الإخوة والأخوات الأفاضل

أولا العنوان "تعليقات" كان المقصود به مشاركتكم بالرأي سواء كان بالنقد أو بالإضافه
ثانيا الحوار هو بين مؤمنين موحدين بالله ولذلك وضعته في قسم الحوار عن الإسلام
ثالثا الموضوع عبارة عن خاطرة وردت إلى ذهني وليس إعادة نقل لتفسيرات من كتب التفسير
رابعا هذه الخاطرة لا تتعارض مع الإيمان الصحيح لأي مسلم ولا تتعارض مع التفاسير المعروفه
خامسا هذه الخاطرة ليست من باب الرغبة أو الحلم بحدوثها فإيماني لا ينتظر إثباتات علميه

وسوف أختصر بعض النقاط التمهيديه:
1- خلق الله الإنسان وجعله خليفة في الأرض... وهذا تكليف
2- تعجبت الملائكة لجعل الإنسان خليفة في الأرض كما عبروا عن ذلك في الآيه
3- أراهم الله مثالا لما يمكن أن يفعله هذا الإنسان بأن علم آدم الأسماء التي لا تعرفها الملائكه
4- أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وهذا تشريف وتكريم له
5- الآية .. وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون

ثم نأتي إلى تساؤلات... ولها بطبيعة الحال الكثير من الإجابات:
ما هي غاية وجود الإنسان على الأرض ؟ أهو فقط ليعيش عليها ويرتزق منها ؟
ما هي النقطة الفاصلة في حياة البشرية والتي تنتهي عندها الغاية من خلق البشر؟
هل خلقنا الله بقدرات عقلية تمكننا من مراكمة العلم والبناء عليه وتطويره فقط لتحقيق غايات دنيويه؟
ما هو وجه استفادة البشر من وجود هذا الكون الشاسع الذي ليس له حدود ؟
فإن لم يقدم هذا الكون الشاسع دليلا قاطعا على وجود الله... فما هو وجه تسخيره للبشر على اعتبار أن وصول الإنسان حتى لأقرب نجم هو شبه مستحيل عمليا مهما تقدم بنا العلم؟
لماذا ختمت الرسالات السماويه في لحظة تاريخية معينه من حياة البشر؟
ما هو سبب تشريف البشر إن كان كل ما فعله حتى الآن هو الإيمان سواء بالفطرة أو بالرسالات المؤيدة بمعجزات من الله أو بكليهما؟ فهل هذا إنجازا يستحق عليه تشريفا؟ مع ملاحظة أن أغلبهم لم يؤمن رغم كل ذلك.
الإيمان بالله هو فرض عين على كل إنسان وصلته الرساله فماذا عن البشر كجنس؟
هل استمرارية البشرية إلى ماشاء الله لها أن تكون هي فقط لإنتاج المزيد من البشر على الأرض مؤمنين وكافرين؟ هل هي فقط لتكرار جيل وراء جيل يؤمن بعضهم ويكفر بعضهم؟

ونأتي أخيرا لبعض المشاهدات:
أن المؤمنين بالله في حالة زيادة ونقصان كالموجات المتتابعه على طول تاريخ البشريه
تزيد نسبتهم في جيل أو أجيال وتنقص في جيل أو أجيال أخرى
ولا يغير من كونها موجات أن يؤمن كل البشر في جيل ما ثم يكفرون كلهم في جيل ما... فقط الفرق في الدرجه
وكذلك أخلاقيات الناس تعلو في جيل وتنحدر في جيل كموجات متتابعه
الشئ الوحيد الذي يأخذ اتجاها واحدا تصاعديا وتراكميا في الحياة البشريه هو العلم بكافة فروعه ... حيث يبني كل جيل علما جديدا فوق ما وصل إليه الجيل السابق له وهلم جرا

ثم استنتاجاتي:
ما خطر ببالي كتوقع واستقراء أن يصل تراكم العلم البشري في يوم ما لحقيقة أن لهذا الكون خالق... ليس من باب الإيمان كما نؤمن نحن... ولكن من باب اليقين العلمي الذي يجمع عليه كافة البشر ولا ينكره منكر.
وحينها ترى الملائكة ما لم تكن تعلم... أن هذا الإنسان الضعيف.. المخلوق من طين.. والمحصور في الحياة على الأرض.. والذي يفسد في الأرض ويسفك الدماء.. قد استطاع بفضل ما منحه الله من عقل أن يصل إلى اليقين بوجود الله عن طريق كان في علم الغيب عند الله وحده.

وأرجو ألا يفهم من خاطرتي تلك وجود أي تعارض بين إيماننا بأن الله سوف يحاسبنا على ما قدمت يدانا من إيمان وعمل نحن ومن سبقنا من البشر ومن سوف يأتي بعدنا... وهذه الخاطرة مجرد نظرة للأمر من منظور أوسع.
وأرجو ألا يفهم من خاطرتي تلك أنها شئ أتمناه أو يتوقف عليه إيماني ... إن الأمر مجرد استقراء وخواطر

والله تعالى أعلى وأعلم
والله من وراء القصد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته