تدمير سؤال : من خلق الله ؟
قال عليه الصلاة و السلام : " إذا أتي الشيطان أحدكم ، فيقول :من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول له : من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته " , و عن أنس بـن مالك عـن رسول الله صلي الله عليه و سلم : " قال الله : إن أمتك لا يزالون يسألون : ما كذا ؟ ما كذا ؟ حتى يقولوا : هذا الله خلق الخلق ، فمن خلق الله ؟ رواهما البخاري ومسلم "
بعد الإستعاذه بالله من الشيطان الرجيم , نقول :
أن الرد على هذا السؤال سهل جداً و بسيط للغايه وله عدة أجوبه منها
- أن الله سبحانه و تعالى هو الخالق , ومن أسماء الله الحسنى " الخالق " قال تعالى (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
إن محدودية العقل البشري هي من تجعله يتصور هذا السؤال , إن الله سبحانه إله , و الإله خالي من النقص و العيب كامل سبحانه منزّه , مستقل بذاته , غني حميد , خارج الزمان و المكان ولا يؤثر فيه شيء , فلماذا يحتاج إلى من يخلقه أصلاً وبه صفات الكمال ؟
أما الإنسان فهو ناقص أي يجتمع فيه نقيضين , كالصحة و المرض مثلا ً , لذلك هو يحتاج إلى خالق ومدبر لأموره فيرفع عنه الشر و البلاء و يجلب له الخير و السراء .
- يقول الحق تبارك وتعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) , هذا تنبيه لنا بأن لانقيس على الله ما يُقاس علينا لأن الله سبحانه ليس له شبيه , وعندما نسأل سؤال كهذا نحن هنا نساوي الخالق بالمخلوق والعياذ بالله .
- من أسماء الله الحسنى " الأوّل " , فإن كان قبله شيء لما وصف الله نفسه بأنّه " الأوّل " وكان رسول الله يصف ربنا بأنه أوّل ليس قبله شي ورسولنا لا ينطق عن الهوى إنما هو وحيٌ يوحى له .
- بطلان التسلسل اللانهائي .
ماذا يعني التسلسل ؟ مثلاً تسأل طالباً : من أين نسخت الواجب ؟ , فيخبرك أنه نسخه من أسامة, تسأل أسامة فيقول من عزمي , تسأل عزمي فيقول من حازم , تستمر على هذا ولو سألت 50 طالباً ستصل في النهاية إلى الطالب الحريص الذي حلّ واجبه .
وتساؤلك من خلق الله , يدفع السائل لأن يسأل ومن خلق الذي خلق الله ؟ ومن خلقه ؟ ومن خلقه ؟ هكذا إلى مالانهاية , ببداهة التسلسل اللانهائي باطل , إذ يجب أن يقف التسلسل عند حد معيّن .
عند طالبٍ ذكي قام بحل الواجب , عند إلهٍ قادرٍ يخلق مايشاء كيف يشاء ساعة يشاء , وكما يسميه الفلاسفة المثاليين " واجب الوجود " , لا يحتاج لأحد و كل أحدٍ يحتاج إليه , سبحانه وتعالى عمّا يُشكرون .
- العلّة الأولى .
و العلّة تعني سبب , وبمعى آخر فاعل , فالسيارة يُحركها سائق , و السحاب تُحركها الرياح , والكون يُحركه الله .
يستغبي أدحدهم بقول , بل الكون تحركه القوانين الفيزيائية .!!
نقول لهذا الذكي المُستغبي , افتح السيارة من الأمام حيث المُحركات , وانظر إلى المحرّك , أفتقول أن السيّارة تتحرك بسبب هذه المُحركات ؟!! , أقول لك حينها ومن صنع هذه المحركات ياذكي ألم يصنعها صانع , وكذا القوانين الفيزيائية مدّبر الكون وضعها و تقهر كل شيء لتعمل تحت وطأتها قال تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) , ويقول (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
فالشجرة سببها البذرة و البذرة سببها المطرة , والمطرة سببها السُحب , وسحب سببها الرياح , والله صرّف الرياح سخّر السُحب فهو مُسبب الأسباب سبحانه وهو العلّة الأولى لكل شيء .
لا إله إلاّ الله وحده لاشريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير .
مواضيع ذات صلة ..
Bookmarks