المقالة الأولى
د. أحمد إدريس الطعان- كلية ال شريعة – جامعة دمشق
بريد إلكتروني : ahmad_altan@maktoob.com
تعريف العلمانية في المصادر الغربية
أولاً : التعريف في المعاجم الأوربية :
أول ما نطالعه في معجم اللغة البريطانية عن مادة " علمانية " ما يلي :
1 ـ علمانية secularism ما يهتم بالدنيوي أو العالمي كمعارض للأمور الروحية ، وبالتحديد هي الاعتقاد بالدنيويات .
2 ـ العلماني secularist وهو ذلك الشخص الذي يؤسس سعادة الجنس البشري في هذا العالم دون اعتبار للنظم الدينية أو أشكال العبادة .
3 ـ علمانيـة secularity أو secularism أي محبة هذا العالم ، أو ممارسة أو مصلحة تختص على الإطلاق بالحياة الحاضرة .
4 ـ يعلمن seculariye يجعله علمانياً ، يحّوله من مقدس إلى دنيوي ، أو من راهب إلى دنيوي .
5 ـ علماني secular ما يختص بهذا العالم أو بالحياة الحاضرة ، زمني أو عالمي أو ما يناقض كل ما هو ديني أو روحاني ، أو ما لا يخضع لسلطة الكنيسة ، مدني أو غير روحاني ، أو ما لا يهتم بالدين ، أو ما ليس بمقدس ( ) .
وفي معجم أكسفورد بيان معنى كلمة secular كما يلي :
1 ـ دنيوي أو مادي ، ليس دينياً ولا روحياً ، مثل التربية اللادينية ، والفن والتربية الموسيقى اللادينية والسلطة اللادينية ، والحكومة المناهضة للكنيسة .

2 ـ الرأي الذي يقول : إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية ( ) .
ويطرح معجم ويبستر :
علماني : دنيوي ، ومن معانيه الشيء الذي يحدث مرة واحدة في عصره أو جيل ، أو شيء وثيق الارتباط بالحياة المعاصرة ، وأشهر معانيه الآن : الأشياء الدنيوية المتمايزة عن الأشياء الروحية غير العقدية ، وغير التي لها صفة الخلود ( ) .
أما المعجم الدولي الثالث الجديد فيعرف بمادة secularism كما يلي : "" اتجاه في الحياة أو في أي شأن خاص يقوم على مبدأ أن الدين أو الاعتبارات الدينية يجب أن لا تتدخل في الحكومة ، أو استبعاد هذه الاعتبارات استبعاداً مقصوداً . فهي تعني مثلاً : السياسة اللادينية البحتة في الحكومة. وهي نظام اجتماعي في الأخلاق مؤسس على فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية على اعتبارات الحياة المعاصرة، والتضامن الاجتماعي دون النظر إلى الدين "" ( ).
وفي قاموس المورد لمنير البعلبكي : العلمانية تعني حرفياً " الدنيوية " أو " المذهب الدنيوي " ( ) .
وخلاصة التأصيل المعجمي الأوربي يورده أحمد فرج عندما يشير إلى أن المعاجم الأوربية حتى نهاية القرن التاسع عشر تدور فيها كلمة secularism حول المعاني التالية :
- الذي يأتي في كل قرن مرة واحدة .
- المنتسبون إلى العالم الأرضي " دنيويون " وهم ضد طائفة الكهنة من الإكليروس ورجال الكهنوت . " يحتفل بمرور المائة عام " القرن الزمني " ." أجناس شتى من البشر " ( )
وفيما يخص اللغة الفرنسية يذكر د . عدنان الخطيب أن كلمة seculaireتعني : " دنيوي . زمني ، عامي ، قرني ، دهري ، ترابي ، عالمي أو عالماني " ( ) .
ونكتفي بهذا العرض المعجمي لننتقل إلى توضيح أكثر في دوائر المعارف الغربية .
ثانياً : العلمانية في دوائر المعارف الغربية :
في دوائر المعارف تزداد الفكـرة جلاء وبيـاناً وتأكيـداً ففي دائـرة المعارف البريطانية نجد بخصوص كلمة secularism أنها "" حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها ، ذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا ، والتأمل في الله [عز وجل ] واليوم الآخر ، وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية ، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية ، وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة ، وظل الاتجاه إلى secularism يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله ، باعتبارها حركة مضادة للدين ، ومضادة للمسيحية "" ( ) .
وفي دائرة المعارف الأمريكية :
"" العلمانية نظام أخلاقي مستقل مؤسس على مبادئ من الخلق الطبيعي ، مستقل عن المظهر الديني أو الفوق طبيعي ، إنها عرضت لأول مرة في شكل نظام فلسفي بواسطة جورج جاكوب هوليوك حوالي سنة 1846م في إنكلترة ، إنها سلمت لأول مرة بحرية الفكر ، وبأن من الحق لكل إنسان أن يعتقد بنفسه ما يريد ، وطبقاً لهذا التسليم ، وكتتمة ضرورية له يكون من الحق أن يكون هناك اختلاف في الرأي حول كل الموضوعات العقائدية ، هذا الحق في اختلاف الرأي لا يتفق بدون حق تبرير ومناقشة ذلك الاختلاف ، أخيراً : العلمانية تؤكد الحق في مناقشة ومجادلة كل الأسئلة الحيوية مثل المعتقدات المعتبرة أسس الالتزام الأخلاقي مثل : وجود الله [عز وجل ] وخلود الروح ، وسلطة الضمير . العلمانية : لا تعني أنه لا يوجد خير آخر ، لكن الخير في الحياة الحاضرة ، إنها تعني أن الخير في الحياة الحاضرة هو الخير الحقيقي ، ويُبحث عنه لأنه الخير ، إنها تهدف إلى إيجاد وضع مادي يكون فيه من المستحيل أن يوجد معـدم أو فقير ، إنها تؤكد القـوى المادية في هذه الحياة ، التي لا يمكـن إهمالها دون الوقوع في حماقة أو مضرة ، ومن الحكمة والرحمة والواجب الاعتناء بها ، إنها لا تمانع المعتقدات المسيحية ، إنها تقول : إنه لا يوجد هاد أو منقذ في هذه الطبيعة بالأحرى إنها تعني : أن الرشد أو المنقذ يوجد في الحقيقة العلمانية التي تملك من المصادفات والتجارب ما يجعلها مستقلة ، فالسلوك الإنساني مستقل إلى الأبد "" ( ) .
ونختم برؤية دائرة معارف الدين والأخلاق التي تقول :
"" العلمانية توصف بأنها حركة ذات قصد أخلاقي منكر للدين ، مع المقدمات السياسية والفلسفية ، فهي مؤسسة بقصد إعطاء نظرية معينة للسلوك والحياة ، وهي تتبع في ذلك المذهب الوضعي الأخلاقي ، منذ أن تكفلت أن تعمل هذه دون الرجوع إلى الألوهية أو الحياة الآخرة ، ولهذا فقد كان مطلبها هو تتميم " إكمال " وظيفة الدين " العقيدة " خالية من الاتحاد الديني ، ولذلك فإنه يجدر بها أن تكون ديناً إنكارياً سلبياً "" ( ) .
ثالثاً - تعقيب :
نسجل في هذا التعقيب الملاحظات التالية :
الأولى : أن هناك اتفاقاً بين المعاجم ودوائر المعارف المشار إليها على أن العلمانية هي توجه دنيوي محض ، وتسعى لصرف الناس عن الاهتمام بالآخرة أو أي غيبيات ، وتدعوهم إلى الاهتمام بالعالم الحاضر ، والحياة المشاهدة ، وتكرس محبة هذا العالم لأن الخير الوحيد ، الحقيقي الذي يجب أن يُعترَف به هو في هذا العالم . أرجو أن نحتفظ بهذه الملاحظة معنا لأننا سنحتاجها قريباً .
الثانية : هناك اتفاق صراحة أو ضمناً على أن العلمانية مناهضة للأديان ، ومتقاطعة معها فهي تُحوّل المقدس إلى مدنس ، وتقلل من قيمة الإيمان بالله عز وجل واليوم الآخر .
لقد صرحت دائرة معارف الدين والأخلاق ، ودائرة المعارف البريطانية بأن العداء قائم بين العلمانية والأديان ، أما دائرة المعارف الأمريكية فلجأت إلى المراوغة مما أوقعها في التناقض فهي تقول : بأن العلمانية لا تمانع العقائد المسيحية ، ولا تنكر وجود خير آخر ، ثم تقول في نفس الوقت ، ولكن الخير الحقيقي في هذه الحياة الحاضرة ، وهو الجدير بالاهتمام والبحث وإذا كانت المسيحية تعتبر المسيح هو المنقذ والمخلص ، فإن الخلاص والغاية في نظر العلمانية هو في العلمانية القائمة على التجارب والمحسوس .
الثالثة : مهما حاولت العلمانية والعلمانيون المصالحة مع الأديان ، فإن هذا يبدو بعيداً ، لأن العلمانية القائمة في أساسهـا على رفض المبادئ الدينية ، وعدم الاعتراف بها كأسس للالتزام الأخلاقي ، بل ورفض كل الماورائيات التي تقوم عليها الأديان ، وتدعو إلى إقامة الأخلاق والحياة الاجتماعية والسياسية على أسس وضعية نسبية وطبعية ، وهذا بحد ذاته بمثابة إعلان الحرب على الأديان ؛ لأن هذه تطرح نفسها على أنها الحقيقة المطلقة .
الرابعة : نلاحظ أن العلمانية التي تقوم على محاربة احتكار الحقيقة ، وتندد بـ " ملاك الحقيقة المطلقة " تقع هي نفسها في هذا الاحتكار والتملك فهي كما تشير دائرة معارف الدين والأخلاق تطرح نفسها على أنها : دين سلبي إنكاري ، وهي كما أشارت دائرة المعارف الأمريكية ترى الخلاص الوحيد والحقيقة المطلقة في العلمانية .
الخامسة : إن ما قرأناه من تعريفات وتفسيرات في المعاجم ودوائر المعارف يمكن اعتباره خلاصات مضغوطة للتمهيد الذي عرضناه لبيان الجذور التاريخية والفكرية للعلمانية ، ونتائج استقرت عليها الرؤية في الغرب بشأن العلمانية .
رابعاً - تاريخ المصطلح وارتباطه بالمادية والإلحاد :
العلمانية ـ كما أشرنا ـ هي ترجمة لكلمة سكيولاريزم secularism الإنجليزية ، وقد استخدم مصطلح " سكيولار " لأول مرة مع نهاية حرب الثلاثين عاماً سنة 1648 م عند توقيع صلح " وستفاليا " وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة ، وهو التاريخ الذي يعتمده كثير من المؤرخين بداية لمولد ظاهرة العلمانية في الغرب .
وكان معنى المصطلح في البداية محدود الدلالة ، ولا يتسم بأي نوع من أنواع الشمول أو الإبهام إذ تمت الإشارة إلى علمنة ممتلكات الكنيسة وحسب ، بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية ،
أي إلى سلطة الدولة أو الدول التي لا تخضع لسلطة الكنيسة ( ) .
وفي فرنسا في القـرن الثامن عشر أصبحت الكلمة تعني من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية : "" المصادرة غير الشرعية لممتلكات الكنيسة "" أما من وجهة نظر المستنيرين فإن الكلمة تعني : "" المصادرة الشرعية لممتلكات الكنيسة لصالح الدولة "" .
ولكن المجال الدلالي للكلمة اتسع وبدأت الكلمة تتجه نحو مزيد من التركيب والإبهام على يد هوليوك 1817 – 1906م الذي يعتبر أول من صاغ المصطلح بمعناه المعاصر ، وجعله يتضمن أبعاداً سياسية واجتماعية وفلسفية ، وأراد هوليوك أن يُجنب المصطلح مصادمة الأديان فعرّف العلمانية بما يشير إلى الرغبة في الحياد فقال:""العلمانية : هي الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خـلال الطرق المادية، دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض" ( ).
ولكن مع ذلك إذا شئنا أن نربط العلمانية بفلسفة منظرها هوليوك فيمكن القول إن العلمانية قائمة على الشك أحياناً ، والإلحاد الصريح أحياناً أخرى ؛ لأن هوليوك كان ينفي عن نفسه تهمة الإلحاد ، ولكنه في نفس الوقت يعترف بعدم وجود أدلة كافية للإيمان بالله [عز وجل ] ( )، ويجهر أحياناً بأن الإله إنما هو " الحاضر المعيش " ( ) .
ويرجع أول استخدام لكلمة علمانية عند هوليوك إلى شهر ديسمبر سنة 1846 م عندما أوردها في مقال نشره في مجلة " ذي ريزونور " أي "المجادل العقلاني " ، والسبب أنه شعر مع بعض زملائه وأسلافه مثل " توماس بين " و "ريتشارد كارليل " و "روبرت تيلور " أن المسيحية لم تعد مقبولة لدى أكثر فئات المجتمع ، وقد مست الحاجة إلى استبدالها بمبدأ حديث فكان هو " العلمانية " وقد سماها أتباع روبرت أدين بـ " الدين العقلاني " ( ) . وهنا نتذكر ما تحدثنا عنه في التمهيد مما سمي " دين العقل " أو " الدين الطبيعي " .
أسس هوليوك في عام 1855 م " جمعية لندن العلمانية " وفي ديسمبر من نفس العام تحولت الحركة العلمانية إلى تيار واسع النطاق ، وتزايد انتشارها بين عامي 1853 – 1854 م ، مما دفع القس بردين جرانت إلى التصدي لها في كل أنحاء إنكلترة مفنداً ومجادلاً .
ولكن ازداد توزيع مجلة " الريزونور " العلمانية إلى خمسة آلاف نسخة ، وانتشرت الجمعيات العلمانية في جميع أنحاء بريطانيا ومن أبرزها " جمعية لستر العلمانية " و" جمعية بولتون العلمانية " وجمعيات أخرى في سائر أنحاء البلاد ( ) .
وكان لجهود تشارلس برادلاف 1833 - 1894 م دوراً كبيراً في ترسيخ المبادئ العلمانية الجديدة ، وإضفاء طابع الإلحاد عليها ، وذلك عندما استلم رئاسة جمعية لندن العلمانية سنة 1858 م بدلاً من هوليوك ، واشترك سنة 1860 م في تحرير مجلة " المصلح القومي " التي حلت محل سابقتها " الريزونور " وأسس الجمعية العلمانية القومية سنة 1866 م ( ) .
اندثرت مجلة " المصلح القومي " سنة 1881 م لتحل محلها مجلة " المفكر الحر " التي زادت من جرعتها الإلحادية ، فكانت لا تكف عن الاستهزاء بالأناجيل ، والسخرية من الذات الإلهية ، إلى درجة أنها طالبت بمحاكمة أصحاب الأناجيل الأربعة لأنهم يجدفون على الله [عز وجل ] فهم يقولون بأن الله [عز وجل ] ، ضاجع عـذراء يهودية وأنجب منها طفـلاً غير شـرعي أسماه المسيح ( ) .


خامساً - خلاصة الرؤية الغربية العلمانية :
في الواقع إننا لا نعرض هنا خلاصة لأن الخلاصة كانت هي ما عبرت عنه دوائر المعارف والمعاجم ـ كما رأينا ـ ولكن يمكن اعتبار ما نذكره هنا على أنه تأكيد للخلاصة ، أو أنه خلاصة الخلاصة ، وهو ما سنحتاجه عندما نختار تعريفاً للعلمانية .
لقد رأى بعض القسيسين أن العلمنة في الأصل تحوُّل المعتقدات المسيحية إلى مفاهيم دنيوية عن البشر والعالم ولا سيما من منظور بروتستانتي ( ) . ولكن عالم اللاهوت الهولندي " كورنليس فان بيرسن " يوضح ذلك بشكل أكثر صراحة عندما يقرر بأن العلمانية تعني : "" تحرر الإنسان من السيطرة الدينية أولاً ، ثم الميتافيزيقية ثانياً على عقله ولغته " ويفصل أكثر بقوله : " إنها تعني تحرر العالم من الفهم الديني ، وشبه الديني ، إنها نبذ لجميع الرؤى الكونية المغلقة ، وتحطيم لكل الأساطير الخارقة، وللرموز المقدسة … إنها تخليص للتاريخ من الحتميات والقدريات، وهي اكتشاف الإنسان أنه قد تُرك والعالَم بين يديه، وأنه لا يمكن بعد الآن أن يلوم القدر أو الأرواح الشريرة على ما تفعله بهذا العالم، إنها تعني أن يدير الإنسان ظهره لعالم ما وراء الطبيعة، وأن يولي وجهـه شطر هـذا العالم أو" الهنا "وأن يحصر نفسه في الزمن الحاضر"" ( ) .
إنها تعني : "" زوال وظيفة الدين في تحديد رموز التوحيد والاندماج الثقافي " ، وتعني أن هناك : " مساراً تاريخياً لا راد له تقريباً هو الذي يتحرر بمقتضاه المجتمع والثقافة من الخضوع لوصاية الدين والأنساق الميتافيزيقية المغلقة "" ، وتعني : "" القضاء على التبعية الطفولية في كل مستوى من مستويات المجتمع ، إنها عملية نضج ورشد وتحمل للمسؤولية ، أو قل إنها التخلي عن كل سند ديني أو غيبي أو ميتافيزيقي ، وجعل الإنسان يعتمد على نفسه "" ( ) .
أخيراً يمكن أن نختم بما يلي : العلمانية في المنظور الغربي هي: التحرر من الأديان عبر" السيرورة " التاريخية، واعتبار الأديان مرحلة بدائية لأنها تشتمل على عناصر خرافية كالماورائيات والغيبيات، ولا يتم الخلاص من هذه الأعباء إلا عن طريق تحقيق النضج العقلي الذي تحققه العلمنة عبر آلياتها الثقافية والفكرية والفلسفية. وهذا ما يعبر عنه د.ج.ويل بقوله:"" الفكرة العلمانية تنطوي على مفهوم فلسفي يتعلق باستقلال العقل في قدرته "" ( ).وذلك يعني بنظر كلود جفراي "" إلغاء كل مرجع ديني""( ). وهو نفس ما يريده جول فيري 1832 – 1893م ولكن بتعبير أكثر حدة حيث الغرض النهائي من العلمـانية عنـده هو:"" تنظيم المجتمع بدون الله ""[عز وجل]( ). إنها الدنيوية إذن .

_______________________________________________
الهوامش

( ) انظر : معجم اللغة البريطانية العالمية 3 / 1138 وانظر : " العلمانية وموقف الإسلام منها " رسالة ماجستير عزت عبد المجيد أبو بركة ص 2 – 3. و د . صلاح يعقوب يوسف عبد الله " العلمانيون والقرآن " ص 39 رسالة دكتوراة في جامعة الأزهر – كلية أصول الدين.
( ) معجم أكسفورد ص 849 – 850 وانظر : " العلمانية " د . سفر الحوالي ص 22 دار مكة للطباعة والنشر والتوزيع – مكة المكرمة – الطبعة الأولى 142 هـ 1982 م .
( ) معجم ويبستر ص 2053 وانظر : د . أحمد فرج " جذور العلمانية " ص 109 – 112. وانظر : د . سفر الحوالي " العلمانية " ص 23 ود. صلاح يعقوب يوسف عبد الله " العلمانيون والقرآن " ص 40 .
( ) نقلاً عن سفر الحوالي " العلمانية " ص 23 .
( ) المورد – منير البعلبكي قرص سي دي كمبيوتر .
( ) انظر : د . أحمد فرج " جذور العلمانية " ص 134 – دار الوفاء للطباعة والنشر – المنصورة – الطبعة الخامسة 1413 هـ 1993 م سلسلة نحو عقلية إسلامية واعية رقم 2 .
( ) انظر : عدنان الخطيب : " قصة دخول العلمانية في المعجم العربي " ملحق رقم 2 ضمن كتاب " جذور العلمانية " للدكتور أحمد فرج ص 146 .
( ) دائرة المعارف البريطانية 10 / 594 وانظر : لأستاذنا الدكتور السيد رزق الحجر " مدخل لدراسة الفكر الإسلامي الحديث والمعاصر " ص 317 . وله : " اضمحلال المشروع العلماني للنهضة " ص 157 بحث ضمن كتاب المؤتمر الدولي السادس للفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم جامعة القاهرة 1422 هـ 2001 م و د . سفر الحوالي " العلمانية " ص 22 .
( ) دائرة المعارف الأمريكية 24 / 510 – 511 .
( ) دائرة معارف الدين والأخلاق 9 / 347 . وانظر : عزت عبد المجيد أبو بركة " العلمانية وموقف الإسلام منها " ص 13 ، 14
( ) انظر : د . عبد الوهاب المسيري " العلمانية تحت المجهر " ص 11 وانظر أيضاً د . عبد المجيد الشرفي " العلمنة في المجتمعات العربية والإسلامية الحديثة ضمن كتاب " لبنات " ص 53 – دار الجنوب للنشر – تونس 1994 د ، ط .
( ) انظر : د . المسيري " العلمانية تحت المجهر " ص 11 ، 12 وانظر : رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب ص 248 .
( ) انظر : د. رمسيس عوض – الإلحاد في الغرب ص 246 .
( ) انظر : د . فتحي القاسمي " العلمانية وانتشارها شرقاً وغرباً " ص 47 – الدار التونسية للنشر – تونس 1993 سلسلة موافقات – العدد 16 .
( ) انظر : د. رمسيس عوض " الإلحاد في الغرب " 251 .
( ) انظر : السابق ص 252 ، 253 .
( ) انظر : السابق ص 255 ، 257 .
( ) انظر : السابق ص 259 ، 262 .
( ) انظر : للقس الألماني " جوتفرايد كونزلن " مأزق المسيحية والعلمانية في أوربا " تقديم وتعليق د . محمد عمارة ص 22 دار نهضة مصر – القاهرة – 1999م . د . ط سلسلة في التنوير الإسلامي رقم 44 .
( ) د . سيد محمد نقيب العطاس " مداخلات فلسفية في الإسلام والعلمانية " ص 42 ، ترجمة : محمد طاهر الميساوي ط 1 / 1420 هـ 2000 م 43 .
( ) د . العطاس " السابق " ص 44 .
( ) د. فتحي القاسمي " العلمانية وانتشارها شرقاً وغرباً " ص 47 .
( ) السابق ص 46.
( ) السابق ص 47 .