((حفظ الله القرآن بحيث لم تتغير منه كلمة واحدة ولم يتبدل منه حرف واحد))
من منا لم يسمع هذه العبارة مئات وآلاف المرات في مختلف محطات حياته ومن مختلف الأشخاص بدءاً بالوالدين ومروراً بسائق التكسي وانتهاءً بالعالم الراسخ؟؟
من منا لم يسمع مثل هذه العبارة في الوسائل الإعلامية السمعية والبصرية وفوق الأرض وتحت البحر وعلى قمم الجبال؟؟
من منا لم يسمع هذه #######
لكن من منا قرأ التالي :
يا إلهي!كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد ، فصل سورة التوبة:
16- قوله: (تجري تحتها الأنهار) كلهم قرأ (تجري تحتها الأنهار) غير عبدالله ابن كثير وأهل مكة فإنهم قرأوا: (تجري من تحتها الأنهار) بزيادة (من) وكذلك هى في مصاحف أهل مكة خاصة. ) ا.هـ.
كتاب الغاية في القراءات العشر، الآية 24 من سورة الحديد: (فإن الله هو الغني الحميد)
قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر بغير (هو) وكذلك هو في مصاحف المدينة والشام. ا.هـ.
أنا لا أصدق!
يا ناس كلمات كاملة!
كلمات كاملة نجدها في قراءة متواترة معتمدة لدى المسلمين، ولا نجدها في قراءة متواترة معتمدة أخرى!
وربي إن لم يكن هذا هو التحريف فلا أدري ماذا يكون!
وإذا تذكرنا أن هذا ما رشح إلينا على الرغم من عمليات الغربلة الشديدة التي تعرضت لها نسخ المصاحف مُتوجةً بالمحرقة ، فلكم أن تتصوروا كيف كان حال الاختلافات في النسخ الأصلية.
ولقد هالني ما هو حاصل من ضجة في هذا المنتدى حول كلمات بسيطة تفوه بها المستشرق موراني حول القرآن في حين أن ما استهجنتموه موجود في صلب القراءات المتواترة..
وطرح المستشار سالم رداً على المستشرق موضوعاً بعنوان: مع المستشرق موراني حول دعوى ((تحقيق القرآن)) واحتمال الزيادة والنقص واختلاف الترتيب
ثم نجد المستشار يقول في مقدمته التالي عن كلام المستشرق:
إذاً الموضوع الموضوع هنا خطير ، فهو إهانة كبرى لأقدس المقدسات! فما هى أوجه هذه الإهانة التي وقع فيها موراني؟لماذا الإصرار على طرح الموضوع؟
لأنه يتعلق بأصل الإسلام العظيم ومعجزته الخالدة القرآن الكريم، وسيأتي كلام د.موراني وما فيه من مساس بجانب القرآن، واعتبار ذلك إهانة كبرى منه للقرآن المقدس،
نجد المستشار يركز على فقرتين مما قاله موراني في لقائه مع منتدى التفسير ، الفقرة الأولى تتعلق بتحقيق القرآن ، أما الشيء الثاني مما يشكل إهانة كبرى للمقدسات فهو:
نعم..رُبَّما يترتب على ذلك ترتيبٌ آخر , حتى ولو كان جزئي , للآيات
كما قد نحصل على كلمةِ نَقصٍ هنا ، وكلمةِ زيادةٍ هناكَ الخ ، وهذه الأمور كلها واردة عند الدراسة المقارنة للنص .
حين يقول مستشرق باحتمال وجود نقص وزيادة كلمات بين نسخ من القرآن فإن المسألة تصبح "مساس بجانب القرآن، وإهانة كبرى للقرآن المقدس" ، ولكن حين يكون النقص والزيادة موجوداً دون شك بين القراءات المتواترة للقرآن ، فإن المسألة تصبح: قراءات منزلة من عند الله سبحانه وتعالى!!!!!!!!!!!!
والله إنني لأحاول أن أجد تعليقاً مناسباً على هذه الازدواجية الشنيعة فلا أجد!
