النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إعادة تعريف العلم من القرآن الكريم

  1. #1

    افتراضي إعادة تعريف العلم من القرآن الكريم

    في هذا العصر ترى و لا شك جنوح نحو استخدام كلمة "علم" بمعنى ضيق محدد مقزز يصيب الانسان الواعي بالشلل الفكري في التعامل مع ما تفرضه العولمة العالمانية و سلاحها الفتاك (الإعلام). لكن المسلم الحقيقي لا يكون مسلما إلا إذا كان مستقلا يتميز بشخصيته الإسلامية ينظر الى الأشياء بالمنظار الإسلامي و يحاول أسلمة (أو إعادة أسلمة) ما هو قابل للأسلمة و لو كان هذا الشيء كلمة "العلم".

    حتى هؤلاء الذين يستخدمون العلم في هذا المعنى الضيق ما أحسنوا استخدامه و ما فرقوا بين ما يتوصل به الإنسان إلى تطبيقات عملية على أساس منهج trial by error (المحاولة والخطأ, المصل والمصل المضاد ..) من جهة و ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب ظنا مثل النظريات العلمية و طبعا أقصد النظريات القوية (و ليس كل ما يطلق عليه الكُتَّاب العِلميون "النظرية" بينما هي في الحقيقة مجرد فرضية أو فرضية تعتمد على بعض الشروحات 'شبه-حججية').

    لإعادة تعريف العلم من منظور قرآني يجب أن ننظر الى إستخدام هذه الكلمة أو متعلقاتها من النظر و التفكير و المعرفة و المعرفة العقلية و المعرفة المأثورة (الخبر الصحيح) و الفقه و العقل ثم نقارن بين السياقات التي جاءت فيها الكلمة (أو متعلقاتها).

    هذه الخطوة لن تفيدنا فقط في محاولتنا للاستقلال و الالتزام بهدي القرآن, بل قد نتوصل بها أيضا إلى مزيد من القرائن التي توضح لنا مصدرية القرآن الكريم فنتساءل مثلا كيف يمكن لتلك البيئة العربية الصحراوية أن تنتج هذا التوجه؟ نحن نرى في القرآن حجم الأهمية التي تمثلها كلمة "العلم" نتيجة تكرارها الملحوظ حتى أنه عندما نقرأ القرآن بتدبر لا يخامرنا شك بأنه يتكلم معنا و يطلب منا استشعار هذه الأهمية و الاهتمام بالعلم و يترك لدينا انطباعا أن العلم سفينة نوح للنجاة في الدين و الدنيا. لو كان الذين يعتقدون بأن آدم طُرد من الجنة بسبب أكله من شجرة المعرفة, و الرب صارع يعقوب فهزمه, يملكون مثل هذا في كتبهم لقلنا ربما القرآن له علاقة بذلك لكن هذا غير صحيح بل يرد أيضا على هذه الشبهة من هذه الزاوية (إضافة الى رد القرآن من زاوية اللغة و الفصاحة و البيان). و لو كان القرآن نزل في بيئة كالبيئة اليونانية حيث الاهتمام بالعقلانيات (رغم ما اصطحبها من غنوصيات و سفسطات) لقلنا تأثر بهذه البيئة !!

    تعريف العلم من القرآن يسهل علينا فهم العلم في الواقع فنحن عندما نستلم رسالة مرسلة من شخص ما عبر رسول (ساعي البريد) فلا نفكر في إدخال هذه الرسالة الى مختبر معين أو نتفكر في الحاجة الى مباشرة المصدر بطريقة أو بأخرى حتى نتحقق من مصدرية الرسالة و المصدر و من ثم تنفيذ ما فيها من تعليمات!! يكفي أن نبحث عن الحجج و البراهين في الرسالة و في صدق ساعي البريد!

    العلم هو إذن كل <شيء> تستطيع أن تأتي عليه ببرهان أو تبرره بحجج و أدلة.
    يقول الله جل جلاله: ( أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) 27:64
    و يقول تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ) 45:24

    قال الله تعالى { وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ } يعني يقولون قولاً بغير حجة، ويتكلمون بالجهل { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } يعني ما هم إلا جاهلون.
    ( بحر العلوم/ السمرقندي)

    { وَمَا لَهُمْ بِذَٰلِكَ } بما يقولون { مِنْ عِلْمٍ } من حجة ولا بيان { إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ } ما يقولون إلا بالظن. ( تفسير القرآن/ الفيروز آبادي)

    { وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون } والمعنى أن قبل النظر ومعرفة الدليل الاحتمالات بأسرها قائمة، فالذي قالوه يحتمل وضده أيضاً يحتمل، وذلك هو أن يكون القول بالبعث والقيامة حقاً، وأن يكون القول بوجود الإله الحكيم حقاً، فإنهم لم يذكروا شبهة ضعيفة ولا قوية في أن هذا الاحتمال الثاني باطل، ولكنه خطر ببالهم ذلك الاحتمال الأول فجزموا به وأصروا عليه من غير حجة ولا بينة، فثبت أنه ليس علم ولا جزم ولا يقين في صحة القول الذي اختاروه بسبب الظن والحسبان وميل القلب إليه من غير موجب، وهذه الآية من أقوى الدلائل على أن القول بغير حجة وبيّنة قول باطل فاسد، وأن متابعة الظن والحسبان منكر عند الله تعالى. ( مفاتيح الغيب، التفسير الكبير/ الرازي)

    أما التعريف بالتفصيل فإنما يُستقى من دراسة كلمة العلم و مشتقاتها و متعلقاتها في كل آية و في كل سياق بالمقارنة و المناسبات.
    الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!

  2. #2

    افتراضي

    قبل أسلمة العلوم أسلمة التفكير.. وأسلمة النظرة إلى كل شيء.
    المسلم يزيد النظر من ايمانه.. ويزيد العلم من ايمانه.. وكل شيء يراه يقوده إلى الله وعظمته وجلاله
    والكافر كل شيء يراه يزيد جهالته وغيه..
    والقران الكريم.. مفتاح العلوم.. ومفتاح السعادة.. ومفتاح الهدى.. وشفاء لما في الصدور

    بارك الله فيك أخي يحيى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حمل برنامج نور القرآن الكريم لتفسير ونسخ آيات القرآن الكريم والاستماع
    بواسطة اسامة81 في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-09-2013, 02:02 AM
  2. خلق الإنسان من طين..إعادة تعريف
    بواسطة ذو الرؤية في المنتدى خنفشاريات
    مشاركات: 86
    آخر مشاركة: 04-23-2010, 03:35 AM
  3. خلق الإنسان من طين..إعادة تعريف
    بواسطة ذو الرؤية في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 04-22-2010, 01:09 AM
  4. ما هو تعريف العلم الشرعي
    بواسطة القيسي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 02-02-2010, 04:47 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء