صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 52

الموضوع: هناك، بين اللذات وهادمها... شارع فاصل

  1. #1

    Post هناك، بين اللذات وهادمها... شارع فاصل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
    وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
    اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
    وقادتني قدماي كما كل مرة تزورني الهموم ويسيطر علي تحزين الشيطان, إلى ظل شجرة التين العزيزة هذه.
    كم استظلينا بظلها قبل أن تهيج ريح في هذه السنة وتقتلع منها أكثر من نصفها في لحظة قدرها الذين عاينوها بأقل من دقيقة واحدة.
    أجل دقيقة هزت من هذه المنطقة أشجارا كثيرة لا بل واقتلعت من بعض البيوت غرفا بكاملها. ناهيك عن الأبواب والنوافذ.
    إنها قدرة الله الذي إذا قال للشيء كن فيكون.
    وحقيقة أعجب كل العجب وأنا أرى أمثال هذه النازلات تمر على الملاحدة مرور الكرام. وحين أقول لك ملاحدة فلا أقصد بها تلك الشرذمة العربية.
    لا فهؤلاء أصنفهم ضمن طابور المدمنين والمرضى النفسانيين. وسيكون لنا عنهم حديث إن شاء الله تعالى.
    ولكن حديثي عن الملاحدة الذين تبنوا الفكر( في الوقت الذي قام أصحابنا بنقل ونسخ هذا الفكر بأسلوب غبي أنتج فشلا ذريعا ) واعتقدوا أن العلم يستطيع أن يفسر هذه الظواهر.
    أتصور هذا العلم الذي إلى حد الآن لازال عاجزا عن التنبؤ بتوقيت انفجار بعض البراكين التي تصنف ضمن النشيطة, كيف له أن يكون ملاذا لهؤلاء.
    لا بل وكل ما وصل إليه في عالم الأحياء أنه أجرى بعض الدراسات المجهرية ثم وقف عاجزا عن متابعتها في شكلها الضخم، وحديثي هنا عن دراسته للخلية في نبتة مثلا فهو استطاع تحصيل بعض المعادلات التي تنتج عن بعض التفاعلات داخل الخلية ولكنه لا يعرف النشاط الكلي للنبتة.
    أتذكر حين تبجحت إحداهن (عرفت نفسها ملحدة وما وجدتها سوى ضائعة) بأن العلم بوصوله لهذه المعادلات فإنه نفى فكرة وجود الإله. وحين طلبت منها تبريرا لعجزه عن إدراك النشاط الكلي للنبتة (إذا تحدثنا عن التركيب الضوئي مثلا) لم أسمع لها ركزا.
    عاجز هو هذا العلم وسيضل عاجزا مهما حلم هؤلاء.

    كيف لا ورب السماء والأرض يقول :{ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85]
    وأعود لمثل هذه النازلات وأتذكر حديث الناس صباحا حيث تسمع الحمد لله هنا وخوف من عذاب الله هناك ودعاء هنالك.
    كيف لا وقدوتهم صلى الله عليه وآله وسلم كذا كان فعله:

    كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عصفت الريح قال : " اللهم ! إني أسألك خيرها ، وخير ما فيها ، وخير ما أرسلت به . وأعوذ بك من شرها ، وشرما فيها ، وشر ما أرسلت به " . قالت : وإذا تخيلت السماء ، تغير لونه ، وخرج ودخل ، وأقبل وأدبر . فإذا مطرت سري عنه . فعرفت ذلك في وجهه . قالت عائشة : فسألته . فقال : " لعله ، ياعائشة ! كما قال قوم عاد : { فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} " .
    الراوي: عائشة المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 899
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    تعلمنا الخوف من النازلات والإعتبار بما تحمل في طياتها من غضب أو رحمات والدعاء فيها أن تكون خيرا وتختم بالصبر إن جرّت معها حملا يعز على النفس وتجري له الأعين باكيات.
    وهل استطاع العلم اثبات أن استغفارنا ودعاءنا ورجاءنا عند الديان هو مجرد إختراع إنساني -كما يغني بعضهم-؟؟

    كيف يفعلها وهو لا يزال كل يوم يتمخض -رغم أنف الأغبياء المتباكين على نظريات الشاذين فيه- عن التأكيد على أن الإسلام هو دين الله الذي ارتضى للناس ويرسل في ذلك إشارة لمن يكيدون له بأن موتوا بغيضكم.
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

  2. افتراضي

    وهل استطاع العلم اثبات أن استغفارنا ودعاءنا ورجاءنا عند الديان هو مجرد إختراع إنساني -كما يغني بعضهم-؟؟
    كيف يفعلها وهو لا يزال كل يوم يتمخض -رغم أنف الأغبياء المتباكين على نظريات الشاذين فيه- عن التأكيد على أن الإسلام هو دين الله الذي ارتضى للناس ويرسل في ذلك إشارة لمن يكيدون له بأن موتوا بغيضكم.
    بارك الله فيك أختي الفاضلة.

