رد علماء دين وأكاديميون مسلمون على نظرية جديدة للعالم البريطاني ستيفن هوكنج ينفي فيها وجود خالق للكون، معتبرين أن هوكنج مضطرب نفسيا؛ لأنه سبق أن أكد في نظرية أخرى أن هناك خالقا للكون.ووصف الدكتور زغلول النجار عالم وأستاذ الجيولوجيا -في حوار عبر الأقمار الصناعية مع صباح الخير يا عرب يوم الأربعاء 22 من سبتمبر/أيلول الجاري- "هوكنج" بأنه عالم فيزيائي عظيم، ولكنه يعاني من شخصيته المهزوزة من الداخل.ورأى أن تراجعه عن فكرة وجود خالق للكون، نابع عن اضطراب نفسي يعاني منه؛ لأن المتأمل في الكون يدرك تمام الإدراك أنه منضبط في كل أمر من أموره، ولا يمكن أن تؤدي المصادفة إلى بناء بهذا الإحكام.ولفت زغلول إلى أن تناقض هوكنج وصل إلى أنه ذكر في إحدى الصفحات بكتاب سابق له أن هذا الكون لا بد له من خالق عظيم، وفي صفحة أخرى بنفس الكتاب يقول: "لا داع للجوء إلى الإيمان بالله".وأوضح أن هوكنج عارض نفسه كثيرا، ففي كتابه "موجز تاريخ الزمن" اعترف في فقرات كثيرة من الكتاب بأن هذا الكون له خالق عظيم. وقال بالحرف الواحد: "نحن نعلم الآن أن هذا الكون بدأ بعملية انفجار، وأن من طبيعة الانفجار أن يؤدي إلى تنافر المادة وبعثرتها، لكن انفجارا يؤدي إلى بناء شديد الإحكام في ضبط الكتل والكثافات والأحجام والمسافات والسرعات، لا يمكن إلا أن يكون نتج عن عقل كبير دبر لهذا الكون مساره منذ لحظة الانفجار إلى الآن".ورفض ما قاله هوكنج في كتابه الجديد بأن يكون الكون ناتجا من تفاعلات كيميائية عن طريق المصادفة، قائلا: "هذا الكلام غير صحيح، والمصادفة لا يمكن أن تؤدي إلى بناء بهذا الإحكام".وأكد النجار أن قضية الخلق بأبعادها الثلاثة "خلق الكون والحياة والإنسان" إذا خاض فيها أي عالم من العلماء بغير تسليم بحقيقة الخلق، فإنه يدخل بذلك في نفق مظلم؛ لأن علم الفلك لا يدرك إلا أقل من 1 % مما هو موجود في الحقيقة بالكون.وتساءل النجار: "إذا كان هناك قانون للجاذبية فمن الذي وضعه وأوجده؟ مؤكدا أن جميع الأمور العلمية لم تأت بالمصادفة، داعيا إلى أن يكون التفكير بهذا المنطق.ولفت إلى أن الكون بدأ بانفجار عظيم -كما يقول العلم ويؤكده القرآن الكريم- تحول إلى سحابة من الدخان وخلق من هذا الدخان الأرض وباقي أجرام السماء، وبدأ الكون في التمدد الذي لم يستمر إلى ما لا نهاية وسيتوقف عند نقطة محددة؛ لأن درجة الكون في تناقص مستمر.من جانبه، قال خليفة عزت -إمام مسجد لندن، في تقرير لصباح الخير يا عرب- أن الأديان جميعها تقوم على أساس أن لهذا الكون إلها وهو الخالق والرازق والمسير لهذا الكون، وإنكار مثل هذه الأشياء لا يتفق مع الدين الإسلامي أو غيره من الديانات.وأصدر هوكنج -المتخصص في علم الفيزياء الكونية- كتابا جديدا بعنوان "التصميم العظيم The Grand Design" - تطرق فيه إلى نشأة الكون، وينفي وجود قوة إلهية لهذه النشأة، مستندا إلى نظرية رياضية جديدة أطلق عليها "M3".ويقول "هوكنج" -في الكتاب-: إن المصادفة وحدها هي التي تسببت في حدوث هذا التلاقي الفيزيائي المهول الذي مهد لنشأة الكون، معترفا بالانفجار الكبير الذي اعتقد كثير العلماء أنه تم بسبب التهاب مكونات كيميائية مثل الهيدروجين والهيليوم، وأدي إلى نشأة الكون قبل 14 ألف مليار عام.ويستند هوكنج في بحثه على نظرية أو معادلة رياضية جديدة أطلق عليها M3 التي جمعت بين معادلات رياضية سابقة، وأدت إلى هذه النظرية الجديدة واقتنع الآن بأنه لا يوجد إله وراء نشأة الكون.والمفارقة أن هذا الفيزيائي كان قبل أعوام عدة قد أصدر كتابا بعنوان "موجز تاريخ الزمن" تحدث فيه عن وجود دور إلهي في عملية خلق الكون.
منقول المصدر : mbc.net
Bookmarks