لاتتحيز هداك الله . ولاتدخل الموضوع بنظرتك المسبقة وتفرضها . فنحن هنا لنتبادل المعارف ونتعلم من بعضنا لنصل إلى نتيجة .في الحقيقة قرأتُ المقال ووجدته قويا ملزما، ولم ترد على شيء فيه، فجاءت أولى مشاركاتك في أسطر على مقال متعدد الفقرات، وتابعك الإخوة هنا في هذه الحيلة التناظرية فاستطعتَ أن تحصر النقاش فيما وراء تدخلك، وأقول :
- أولا لا يحق لك ولا لغيرك فرض فهم معين للنصوص على المسلمين، لأننا نتبع مناهج رصينه في الفهم عن الله ورسوله لا يعرفها المخالفون، لهذا فأنتَ ملزم بمناقشة النص حسب الفهم الذي درج عليه أهل الإسلام وليس العكس . ولا تملك علما شرعيا يخولك اقتحام تفسير النصوص، وحتى لو كنت تملكه لما صح أن نأخذ عنك شيئا لانتفاء صفة الإسلام والعدالة في حقك.
- ثانيا ماهية السجود لها علاقة وثيقة بالمسألة، فأنت تريد إلزام المسلمين بالفهم الحرفي لكلمة السجود، وهذا لا نقول به إنما لا نعلم ماهيته، لأنه كما يطلق على وضع الوجه على الأرض بغرض التعظيم، فإنه يطلق مجازا وأيضا استعارة وقرينته قول الله عز وجل { ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال } فشبه ارتسام الظلال بالسجود، ومنه قول امرؤ القيس "يكب على الأذقان دوح الكنهبل" فجاءت هنا استعارة مكنية .
- وكذلك المستقر لا نعلم ماهيته سواء في الآية أو في الأحاديث، لأن القرار يأتي في لغة العرب إما يكون على الحقيقة، أو تشبيها أو بما يتراءى للناس، والعلماء جملة كانوا يعلمون بأن الشمس تغرب عند قوم وتطلع عند آخرين ، وقد يكون كل الوارد في الأدلة بلسان القال دون لسان الحال.
- أن علم الفلك إلى الآن لا زال الإنسان فيها راجلا لم يتعمق فيه والظني فيه أكثر من القطعي المسلم به، وهذا باعتراف المتخصصين غربيين منهم وشرقيين، فلا يمكن الجزم بأن حركات الشمس كلها مرصودة معروفة، ومن المرصود من لايعرفه إلا أهل التخصص كالحركات الاهتزازية للشمس التي تشبه التنفس. و قد يكون في لاحق الأيام اكتشاف يقلب موازين هذا العلم، وعلى سبيل المثال فإن أهل الفلك كانوا يظنون بأن استقرار الشمس وثباتها شبه مسلَّم ويقيني، ثم جاء اكتشاف بجريانها قلب نظريات هذا العلم، ومنه أيضا تأكدهم من خلو النظام الشمسي من كوكب تاسع حتى أن بعضهم قال بأننا انتهينا من اكتشاف ما يوجد فيه، حتى بزغ اكتشاف كوكب تاسع سنة 2003 م، بل الحاصل أن أهل الفلك مختلفون حتى في أعداد الكواكب فمنهم من يقول 12 كوكبا ومنهم من يقول تسعة ، بلوتو على سبيل المثال كان يُظن بأنه كوكب فقيل بعده أنه مجرد مذنب كبير الحجم، وقد تم إطلاق مركبة فضائية استكشافية ستصل بإذن الله في شهر يوليوز من عام 2015 م لدراسة طبيعته وهل هو فعلا مذنب كبير أم كوكب !! وكل هذه شواهد إلى مدى محاولة الإنسان التعرف على الفضاء وهو لا زال رغم تقدمه العلمي جهولا، فلهذا أي محاولة لفهم مسألة سجود الشمس وكيفيتها وتحركها ونظام جريانها من خلال علم الفلك سيغلب عليه الظني أكثر من القطعي.
فالأحرى أن تلتفت إلى ما يهمك من علم الأصول وبما تقدمه لادينيتك للبشرية عوض الذهاب لفرعيات الأدلية .
Bookmarks