نصيحة لمنتقدي الخنفشاريين و الخنفشاريات
نصيحة لمنتقدي الخنفشاريين و الخنفشاريات
هذه مشاركة أمضيت فيها وقتا و جهدا لكتابتها و أرجو أن تصل الى العقول المدبرة و تعي الأمر فنحن قد نسيء إلى الدعوة أحيانا من حيث لا نشعر فنسيء بينما نظن أننا نحسن صنعا فلذلك وجب التنبيه جيدا إلى هذا الأمر خصوصا عندما يموت أحد الخنفشاريين أو البدعيين أو العالمانيين و من شابههم ممن يحسبون أنفسهم من المسلمين فينبغي أن نحرص على التقاط الألفاظ. و لا تحذفوا مشاركة فيها نصيحة بنية حسنة فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
الجابري مثال و قد قرأت كثير من التعليقات على خبر موته في هذا الملتقى و في كثير من القنوات الاخبارية و المنتديات التواصلية.
من عرف عنه بشكل عام بين الناس بشكل عام أنه مسلم, ينبغي أن نقول رحمه الله و غفر له!
هو يبقى مسلم عرفه الناس بقيامه للصلاة و جماعة في المسجد و يقول أنه يتطلع إلى تقدم من داخل تراثنا الاسلامي و ليس من طرف قوى خارجية.
و نحن يجب أن نحكم بالظاهر و ما وراء الظاهر فهو لله, لقد أفضى إلى ربه و الله هو العليم بحاله.
لكن أن ننتظر لحظة مثل هذه عندما يموت مفكر من المفكرين معروف بالابتداع و الضلال و الزلات فنصوب سهام نقد المقاهي و عويل الاطفال فإننا بهذا نسدي خدمة جليلة عظيمة للعلمانيين و الحداثيين الذين يستغلون و يستخدمون كتاباته. كان الأجدر بنا أن ندرس أفكاره جيدا و إن لم نستطع فعلى الأقل دراسة فكرة صغيرة جزئية دراسة فكرية موضوعية أكاديمية نبتعد فيها عن السطحيات و قائمة على حجج و انتقاد منهجي لنرد عليها. قد عرفنا أحد كبار المفكرين العرب قضى أكثر من 15 عاما في دراسة و نقد كتابات الجابري في نقده للعقل العربي ثم نأتي نحن في ليلة و ضحاها بسم الله الحمد لله و الصلاة على رسول الله, فنصدر فتاوى و نحكم و نضلل و نكفر و نلعن, هكذا فقط بدون قيل و لا قالوا؟؟ هل نحن دعاة ترغيب أم تنفير إذن؟
و إن لم نستطع فلنغلق على الأقل أفواهنا و نصمت صمت الأموات!
إن زمن الدفاع بالسب و اللعن و القذف و التكفير ولى بلا رجعة, إن هذا منهاج الرافضة و من سبق الرافضة و انتهج نهج الرافضة, العن.. العن.. العن.. سب و اقذف, كفر و العن و سب و اقذف و قلل من شأنه و اضرب و ابكي و اشتكي ثم العن و بعدها العن ... العن... العن .. العن و العن حتى تصدقك الناس.
و هو منهج شبيه بمنهج تشارشل الذي قال يوما اكذب و اكذب و كرر الكذب حتى يصدقك الناس.
أنا أقول إننا نعيش في عصر ما بعد الثورة المعلوماتية و لم يعد الاتهام و السب و القذف يجدي.
هذا الكذا الكلب العميل الكذا الكذاب الخائن المجرم, إلى جهنم, فعل و قال و .. أسلوب الكنيسة ضد المهرطقين يعني, أسلوب لم يعد يجدي و لا قيمة له و ينفر بل قد يؤدي بك أنت شخصيا يوما إلى ما لا تُحمد عقباه عندما يكون كل ما في مخك هو هذا و تقف أمام المحك في ظرف من الظروف فسوف تتزعزع قناعتك الشخصية, لذلك وجب التحذير فالأسلوب الذي لا ينفر لا يجدي لا أحد يقرأه و يهتم به. أنا لي تجربة شخصية في هذا الميدان فبحكم اختلافي مع الاخوة المشرقيين في كثير من المسائل الفكرية و التفاصيل الاعتقادية و الفقهية لكن أفتح مواقعهم و أقرأ كتبهم و كل موضوع أرى فيه سبا و اتهامات و يتقدم بالكلام عن امتلاك الحقيقة بدل أن يختم بها, و أقرأ قبوريين, توسليين, تبركيين, حلوليين, اصحاب مذهب بوذا, بدعيين, جهلاء في الدين و في اللغة و وو فإني أقف في السطر الأول و لا أستمر أبدا.
