بسم الله الرحمان الرحيم، تحية عطرة لأهل هذا المنتدى الطيب
و بعد ؛
في هذا المقال أردت أن أطرح بعض الملاحظات الشخصية و أبدي رأيي حول الحوار مع غير المسلمين في كلمات بسيطة بعيدا عن الإطالة أراعي فيها جهلي و علم الإخوة الذين أخاطبهم في هذا المنتدى الثري .
حسنا، نحن كمسلمين في عقيدتنا ماهي أصل العلاقة بيننا و بين غيرنا الذين يخالفوننا في العقيدة ؟ أليست علاقة السلم و التعايش بين المذاهب هي الأصل أم أن الحرب هي الأصل و السلم هو الإستثناء ؟
أنا أرى أن السلم هو الأصل بيننا و الحروب و البغض هي الإستثناء بدليل ؛
قوله تعالى ؛
و لقد خلقناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الل أتقاكم
قول الرسول
؛
أيها الناس ، لا تتمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فاصبروا ، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف
و وصايا الرسول
لجيشه في الغزوات بعرض الشروط على الشعب قبل دخول أرضه وهي إما الإسلام أو الجزية و في اأخير يأتي الحرب لأن السلم هو الأصل و القتال هو الإستثناء في العلاقة
... و أدلة السلم كثيرة و أنتم أعلم بها مني
عندما أقول التعايش بين المذاهب الفكرية فهذا لا يعني أني من دعاة الميوعة و ترك الجهاد و عدم الدفاع عن المقدسات ... هذه الأمور معلومة في الإسلام و لكن أريد أن أشير إلى الأصل في العلاقة وهو السلم و هذا ما يجهله أو يتجاهله العديد من اأعضاء الأأفاضل
لا أعلم لماذا و لكن جل الأعضاء عندما يتكلم أحد الملاحدة كأن العدو قدم فتنهال عليه التعليقات التي تتسم بالسخافة و محاولة توقيع الملحد في الإحراج و إسكاته بأي طريقة حتى وإن كان كلام الملحد منطقي و عقلي فإنهم يعارضونه _ طبعا ليس الجميع و لكن الكثير... و عندما يتكلم الملحد فلا تجد مسلما يتناقش معه بالمودة و المزاح و النقاش الهادئ بل تتسم تعليقات الإخوان المسلمين بالشدة و العنف اللفظي
لماذا يا أهل الخير ؟ هل نسيتم أن أصل العلاقة هو السلم ؟
قال الله تعالى ؛
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين
من حقي أن أتساءل هنا و السؤال يطرح نفسه لكل طالب حق ؛
ما الهدف من الحوارات مع غير المسلمين ؟
هل هو إسكات الآخر أمام الجميع ؟ أم إظهار جهله أمام الناس و إهانته ؟ أم التباهي بقوة حجتك و علمك ؟
طبعا سينكر الجميع هذه الأهداف و لكنها و مع كل أسف وقاااائع تحدث في الكثير من الحوارات
هدف المسلم من النقاش هو
إرشاد الضال إلى الطريق السوي و دفع الأباطيل من أذهان العامة و تثبيت الناس على دينهم بالحجة
لكن.. هل سيحصل هذا بالكلام العنيف ؟ والله العظيم لن يقبل الملحد منك كلمة واحدة إن لم تحسن إليه و لم تعامله بما يليق و الكلام السيء سيزيد الملحد مكابرة على مكابرته و سيزيده جحودا على جحوده و لن يقبل منك الكلام حتى لو اقتنع لأن النفس تأبى قبول كلام من أسا إليها
و بالإحسان تمتلك قلوب الناس
ليس مجرد كلام بل بالممارسة، الملحد إذا لاقى من المسلم حبا و مودة لن يستطيع أن يقول كلمة واحدة أمامك يسيء فيها إلى الرسول
، سيستحي منك و إذا حدث الإحترام المتبادل بين الطرفين سيحدث نقاش هادف ليس له مثيل