تعالوا نقرأ من صحيح مسلم ما يلي:
عن أبي بن كعب قال: (كنت في المسجد، فدخل رجلٌ يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوق قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله فقلتُ: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوق قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله فقرآ ، فحسّن النبي شأنهما ، فسقطَ في نفسي من التكذيب ولا إذ كنتُ في الجاهلية. فلما رأى رسول الله ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضتُ عرقاً، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرَقاً فقال لي: يا أُبي ، أُرسلَ إليَّ أن اقرأ القرآن على حرفٍ فرددتُ إليه: أن هوَّن على أُمتي ، فرد إليّ الثانية: اقرأه على حرفين، فرددتُ إليه: أن هون على أمتي، فرد إلىَّ الثالثة: اقرأهُ على سبعة أحرفن ولك بكل رَدةٍ رددتها مسألة تسألنيها . فقلت: (اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي. وأخرتُ الثالثة ليومٍ يرغبُ إلىّ الخلق كلهم حتى إبراهيم ) . ا.هـ.
لاحظوا أن الصحابي الجليل أبي بن كعب كفر بمحمد ولا ككفره في الجاهلية حين رأى نبيه يوافق على قراءات مختلفة ، فما الذي أزال هذا التكذيب من الصحابي الجليل؟ لقد حدثه محمد عن قصة هذه الاختلافات وحكمتها بأنها للتهوين على المسلمين ، وبذلك زال التكذيب من قلب الصحابي الجليل.
نستنتج من ذلك شيء في غاية الخطورة ، وهو أن اختلاف القراءات مبعث على الكفر بالقرآن لولا الحكمة منها ، معنى ذلك أنك حين تجد اختلافاً لا حكمة له فإن النتيجة الطبيعية لذلك هى تكذيب القرآن ، وإلا فهل أنت ملكيٌ أكثر من الملك؟ هل أنت مؤمن أكثر من صحابي جليل كفر حين لم يكن يعلم الحكمة من اختلاف القراءات؟
تمهيداً لما أريد أن أصل إليه أقول:
قد وُجدت اختلافات بين القراءات لا يُمكن أن تُعلل باختلاف اللهجات ، فقام علماء القرآن بالتعالم على نبيهم الذي صرح بحكمة الاختلاف ليضعوا حِكَماً أخرى من قدح خيالهم وصل بعضها إلى حد خطير من الإسفاف ، هذه الحكم الأخرى هى-كما ذكرها الشيخ الخطيب في هذا المنتدى- :
والآن يا عزيزي القاريء ، بالله عليك هل تجد حكمة يمكن أن تنطبق بشكل مقنع على زيادة "من" في قوله (جنات تجري تحتها الأنهار) ، وحذف "هو" من قوله (فإن الله هو الغني الحميد) ؟؟2) الجمع بين حكمين مختلفين مثل قوله تعالى: ((فاعتزلوا النساء فى المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن)) ( )، حيث قرئ ((يطهرن)) بتخفيف الطاء وتشديدها ، ومجوع القراءتين يفيد أن الحائض ، لا يجوز أن يقربها زوجها إلا إذا طهرت بأمرين: أ- انقطاع الدم ، ب- الاغتسال.
3) الدلالة على حكمين شرعيين فى حالين مختلفين ، ومثال ذلك قوله تعالى: ((فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين))( ) حيث قرئ (( وأرجلكم)) بالنصب عطفاً على ((وجوهكم)) وهى تقتضى غسل الأرجل ، لعطفها على مغسول وهى الوجوه. وقرئ ((وأرجِلكم)) بالجر عطفاً على ((رءوسكم)) وهذه القراءة تقتضى مسح الأرجل ، لعطفها على ممسوح وهو الرءوس. وفى ذلك إقرار لحكم المسح على الخفين.
4) دفع توهم ما ليس مراداً: ومثال ذلك قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله))( ) حيث قرئ ((فامضوا إلى ذكر الله)) ، وفى ذلك دفع لتوهم وجوب السرعة فى المشى إلى صلاة الجمعة المفهوم من القراءة الأولى ، حيث بينت القراءة الثانية أن المراد مجرد الذهاب.( )
5) إظهار كمال الإعجاز بغاية الإيجاز ، حيث إن كل قراءة مع الأخرى بمنزلة الآية مع الآية ، وذلك من دلائل الإعجاز فى القرآن الكريم ، حيث دلت كل قراءة على ما تدل عليه آية مستقلة.
6) اتصال سند هذه القراءات علامة على اتصال الأمة بالسند الإلهى ، فإن قراءة اللفظ الواحد بقراءات مختلفة ، مع اتحاد خطه وخلوه من النقط والشكل ، إنما يتوقف على السماع والتلقى والرواية ، بل بعد نقط المصحف وشكله ؛ لأن الألفاظ إنما نقطت وشكلت فى المصحف على وجه واحد فقط ، وباقى الأوجه متوقف على السند والرواية إلى يومنا هذا. وفى ذلك منقبة عظيمة لهذه الأمة المحمدية بسبب إسنادها كتاب ربها ، واتصال هذا السند بالسند الإلهى ، فكان ذلك تخصيصاً بالفضل لهذه الأمة.( )
7) فى تعدد القراءات تعظيم لأجر الأمة فى حفظها والعناية بجمعها ونقلها بأمانة إلى غيرهم ، ونقلها بضبطها مع كمال العناية بهذا الضبط إلى الحد الذى حاز الإعجاب ( )
إنك لن تجد..
وبذلك يصبح هذا الاختلاف غير مُعلل ، بلا أي حكمة ، وهذا يعيدنا إلى الأصل في حدوث الاختلاف وأنه عبارة تحريف ، وبذلك يصبح ما سبق تحريفاً طال القرآن.
وبذلك فإنني أعتبر هذا سبباً إضافياً للكفر بالقرآن ، وما قدوتي في ذلك إلا الصحابي الجليل أبي بن كعب الذي قال حين لم يجد الحكمة: فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية.
إن الاختلاف بزيادة ونقص الكلمات لهو أمر شنيع أن يطال كتاب من عند الله ، وهذا ما عبر عنه تماماً المستشار سالم وكل مسلم سيسمع اتهاماً بأن نسخ القرآن بينها اختلاف بالزيادة والنقص ، السؤال الآن هو: لماذا يقع هكذا أمر شنيع بين قراءات منزلة من عند الله؟؟ خاصة إذا علمنا أن من بين جميع فوائد وحكم القراءات - التي أغدق بها علينا علماء القرآن- لا نجد حكمة ولا فائدة واحدة تنطبق على اختلاف النقص والزيادة.
إذاً لدينا هنا شيء شنيع في عرف المسلمين يقع بين القراءات المتواترة دون أن يكون له أي تعليل أو أي حكمة ، ولكن مع ذلك يحظى بالقبول لدى المسلمين!!
فبماذا نسمي هذه #####
مثال آخر:
تصوروا لو نزلت إلى الأسواق طبعة جديدة للقرآن وُجد فيها غياب لكلمة ، ستُسحب الطبعة من الأسواق وتُنشر تحذيرات في الصحف من هذه الطبعة وستخسر المطبعة سمعتها إلى الأبد وربما يُحاكم أصحابها بتهمة التقصير بحق المقدس ، وستُعتبر محاولة من الماسونية والصهيونية العالمية للنيل من القرآن!
ولكن بالانتقال إلى عالم الواقع ، نجد ما يضحك الثكلى:
ما هى قصة القراءات هذه؟كتاب السبعة في القراءات لابن مجاهد ، فصل سورة التوبة:
16- قوله: (تجري تحتها الأنهار) كلهم قرأ (تجري تحتها الأنهار) غير عبدالله ابن كثير وأهل مكة فإنهم قرأوا: (تجري من تحتها الأنهار) بزيادة (من) وكذلك هى في مصاحف أهل مكة خاصة. ) ا.هـ.
كتاب الغاية في القراءات العشر، الآية 24 من سورة الحديد: (فإن الله هو الغني الحميد)
قرأ نافع وأبو جعفر وابن عامر بغير (هو) وكذلك هو في مصاحف المدينة والشام. ا.هـ.
بدأت القصة بأن حصل ما لم يكن بحسبان محمد ( صلى الله عليه وسلم )من لهجات لا تقدر على بعض الكلمات في القرآن ،(...) الأحرف السبعة ليغطي بها على سماحه لكل قبيلة بأن تقرأ على طريقتها. وهكذا ابتدأت المسألة باختلافات بين اللهجات لتمتد بعد ذلك إلى تحريفات حقيقية ليس لها أي علاقة باللهجات ، الأمر الذي استدعى القيام بغربلة شديدة للنسخ تُوّجت بحرق النسخ المخالفة مع الإبقاء على نسخة واحدة بُعثت إلى الأقاليم. وعلى الرغم من كل هذه الغربلة نفذت إلينا هذه التحريفات لتعطينا لمحة عن هول ما كان بين النسخ الأصلية، ولتعطينا صورة واضحة عن حقيقة الوعد الإلهي بحفظ القرآن ، ولتعطينا صورة أوضح عن أن هذا القرآن لا علاقة له بأي إله، مجرد نص بشري خاضع - مثله مثل النصوص الأخرى- للعوامل الخارجية وما قد تسببه من اختلافات وزيادة ونقصان.
قالوا لنا وبكل ثقة: الله حفظ القرآن من التحريف ولم يتبدل منه حرف!
فقلنا لهم بأن هناك اختلافات بين القراءات ، فقالوا: بل هى اختلافات قشرية لا تطال المعنى ولا الرسم!
فقلنا: إذاً أصبحت القضية من نفي مطلق للاختلاف إلى تقسيم نحو اختلافات قشرية لا تطال الأساس!
فقالوا: وما المشكلة؟
فقلنا : ولكن هناك اختلافات أثّرت على المعنى!
فقالوا: مثل ماذا؟
فقلنا: مثل "ربنا باعَدَ بين خطايانا " وفي قراءة متواترة أخرى" ربنا باعِدْ بين خطايانا" ومثل "وانظر إلى العظام كيف ننشزها" نجدها في قراءة أخرى "وانظر إلى العظام كيف ننشرها" .
فقالوا: هذه اختلافات سمح الله بها تيسيراً على أمته لاختلاف اللهجات!
فقلنا: إذاً أصبحت القضية من كتاب أزلي محفوظ إلى كتاب يتنازل ويميع بين لهجات مختلفة ولو على حساب المعنى؟
فقالوا: وما المشكلة؟
فقلنا: ولكن هناك اختلافات تطال صلب الكلمات!
فقالوا: مثل ماذا؟
فقلنا: مثل "صلاة" نجدها في قراءة أخرى "صلوات" ، و "سارعوا إلى مغفرة من ربكم" نجدها في قراءة أخرى بحرف عطف زائد "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم".
فقالوا: هذه اختلافات لم تغير في أصل المعنى ، فسواء كانت "صلاة" أو "صلوات" فالأصل هو الصلاة!
فقلنا: إذاً بعد أن كانت القضية حفظ لكل حرف أصبحت القضية حفظ لأصل المعنى؟
فقالوا: وما المشكلة؟
فقلنا: ولكن هناك اختلافات طالت كلمات بحيث حُذفت برمتها!
فقالوا: ماذا؟
فقلنا: مثل "جنات تجري تحتها الأنهار" نجد في قراءة متواترة أخرى زيادة حرف الجر "من" ، ومثل "فإن الله هو الغني الحميد" نجد في قراءة متواترة أخرى حذفاً لضمير الفصل"هو".
فقالوا: هذه كلمات صغيرة يا رجل ألم تنظر إلى التحريفات في الكتب الأخرى كيف تكون؟
فقلنا :############
متابعة إشرافية
مراقب 1
Bookmarks