إن الأسلوب الذي يمشي في عصر ما بعد الثوة المعلوماتية هو فلان بن فلان قال ب ((أ)) و هذه ال ((أ)) ركزها في الحقيقة على مرتكزات ثلاثة هي (ع) و (غ) (ض) إلا أن المشكلة الكبرى في مشروعه الفكري هذا ترتكز بالأساس في الاستنتاجات التي استنتجها على أساس ال (ع) و هي استنتاجات, طبعا هناك مشكلة بل تناقض بين (غ) و (ض) لكن أحبب أن أبين أولا المشكلة الكبرى في المرتكز الأول (ع) و ذلك من أربعة أوجه .... الوجه الرابع هو أن كذا كذا و هنا يتضح مدى جهالة الاستاذ في كذا كذا ...
أو ترد بأسلوب آخر حسب الذوق و المستهدفين من الناس, بلعبة الكترونية تبرمجها مثلا, بمسابقة أسئلة و أجوبة حول الموضوع, بشعر, بفن سينمائي فيلم أو مسلسل أو مسرحية أو نشيد, او قصة (و أذكركم بموضوع البطيخ أفضل من الشمام يا مسلمين قدم فيه كاتبها نصيحة ثمينة و انتقد فيها أشياء كثيرة و جمع فيها أكثر من فائدة و بأكثر من أسلوب) أو أو..
هذه هي أساليب العصر.. أما العن العن سب و كفر.. كافر, ملعون, ضال مضل و إن صلى و صام و فطر و نام كافر!!! قبوري, مبتدع, على عقيدة اهل الضلال, أشم فيه رائحة الروافضة إنها رائحة نتنة.. من كلاب الصهاينة, مجرد زنديق .. خبيز و ليس خبير.. هذا؟؟ هها هها هاها, هذا مجرد كلب و يتكلم بما لا يفهم و ظاهر عليه من المرتزقة..
فحكمه واضح.
يمكن طبعا أن تطلق بعض الرصاصات فالأسلوب الهجومي له تأثيراته أحيانا لكن يجب أن تمررها بين أسطر تحمل حجج قوية دامغة فتطلق رصاصة من قبيل "و إن لم يكن هذا غباء, فبالله عليك ما هو الغباء؟" كذا كذا ... و "هنا يتضح أنه أجهل من حمار جده" ... أو كذا كذا "لكنه نزل هنا عشا ليس بعشه" ..
و قد تكون الرصاصات خفيفة كالتي تبادلها تهافت التهافت مع التهافت...
و قد تكون قوية عندما لا ترى نتيجة من المُحاوَر أو شيء آخر و هنا في المنتدى واحد من بعض الاساتذه لم يعد مشاركا معنا منذ مدة للأسف, كان يطلق النار في كلامه, لكن كلامه له قيمة و بها تأخذ الرصاصة قيمة أخرى و إن كانت قذفا لكن ليس عن هوى و جدل, بل لأسباب أخرى تتضح من السياق.
أما أن يأتي واحد ما ادري ايش بائع سمك و الجزر يعرف كيف يدق بأصابعه على لوحة المفاتيح و يبدأ يسب مفكرين و كتابا, ثم ينسب نفسه الى "التقليدية" و التقليدية منه برئية, فهذا للأسف الشديد باعث على الحزن و الأسى.
أتمنى أن يكون الكلام واضح و نتمنى من الإخوة المهتمين بالمشاريع الفكرية و الفلسفة في العالم العربي أن يتحفونا بدرسات نقدية للمحسوبين على الاسلام الخارجين عن الطريق, و السلام.
الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!
رد مع اقتباس
Bookmarks