و هذا بالتجربة و اسألوا الإخوة المحاورين عن تجربتهم في هذا الأمر
إذا دخل الملحد أحد المنتديات الإسلامية و كتب فيها يعتبر بعض الإخوة من المسلمين (هداهم الله) و كأن العدو دخل بلادنا و يهبوا لرد العدوان... إنه لتشبيه مضحك و لكن هذا هو الحال... لماذا لا نعتبر الملحد ضيفا عندنا نحسن ضيافته
أين أخلاق الإسلام ؟
قد يسخر اليعض من كلامي و لكن لو حدث هذا الأمر و الله لن يجرؤ الملحد على التفوه بكلمة تسيء إلى الإسلام لأنه سيستحي من حسن معاملتنا و لن يقابلها بسوء بل بحسنى مثلها
هنا وجب علي أن أوضح بعض النقاط كي لا يفهمني الإخوة خطأ، أستثني من كلامي في الأعلى الملحدين _السفهاء_ الذين همهم الوحيد هو سب الإسلام و التطاول على الرسول
و القرآن الكريم هدفهم هو إثارة غيض المسلمين فمثلهم فأولئك أمرهم إلى الله لا نناقشهم لا نعاملهم لا نبدي لهم المودة و كتبت بيننا العداوة و البغضاء إلى يوم يبعثون لا نواليهم لا نظهر لهم ذلا و لا نرحب بهم في منتدانا الطاهر فهم أهل فساد أينما ذهبوا أفسدوا و لا يبغون في الأرض إصلاحا
و لكن ...
علينا أن نأخذ بعين الإعتبار نفسية الملحد و مخالطته و معاملاته اليومية، فهو لم يعتاد على الظروف الإسلامية واحترام المقدسات وهو يقرأ يوميا كلام بذيء يقال عن أشرف الخلق
... لذلك عندما يخطئ أحد الملحدين علينا أن نتجاوز عن خطئه في البداية و نقوم بتنبيهه بالحسنى و الكلمة اللينة فإن عاد نعود مرة ثانية و ندفع السيئة بالحسنة فإن عاد مرة ثالثة فالطرد أولى به و نقول له ''وداعا غير مأسوف عليك و على أمثالك''
و كل آيات الشدة و البغض لأهل الكفر متعلقة إما بحالة الحروب أو بحالة الكفار الذي يعملون على تدمير الإسلام و لكننا نحن هنا في ميدان حوار، حجة و نقاش لذلك هذه الآيات لا تستقيم مع الحالة ؛
قوله تعالى ؛
و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم
قوله تعالى ؛
لا تجد قوم يؤمنون بالله يوادون من حاد الله و رسوله
لم أعلق على سوء أخلاق الملحدين لأن أمرهم لا يهمني و ما يقهرني أن أجد مسلم بذيء .. المسلم و البذاءة لا يجب أن يجتمعا فنحن أهل الخير و أهل الإصلاح و حاملي دين الحق و نحن أهل الحجة و النصح و التوعية ينطلق منا نحن لا من الملحدين
كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر
الرسالة وصلت، أعلم أنها لن تعجب الكثير.. هذا رأي و قد أكون من الخاطئين، لن أجادل في هذه المسألة كثيرا فهو مجرد طرح لوجهة نظر تستطيعون قبولها أو رميها وراء ظهوركم على حد سواء و أسأل الله لي و لكم الثبات
و تذكروا قول النبي
؛
فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحد ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم
و كلامي هذا ليس متعلقا بهذا المنتدى المبارك و لكنه يشمل تصرفات المسلمين في العديد من الأماكن خاصة في الفايسبوك (حدث و لا حرج) و حتى في بيتي و وسط عائلتي و هذا الأمر راسخ في عقلية المسلم الجاهل بدينه و مع كل أسف
أرجو الإشارة إن كان هناك في الموضوع خلل شرعي أو نقطة مهمة لم أشر إليها
ختاما؛ أيها الموحدون احترموا الملحدين
مع كامل مودتي
Bookmarks