وضعتَ الأسد في قفص العصفور أستاذنا عياض
فلا الأسد لهذا القفص و لا هذا القفص لهذا الأسد
لكن سأترك قراءة الموضوع جانبا و أركز على العنوان فقط
هنا أقول لك أنا لم أدعي الحاجة إلى إستقلال فلسفتنا عن الوحي
بل عن ما في إنتاج الآخرين الفكري المُنطلِق من تصورات فاسدة
..
إن الفكر الإسلامي هو فكر بشري و إن كان يعتمد على تصورات و مفاهيم إسلامية
لكنه في الأخير تفكير بشريُُّ, كما أن الشريعة الإسلامية إسلامية, لكن تطبيقها بشري .. !!
بمساعدة فلسفة مستقله يمكن وصف جوانب فكرية إسلامية و على أساسها إجراء عملية الإستناج
في جميع المجالات التي يشملها الفكري الإسلامي:
الفن, الثقافة, الأدب, الاقتصاد, السياسة, العلم, التقنية, المنطق, تطور اللغة ..
هذا الوصف يحمل في ذاته ما عواقب معينة, حتى لو لم تظهر بشكل صريح في الوصف
فأنت إن قمتَ بوضع شروط محددة لنتجية ما, و تصوغ الحالة التي تناسب هذه الشروط
فعندها تكون النتيجة حتمية تحتاجها لدراسة فكرة ما, و لا يمكن هنا أن تستبعد الوحي
بل يتمكن لك صيغة فكرة فلسفية لا تتعارض مع الوحي بل تنطلق من العام و المجمل فيه
في حدود المقاصد الكلية و التركيبات القيمية, حسبك هذا المثال (في المنطق):
القرآن والقياس المنطقى .
أبو مريم
هذا لا يساعدك فقط في قراءة آيات قرآنية في إطار فلسفتنا المستقلة
بل تفتح لك الطريق لتجعلها متبلوة في قالب حضاري يُصاغ من أجل الإنفتاح على الآخر
و الاستفادة من الآخر, ثم الأهم من كل هذا هو وضع إطار مرجعي من أجل حوار متحضر
مع الآخر.
أرجو أن تُخرج ذلك الأسد المسكين من القفص الذي حبسته فيه ..
تحياتي
Bookmarks