السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة والأخوات الأفاضل في هذا المنتدى المبارك
لقد سألت نفسي هذا السؤال كثيرا مثل أغلب البشر ... لماذا خلقنا الله؟
في ضوء هذه الآيات المباركه من سورة البقرة :
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾
وفي ضوء الآية المباركة من سورة الذاريات: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾
وبمراجعة التفسيرات المعتمده وفيما لا يتعارض معها حاولت الربط بين عدة أمور
1- خلق الله الإنسان وجعله خليفة في الأرض
2- أمر الله للملائكة بالسجود لآدم
3- قول الله للملائكة "إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"
4- تفسير الآية من سورة الذاريات "ليعبدون" أو "ليعرفون" كما فسرها بعض الصحابه
فمعرفة الله وعبادته أمران متلازمان على أية حال.
وحتى لا أطيل في شرح ما توصلت إليه في هذا الأمر وهو:
أن الله سبحانه وتعالى خلقنا لتكون غاية علمنا هو معرفته ومن ثم عبادته.
أن أمر الله للملائكة بالسجود لآدم (سجود تشريف وتكريم وليس عباده) وعدم علم الملائكة بقدرات هذا المخلوق الجديد والذي بدا أقل منهم في المرتبة والقدرات حيث أنه خلق من طين.... فكان هذا الأمر بمثابة تعريف للملائكة بتكريم الله له بخواص لم يعهدوها.... وأعطى الله لهم مثلا بجعل آدم ينبئهم بأسمائهم بعد أن علمه هذه الأسماء.
ومع ملاحظة تكرار ما يشير إلى العلم في هذه الآيات كما بينتها باللون الأحمر فقد خطر لي خاطر...
نحن كمؤمنين بالله ومن سبقنا بالإيمان من عهد أدم عليه السلام وحتى يومنا هذا قد آمنا بالله عن طريق واحد... وهو إرسال الله للرسل والأنبياء بالرسالات والمؤيدين بمعجزات وآخرهم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ونظرا لأن البشر منقسمين بين مؤمن وكافر على مدى كل العصور رغم كل هذه الرسالات والمعجزات.... ونجد الكثير من ديانات سماوية ووضعية وعقائد متنوعه لاتتفق حتى على تعريف من هو الخالق لهذا الكون....
فسألت متى يشمل الإيمان الحقيقي كل من على وجه الأرض؟؟
وهل هذا حتمي الحدوث قبل يوم القيامه؟؟
وهل يلزم لذلك أن يكون كل البشر مسلمين مثلا على اعتبار أن الدين الإسلامي هو آخر الرسالات؟؟
ثم هناك حديث
رقم الحديث: 212
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ َ جَمِيعًا ، عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ ، قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَدَأَ الإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ "
الحكم المبدئي: إسناده حسن، على شرط مسلم.
في نهاية الأمر قلت لنفسي.... أيكون غاية ما سوف يصل إليه الإنسان بعد مدة طالت أو قصرت أن يكون العلم بوجود الله ليس على سبيل الإيمان والمنطق والعقل فقط.... ولكن بالعلم... أي أن يتفق علماء الأرض في الفيزياء والكيمياء والفلك والبيولوجيا وغيرها... سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين بأن وجود الله لا ريب فيه ولا جدال... مثلما اتفق الجميع على أن الأرض كروية بالدليل العلمي من قبل مشاهدتها من خارجها... ولا يجادل اليوم أحد في ذلك... ويصبح الإيمان بالله يقينا علميا أو بمعنى آخر حقيقة علمية غير قابله للجدل....وقد يأتي ذلك اليوم بعد مئات أو آلاف أو ربما ملايين السنين... وقد لا يكون هناك مؤمنا واحدا على وجه الأرض حين يأتي ذلك اليوم.... ونتيجة لذلك يصبح كل من على وجه الأرض مؤمنا.
وبذلك تتبدى قدرة الإنسان التي كرمه الله بها وهي العلم والعقل لمعرفة الله وإتمام غاية وجوده على الأرض.
ويظهر لنا أيضا سببا جديدا لأمر الله للملائكة بالسجود لآدم.
أعتذر إن كنت قد أطلت فليس كلنا عنده ملكة الإيجاز... وأرجو أن تكون الفكرة واضحه.
وإن كان ما طرحته قد سبق طرحه... فمعذرة لم أقرأ ذلك من قبل في أي مكان.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير.
Bookmarks