النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: تساؤلات واجابات حول الحكمة الالهية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي تساؤلات واجابات حول الحكمة الالهية

    مداخلة منقولة لاخينا فيصل القلاف رداً على تساؤلات احد الحيارى
    ====================================

    التساؤلات :

    1. لماذا يعذب الله البشر علي ترك الصلاة مثلاً مع أن هذا لا يضر الله؟ ولماذا يجب علينا أن نصلي لله مع أنه غني عن صلاتنا له؟
    2. هل يعقل أن يعذب الكفار أبد الآبدين مع أن ذنبهم كان لمدة محدودة بعمرهم في الدنيا؟
    3. ما هي الحكمة من تعذيب الله للبشر بالبراكين و الزلازل و الأمراض؟


    الاجابات :

    الحمد لله الحكيم العليم، والصلاة والسلام على النبي الكريم، وعلى آله وصحبه وتابعيهم على الصراط المستقيم.
    وبعد، فموضوعك أخي بالغ الأهمية، وقد دل على الحق فيه بحمد الله تعالى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فلا تعدل بهما كلاماً ولا منطقاً.
    وأذكرك أولاً أخي بأصول هامة في هذا الموضوع:

    أولاً: أن الحكمة من صفات الله تعالى الذاتية، قال تعالى: ( وهو الحكيم العليم ). فلا يكون شيء من أفعاله سبحانه ولا صفاته إلا موافقاً لحكمته، كما قال تعالى: ( وما خلقنا السماء وما بينهما لاعبين، ما خلقناهما إلا بالحق ) وقال تعالى: ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ).

    ثانياً: أن الحكمة من شرع الله تعالى وقدره قد ترجع إلى الله تعالى بإظهار كمالاته ورضاه، وقد ترجع إلى العباد في مصالحهم ومعايشهم. وعلى هذا فليست الحكمة لافتقار، لكن لكمال. فمن الأول قوله تعالى: ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ) وم الثاني قوله تعالى: ( ولكن يريد ليطهركم ويذهب عنكم رجس الشيطان ).

    ثالثاً: أن فعل الله تعالى كله خير فلا يضاف الشر إليه أبداً، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( والشر ليس إليك ). لكن قد يكون في شيء من مفعولاته المخلوقة شر، كما قال تعالى: ( أعوذ بك من شر ما قضيت ) أي من شر مقضيِّك. فالمعصية باعتبار خلق الله وتقديره خير، لما يترتب عليها من الحكم والمصالح، وباعتبار فعل العبد شر وتمرد وطغيان.

    رابعاً: أنه العباد لا يوجبون على الله تعالى شيئاً، لا رعاية مصالح ولا غيرها، لكن هو سبحانه قد أوجب على نفسه أموراً تفضلاً منه ورحمة، كما قال تعالى: ( كتب ربكم على نفسه الرحمة ).

    خامساً: الحكمة من فعل الله تعالى وحكمه قد تظهر وقد يخفى بعضها وقد تخفى مطلقاً. وعدم العلم ليس علماً بالعدم. وما أجمل ما قالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن النساء في الحيض يقضين الصوم ولا يقضين الصلاة، قالت: ( كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ).

    سادساً: لا يصح أن يسأل عن أفعال الله تعالى بـ( لم؟ ) كما لا يصح أن يسأل عن شيء من أفعاله سبحانه بـ( كيف؟ ). وذلك لكمال حكمته سبحانه وواسع علمه، كما قال تعالى: ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ). لكن يجوز تلمس هذه الحكم والسؤال عنها بغرض زيادة الإيمان، فيقال: ( ما الحكمة من كذا؟ ) تأدباً مع الله تعالى.

    وبعد ذلك تتضح معالم الإجابة، وهذا تفصيلها مرتباً على ترتيب الأسئلة:

    1. لماذا يعذب الله البشر علي ترك الصلاة مثلاً مع أن هذا لا يضر الله؟

    ج. الحكمة من ذلك ظاهرة جداً، وهي مجازاة العامل على عمله، ولولا ذلك لما صلى الناس ولا صاموا ولا أقاموا الدين، فتتعطل الحكمة من خلق الكون كله، كما قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).

    ولماذا يجب علينا أن نصلي لله مع أنه غني عن صلاتنا له؟

    ج. الحكمة من الصلاة وغيرها من العبادات ليست حاجة الله، كلا وحاشاه سبحانه، لكن هي ظهور كمال الله تعالى بإثابة عباده بمقتضى رحمته وظهور افتقارهم إليه بمقتضى ربوبيته وعزته وظهور حبهم له بمقتضى جماله وكماله، وكذلك صلاح العباد وحصول نعيمهم في الدنيا والآخرة وتميز صالحهم من فاسدهم.

    2. هل يعقل أن يعذب الكفار أبد الآبدين مع أن ذنبهم كان لمدة محدودة بعمرهم في الدنيا؟

    ج. هل يعقل؟ نعم لقوله تعالى: ( خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون ).
    وذلك والله أعلم لأن الجزاء على قدر العمل. فذنب يكون عظمة وحقارة بحسب من كان في حقه، وبحسب من كان المعصي به، وبحسب ما ترتب عليه من مفسدة، وبحسب حال العاصي، وتفصيل ذلك يطول. لكن ننظر إلى المشرك فنراه آذى بذنبه هذا ربه تبارك وتعالى، قال تعالى: ( كذبني ابن آدم، ولم يكن ينبغي له أن يكذبني. وشتمني بن آدم ولم يكن ينبغي له أن يشتمني ) رواه النسائي وهو صحيح. ثم المعصي بذنبه هو الله تعالى، وذلك بأعظم معصية، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل عن أعظم الذنب: ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ). ثم العاصي هو الإنسان على الرغم من عظم فضل الله تعالى عليه. ثم المفسدة المترتبة على شركه أن تضيع الحكمة من خلق الكون كله، فكان أعظم المفسدة، فلزم أن يكون عليه أشد العقاب.
    ثم لأن الكافر خبيث بطبعه فلا تنقيه النار مهما ظل فيها، فناسب أن يبقى فيها أبد الآبدين.

    3. ما هي الحكمة من تعذيب الله للبشر بالبراكين و الزلازل و الأمراض؟

    ج. الصواب أن هذه الأمور ليست عذاباً بإطلاق، لكن بتفصيل فيقال:
    هي في حق بعض الناس عذاب دنيوي كفارة لذنوبهم فتعصمهم من عذاب أخروي، فهو في الحقيقة خير لهم. وذلك كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا وصب ولا نصب حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ).
    وهي في حق من لم يذنب بقدرها رفعة لدرجة قدرها الله له لم يبلغها بعمله، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثم صبره على ذلك، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى ).
    وهي في حق الأنبياء والصديقين رفعة كذلك، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى المرء على قدر دينه ) أو كما قال.
    وهي في حق الكافرين عذاب وهلاك جزاء وفاقاً كما مر.
    ومع كل ذلك قد يكون لها من الحكم والمصالح أمور أخرى سوى الجزاء، من ذلك اعتبار الناس وعظتهم، ومن ذلك إعلام الناس بصفات الله تعالى وقدرته وبضعفهم وفقرهم، ومن ذلك ما يحصل من البراكين من منافع دنيوة كخروج المعادن ونحوها. ويظهر للمتأمل أكثر، ويبقى من حكمة الله ما قد لا يعلمه سواه سبحانه.

