بارك الله فيكم يا أحبة على تعليقاتكم النافعة القيمة ..
وليتكم لا تتسرعون في تلقيبي بالشيخ فأنا لست كذلك حفظكم الله ونفع بكم ..
أما ما انتقده الأخ سترانجر فيحتاج فعلاً للتوضيح ولمزيد بيان ..
فمقصودي بكون شهوة الرجل غير مضبوطة بضابط أو محدودة بحد هو ما ذكرته في السطر الذي يليه ..
وهو أنها غير محدودة بفصل معين من فصول العام أو بوقت معين من الليل أو النهار ..
وليس في جبلة الإنسان ما يوقف هذه الشهوة عند حد أو مقدار ..
فالمفروض فعلاً أن أكتب (فهي غير مقيدة بكذا ولا كذا ..) بدلاً من (ولا هي مقيدة ..)
حتى يفهم القاريء أن ما تلا هو تفصيل ما سبق لا مزيد إضافة عليه ..
فجزاكم الله خيرًا على التنبيه ، وليتكم تتناولون ما أكتب من وجهة نقدية ..
فهذا مبحث عقلي يحتاج إلى تلاقح العقول ، بل وتبارزها كذلك ، وليس وحيًا معصومًا ..
أما كون الشهوة تفوق طاقة الإنسان بمراحل فهذا واقعٌ أخي الحبيب بالحس والتجربة ..!
ولو حاول المرء أن يحصّل اللذة من كل شهوة تعرض له لهلك قبل أن يبلغ العشرين من العمر ..!
تأمل كيف يبذل المرء وسعه في تحصيل لذة الجماع مع زوجه مرة بعد مرة ..
حتى ينهال عرقه وتنقطع أنفاسه فيحتاج إلى الراحة في منتصف الطريق حتى تتجدد قواه فيواصل من جديد ..
ثم تصوّر هذا المجهود مع كل شهوة تثيرها نظرة أو لفتة أو ضحكة أوحتى منظر حذاء حريمي ..!!
صدقني يا أخي ، هذه النقطة سليمة لا ريب فيها بإذن الله تعالى ..
والطريف أن هذا الموضوع كنت قد جمعته في محاضرة ألقيتها في غرفة البالتوك مرة أو مرتين ..
ثم كان الأخوة يراسلونني على الخاص لأرحمهم من هذه التفاصيل في علاقة الرجل بالمرأة لأنهم غير متزوجين ..!
فنشأت عندي قناعة أن التفصيل في هذه الأمور غير مستحب ..
ثم الآن أجد أن الاختصار قد أساء ولم يحسن ، فالله المستعان ..
أما طبيعة المرأة من الصدود والامتناع فهي مما يحافظ على ثبات علاقة الرجل بالمرأة ..
فإن إقبال الرجل مع صدود المرأة يخلق توازنًا يحافظ على ثبات واطراد العلاقة ..
كما هو الحال مع قوة الجاذبية وقوة الطرد المركزي بين الأجرام ..
وفي الواقع فإن تمنع المراة ودلالها على الرجل مع شدة رغبته فيها من الأمور التي تخلب لب الرجل حقًا ..
وهي من الأسرار الإلهية التي أودعها الله تعالى في طبيعة المرأة ..
وأكتفي بهذا القدر حتى لا تعود زوجتي فتقرأ هذا الكلام فألقى منها حسابًا عسيرًا ..!!
فهذا هو مقصودي بالصدود والامتناع من المرأة للرجل ..
فمع القوة المغناطيسية الجنسية الجاذبة لابد من قوة طاردة لتحافظ على ثبات العلاقة واستمرارها ..
فتكون النتيجة هي تحقيق الاتصال الدائم بين الزوجين ، لا أن تنتهي كل رغبة جنسية بينهما إل عمل جنسي ..
ولا أقصد بكلامي إطلاقًا ما يجذب الرجل إلى المرأة ابتداءً من صفات الجمال أو أخلاق الكمال ..
فهذا موضوعٌ آخرٌ أخي الحبيب ..
تبقى نقطة ما حسبته من كوني أجزم بيقين أن ما أقوله هو حكمة الله تعالى ..
فهذا ما لم أقصده إطلاقًا ، وفي نهاية المقال كنت سأكتب (والله أعلم وأحكم) ..
وليس في صياغة كلامي ما يعيب إن شاء الله فبهذه الطريقة كتب علماء التفسير مثلاً في بيان المراد الإلهي ..
وعلى ذلك جرى المحدثون والفقهاء والأصوليون فيما أعلم ..
بل حتى في مجال بيان حكم الله تعالى في مخلوقاته ، وأنظر مثلاً ما كتبه ابن القيم في مفتاح دار السعادة ..
كذلك ما كتبه في شفاء العليل عند تفسير قوله تعالى {ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} ..
وقد ذكر الأخ عياض نكتة بديعة في الفرق بين ما يعيب وما لا يعيب في هذه النقطة ، فجزاه الله خيرًا على الإفادة ..
والله أعلم .
Bookmarks