  3. #3

    افتراضي

    وفيك أيها الفاضل

  4. #4

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ورغم أن الظل غدى شحيحا تحتها إلا أنني لا زلت أجد ملاذي تحت أوراقها،
    جلست ونظرت إلى الأسفل كما هي عادتي حين أجلس،لأستمتع بأصدقائي القدماء وهم يدبون في نشاطهم المعتاد.
    إحداهن تحمل فتات خبز أكبر من حجمها وهي تجره في استماتة المقاتل، والأخرى تجر حشرة ميتة، والجميع ماض في خط يبدو سواده من بعيد.
    أحببت مراقبة حثيث النمل منذ طفولتي، كان خوفي من الناس يمنعني من الخروج للعب مع أقراني ، وكنت أمضي جل وقتي بمراقبة النمل في حديقة بيتنا الصغيرة جدا.
    هكذا كنت أقضي الساعات وأنا أراهن يسلمن على بعضهن البعض بتناطح رؤوسهن السوداء باحثين عن الفتات وعن بقايا للحمل في كل مكان.
    كنت في البداية مجرد مراقبة لهذا النشاط الغريب مستمتعة بتخيل حديثهن مع بعضهن البعض. ونسج الرؤى الطفولية عنه، وحين قرأت عن قصة الصرار والنملة، ذلك المغني الذي يفضل الغناء على العمل بنشاط كما هي، بدأ ينتابني الحزن عند سماع صوته.
    وكنت دائما أقول لوالدي رحمة الله عليه اسمع هذا الصرار لا يريد أن يفكر يوما ويعمل كما تفعل النملة.
    أغضب جدا حين أسمعه يغني.
    لكن الآن بعد مضي كل هذه السنين، اتضح لي أن في عالم النمل هذا من العجب الكثير. لكن قبل أن أعرج بك إلى الحديث عن هذا العالم دعني أقف بك وقفة مع هذا الصرار.
    هل استمتعت مرة بأغانيه؟؟
    دعني أصف لك نوعية من الناس تشبهه والتي وعدتك بالحديث عنها.
    أجل إنهم الملاحدة العرب، أولئك المغنين على ألحان الآخرين، تجدهم متعطشين إلى جملة من علم الآخرين الذي لا يتقنونه أبدا ثم يبدأون في نسج الأغنيات عن مغالطات في القرآن والسنة إعتمادا على هذه الجملة وهم في ذلك لا فهموا الجملة ولا فهموا الوحيين.
    ويبدأ العزف وكل غبي ينسخها عن الآخر ويضيف إليها معزوفة جديدة.
    وتتوالى الصرخات بأن الإسلام هوى. معتقدين بذلك أن حفنة الشبهات الجوفاء التي يلقون بها قد تهدم دينا متكاملا.
    وإن كان الصانع لتلك الجملة لم يقصد بها الإسلام إلا أنهم يستميتون في ربطها به حتى ليبدوا لك الفرق الشاسع لا بل الهوة السحيقة بينها وبين الإسلام لأن شطارتهم العظمى تتجلى في النقل بينما ترقيع الهوة بين ما نُقل وبين ما يرتجون دحضه يبقى عملا مجهولا بالنسبة لهم.
    ولعل من أشد السخافات في عملهم هذا هو إعتماد جملة الآخرين في نقد دينهم ( الذي لا يخرج عن اثنين: دين سماوي حُرّف أو عبادة وثنية متوارثة منذ القدم) لينتقدوا هم دينا لم يطله تحريف ولم يكن فيه بصمة آدمية بل كله- تنزيله وحفظه-رباني محض.
    فتجد نفسك في الحوار مع الملحد العربي في كل مرة مضطرا لتذكيره بأن النقاش حول الإسلام وليس باقي الديانات.
    دعنا نضرب مثالا واقعيا لهذ الخبط الذي لديهم, في فرويد ذاك اليهودي الذي يبدو سكره في نظرياته واضحا للعيان، لا بل ونظرياته كلها كانت فاضحة لنوع العلاقة التي كانت بينه وبين مرضاه. وليس حديثي هنا إلا عن تفاسيره المجنونة للأحلام.
    كيف يعقل أن يصدق عاقل كلامه؟؟
    دعنا نسألهم هل سبق وأجرى تجاربه في التنويم المغناطيسي على مسلم توضأ وصلى صلاته وذكر الله واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم ونام على شقه الأيمن؟؟
    طبعا لن تجد لهم إلا نواح الغارق في أوحال الوهم.
    إن الرجل لم يفعل سوى نقل هلوسات من لهجتها نعرف ببساطة كمسلمين أنها من الشيطان.
    بينما جاء الإسلام ذاك الدين العظيم الشاهق رغم صراخ الواهمين بحديث فاصل في المسألة جعل من المسلمين أسياد هذا العلم:
    الرؤيا ثلاث : فرؤيا حق ، ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه ، ورؤيا تحزين من الشيطان . فمن رأى ما يكره فليقم فليصل
    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2280
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    هكذا علم الرؤى في الإسلام مبني على ثلاث أنواع ومعه دواء لحالة التحزين.
    وإذا أردت أن تصاب بهستيريا الضحك إحك لأحد الملاحدة العرب حلما راودك.
    سيفتتح كلامه ب اللاشعور المكبوت الذي يوجد داخل الأنا الأعلى التي بدايتها الطفولة المرعبة، والغريزة الحيوانية في الإنسان....
    هل فهمت شيء؟؟
    لا, لكن مع تفسير ملحد بحول الله ستفهم شيئا واحدا أن نفسك تواقة للمنكرات والمحرمات وما عليك إلا الإنقياد لها استجابة للهوى.
    وهنا يجب أن تقف وقفة المسبح بحمد من علم ما كان وما لم يكن وما لو كان كيف كان يكون حين سماهم في كتابه: (( مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ))
    هذا هو إلاههم وهذا هو ديدنهم وهذا ما رشحهم ليكونوا كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.
    صرير وبكاء على تخريف الكافرين.
    نسأل الله العافية
    وما أن تنزل رحمات الله على الأرض؛ من أمطار حتى يدخل الصرار جحره، وهكذا هو الملحد العربي ما أن تدحض شبهاته حتى تراه اختفى من أمامك وانكفىء صريره فتعلم يقينا أنه رحل في رحلة بحث جديدة عن جملة يشحتها منهم ليوجع دماغنا بها من جديد.
    ويبقى نشاط النمل مستمرا غير آبه بصريره ,عمل دؤوب ترى نتائجه عما قريب بحول الله.
    وها أنا في كبري أعيد نفس الجملة : انظر إلى هؤلاء الملاحدة العرب لا يريدون التفكير وعمل شيء نافع سوى البكاء على أطلال جهل الكافرين
    كانت حكاية طفولية أكثر ما آلمني فيها حال الصرار وكان تشبيه في كبري أكثر ما آلمني فيه حياة شبابنا الذي ينخدع بمثل هذه الشبهات.
    ولنا معهم حديث في البقية إن شاء الله تعالى