    هذاما تيسر الآن على سهر وتعب، ولعلي أزيد المسألة بياناً غداً إن شاء الله تعالى، والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    مــــــصـــــــــر
    المشاركات
    1,178
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا .
    تركت كل المنتديات واسأل الله الفرج القريب .
    دردشة مع ملحد لادينى
    تتمة الدردشة
    نـــــور * مدونتى لطلبة العلم **نـــور على نـــور مدونتى لى ولكل التائبين
    رضيت بما قَسم الله لى ، وقلتُ ياقلبى يكفيك الجليل مدبراً لى ولا علم لى فحسبى الله ونعم الوكيل .كلمة أعجبتنى .
    وإني لأدعو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع .كلمة أعجبتني .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    الحجـــــاز
    المشاركات
    111
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يعطيكم العافيه وجزيتم خيرا
    إن المبادئ والأفكار في ذاتها - بلا عقيدة دافعة - مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معانٍ ميتة !
    والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب الإنسان !
    لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهنٍ بارد لا قلبٍ مشع
    آمن أنت أولاً بفكرتك، آمن بها إلى حدِّ الاعتقاد الحار ! عندئذٍ فقط يؤمن بها الآخرون !
    وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة !.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ولماذا يجب علينا أن نصلي لله مع أنه غني عن صلاتنا له؟
    ببساطة شديدة: لأننا فقراء إلى الله.

    {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.

    فكل الناس مولودون على الفطرة (فطرة الإيمان بوحدانية الخالق و الرغبة الدائمة في التعرف عليه و التقرب منه) و الصلاة هي وسيلتنا الشرعية لتلبية نداء الفطرة و للتقرب بأرواحنا و أبداننا إلى الله، و خصوصاً لأن حياتنا الدنيا مليئة بالمنغضات و الملهيات و الإبتلاءات لذلك نكون في أمس الحاجة للصلاة خمس مرات في اليوم على الأقل حتى نصفي أذهاننا و ننقي أرواحنا و نطهر قلوبنا و نتقرب إلى خالقنا، فننال الأجر العظيم في الدنيا و الآخرة (الراحة النفسية في الدنيا، و الجنة في الآخرة). فكر فيها قليلاً .. من غير المعقول أن يجعل الله هذه الدنيا دار ابتلاء و امتحان دون أن يمنحنا ما يعيننا نفسياً و جسدياً على تحملها و تخطيها! و هذا دور الصلاة في حياة المسلم، و لذلك كانت الصلاة قرة عين حبيبنا المصطفى -صلى الله عليه و سلم- الذي كان يقول فيها : (أرحنا بها يا بلال).


    لماذا يعذب الله البشر علي ترك الصلاة مثلاً مع أن هذا لا يضر الله؟
    لأن الإنسان بذلك يقطع الصلة بينه و بين الله بنفسه و يستغني عنه، فيستحق العقوبة. (الصلاة هي عماد الدين، و هي الحد الفاصل بين المسلم و الكافر ).


    لكن ننظر إلى المشرك فنراه آذى بذنبه هذا ربه تبارك وتعالى،
    عفواً، الله لا يضره كفر أحد مطلقاً! و لن ينقص من ملكه شيء و لو كفر الإنس و الجن أجمعين.


    ثم لأن الكافر خبيث بطبعه فلا تنقيه النار مهما ظل فيها، فناسب أن يبقى فيها أبد الآبدين.
    ما معنى "خبيث بطبعه"؟؟؟


    ثم المعصي بذنبه هو الله تعالى، وذلك بأعظم معصية، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم لما سئل عن أعظم الذنب: ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ). ثم العاصي هو الإنسان على الرغم من عظم فضل الله تعالى عليه.
    في هذه أتفق معك تماماً.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: الى المؤمنين بالحكمة الالهية
    بواسطة احمد الحسن في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 05-16-2014, 11:54 PM
  2. المعية الالهية
    بواسطة يحيي السيد في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-31-2013, 11:21 PM
  3. الحكمة والتعليل من الخلق - تساؤلات
    بواسطة نور الدين الدمشقي في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 09-27-2013, 12:43 AM
  4. فتاوى العُلمــاء وحكمهم على" الفرقة القاديانية ", واجابات لأسئلة حولها
    بواسطة مشرف 5 في المنتدى قسم الحوار عن القاديانية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 03-01-2012, 03:03 PM
  5. الحكمة في القرآن (الحكمة ضالة المؤمن)
    بواسطة عساف في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 03-04-2010, 06:17 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء