بسم الله ..
خلق الله تبارك وتعالى الزوجين الذكر والأنثى وأودع فيهما ما يجعل أحدهما يميل إلى الآخر ..
وهو المعروف بالرغبة الجنسية أو الميلان الجنسي ..
ثم إنه تبارك وتعالى ركّب في الرجل من الشهوة ما يفوق قوته وطاقته بمراحل ..
وجعل هذه الشهوة غير محدودة بحد ولا مضبوطة بضابط ..
ولا مقيدة بوقت من أوقات الليل والنهار ، ولا بفصل من فصول السنة ..
ثم إنه ليس في جبلة الإنسان ما يقف به عند حد معين ..
بل ركب الله من أسباب الجاذبية في الجنسين ما لا يعد ولا يحصى ..
وجعل في هيئة الجسم وتناسبه وتركيبه وأجزائه وحركاته ولفتاته ، بل في رنة الصوت ونظرة العين قوة جاذبة أخاذة ..!
وهذه كلها نوازع تحرك الشهوة وتجعل الواحد يميل إلى الجنس الآخر ..
فلماذا خلق الله تبارك وتعالى الإنسان على هذه الجبلة والنزعة العارمة ..؟
ألمجرد بقاء النوع ..؟
لا ، لأن النوع الإنساني لا يحتاج إلى كل هذا التناسل للبقاء ، فهو ليس كالسمك أو الذباب ..!
ألمجرد توفير اللذة والمتعة ..؟
لا ، لأن الإنسان لو أتى الوظيفة الجنسية بقدر عشر ما فيه من الشهوة والنزوع الجنسي لخانته طاقته ولخارت قواه ..!
وهذا يدل على أن سبب قوة الشهوة عند الإنسان ليس مجرد إتيان الوظيفة الجنسية ..
بل هو تقوية الرابطة بين الرجل والمرأة إلى جعلها علاقة ثابتة مطردة ..
ولأجل ذلك ركب في طبع المرأة من الحياء والاحتشام والصدود والامتناع ما يجعل الرجل مشدودًا دومًا إليها ..
فالمقصود من هذه الجبلة الجنسية هو تحقيق الاتصال الدائم بين الزوجين فيما يعرف بنظام الأسرة ..
لا أن تكون كل العلاقة بينهما هي مجرد عملية جنسية ..
يتبع إن شاء الله ..
Bookmarks