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تذكرت تلك العنواين التي تجدها في المنتديات، وفي أوجه الكثيرين ممن عاصرتهم في الكلية أيام دراستي.
    عناوين من أمثال "ساعدوني فإني أغرق في الشبهات" وآخر يقول "أنقدوني فإني أكاد ألحد" والعنواين كثيرة والغارقون كثر.
    أتعلم حين أرى أمثال هذه العناوين تشدني حسرة كبيرة وألم داخلي على هؤلاء، أقول في نفسي: آه أيها الإنسان ما غرك وجعلك تدخل معتركا لست أهلا له؟؟
    تتجلى صورة تلك الأم التي حين يجري إبنها وهي تحذره بأن لا يجري حتى لا يسقط ثم يسقط ويجرح ويأتيها باكيا فتهتز من قلبها وتجري إليه لترى جرحه وتضمده وتتمنى لو تستطيع توبيخه ولكن جرحه العميق وبكاءه يمنعانها.
    هكذا أحس حين أقرأ مواضيعهم أتمنى من كل قلبي لو أوبخهم لأنهم ولجوا عالم أولئك الجهال. أتمنى لو أعلن غضبي لكن جرح الآخر وحيرته تمنعاني عن البوح فأقف بعيدة سائلة الله أن يشرح بصيرتهم لقول إخوانهم وهم يخطون معهم بتدرج وبطىء.
    ولكن على ماذا كل هذه الحيرة أعلى أغاني لا تطعم ولا تغني من جوع.
    أجل ربما أنت استغربت المثال وقلت في نفسك وما علاقة الصرار بالملاحدة العرب ولكن تأمل عزيزي فيما قلت لك سابقا وتذكر أن الصرار أغانيه لا تطعمه من جوع فالرواية تقول أنه في الشتاء يأتي النملة يشحت منها لقمة العيش وكل أغانيه كانت انذارا منه بأن الصيف حل وعلى النمل العمل.
    كذلك الشرذمة المنتمية إلى عربيتنا، فهم لا حياة لهم إن لم نكن نحن نعمل, وما شبهاتهم إلا بمثابة محفز لنا بأن نبحث في الدين ونتفقه فيه. فكم من أشياء تعلمناها ونحن نحاورهم؟؟
    ووجودهم جاء نتيجة صناعة يهودية للنخر في الإسلام ، إذن فما وجدوا إلا لأننا وجدنا وما صنعهم عدونا إلا لأننا كنا بناء متينا صعب الإختراق وما هم إلا رجل من أرجل الأخطبوط الذي يسبح في بحر هذه الأمة وينفث بين الحين والآخر سحابة حبره الأسود في أوجه ضحاياه ليشوش عليهم الرؤية حتى يبتلعهم ثم ما يلبث أن يمسح البحر بماءه الصافي ذلك الحبر لكن بعد أن يكون امتص هو ضحيته.
    وأقف مجددا مع شبابنا العزيز الذي اختلفت ظروف إنجرافه في سيل شبهاتهم؛ فمن راغب في دحضها دون علم كاف ولا معرفة بأنه يجب أن يحارب في الصف ومع الجنود المتراصة وليس وحده لأن الذئب لا يأكل إلا من الغنم القاصية. ومن آخر دخل بالخطأ و و و و
    وتتعدد الأسباب ولكن في جلها يكون هشاشة الحصن النفسي هو السبب.
    فماذا تتوقع من هاجر للأذكار وناس للورد ومهمل للدعاء ومتهاون في صلاة الفجر، ماذا تتوقع منه حين يسمع صرخات هؤلاء المدمنين؟؟
    ثم أقرأ مواضيعهم وأراهم يشكون الأرق والإضطراب والخوف، ولا يعرفون لماذا، ويقفون عاجزين لأن الدماغ أثقل بكل ما تكرهه الفطرة وهي لازالت في صاحبها نابضة وهذا ما يجعل التضارب بين فطرة بيضاء وأفكار سوداء يشوش الذهن فيعتل الجسم ويذهب صفاء السريرة.
    أبكي لبكاهم وأشفق على حالهم وأتعوذ بالله من فاتنيهم.
    الحمد لله أن لنا دينا عظيما والحمد لله أن لنا ملاذا طيبا والحمد لله أن لنا فطرة توافق هذا الدين.
    فعلا الحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة
    اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    903
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شكرا لك اختنا الكريمة . وفقك الله وسددك .
    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً -- ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ

  7. #7

    افتراضي

    اللهم آمين
    جزاك الله خيرا أيها الفاضل

  8. #8

    افتراضي

    جزاك الله خير الجزاء فى الدنيا والآخرة أختى الفاضلة

  9. #9

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حين وصل بي التفكير إلى هؤلاء الحيارى، تذكرت مشهدا صادفني قبل وصولي إلى هذا المكان.
    في طريقي أمر على حديقة عمومية يجلس فيها كل من يعتقد أنه سيعمر الملايين من السنين فيأتي إليها ليضيع وقته -الذي سيحاسب على كل ثانية فيه-, يراقب الناس ويضحك ملىء فاه وينمم ويختلط ويخون الله ورسوله ودينه وهو جالس إلى فتاة لا علاقة شرعية بينه وبينها يخرف عليها وهي تسمع تخاريفه.
    مغتر بطول الأمد ومتناس أن الموت لن يرسل له إعلانا مسبقا. متجاهل أنه يأتي فجأة فهو لن ينتظره إلى أن يتوضأ ويصلي ويتوب ويستغفر.
    ينسى المسكين كل هذا ويجلس في غفلته ليمارس المنكرات جهارا.
    تعج هذه الحديقة بالمشاهد التي تجعل النصارى الذين يعيشون بين ظهرانينا لا يتعبون جدا في البحث عن صور تدهور أخلاق المجتمع الإسلامي.
    وبينما أنا أتجاوز هذه الحديقة سمعت بكاء طفل صغير إلتفت يمينا ووجدته متسخا بدى لي في سنته الرابعة أو أقل بقليل وهو يضرب أمه التي تجلس على حشائش الأرض المخضرة ولا تنقصه إتساخا -إن لم أقل تزيد-،على عينيها هالة زرقاء وكأن أحدهم لكمها.
    اعتقدت أنها مجنونة وكان الولد يدفعها فتميل يمينا ويسرة، ثم اتضح لي بعد طول نظر أنها سكرانة، لم أتمالك دموعي وأنا أرى مشهد هذا الطفل في يدي هذه اللعوب.
    سكت الولد عن البكاء حين نهرته وبدأ يلعب ويدور حولها بشكل زاد من إحساسها بالدوار فقامت تضربه. التفت أحد الجالسين إليها فأخذ الولد وأعطاه حلوى فسكت. ثم جلس الصغير ليأكلها بينما وقفت أمام هذا المشهد متألمة باكية هزني من أعماق قلبي.
    طفل في يدي سكيرة زانية( قالها لي أحد المعارف حين حكيت له عنها). الموقف مؤثر صراحة ويهز القلوب فينقسم فيه أنواع من الناس ولكني سأحدثك فقط عن إثنين منهما.
    الأول يقول اللهم إني أسألك أن ترحم هذا الطفل برحمتك وتحيطه بمنك وكرمك وتفرق بينه وبين مصير هذه المرأة. وهو في دعاءه متأكد ولا يساوره أدنى ذرة شك بأن الله رحمان رحيم أرحم بعباده من كل تصور قد يخطر بباله، لديه جزم في أنه مهما حاول إدراك مقدار الرحمة التي يلف الله بها عباده فإنه لن يصل إلى واحد في المئة لأنه عرف من خلال وحي السنة -الذي جاء به من لا ينطق عن الهوى- أن هذا الواحد في المئة هو كل الرحمة التي توجد في هذه الدنيا الصغيرة والتي تدركها حواسه بينما ما خفي عنه فهو فيه لا يكيّف ولا يشبّه لأنه مؤمن بعجزه عن الإدراك وما جاءه هذا الإيمان بضعفه إلا من عجزه عن الإحاطة بهذه الواحد في المئة.
    أجل فهذا الإنسان لازال كل يوم يستغرب من حنان لبوءة على إبنها، لا بل والعلم لا يزال ينقل إلى حد الآن -كاكتشاف جديد- صورا بديعة لبعض أنواع الرحمة في بعض المخلوقات.
    فهذا النوع من الناس يدرك أن هذا كله يدخل في هذا الواحد في المئة وأنه مهما اكتشف ومهما عرف عن رحمة الكائنات لبعضها البعض فإنها تضل دائما محصورة في ذلك العدد ،ومن رحمة الله بعباده أن رزقهم هذه الأمثلة ولحكمة اقتضاها,أدناها الإستئناس بمعنى الرحمة والإيمان بالقصور عن إدراك شموليته
    هذا النوع من الناس مصدق قلبا وقالبا لما جاء به النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم فيه حديثه:
    إن لله مائة رحمة . أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام . فبها يتعاطفون . وبها يتراحمون . وبها تعطف الوحش على ولدها .
    الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم ء المصدر: صحيح مسلم ء الصفحة أو الرقم: 2752
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    فيقف أمام هذا المشهد داعيا راجيا من الله أن يشمل الصغير برحمته ويرزق أمه الهداية والتوبة وهو في ذلك يكون مستعملا لهذه الرحمة التي فطرها الله في خلقه ودائما في الإطار الذي حددتها حكمته.
    لكن.
    النوع الثاني من الناس والذي ابتلينا به حديثا في مجتمعاتنا الإسلامية دخل علينا بمفاهيمه الجديدة الممسوخة عن ماسخيه.
    رأى صناع فكره هناك يقولون للكنيسة فجاء يقول للمسجد وهو في ذلك جاهل أشد الجهل في أن أولئك لديهم رب في الكنيسة بينما نحن لدينا رب في السماء.
    ولا تعتقد في أنه بهذا يسلم بوجود الإله لا ولكنه ينتشي بحجج الآخرين في دحض الإله المزعوم المختبىء في الكنائس وينقلها نسخة طبق الأصل لينتقد بها إلها ليس كمثله شيء.
    هذا النوع إذا مر بهذا المشهد يقف وقفة سيكون لنا عنها حديث في البقية إن شاء الله تعالى

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة memainzin مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير الجزاء فى الدنيا والآخرة أختى الفاضلة

    اللهم آمين
    وجزاك النظر إلى وجهه الكريم أيها الفاضل

  11. #11

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وهنا يقف ذاك الذي قال عن نفسه ملحد عربي, وقد جمع في جملته التعريفية هذه بين متناقضين.
    فجميعنا يعلم أنه حين ألحد لم يفعل سوى لبس سروال الغرب المتسخ- بعد أن أزاله عنه الغربي ليرسله إلى القمامة- فالتقطه هذا الناطق بالعربية ولبسه.
    بينما العربي ارتبط اسمه بالنخوة والبهاء والصفاء، أولسنا ننعت الذي لديه عزة نفس بأنه ذو نخوة عربية؟؟
    فكيف إذن يلبس ذو النخوة لباسا متسخا؟؟
    أرأيت التناقض بين الكلمتين؟؟
    وهذا هو الجديد المستحدث بين أظهرنا. جاءنا ليقف أمام مشاهد من أمثال هذه الأم ويطرح سؤالا تعفه الفطرة ينم عن جهل وعن قلب تشمع بالشبهات والوساوس الشيطانية.
    يقول لك أين عدل الله مع هذا الطفل؟؟
    حقيقة لا أخفي عنك أنني حين اقتربت من تلك الأم وابنها تذكرت شبهات هؤلاء الملاحدة لأنني قرأتها كثيرا في المنتديات. فالذي يقول لك لماذا يعذبنا الله وهو خالقنا؟؟. والذي يقول لماذا يخلق معوقين ومرضى. وكثيرة جدا هي السخافات المترجمة عن الآخرين.
    ترامت تلك العناوين والخزعبلات إلى ذهني وبدأت أنظر يمينا وشمالا, فما وجدت سوى إختلاط على أشده وجهر بالمنكر على مرأى من الجميع رضي من رضي وسخط من سخط.
    أرى الميوعة أمامي تزحف الخيلاء بعد أن أرخيت لها الحدود في هذا البلد.
    كم من ذنب رمقته بعيني وأنا أتجول بين الأوجه والحركات والسكنات، كم امتعضت حنقا وغيضا من التفسخ والإنحلال الذي يحوم حولي .

    له أسماء متعددة منهم من يسميه "حرية" ومنهم من يسميه "تقدم" ومنهم من يسميه "موضة" ومنهم من يسميه "التحرر من عقدة المجتمع وظلمه"...تعددت الأسماء والمنكر واحد.
    وقلت في قرارة نفسي اللهم لا تعذبنا بما فعل السفهاء منا، وفي أثناء قولها, قلت سبحان الله لو شاء الله لنسف بنا هذه المدينة العائمة في المنكرات في لمحة بصر ولكن رحمته سبقت، وهذا ما عجز عن رؤيته ذلك الأعمى فطرح السؤال من جهته ونسي أن الذي فسدت لديه حاسة الذوق لا يعتد به في الحكم على مذاق الطعام.
    يناقش العدل الإلهي وهو منكر لوجود إله. وهذا ما أحتاج فعلا أن أفهمه.
    كيف يعقل أنه لا يزال يتخبط ويرتجي العلم ليعطيه دليلا واحدا على نفي وجود إله -ولن يستطيع-ثم ودون أن يحظى منه بجواب رجائه يقفز هذه القفزة ليناقش في عدله.
    عدل من؟؟ عدل إله تنكرون وجوده؟؟
    ومنهم من يقول لك إنني أحاول أن أستعمل معك الإستدلال بالعكس لنصل إلى عدم وجود الله.
    وهذا الآخر عليك أن تقول له إذن اذهب إلى أعلى قمة جبلية وارم نفسك منها. لأن استدلالك هنا سيحتاج منك أن تأخذ كل صفة من صفات الإله وتستعمل معها هذا الإستدلال بالعكس لتصل إلى نفيها وهذا ما لن تستطيعه.
    ولسنا بذلك نقر له بأن إحتمال نفي صفة العدل وارد.
    لا طبعا فهذا الولد وذاك المعاق وتلك الحرب وووو كلها تنطوي تحت حكمة ربانية عظيمة.
    ومن يضمن لي أن هذا الطفل لن يكون ذو مستقبل زاهر وأنه لن تتلقاه يد كريمة تحن عليه. فإستعمال العدل هنا هو ضرب من العبث لأنه يتحدث عن غيب لا ندريه.
    وذاك المعاق من يستطيع أن يقول لي أي جزاء سيناله نتيجة صبره وصبر المحيطين به.
    وذلك الطفل الذي تعرض للتعذيب حتى الموت. من ظلمه؟؟

    إن قال الله قلنا له حاشا لمن حرم الظلم على نفسه أن يظلم, وما تلك المحنة سوى محطة يمرق منها بسهولة إلى جنة الرحمان.مع عدم علمنا بماذا كان سيكون ذلك الطفل.
    وحتى إن تحدثنا وأطلنا الحديث حول هذه الشبهة الغبية التي يحب إثارتها ناقص عقل مغشى القلب فاقد البصيرة, فإننا سنجد أنفسنا أمام مسخ برمجه الآخرون على أن يقول دون أن يسمع إلا من رحم ربي.

    وجلت ببصري والدموع تعيق علي النظر وأنا أرى مشاهد تغضب صاحب غيرة على الدين. وواقعا تجري فيه حكمة وعدل ورحمة الخالق الكريم.
    هل جربت مرة أن تلبس نظارة أحد يعاني من ضعف بصر حاد؟؟
    بماذا شعرت؟؟

    أكيد بالدوار ولم تستطع رؤية شيء، إصدقني القول إن قلت لك إنه نفس الإحساس الذي يراودني حين أسمع أحدهم يقذف هذه الشبهات.
    وكأنه بما يطرح يريدنا أن نرى بنظارته ومن زاويته.
    إضافة إلى أن نظارته عليها غبار وهو إعتاد النظر بها عبر ذلك الغبار كيف إذن سنريه أن عليها غبار. إن أزلنا النظارة عن عينيه لم ير الغبار لأنه ضعيف البصر من دونها, وإن أعدناها فهو قد إعتاد النظر بغبارها. حتى إن مسحته عنها وأعدتها إليه اشتكى لك من قوة الضوء النافذ عبر زجاجها ونعتك بأنك تصرفت بتخلف فطبيبه لم يقل يوما له عن هذا الغبار ولا مسحه عنه.
    أرأيت مدى صعوبة حاله؟؟
    ذاك هو الملحد العربي وتلك هي بصيرته فهل تعتقد أن هذا يؤهله للحديث عن العدل في عالمه الخالي من هذا المعنى؟؟
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى لنرصد هذا المعنى في حياة الملحد.

  12. #12

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حديث الملحد العربي عن العدل يدفعني لأتساءل، مانوع الجنون الذي يوصل صاحبه إلى الحديث عن خاصية لا يعرفها.
    وحين أقول لا يعرفها فإنني لا أكون ظالمة له، لأنني ما رأيت ملحدا طرح سؤالا حول العدل الإلهي إلا واضطر محاوره أن يعدل سؤاله ليتضح في أغلب الأحيان أن الصفة المقصود الحديث عنها في مثاله ليس العدل إنما صفة إلهية أخرى.
    وتمنيت لو أرى ملحدا عربيا يصف لي العدل وصفا دقيقا. ولو حتى الفلاسفة الذين أسسوا لقاعدة هذه التساؤلات.
    وكلما تحدثت عن الفلسفة أصابني شلل فكري ووقف رأسي عن القدرة على الإستيعاب.
    تذكرت حين درست الفلسفة أول مرة، كان أستاذنا أنذاك رسام تشكيلي ومدرس فلسفة، وكنت أقرأ النصوص المطروحة للمقرر -التي في أغلبها عبارة عن مقالات لأحد الفلاسفة القدامى جدا- فأجد نفسي وسط دوامة غامضة. لم أفهم نصا واحدا طيلة تلك السنة الأولى وكنت أقضي معظم الوقت أتأمل في بعض الصور التشكيلية التي تصاحب كل مقال.
    ويا لها من صور عين وسط مكعبات ومربعات وخربشات ولا أدري ما قصة تلك الفوضى. وحتى تمر الساعة بسرعة كنت أقول لصديقتي التي هي في نفس حالة عدم الفهم: لنسأل الأستاذ ما معنى هذه الصورة حتى نغير الموضوع، وكان الأستاذ من تعلقه بذلك الفن مجرد أن نطرح عليه التساؤل حتى يبحر في التعبير:إن هذه الصورة رمز للأنا داخلك الذي يبعث فيك الشعور بالذنب... حقيقة لا أذكر تفاسيره المهم أننا كنا نستهلك الأستاذ لنخرج من القسم في حالة ضحك هستيري على ذلك الفلم الذي ينتجه من مجرد صورة لا معنى لها( في نظري).
    كرهت الفلسفة لأنني كنت أستحضر كل طاقة التركيز التي أمتلك لأقرأ نصوصها دون أن أخرج بفائدة تذكر. كنت أتساءل عن فائدة تلك المصطلحات الغريبة كالأنا الأعلى وغيرها الكثير.
    بئيسة بدت لي هذه الفلسفة وأنا أرى أناسا ضيعوا شطرا كبيرا من حياتهم ليفهموا كنه معان ويؤسسوا -بناء على هذا الفهم- قوانين منظمة للعلاقات بين البشر وهم لا زالوا يجهلون خبايا النفس البشرية.
    كيف يحدد لي إنسان ـ مقيد بالمشاعر الإنسانية ـ أية عقوبة تكون ذات فعالية على جريمة معينة.
    أتذكر يوم قال الأستاذ أن الفلسفة هي أم العلوم، ملت إلى صديقتي وقلت لها: الحمد لله أنها أنجبت، تصوري لو كانت هذه الأم عقيم فإنني كنت سأترك طلب العلم الدنيوي في أول يوم. لن يفيدني سماع تعريف فلسفي للعدل. لأن العقل البشري خلقه الله تبارك وتعالى ليدرك المعارف الدنيوية المحسوسة والمعارف الغيبية فهو فيها محتاج للوحي ليفهم دون أن يكيف ولا أن يعطل.
    في نظرك
    هل يستطيع هذا العقل البسيط أن يتحدث -بإدراك تام- عن صفة العدل الإلهي؟؟ ويشرحها وهو غير مؤمن بالآخرة؟؟
    أتذكر قانونا تعتمده أمي في التربية. أمي بالنسبة لها إن خرج أحد أبنائها يلعب خارجا وجاء أحد من الناس يشتكي إليها بأنه تسبب في مشكل، كان إبنها ظالما أو مظلوما ستضربه. ولا تستثني في ذلك أحد منا.
    كنت أراه في صغري ظلما وأقول لماذا لا تنصفنا أمي. ولكني كبرت وأدركت أن أمي بذلك علمتنا كيف نحل مشاكلنا خارجا وكيف نتبصر الحق ونتعقل في المواقف ونعتمد على أنفسنا ونتجنب المشاكل ما أمكن وفوائد أخرى جعلتني كما كل إخوتي نتبنى قانونها في التربية.
    ولست بهذا أحاول أن أفهمك العدل الإلهي، تعالى الله عن ذلك، ولكني أحاول أن أقول لك هل اسطعت فهم عدل أمي في حياة الطفولة؟؟ طبعا
    لا, ولكني احتجت لأن أكبر وأحلل الأمور بعقل جديد مليء بالتجارب والمعارف.
    فهل في نظرك هذه الدنيا وهذا العقل كافيان ليفسرا للملحد العدل الإلهي؟؟
    انظر لتراهم يتخبطون بقول أننا يجب أن نستخدم عقولنا -وهم أباطرة النقل عن فلاسفة الكفر- لنسير حياتنا.
    حقيقة كلما قرأت لملحد مقالا رأيت مدى الغباء المحبوك فيه ومدى قلة الوعي عنده, أجد نفسي أردد: هذا ما يحدث حين يستبدل الدين بالهوى.
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

  13. #13

    افتراضي


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وفي محاولاته اليائسة التي يبثها الملحد عن عدم وجود عدل في بعض الإبتلاءات، يبرز العنوان الواضح لكل من عرف ربه:
    عن أي إله يتحدث هذا؟؟
    ألا ترى معي أن ذلك الإله الذي يستطيع مخلوقه أن يفهم عنه ما لم يبلغه به هو غير عادل؟؟
    أجل كيف يكون عادلا وهو مقيد بشروط مخلوقه؟؟
    سأقرب لك المعنى أكثر، أوليس الملحد العربي يرى انتفاء صفة العدل عن الإله الذي خلق طفلا معاقا وترك طفلة يعذبها مستخدموها حتى الموت و و و. أوليس هذا الإنتفاء والإنتقاص خاضع لقانونه هو -أي الملحد العربي- ؟؟
    إذن فهذا الإله الذي لا يجب عليه فعل كذا وكذا وعليه أن يكون كذا وكذا هو إله لا يعرفه سوانا نحن المسلمين من خلال الوحي" مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاه" .
    هذا هو هذا الإله الذي يتحدث عنه الملحد العربي إنه هواه الذي يخضع لغرائزه وشهواته وهذا الإله طبعا -وأضيف صوتي إليهم- ننفي عنه صفة العدل طالما أنه يخضع لنفس نقاط ضعف مخلوقه.
    وهذا هو ما كنت أقصده في حديثي عن مثال النظارة.
    فالملحد يرى بعين إلهه ويتوهم المسكين أنه يتحدث عن إله غيره.
    مسكين أنت أيها الملحد.
    اعتقدت أننا حين أسلمنا فإننا استسلمنا لدين يستطيع أعور مثلك أن ينخر فيه؟؟
    مسكين أنت أيهاالتافه.
    أوهمك إلهك بأننا قد ننخدع بغبار نظارتك ولا نعرف أن كل ما تؤلفه هو مجرد وساوس شيطان أقسم على أن لا يدخل جهنم إلا ومعه كل أعور مثلك.
    .........
    ولنعد إلى الله سبحانه وتعالى ولنتأمل تصويره البديع في الكون وفي أنفسنا، ولنرى هذه الشمس التي يعقبها القمر وهذه المنظومات الحيوانية التي حين حاول أن يتدخل فيها الإنسان بعلمه الضئيل لم يفعل سوى أن خرب وساهم في الانقراض والكسر والجرح والظلم. فأصبح على الخيرين منه مهمة أصعب من الإكتشاف والتطوير ألا وهي ترميم ما أفسده الجاهلين.
    هل تعتقد أن هذا الله الذي جعل من تلك النطفة علقة ثم كسى لحمها عظما وأخرجها من العتمة المظلمة إلى نور الدنيا، فقامت وأذنبت وأسرفت وقتلت تسعا وتسعين نفسا فعرض لها التوبة وأنقدها من النار بشبر من ارض.
    أترى الله الذي علم أنه سيكون فينا من هم منا وعلى ديننا ولكن دعاة يهدون بغير هدي حبيبنا فمر الزمان وظهر ذلك.وغيره الكثير " وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا"
    أتراه هذا الله يمكن أن تصل بنا الجرأة أن نخضع عدله إلى أمثال هذه الإبتلاءات لننفي ونثبت فيها؟؟
    سبحان الله الذي خلق كل شيء بقدر. سبحانه وتعالى الله عما يفتري هؤلاء العمي علوا كثيرا
    فذاك ما يجب أن نبدأ به مع الملحد فهو يقول لك إن سلمنا بأن لهذا الكون إله فهل هو عادل. فلنبادره بالقول إن سلمت بأنه الله سبحانه الذي خلق الخلائق وسير الكون وجعل لكل شيء قدرا. ورغم كل ذلك فإنه يرى مخلوقه الضعيف الضئيل الذي عصاه فلا يؤاخذه بما كسب. ويترك هذا الكون الذي لا يساوي عنده جناح بعوضة ليطيعه فيه من يطيع ويعصيه فيه من يعص.
    هل لنا أن نناقش بعقلنا البسيط -ودون وحي- عدله في ظل جهلنا الشديد بعلمه وحكمته ووو وباقي صفاته؟؟
    فعند ذلك فقط ستقول اللهم لا تحاسبنا بعدلك ولكن برحمتك.
    ولكن سؤالا لا ينفك يغادر مخيلتي عن الطفل الملحد. كيف سيتربى وكيف سينشأ وكيف يمكننا أن نحشر فطرة سليمة بسواد خبيث؟؟
    وهذا ما سأفعله بحول الله في ما سيقدم من حديث سأحاول أن أدخل معك بيت ملحدة عربية تربي ابنها على الإلحاد ليكون رمزا للملحد الذي يحلم به هؤلاء الشرذمة التي بيننا.
    وهذا البيت سوف أبنيه إنطلاقا من تجربتي مع الأطفال الذين يدهشونني بأسئلتهم دائما وأفكار الأم سأحاول اقتباسها من كل ما ينادي به هؤلاء العمي في كتاباتهم ومنتدياتهم.
    وأسأل الله أن يحفظني في خلال ذلك من وساوس الشيطان وزيغ القلب واللسان.
    فسألج عالمهم المقرف وليس معي سوى هذا الدعاء: اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك.
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى
    التعديل الأخير تم 07-13-2010 الساعة 02:48 AM

  14. #14

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    <<..... وحتى نستطيع الوصول إلى عالم ملحد بكل المقاييس فإننا نحتاج إلى مجهودات جبارة وسنوات من العمل الجاد لسد ثغرات العلم حتى لا نترك مجالا للدين ليقدم تفاسيره. ولنضع نصب أعيننا أن الإنسان عاش حياته -منذ انفصاله عن جده الأول- في ظل الأديان, لذلك فإن استئصال هذا الإيمان كمن يستأصل الإنسان من القرد>>.
    كانت هذه آخر جملة ختمت بها كتابها الذي ألفته بعنوان "نحو عالم ملحد".قرأت هذه الجملة وأغلقت غلاف الكتاب الذي عقب تأليفها له تحولا كبيرا في مجرى حياتها.
    عادت بها الذكريات إلى يوم خرجت من بلدها العربي لأنها أحست أنها لن تمارس إلحادها فيه بالشكل الذي تريده وانطلقت إلى أوروبا باحثة عن الحرية التي كانت تنشدها، تاركة وراءها أمّا منكسرة لفراق ابنتها الوحيدة بعد أن خُيرت بين أمها والإلحاد فاختارته عن كل شيء.
    وحلت وسط ترحيب من كل الجهات وفي يدها كتابها الذي كان في الضفة الأخرى محل سخرية وازدراء وفي هذه الضفة جواز مرورها إلى العالم المثقف من أبوابه الواسعة.

    يعني لها هذا الكتاب الشيء الكثير،فكل ورقة فيه تذكرها بحقل أمها حيث كانت تجد لذة الكتابة وهي جالسة تحت شجرة من أشجاره أو مرتمية بين الحشائش التي تغطي أرضه.
    لذلك فكلما أخذها الحنين إلى صدر أمها فتحت هذا الكتاب لتقرأ فيه.
    سنين مضت تجري كالرياح. وهي مأخوذة بهذا العالم الجديد الذي فتح لها ذراعيه ليحتضنها مع ما تحمل من فكر إلحادي.
    وصفها البعض بأنها ملكة الإلحاد، والآخر بأنها امرأة لم يوجد في الأزمان مثلها، والآخر لم ير في كل ذلك سوى إضهاد وظلم دولتها - رغم أن خروجها جاء عن طواعية منها - وكتبت المجلات وأرخى صناع القصص لأقلامهم العنان وجُلب كل ذي حنكة في المسكنة الكاذبة ليؤلف ويسخر ويتظلم بالشكل الذي يخدم فيه مصالح لا يعرف كنهها حتى هو.
    سهرات ومؤتمرات ولقاءات تلت تلك الرحلة، وملأت خزانتها جوائز وشهادات ووو.
    كل ذلك فقط لأنها ألفت كتابا انطلق من بداية ظهور الإلحاد وختم بتبشير بأنه ستكون له السيادة.
    فكرت في نفسها قائلة: لولا تلك الرحلة لكنت الآن زوجة أحدهم في بيت مليء بالأطفال، قالتها والتفتت إلى فراشها حيث ينام رضيعها في براءة، وتذكرت بأسى حين أخبرتها الطبيبة أنها لن تلد بغيره.
    ابتسمت وهي تنظر إليه، وأحست بشيء داخلها لم تحسه يوما، حتى في وقوفها على المنصات لإستلام الجوائز ولا في قراءتها لمدح الجرائد لها. لا إن هذا النوع من النشوة اللذيذة تحسه فقط وهي تنظر إلى رضيعها.
    وتمتمت: شتان بين سعادتي بما صنعت من مجد وسعادتي بوجودك في حياتي.
    فكرت في هذا الإحساس بالأمومة الذي كان مجهولا عنها إلا بعد أن جربته بنفسها. وقالت في نفسها غريب حال الأديان كيف استطاعت إقناع الناس بإنتقاص المرأة رغم هذه المسؤولية الصعبة التي تحملها والتي هي ضمان استمرار النوع البشري على الأرض.
    أتساءل هل يستطيع العلم توفير أرحام اصطناعية بدل هذه المشقة التي تتحملها النساء. ماذا لو استطاع؟؟
    كيف سيكون حال الأديان آنذاك تجاه المرأة؟؟. لو فعلها العلم سنستطيع كسر شوكة الأديان.
    أشاحت بهذه الخاطرة عن ذهنها وقامت إلى رضيعها وحملته بين ذراعيها وقبلته وفي داخلها ذلك الإحساس الذي لا تستطيع تفسيره ولا وصفه؛ مزيج غريب من السعادة والفرح والحنين.
    رأت في عيني رضيعها كل أحلامها تتحقق بغد إلحادي بكل المقاييس.
    وعدت نفسها أن تخلص له في التربية حتى يكون المثال العالمي لرجل ملحد.
    أعدت كل الظروف الملائمة له ليكون كذلك؛ انها في بلد الحريات المطلقة ,ولديها زوج لا يحمل أي ذرة من الإنتماء الى العرب ولا إلى دينهم. وقد نظّرت في كتاباتها بما يكفي -ابتداء من الولادة حتى الوفاة- لحياة ملحد والآن لم يعد أمامها سوى الخروج من عالم التنظير إلى عالم التطبيق لتحقق النجاح المثالي لنظرياتها.
    نظرت إلى رضيعها مجددا وقالت له من حسن حظك أنك ستعيش بدون أي ماض ديني. ستضرب للعالم صورة مثالية للملحد الذي حلمت به.

    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

  15. #15

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جلست في قاعة الإنتظار، تستمع إلى دقات قلبها وهي تخفق بشدة، وابنها في الداخل يخضع لعملية جراحية على جهازه التنفسي.
    التفتت إلى زوجها وهو يجلس على كرسي في القاعة وقد إصفر وجهه وملأ عينيه الدمع. فاقتربت منه في هدوء وجلست بجانبه وقالت:
    حين تشترك الإنسانية في هذه المشاعر، يهرع المتدينين إلى آلهتهم ليعلقوا عليها الأماني والآمال بإنقاذ مرضاهم.
    فالمسلمون يلجؤون إلى السجود طالبين الشفاء من ربهم الذي يلتقيهم في صلواتهم. والنصارى يحملون أنفسهم إلى الكنائس ليسترسلوا في جلسة الإعترافات والرجاء وكأنهم بين يدي طبيب نفسي. والبوذيون يحملون القربات إلى الثماتيل لتشفي مرضاهم.
    ايه كل يهرب إلى إلهه ليلقي عليه جزء من الهم الذي يحمله. وهذا يشكل عائقا كبيرا لنا نحن الملحدين.
    فحتى لو استطعنا زحزحة الإيمان بالإله داخل الإنسان, فإنه عند هذه المحطات سيعود مهرولا إليه، ليقايضه بالعودة إلى أحضان الدين مقابل الشفاء، وبعدها إما ملحدا حاقدا على الآلهة ( إن مات المريض) أو مؤمنا متوجسا خائفا ( إن عاش المريض).
    سنخوض معركة ضارية لإنتزاع بقايا الأديان من العقول.
    دار صمت بينهما ثم أردف زوجها قائلا: هل أنت متعبة؟؟
    قالت له: لن أذهب للنوم وكف عن الإلحاح في ذلك، ففي الداخل يرقد جزء مني تحت رحمة الأطباء
    فرد عليها في برود أعصاب: لا تستعجلي الفهم عني؛ فأنا أسألك لأقول لك ماذا لو أزلت الكرسي من تحتك وتركتك معلقة في الهواء، كيف ستشعرين؟؟
    ستحسين ثقلا إضافيا على ثقل الخوف من نتيجة العملية.
    هذا ما يفعله الإله بالنسبة للمتدينين إنه يعطيهم قوة لتحمل المشاق التي تفرضها الطبيعة علينا.
    في هذه اللحظة بالذات أحس أنهم يكونون أحسن حالا منا، لأن آمالهم معلقة على شيء يعتقدونه قويا وآمالنا معلقة على رجل يرتدي بذله بيضاء درس بضع سنين في مدرسة يعرف فيها جزء بسيطا جدا من كلٍ خارق جيدا الذي هو جسم الإنسان.
    رمقته بنظرة حادة وقالت: هل أفترض أنك من الذين تحدثت عنهم بأنهم يفرون إلى الأديان بسرعة؟؟
    لا يا عزيزي ليسوا أحسن حالا منا لأننا نشترك معهم في كل شيء في الإحساس بالخوف وفي النتيجة التي سيصل إليها المريض.
    ليست هناك معجزات تنقذ المرضى هناك مهارة الطبيب المعالج ومدى علمه بالحالة التي بين يديه.
    سيحتاج الطب لأن يتطور أكثر من هذا حتى يكسب ثقة الناس به لدرجة تساعدهم على تقبل فكرة أن من يملك الدواء هو ذلك الذي طوره في مختبرات مجهزة بأحدث التقنيات وليس في كتب الأديان المشبعة بالأساطير والخرافات.
    إن أي إحساس إضافي الآن لن يزيح عني هذا الخوف. أفترض أن الفكرة واضحة بالنسبة لك؟؟
    قال لها في ألم: ما يشغلني الآن هو حال إبني ولا أهتم بالحوارات حول المشاعر فهي لم تكن في عالمك حاضرة يوما وكنت دائما ترددين أنها تنتج عن تفاعلات كيميائية ولا أذكر ماذا أيضا.
    تمتمت قائلة: حين يكبر إبني ستقتنع أن كل ما أقول هو الصواب. وعندها فقط ستعرف أن الأديان ليست سوى أفيون يستعمله كل حسب حالاته.
    التفت إليها زوجها وقال: ثلاث ساعات ونحن نجلس هنا في ترقب وانتظار تلعب بنا الأفكار السيئة وتميل بنا في مختلف الإتجاهات، بقدر ما هو العمر صغير جدا بقدر ما تضيع أجزاء منه في لحظات دون هدف.
    نتهم الآخرين بأن الدين مجرد أفيون ونحن نتمنى في هذه اللحظة أي أفيون لنهرب من هذه الأزمة التي تكسرنا.
    والتفت إليها وقال لم أقل كلامي لتردي عليه فأنا أتحدث لألهي نفسي فقط.
    وضعت يدها على فمها في إيحاءة بالصمت وقامت إلى نافذة الغرفة لتطل على الحديقة.
    وما هي إلى دقائق حتى خرج الطبيب وأخبرها بنجاح العملية وأن ابنها بخير فالتفتت إلى زوجها وقالت له مبتسمة: هل ربحنا ملحدا أم مؤمنا؟؟
    ابتسم ورد عليها في عفوية : بل أبا مسرورا.
    وانطلقا إلى الغرفة يتسابقان الخطى للإطمئنان على ابنيهما.
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قضية الخلود ..وهادم اللذات
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-05-2012, 06:09 PM
  2. قصص من السلف الصالح؟؟؟ ارجو الدخول للعبرة سارع بالنشر منقول
    بواسطة ابو مريم ومعاذ في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-18-2011, 08:27 PM
  3. افضل وثيقه تأمين في العالم ...مجانيه ... سارع بالحصول عليها
    بواسطة سويلم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-18-2005, 09:33 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء