بســـــــم الله الرحمـــــن الرحيـــــــــــم
إعداد- محمود المراكبي
الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وبعد:
لا يزال الباطل ينفث سمومه، فقد خرج علينا د. عبد الصبور شاهين ببدعة جديدة، وعدنا إلى أصحاب نظرية النشوء والارتقاء، بعد أن هجرها أصحابها لثبوت بطلانها. وتتلخص بدعته في قوله: إن البشر خلقهم الله من طين، وأنهم أمة متخلفة وقوم همج تناسلوا من أب وأم شأنهم كشأن كل الأمم الأخرى من الحيوانات، وأنهم عاشوا على الأرض تسعة ملايين سنة، إلا أن الله اصطفى منهم آدم وحواء، وسواهما ونفخ فيهما من روحه، فتبدل حالهما وأصبحا نوعًا أرقى، وأنهما أصل الإنسان، فإذا قال لنا قائل: آدم من طين صح قوله على اعتبار الرجوع إلى أصله الأول، وإذا قال أن له أبا وأما كان صوابًا باعتباره من نسل البشر، إلا أنهما تلقيا عن ربهما التكليف بالخلافة، وعلمهما الأسماء كلها، وأسجد لهما ملائكته، وأدخلهما الجنة، والجنة على الأرض وليست في الملأ الأعلى، فأكلا من الشجرة، فأخرجهما من تلك الحديقة أو البستان، ليمارسا حياتهما وخلافتهما على الأرض، وغاية مراد صاحب هذه البدعة هو إثبات صحة قول علماء الغرب المؤيدين لنظرية النشؤ والارتقاء، ويحاول أن يغلف أفكارهم بزي إسلامي، والحقيقة أن زعمه هذا لا يضيف أي فائدة شرعية، أو علمية، أو حتى أدبية، وأنه يعتمد على معلومات غير موثقة علميّا، وأغلبها خيال علمي ينافي الحقائق الثابتة، وقد لاحظنا أن الموضوع لم يحسم ممن ردوا على ما أثاره هذا الكاتب من زوبعة، فكانت لنا هذه الدفوع، التي تحسم القضية بتوفيق الله تعالى، وأدلتنا هي:
1- إن المؤمن يعرف الأسلوب القرآني في البلاغ، فهو يعتمد على جلاء الحقائق وبساطتها، والتأكيد على صحتها، والدليل على ذلك، حقيقة أن الشمس ضياء، وأن القمر نور، وحقيقة كروية الأرض، وحقيقة دور الجبال في اتزان الأرض، وحقيقة المسار البيضاوي في الفضاء وهو ما يعرف بالأفلاك، يكرر القرآن حقائقها في وضوح لا لبس فيه في العديد من المناسبات، وهذا الأسلوب أيضًا يستخدمه القرآن في الحقائق الإيمانية، كالإيمان بالجنة والنار والبعث والنشور، وأيضًا حقيقة تيسير القرآن للذكر التي وردت بنفس ألفاظها في أربعة مواضع، وأحيانًا تتكرر الآيات أكثر من ثلاثين مرة كما في سورة الرحمن في قوله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان، وهذا الأسلوب استعمله النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا حين كان يكرر قوله ثلاث مرات، حتى ترسخ معانيه وتتأكد، وأحيانًا يظل يكرر حديثه حتى يقول أصحابه ليته سكت كما في تحذيره من خطورة شهادة الزور، فلماذا غابت فكرة صاحب تلك البدعة عن النص الواضح الجلي لآيات القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة؟ وإذا كرر القرآن مراحل خلق آدم من تراب ثم من طين ثم من صلصال من حمأ مسنون، وعلمنا مراحل خلق الجنين من نطفة إلى علقة، إلى مضغة، إلى عظام؛ ألا تستحق تسعة ملايين سنة عاشها أجداد آدم حسب زعمه في ضلال وجهل وهمجية إلى نص واضح، لا شك أن هذا يناقض الفهم السوي للأسلوب الرباني في القرآن والسنة.
2- إن جميع الشطحات التي أخرجت أصحابها من الملة، أو حادت بهم عن جادة الطريق تأتي من أناس يحرفون الكلم عن مواضعه، ويقولون لك: لاحظ الفاء هنا، وثم هناك، ثم يستخرجون معاني وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان، ولو أن ما يريدون الوصول إليه من الدين حق لنصت عليه الآيات المحكمات، ولأكدت الأحاديث البينات، حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وللناس أن تنظر وتتأمل وتعمل الفكر فيما قرره الشرع، ولها أن تكف حين تكلف بالتوقف وعدم الخوض، ومن خاض فيما لا يدركه، فسيكون حظه إدراك الخسران والبوار، وهذه مقدمة لازمة بين يدي الموضوع، وضرورة لكل من يدافع عن هذا الدين أن يدركها ويحتمي بها، فيا ترى ما أثاره صاحب تلك البدعة أيوصل إلى فهم أم إلى خسران؟
3- من علامات الخسران أن يحدث الرجل قومه بما لم يسمعوا به من قبل، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "سيكون في آخر أمتي أناس، يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم"(1).
4- قول الحق تبارك وتعالى في سورة الكهف: ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا، وتنفي هذه الآية قدرة الناس أجمعين على الخوض في مراحل خلق السماوات والأرض، وأيضًا مراحل خلق أنفسهم، وهذا يشمل خلق آدم فهو أول البشر، وأن الله تبارك وتعالى غني عن اتخاذ البشر مساعدين له في بيان ما لم يشهدوه أصلاً، وأن أي محاولة في معرفة هذه المراحل ستأتي من ضالين ومضلين، وما كان الحق تبارك وتعالى ليتخذ المضلين عونًا وعضدًا، وهذه هي السنة الإلهية المسطورة في القرآن الكريم. ولو أراد أن يطلعنا جل شأنه على تلك المراحل لفعل، وما كان له تبارك وتعالى أن يتركنا نتلقى كيف خلقنا عن هذا الكاتب صاحب هذا الزعم؟
5- تفسير الكاتب ينقلنا من معجزة خلق الخليفة آدم من تراب، وإسجاد الملائكة له، إلى خلق البشر من تراب، ثم حياتهم كهمج وقبائل متخلفة مدة من الزمان يتناسلون كالبهائم، ثم يختار منهم آدم وحواء، ثم يصطفيهم بالتسوية والخلافة.
6- يزعم الكاتب أن آدم نفخت فيه الروح مرتين، مرة عندما ولد كبشر متخلف، ومرة عندما اصطفاه الله للخلافة، ولا دليل له في هذا الافتراء، ولهذا اضطر إلى تفسير النفخة الثانية بعد التسوية بأنها العقل، ولما خشي أن يقال له إن كل الأمم عندها عقل وفطرة تناسب حياتها، جعل النفخة الثانية: التكاليف الشرعية.
7- ويزعم أيضًا أن الله تعالى أسجد ملائكته لخلق رعاع وهمج، ولو كان هذا الزعم صحيحًا لجاء دفاع إبليس عن عدم سجودة مختلفًا عن قوله سبحانه: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا ((الإسراء: 61}، ولكان الأولى أن يقول: أأسجد لواحد من جنس متخلف؟
8- لم يبرر الكاتب ما سبب فناء قوم آدم وحواء: أعمامهما، وأخوالهما، ووالديهما، وإخوتهما، وكل بني البشر، إن وفاتهم أيسر مخرج للكاتب من شطحاته، فأي روائي لا يجد أمامه سوى القضاء على بعض شخصيات رواياته ليستمر في حبكته الدرامية كما يقولون. وتقيبنا أننا خسرنا- لو صدقت مزاعمه- دليلاً ماديًا عظيمًا على النقلة النوعية التي حدثت لآدم وحواء، خاصة إذا بقيا على صلة جديدة للرحم بين الإنسان وأقاربه من الهمج والرعاع! أيعيش البشر ملايين السنين حسب تقدير الكاتب، ثم تختفي أعيانهم بموتهم، ثم تختفي آثارهم أيضًا، فلا نعثر على دليل مادي واحد عن وجودهم المختلق.
9- ماذا يضير الكاتب أن يكون آدم مخلوقًا من طين ثم يتلقى الخلافة والتكليف مباشرة؟ أيعجز الله عن ذلك؟ ثم إذا كان خلق آدم بصورة الخلافة يحتاج إلى وساطة قوم همج، فما بالك بخلق الملائكة؟ ألا يحتاجون إلى مراحل متعددة قبل أن يصلوا إلى ما هم عليه من النقاء والطاعة والإخبات لله تعالى؟ وأين وسائط خلق الجن، وهم شقائق الإنس في التكليف، لابد أن الكاتب ينتظر أن يظهر داروين جديد يقول بارتقاء الجن أيضًا حتى يطلع علينا بتأويل جديد يستكمل به الموضوع.
10- تكذيب القرآن لأفكار الكاتب، فالمخلوق بيد الله تعالى هو آدم، وليس جد البشر الذي من نسله كان آدم، يقول سبحانه رافضًا استكبار إبليس بالسجود لآدم: ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي {سورة ص: 75}، وأما الكاتب فيجعل ما خلقه الله بيديه قومًا متخلفين.
12- إن ما توصل الكاتب إليه في بحثه هذا يعد أوضح مثال لنتائج أبحاث الذين لا يكتفون بالقرآن الكريم، ويرفضون السنة، بدعوى عدم ثبوتها وحرصهم وحذرهم أن تكون من الإسرائيليات، وهم بهذا يفرقون بين الله ورسوله المبلغ عنه، فاستهانته بالسنة النبوية، جرأته على اتهام ما هو ثابت فيها بأنه إسرائيليات، ويعلن أن هدف بحثه هو سعيه الدءوب لتنقية الفكر الإسلامي مما علق به من أباطيل، ومن الغريب أن قصة خلق آدم في العهد القديم لم تتطرق على الإطلاق لتعليم آدم الأسماء، ولا أمر سجود الملائكة له، ولا امتناع إبليس عن السجود لآدم، ولا طرد إبليس من رحمة الله، ولا عداوة إبليس لآدم وذريته، فأركان القصة القرآنية لخلق آدم لا تتدخل فيها الإسرائيليات، والأغرب أن الكاتب حين يريد أن يسوق سببًا لتفسيراته، فأول شيء يفعله أن يلجأ إلى الأحاديث الموضوعة وهي أوهى من الإسرائيليات، فهو يستدل قائلاً: وفي الحديث القدسي: كنت كنزًا مخفيًا فأردت أن أُعرف فخلقت الخلق فبي عرفوني. وأهل العلم بالسنة يقولون: هذا قول موضوع لا أصل له، وعندما يساق إليه الصحيح من البخاري ومسلم يقول تلك إسرائيليات، وتصرفه هذا أصابنا بالحيرة في أمره: فلو أنه رجع إلى السنة لأوصلته إلى الحقائق التالية:
أولاً: حديث شرف نسب النبي صلى الله عليه وسلم يرويه علي بن أبي طالب، وعائشة، والسائب بن يزيد الكندي، وأنس بن مالك، وابن عباس، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، قال: "ما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما، فأخرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي، ولم يصبني من عهر الجاهلية، وخرجت من خيركم نفسًا، وخيركم أبًا". والحديث يؤكد طهر نسب أجداد النبي وأولهم آدم، بينما الكاتب يزعم أن آدم ولد من سفاح الجاهلية، من أقوام أشبه بالبهائم، وهذا طعن في شرف آدم، ونسب جميع الأنبياء، وخاتمهم المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ثانيًا: حديث الشفاعة فيه الإجابة الشافية من مزاعم الكاتب، فيروي البخاري بسنده في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن بعض الناس يقولون يوم القيامة بعد أن اشتد الموقف: "أبوكم آدم فيأتونه فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة، ألا تشفع لنا؟" وحقائق الحديث جلية، فآدم أبو البشر، وقد أبدلهما الكاتب إلى آدم ابن البشر، إن الله خلق آدم بيده مؤكدًا نفس الحقيقة القرآنية، وليس الأمر خلقًا مجازيًا:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
وينكر الفم طعم الماء من سقم
ثالثًا: إن نفخ الروح في آدم كان بعد أن سواه الله تعالى من طين، يروي أبو هريرة: "كان أول ما جرى فيه الروح من آدم بصره وخياشيمه، فلما جرى منه في جسده كله عطس، فلقنه الله حمده، فحمد ربه، فقال الله له: رحمك الله، ثم قال الله له: اذهب يا آدم إلى أولئك الملأ فقل لهم سلام عليكم، فانظر ماذا يردون عليك، ففعل ثم رجع إلى الجبار، فقال له وهو أعلم: ماذا قالوا لك؟ فقال: قالوا: وعليك السلام ورحمة الله، فقال له: هذا يا آدم تحيتك، وتحية ذريتك"(2).
رابعًا: حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: الذي يرويه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "إن الله عز وجل خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جعل منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبَيْن ذلك، والسهل والحَزْن، وبَيْن ذلك، والخبيث والطيب، وبَيْن ذلك"(3)، وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما(4)، وقد ورد هذا الحديث في ثلاثة وعشرين موضعًا في أبرز مصادر الحديث الشريف، وقال عنه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وسنعرض إسنادًا واحدًا لحديث واحد للتعرف على مراتب الجرح والتعديل لرواته، وليكن حديث الترمذي، وله أربع طرق نكتفي منها بدراسة إسناد طريق واحد حتى لا نطيل على القارئ الكريم، وسلسلة إسناد هذا الطريق هو: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ... الحديث.
- فشيخ الترمذي في الحديث هو محمد بن بشار، وهو من رجال البخاري ومسلم، وثَّقه الإمام مسلم، والعجلي، وعبد الله بن سيار، وقال عنه ابن خزيمة: إمام أهل زمانه، وقال عنه الدارقطني: من الحفاظ الأثبات.
- الراوي الثاني: هو يحيى بن سعيد القطان، وهو ثقة متقن حافظ قدوة، كما قال ابن حجر العسقلاني، وقال عنه الأئمة أبو زرعة الرازي: من الثقات الحفاظ، وأبو حاتم الرازي، قال: حجة حافظ، وقال عنه عبد الرحمن بن مهدي: لا ترى عيناك مثله، وعلي بن المديني قال: ما رأيت أعلم بالرجال منه، وما رأيت أثبت منه، وقال عنه أحمد بن حنبل: الرجل الثقة إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، عالم بالفرائض، صالح الفقه، ولا يقاس به في العلم أحد، ولم نرَ مثله في كل أحواله، وقال عنه أبو يعلى الخليلي: إمام بلا مدافعة، احتج به الأئمة كلهم، وقالوا من تركه القطان تركناه، وقال عنه ابن سعد: ثقة مأمون رفيع حجة.
- أما الراوي الثالث فهو عوف بن أبي جميلة: فقد وثقه ابن سعد، وأحمد بن حنبل، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال النسائي: ثقة ثبت، ووثقه يحيى بن معين، وقال عنه أبو حاتم الرازي: صدوق صالح.
- أما الراوي الرابع الذي نقل الحديث عن الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري فهو قسامة بن زهير: فقد وثقه العجلي، وابن حبان، وابن سعد، والذهبي، وابن حجر العسقلاني.
إن دراسة إسناد هذا الطريق وحده تؤكد أن رجاله ثقات، وفيهم أئمة من أئمة الحديث، ومراتبهم في أعلى درجات التوثيق، فلا عجب أن يصحح الترمذي الحديث. وإذا تجاهل الكاتب مثل هؤلاء الرواة فكيف نحافظ على السنة من جرأة المغرضين، كل ذلك يدعونا إلى أن البحث عن السبب وراء إصراره على إحداث هذه البلبلة التي نسف بها صورته كرجل خدم اللغة العربية ودرسها عقودًا عديدة.
إن النتائج التي جناها الكاتب من أفكاره هي: الخوض في نسب الأنبياء، حين وصم آدم بأنه ابن قوم لا يعرفون النكاح، وإني والله أستحيي أن أصف مضمون قوله أن آدم ابن زنى، والعياذ بالله، ومن ثم الطعن في نسب كل الأنبياء، وأيضًا إعراضه عن السنة الصحيحة المؤكدة، ورفض أحاديث نقلها رواة الحديث الثقات الأثبات، ثم عرَّض الناس لما لم يسمعوه هم ولا آباؤهم، فقد عزل نفسه بما لا طائل من ورائه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "فإياكم وإياهم".
نختم قولنا في هذا الموضوع بتحذير النبي صلى الله عليه وسلم لأمته من زلة العالم، وقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم زلة لأن العالم الحقيقي هو الذي لا يجد غضاضة في الاعتراف بالخطأ، ويسارع إلى الحق، على عكس أهل الكبر الذين يصرون على الخطأ ويقفون في نفس الخندق إلى نهاية المطاف، فما عاد آدم إلى الرضوان إلا بالاستغفار، وما طرد إبليس إلا بالكبر والإصرار، نسأل الله السلامة والغفران، فنحن نأمل في رجوعه عما سلف، فحزننا كبير أن يضيع الشيخ ما جناه في حياته من سمعة طيبة بهذه الكبوة، والأهم من ذلك سلوكه غير سبيل المؤمنين.
والله يهدينا سواء السبيل.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,
الهوامش:
(1) رواه مسلم في الصحيح، وأحمد في مسنده، والبدع لابن وضاح، والبيهقي في دلائل النبوة، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، والحاكم في المستدرك، وفي معرفة علوم الحديث.
(2) وهو حديث أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده، وابن سعد في طبقاته، وابن حجر في المطالب العالية، رواه اثنان من الحفاظ هما: عبد الله بن المبارك، وعمرو بن محمد بن بكير، عن إسماعيل بن رافع وهو ضعيف الحفظ، عن سعيد المقبري وهو ثقة عن أبي هريرة مرفوعًا.
(3) حديث أبي موسى الأشعري أخرجه ابن حبان في صحيحه، وأبو داود في سننه، والبيهقي في سننه الكبرى وفي موضعين من كتابه الأسماء والصفات، وابن بطة في الإبانة الكبرى، وأخرجه الترمذي، وأبو داود، وأحمد بن حنبل في موضعين من مسنده، وعبد بن حميد في مسنده، والبزار في البحر الزخار، والروياني في مسنده، ومعجم الصحابة لابن قانع، وابن خزيمة في موضعين من كتابه التوحيد، وأبو الشيخ في العظمة، والطبري في جامع البيان في تفسير القرآن، وأبو نعيم في موضعين من حلية الأولياء، وفي معجم الصحابة أيضًا، وابن سعد في طبقاته الكبرى، والخطابي في العزلة، والترمذي في سننه.
(4) حديث عبد الله بن عباس أخرجه الحافظ ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية.
Bookmarks