يعمد الكثير من الملحدين عند مناقشتهم في قضية الوجود والخلق والعدم..
إلى انكار مبدأ السببية والطعن فيه بحجة أنه لا يمكن تعميمه على كل الحوادث في الكون..
ويقولون بكل بساطة " من الممكن حدوث شيء بدون سبب أو عله.."
ولو قمنا بتحليل عبارتهم السابقة " من الممكن حدوث شيء بدون سبب أو عله.."
سنجدهم يقولون تحديدا " من الممكن حدوث شيء بسبب العدم"
فالقول بانعدام العلة هو ذاته القول بأن العلة هي العدم.. فكيف يكون العدم علةً أو سببا؟؟!!
فالعدم أساسا ليس موجودا سوى في الاذهان وليس له وجود واقعي.. فالعدم رياضياً = 0..
وهو نقيض الوجود.. فكيف لنقيض الوجود أن يكون سببا في وجود شيء ما.. وهو غير موجود أساسا.
اذن السببية لم تبنى على التجربة أو المشاهدة حتى يطعن في تعميمها على كل المشاهدات.
ولكنها مبدأ عام.. وحكم عام.. على كل الموجودات..
وهذا مارتن هيدجر ( 1889- 1976) أحد أكبر الفلاسفة الوجوديين على مر التاريخ يقرر مبدأ السببية ويجعله المبدأ الأعلى والمهيمن على كل المباديء:
(ويتساءل (هيدجر) أليس هذا ما قصده (ليبنتز) حين قال: ها هنا في طبيعة الأشياء علة تجعل شيئاً ما يوجد بدلاً من لا شيء. أي لابد من علة ليوجد شيء ما بدلاً من لاشيء، وبذلك رفع (لايتنس) مبدأ العلة إلى مقام المبدأ الأعلى لكونه مبدأ إعطاء العلة، أو تزويد الشيء بالعلة. وهو مبدأ يدعي بأنه يقرر أو يبت بوجود الموجود.
إن الوجود والعلة يرنان الآن سوية على وزن واحد، أو يعزفان على وزن واحد، فمبدأ العلة لم يعد يحكي الآن عن المبدأ الأعظم لكل التصورات التي تشمل الموجودات وهو لم يعد يقول إن لكل شيء علة، وإنه الآن يحكي عن الوجود ويجيب عن السؤال ماذا يعني الوجود؟ والجواب الوجود يعني الأصل العلة.)
كل مايفعله الملحدون هو الهروب والهروب فقط من الحقيقة المزعجة.. وهي حقيقة وجود الله عز وجل.
Bookmarks