرغبات

    على إنه شئ جميل. لذلك لا ينكر الإسلام إشباع الرغبات

    الحسية

    ولكنه يعلمنا أن ما أمامنا من رغبات شئ تافه، وأنه إذا

    فعلنا

    الخيرات سنشبع في العالم الآخر رغبات لا حصر لها.

    وهذا إختلاف جذري مع البوذية التي تنظر إلى إشباع

    الرغبات

    الحسية على إنه أعظم الذنوب وأنه ضياع كبير.

    أما الكونفوشية فلا تعارض إشباع الرغبات على المستوى

    الفردي،

    لكن تعارضه على مستوى الجماعي بسبب كونه أساس الصراعات.



    الجنة والنار في الإسلام :



    مقارنة بالبوذية والمسيحية اللتان لاتوجد فيهما الجنة

    بصورة

    حسية، يوجد في الإسلام نعيم حسي يطلق عليه الجنة. وتوجد

    جحيم

    يحرق من فيها بالنيران. ذكرت ذلك عدة مرات، وسأحاول الأن



    الدخول إلى هذه المنطقة وشرح تفاصيلها. فكرة يوم الحساب

    في

    الآخرة هي نفسها تماما الموجودة في المسيحية.

    سيتم بعث الجسد مرة أخرى في هذا اليوم. ثم يقف البشر

    فردا

    فردا ليحاكموا عن صحيفة أعمالهم التي لن يتسرب منها أي

    شئ.

    وسيقف محمد وقت الحساب موقف المدافع عن أتباعه، لكن في

    النهاية الحساب سيتم على الأفعال التي تمت في هذه

    الدنيا. مما

    يعني أن النجاة أو الهلاك سيتعمد على الفرد نفسه. في هذا

    الدين

    النجاة مسألة فردية.

    ما عدا ذلك يختلف قليلاً عن المسيحية. ففي الإسلام تصبح

    الحياة

    أبدية. أما في المسيحية فإن من يجتاز إمتحان الآخرة

    تنتظره

    الحياة الأبدية، أما من يفشل فينتظره الموت الآبدي.

    بيد أنه في الإسلام يبعث البشر بأجسادهم الكاملة ولا

    يموتون أبدا

    ويا ويل من يلقى به في الجحيم، يحرق بالنيران صباحا

    مساءا،

    وينتظره عذاب عظيم، فيبكي مقرا بأن الموت أفضل من

    العذاب،

    ولكن مهما بكي طالبا الموت، لن يسمح له حتى بالموت.

    على الجانب الآخر، ماذا عمن يدخل الجنة. بالطبع تنتظره

    حياة

    رائعة كل يوم. يحرم الإسلام الخمر، لكن من يدخل الجنة،

    له أن

    يشرب ما شاء. بل أن خمر الجنة لذة للشاربين لا تفوقها

    لذة،

    ولا تسبب أي سكر لشاربها أبدا. يستطيع أهل الجنة أن

    يشربوا من

    هذه الخمر الرائعة أي كمية يريدون. وبالطبع شرب بلا حد

    أو حساب

    لأنه لا يوجد من يطالب بدفع ثمنها.

    هذه نقطة هامة ومركزية لفهم الدين الإسلامي، لذلك

    سنكررها مرة

    أخرى،

    <وبشر الذين أمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من

    تحتها

    الأنهار، كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي

    رزقنا

    من قبل، وأتوا به متشابها، ولهم فيها أزواج مطهرة، وهم

    فيها

    خالدون.>

    الإختلاف مع <دولة الرب> أن الحديث يتطرق حتى إلى الجنس.

    وهو

    شرح حسي للغاية. يذكر القرآن أن من يدخل الجنة يعطى

    فتيات

    حسان يلبسن حريرا في حرير وأساور من ذهب، ويمارس الجنس

    معهن

    بحرية كاملة. بنات في منتهى الحسن والجمال، كل ما فيهن

    رائع

    والأكثر من ذلك أنه مهما تعددت مرات الجنس يبقين عذارى.

    هنا أضيف تعليق هو أن الإسلام لا يشرح الجنة إلا في حالة

    الرجل

    فقط. أي ان القرآن لا يذكر أي قول عن أن النساء يدخلن

    الجنة،

    ويقابلن فيها شباب في غاية الجمال، يمارسن معهم الجنس

    بلا حد،

    مهما مارسن الجنس مع هؤلاء الشباب لا يذهب عذريتهم.

    ولا يذكر القرآن أي شئ عن اللوطيين. ما معنى هذا؟ معناه

    أن

    الإسلام بخلاف اليهودية والمسيحية لا يمنع اللواط. إذن

    هل هناك

    شرح لذلك؟ لا يوجد بالمرة أي ذكر لهم. أيضا في ما يتعلق

    بالوصف

    الحسي للجنة خلاف ذلك، يحكي القرآن عن الماء البارد. فهل

    سيفرح

    أهل القطب الشمالي أو القطب الجنوبي لهذا. وهو ما يدل

    على أنه

    دين نشأ في بلاد حارة بين الرمال والصخور، وهذا سبب ذلك.

    على أية حال فالجنة في الإسلام هي التي تحقق وتشبع كل

    الرغبات

    بشكل جسدي بالغ الحسية.



    ضحايا الحرب المقدسة :



    <ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، بل أحياء ولكن



    لا تشعرون>

    هذه الآية مهمة للغاية لفهم الدين الإسلامي.

    من يموت في المعركة في سبيل الله، أي الحرب المقدسة

    <الجهاد>،

    لا يعتبر ميتا. بل إنهم أحياء.

    لقد ذكرت أنه في يوم الحساب سيبعث المسلمون جميعا أحياء

    بأجسادهم. ثم يتلقون حسابهم. لكن من قتل في الجهاد، يظل

    حيا،

    ويستطيع دخول الجنة مباشرة. التفاسير الدينية للآية

    متعددة،

    ولكن هذا الفهم هو الأكثر أهمية.

    إذا كان الأمر كذلك ففي ساحة المعارك لن يكون هناك أي

    خوف من

    الموت.

    لقد أرسلت المسيحية جيوشا صليبية وأشعلت الكثير من

    الحروب ضد

    الإسلام. ولكن لا يوجد في الدين المسيحي أي تعاليم تتعلق

    بالحرب.

    بل إنه لا توجد تعاليم دينية في حد ذاتها. ما يوجد مجرد

    أن من لا يؤمن بألوهية المسيح يعتبر كافر، وليس ببشر

    ويباح قتله.

    إبادة من يكفر بالمسيح وسلب كل ما يملك، وفعل أي شئ به،

    ليس

    فقط المبدأ الأساسي للحروب الصليبية، بل وايضا أثناء عصر



    الإستكشافات الكبرى، التي غزا فيها الأروبيون الأراضي

    الجديدة

    وأبادوا سكانها الأصليين الذين أعتبروا برابرة من وجهة

    نظرهم.

    لكن في الإسلام هناك فريضة الجهاد. بل أن من يقتل في

    سبيل الله

    الجنة في إنتظاره.

    في اليابان عندما نتذكر كيف عانى <أودا نوبوناغا> في

    قتال

    طائفة <الإيكوومون> الذين شاركوا في المعارك ضده بنفس

    منطق

    الجهاد، نستطيع أن نتخيل إلى أي حد يشكل جيش كهذا ذو قوة



    وشكيمة تحديا لأعداءه.

    يقول القرآن ايضا

    <وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فإن انتهوا

    فلا

    عدوان إلا على الظالمين.>

    أي أن هناك ما يكبح جماح المقاتل ويجعل الإسلام يحارب

    حربا

    نزيهة ومثالية.



    الإله الحي :



    أحد أسباب عدم قدرة الياباني على فهم فكرة الإله في

    الأديان

    السماوية هو إعتقاد اليابانيين أن من يموت من البشر يصبح

    إله.

    قديما، الإمبراطور (جينمو) و(سوغاوارا متشيزانه) وحديثا،



    الإمبراطور (ميجي)، و(نوغي تايشو) ثم معبد ياسوكوني.

    لكن القرآن يقول

    <الله لا إله إلا هو الحي القيوم.>

    في الأديان السماوية هذه المسألة ذات أهمية مطلقة.

    في الأديان السماوية الإله حي ومستمر الوجود، بمعنى أن

    الله حي.

    إذا شرحنا الموضوع بشكل فظ لتسهيل الفهم، في مكان ما من

    هذا

    الكون يوجد إله حي ومستمر إلى الأبد.

    وإذا شرحنا ذلك بشكل أكثر منطقيا نستطيع القول أنه لا

    يوجد في

    هذا الكون شئ حي حقا إلا الله.

    لذلك في العهد القديم ايضا تستخدم تعبير حي مثلا بالقول

    <إنه كما لو كان إله حي>

    الإله حي، وإذا حاولنا تخيله فهو له صفات مثل البشر.

    ولأنه إله

    حي تظهر في العهد القديم عبارة مثل <أنا سأصبح إله

    الحقد>

    لأنه حي وله صفات مثل البشر، عند الشرك به يظهر الحقد.

    إذا كان

    وجوده معنويا فلا داعي إطلاقا لهذا الحقد.

    في الأديان الغير سماوية، توجد حالات يمكن تسميتها الإله

    المعنوي

    على سبيل المثال، الكونفوشية. ما يقابل الإله المطلق في

    الكونفوشية هي السماء. وبالطبع السماء ليس شيئا حيا.

    في البوذية، بوذا في الأصل كان إنسانا حيا، ولكنه مات

    وشبع

    موت. ولا يوجد له وجود في الموجودات الستة. بل أن بوذا

    يقدس لأنه إكتشف الحقيقة، ولا يقدس في حد ذاته. وبخصوص

    هذه النقطة، ظهر في العصور التالية عليه، أناس كثيرون

    صنعوا له هالات متعددة. لكن هذه النظريات تختلف تماما عن

    البوذية في أصلها.

    شئ آخر، في البوذية الإله الحي مكانته وضيعة جدا. مكانة

    الإله

    في حد ذاته وضيعة، وإذا لم يسمع إلى بوذا أثناء وجوده في



    الموجودات الستة، ويتوصل إلى الحقيقة فلن يكون ذا نفع.

    لكن في الأديان السماوية، الإله هو بلا أي شك أعظم موجود

    حي.



    الإسلام والديانات الأخرى :



    أحد الإنطباعات التي يأخذها الياباني عند قراءته للقرآن

    هو أن

    الله يختلف تماما عن ما يحمله من أفكار حول شكل الإله.

    أول الخلافات هو إختلاف فكرة الياباني عن الإله الجبار.

    وأعتقد

    أنه ربما هذا الإختلاف ناتج عن إختلاف بين الدين الذي

    ولد في شعب

    دولة زراعية وبين الدين الذي ولد في شعب دولة تجارية.

    اليابان منذ قديم الأزل، الزراعة فيها أحكمت وجودها

    كمهنة

    مقدسة. لذلك تأخر إزدهار التجارة في اليابان.

    وذلك واضح عندما نرى الأساطير اليابانية. فالإمبراطور

    يزرع شتلات

    الأرز. والإله <أماتراسو أووكامي> يحرث الحقل. ولا تذكر

    الأساطير

    أن ملك السماء يباشر البيع والشراء. أو أن الإله

    <اماتراسو

    أووكامي> ذهب إلى السوق ليبيع القماش الذي غزله.

    إذا قلنا إن الإمبراطور شديد الحساب، سيسمعها أغلب

    اليابانيون

    على إنها سباب. أما في الإسلام، شديد الحساب هو شئ رائع

    جدا.

    بالطبع الحساب بصرامة، والدفع بصرامة، والربح الصحيح هي

    أشياء

    عظيمة جدا.

    لقد كررت كثيرا أن التفكير على أن الإسلام واليهودية

    التي يتوحد

    فيهما تعاليم الدين مع عادات المجتمع مع قوانين الدولة،

    هما

    بالفعل الشكل الأصلي للدين، وأن الأديان الأخرى إنحرفت

    عن هذا

    الشكل، هذا التفكير يسهل لنا الإمساك بالدين وفهمه فهما

    صحيحا.

    بعد فهمنا لعموميات الإسلام، فلنعيد فحص الأديان الأخرى.

    مثلا، ماذا عن البوذية؟ البوذية تؤمن بأن الجزاء من جنس

    العمل،

    من يعمل عملا حسنا يلاقي الجزاء الحسن، ومن يعمل السيئات

    سترتد

    عليه بالجزاء السيئ. إذن من يقرر الحسن من السيئ؟ هذه

    المسألة

    مفقودة بالكامل في البوذية. الأحكام البوذية وهي التي

    قررها

    شاكا(بوذا) للراهب، مائتان وخمسون أمر، وللراهبة تبلغ

    ثلاثمائةوثمانية وأربعون أمر. وهي العمود الفقري لما

    يسمى ال<ريتسوزو>

    وهو كتاب بوذي مقدس غاية في الضخامة لدرجة أن هناك طائفة

    تسمى

    طائفة الريتسوزو. لكن كيف يتطور ذلك مع تطور المجتمع؟

    وكيف

    يختلف عندما تنتشر البوذية في الدول الأجنبية؟ في هذا

    المجال لا توجد محاولات قي البوذية لمعالجة هذا النقص.

    بالإضافةإلى أن

    هذه الأحكام تركز على مجتمع الرهبان والراهبات. الأبحاث

    التي

    تدور حول كيف يجب أن تكون إخلاقيات المجتمع أو قوانينه

    منعدمة.

    شيئا آخر، البوذية تختلف عن الإسلام والمسيحية

    والكونفوشية في

    أنها لا يجب أن تعتني بأخلاقيات البشر فحسب، ماذا عن

    الآلهة

    (الموتي من البشر)؟ وماذا عن إنسان السماء؟ وماذا عن

    الحيوان؟

    ماذا عن الجن؟ ماذا عن العفاريت؟ ماذا عن من سقط في

    الجحيم؟

    بالنسبة لكل هؤلاء، ما هو العمل الحسن؟ وما هو العمل

    السيئ؟

    بالنسبة للقط ما هو الخير وما هو الشر؟ هل الإمساك

    بالفأر، خير

    أم شر؟

    المسيحية ايضا نفس الشئ. عند قيام دول القوميات في العصر



    الحديث تم إنشاء قوانين لها على طراز قانون روما. من أين

    جاء

    هذا القانون؟ جاء من الكنيسة الكاثوليكية.الكنيسة

    الكاثوليكية

    لم تكن تدار بقانون مسيحي، بل بالقانون التابع للدول

    الرومانية. وهو قانون كان فظا من الناحية التشريعية. لكن

    لم

    يكن باليد حيلة. فلا يوجد في الإنجيل أي قوانين، ولا

    يمكن أن يصبح نموذجا.

    عدم توحد تعاليم الدين مع الأخلاقيات العامة مع قانون

    الدولة،

    يخلق تناقضا كبيرا.

    هناك سؤال لابد أن يخطر على بال الجميع؟

    كيف لم يستطع الإسلام وهو بهذا الكمال أن ينشأ دولة

    عصرية حديثة

    في حين إستطاعت المسيحية التي تمتلئ بالمتناقضات أن تكون

    سيدة

    العصر الحديث؟

    أن ذلك حدث بسبب طبيعة الديانتين ذاتهما. سنبدأ بالإجابة

    ونقول

    إنه عند إنشاء الدولة الحديثة، هناك في الإسلام نقطة ضعف



    مستعصية. وهي أن محمد هو آخر الأنبياء.

    وبالتالي فلن يظهر نبي جديد يعدل ما قرر على يد محمد.

    بمعنى

    أنه من المستحيل تعديل التعاقد مع الله أو عمل تعاقد

    جديد معه.

    من الممكن تكميل التفاصيل الصغيرة التي لم يصدر فيها

    حكم. أما

    تعديل الأحكام المقررة بالفعل فمستحيل.

    من هذه التعاليم يتضح لنا أن القانون في الإسلام يجب

    إستنباطه,

    أما إستحداث الجديد فصعب. أدى ذلك إلى أن إنشاء

    المجتمعات

    التقليدية التي لها سمات العصور الوسطى. ولم يكن عندهم

    الفكر

    الذي يخرجهم من ذلك الوضع. هذا السبب هو أكبر أسباب عدم

    إستطاعة الإسلام إنشاء مجتمعا عصريا حديثا.

    وبالعكس لماذاإستطاعت المسيحية صنع الدولة الحديثة؟

    لقد تحدثتُ عن العمل في الفصل الخاص بالمسيحية. وتفصيل

    ذلك في كتابي

    <نهاية التاريخ ومكونات الحروب> دار النشر "توكوما

    بونكو" أما

    هنا فسأشرح في عجالة الجانب الديني في الموضوع.

    الشئ القاطع والهام هو نظرية القدر المسبق. الرب هو

    العلي لا

    يرمي بنفسه في أوحال الخير والشر أو الواجب من عدمه في

    المجتمع الإنساني. حتى أن "كالفن" يؤكد أن مجرد التفكير

    في أن

    الرب يجب أن يفكر لنا في قوانين ليتبعها الإنسان لهو

    تجديف في حق الرب. من جهة أخرى من الممكن تغيير القوانين

    التي تسيطر أو تحكم هذا العالم إذا سمح الرب بذلك. هذه

    هي وجهة نظر الديانة المسيحية نحو التشريع.

    وعلى ذلك آمنت البروتستانت التي يمثلها كالفن وأتباعه،

    أنه

    طبقا لنظرية القدر المسبق، في هذ العالم هناك من العالم

    هناك من إختاره الله، وهناك من لم يختاره الله، ونحن فقط

    المختارين من قِبَل الله.

    وأدت هذه النظرية إلى الإيمان أن من أُختاره الله يستطيع

    أن يسن

    قوانين صحيحة. وبذلك ظهرت قوانين جديدة في العالم على يد



    البروتستانت.

    أما في الإسلام الذي لا يستطيع تحطيم تقاليده، فمن

    المستحيل طبقاًلأصوله سن قوانين تعارض هذه التقاليد

    الأصيلة. لكن في المسيحية

    إذا وافق الله فمن الممكن ذلك. هذا هو السبب الأساسي في

    أن

    المسيحية هي التي صنعت التحديث ولم يستطع الإسلام ذلك.



    لماذا تأخر ظهور الرأسمالية :



    هناك سبب ديني آخر وهام لكوْن أن المسيحية هي التي صنعت

    التحديث وليس الإسلام. لكن قبل ذلك لابد من شرح تعويضي.

    في اليهودية والكاثوليكية يُمنع منعاً باتا التربح

    المالي.

    طبعاً الكثير من القراء سيلوي عنقه إستنكاراً لهذا

    الكلام. ويقول

    ألم يكن شيلوك هو أكبر مرابي؟ ألم تحقق الكنيسة

    الكاثوليكية

    أرباحاً طائلة من وراء بيع صكوك الغفران؟

    بالتأكيد شيلوك كان يأخذ الربا. لكنه كان يأخذه فقط من

    غير

    اليهود ولم يأخذه من يهودي، وهو ما تسمح به التعاليم

    اليهودية

    من ناحية أخرى منطق الكاثوليك في العصور الوسطى هي ان

    الربح

    من أجل الربح محرم قطعاً، ولكن الربح الذي يأتي دون

    إنتظار

    ونتيجة لعمل آخر لا مانع فيه. وبذلك لا توجد مشكلة

    ايضاً.

    حتى لو كان محرماً، كانت توجد طرق كثيرة للخروج من

    المشكلة.

    الصفة الأساسية للمسيحية أنها تجعل الحكم على الإنسان

    طبقاً لما

    يُبْطِن وليس طبقاً لما يُظْهِر من أفعال. المسألة هي هل

    يعتقد

    الإنسان داخلياً أن عمله هو من أجل الخلاص أم لا؟ ولا

    تسأل عن

    النتيجة. كالفن كان يرفض صكوك الغفران ويهاجمها ويهاجم

    الكنيسة لأنها كانت تقول بالخلاص إذا تمت هذه الشعائر،

    دون أي

    إعتبار للعامل الداخلي الإيماني. ولم يكن يهاجمها من أجل

    أخذها

    للأموال، التي هي مجرد نتيجة العامل الباطني (الإيمان)

    والعامل

    الظاهري (العمل) الذان يكونان طريقة تفكير مزدوجة، هما

    مفتاح

    الحديث عن الرأسمالية وعلاقتها بالمسيحية.

    بولس هو أهم شخصية بشرية في المسيحية. أعظم أعمال بولس

    أنه

    وضح أن للإنسان عاملان، باطني وظاهري وأنهما مختلفان

    تماماً. أي

    أنه وضح إزدواجية الظاهر والباطن. ويقول ماكس ويبر إنه

    لو لم

    يصنع بولس هذا الصنيع العظيم لعجزت المسيحية ليس فقط في

    أن

    تكون ديانة عالمية، بل في حتى مجرد الإستمرار في الوجود.

    المسيحية في أوائلها لاقت إضطهاد كبير من الدولة

    الرومانية

    بحجة أنها تخالف قانون روما. كانت الإزدواجية هي وسيلة

    النجاة

    التي أخذها بولس لبقاء المسيحية.

    لقد فصل بولس بين ظاهر الإنسان وباطنه، أي بين الإيمان

    وبين

    الأفعال فقال لأهل روما، ظاهريا حافظوا على قانون روما

    في

    أفعالكم، وباطنيا كونوا أتباعا للمسيح مؤمنين به.

    ولأن المسيحية في الأصل لا قانون لها ولا ضوابط للافعال،

    فهي فيها

    هذه الخاصية أساساً. ولكن بولس هو من أكد عليها وشرحها

    بشكل

    يفهمه كل إنسان. وبسبب ذلك يقال عن المسيحية أنها دين

    بولس.

    هذه الإزدواجية بالضبط هي السبب الذي جعل المسيحية هي

    قوة

    الدفع لميلاد الرأسمالية.

    فلأن المسيحية من خلال نظرية الإزدواجية هذه تفصل تماماً

    بين

    إيمان المرء وأفعاله، إستطاعت تغيير الأفعال وتعديلها

    دون

    المساس بالإيمان أو تعديله.

    فمن أجل إنشاء الرأسمالية تم وضع ضوابط على أفعال

    الإنسان

    الظاهرية وإحكامها بالقوانين والضوابط الأخلاقية وصحة

    الأفعال.

    على سبيل المثال، في الدول الراسمالية الدستور يضمن حرية



    الإعتقاد بالكامل، وترفض هذه الدول مطلقاً تدخل

    سلطةالدولة أو

    أي سلطة أخرى على باطن الإنسان وإيمانه. من أجل ذلك وُجد

    الضامن

    لحرية الأديان.

    لكن في الإسلام وغيره من الأديان التي يتمازج فيها إيمان

    الفرد

    بأفعاله تمازجاً حميمياً لا إنفصام فيه، صعب حدوث ذلك.

    إذ ما

    العمل لو تعارضت قوانين الرأسمالية مع الشريعة

    الإسلامية.

    إذا تم تفضيل الشريعة فلربما تفقد الرأسمالية فاعليتها

    القانونية.

    حدث ذلك بالفعل، في تركيا قبل كمال أتاتورك، كانت

    القوانين

    الإسلامية تطالب بوجوب إقامة خمس صلاوات في اليوم. لكن

    هذا من

    شأنه أن يصيب حركة الرأسمالية بأضرار بالغة.

    أيضاً فكر "إن شاء الله" الذي من المؤكد أن رجال الأعمال

    ممن

    الدول الرأسمالية يعتبرونه مجرد كلام وُجِدَ للإفلات من

    تنفيذ

    العهود والعقود القائمة على القانون الرأسمالي.

    لا تستقيم الرأسمالية إذا لم تكن العقود بين البشر

    شيئاً مطلقاً

    أو مقدساً. في مجال الأعمال إذا إعطاء الأولوية ل"إن شاء

    الله"

    أكثر من قوانين الرأسمالية، فإن حركة وتوزيع البضائع

    ورأس

    المال ستصبح صعبة، وستُشل حركة المؤسسات التجارية

    والشركات.

    كما ترون فإن الرأسمالية والديقراطية وقوانين العصر

    الحديث

    لكي تستقيم وتؤدي وظيفتها كان من الضروري أن يكون هناك

    فصل

    على طريقة بولس بين ظاهر الإنسان وبين باطنه، بين القلب

    وبين

    الفعل. لم يكن هناك بديل عن إيجاد هذه الإزدواجية.

    وبفرض أنه تم تقليد الدول الغربية وإستقدمت قوانينها

    المسيحية

    ونظامها السياسي المسيحي، فسوف يؤدي ذلك إلى التصادم لا

    جدال

    مع قوانين الشريعة الإسلامية وتصبح بلا أي فائدة.

    هذه النقطة هي بالضبط التي سببت تأخر الإسلام، الذي سيطر

    على

    العالم في العصور الوسطى، في مجتمعات العصر الحديث التي

    وصلت فيه الرأسمالية إلى قمتها.

    http://www.the-cloak.com/Cloaked/+cf...w.alshaab.com/






  2. افتراضي

    جزاكم الله خير

    للضرورة القصوة

    هل استطيع الحصول على اصل المقال باللغة اليابانية ؟؟

    وايميل الاخ المترجم

  3. #3

    افتراضي

    السلام عليكم

    أنا نقلت المقال عن جريدة الشعب المصري

    ربما يفيدك الرابط المرفق بالموضوع فى الوصول لما تريد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إثبات أن الدين الحق هو الإسلام...يوتيوب
    بواسطة محبة الاسلام والعلم في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-08-2013, 11:44 PM
  2. إعلان: اذ لم يكن الاسلام هو الحق فاين يوجد الحق ؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
    بواسطة gamal_2009 في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 06-25-2010, 01:10 PM
  3. ملف الدليل على صحة دين الاسلام الدين الحق الدين الصحيح
    بواسطة قتيبة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 03-10-2010, 12:15 PM
  4. سلسله الدين الحق للباحث عن اليقين (الجزء الثاني مقومات الاسلام)
    بواسطة kareemm في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-20-2007, 05:56 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء